|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-07-2024, 09:11 PM | #1 |
|
منع الإمام الحسين (ع) من الوصول إلى الماء
منع الإمام الحسين (ع) من الوصول إلى الماء بعث عمر بن سعد خمسمِائة فارس بقيادة عمرو بن الحجاج ، فنزلوا على الشريعة ، وحالوا بين الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ( رضوان الله عليهم ) وبين الماء ، ومنعوهم أن يستسقوا منه قطرة ، وذلك في اليوم السابع من المُحرَّم عام ( 61 هـ ) . ولما اشتدَّ العطش بالإمام الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، فأمَرَ أخاه العباس بن علي ( عليهما السلام ) ، فسار في عشرين رجلاً يحملون القرب ، وثلاثين فارساً ، فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلاً . وكان أمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللِّواء ، فقال عمرو بن الحجاج: مَن الرجل ؟ قال : نافع . قال : ما جاء بك ؟ قال : جِئْنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا [ منعتمونا ] عنه . قال : فاشْرَب هنيئاً . قال نافع : لا والله ، لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه . وروى سبط بن الجوزي : أنهم اقتتلوا على الماء ، ولم يمكنوهم من الوصول إليه ، وضيَّق القوم على الحسين ( عليه السلام ) ، حتى نال منه العطش ومن أصحابه . فقال برير بن خضير للإمام الحسين ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله ، أتأذن لي أن اخرج إلى القوم ، فأذن له ، فخرج إليهم فقال : يا معشر الناس ، إنَّ الله عزَّ وجلَّ بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه ، وسراجاً منيراً . وهذا ماء الفرات ، تقع فيه خنازير السواد وكلابه ، وقد حيل بينه وبين ابن نبيِّه . فقالوا : يا برير ، قد أكثرت الكلام ، فاكففْ ، والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله . فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) لبرير : ( اقعُدْ يا بُرير ) . ثم قام الإمام ( عليه السلام ) فنادى بأعلى صوته ، فقال : أنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن جَدِّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟. قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ): أُنشِدُكُم الله، هل تعلمون أن أمِّي فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) ؟. قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أُنشِدكم الله ، هل تعلمونَ أنَّ أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) ؟ . قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشدكم الله ، هل تعلمون أن جَدَّتي خديجة بنت خُوَيلد ، أوَّل نساءِ هذه الأمة إسلاماً ؟ . قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن سيِّدَ الشهداء حمزة عَمُّ أبي ؟ . قالوا : اللَّهم نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا مُتقلِّدُه ؟ . قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : أُنشِدُكُم الله ، هل تعلمون أن هذه عمَامة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنا لابِسُها ؟ . قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : أنُشِدُكُم الله ، هل تعلمون أنَّ علياً كان أول القوم إسلاماً ، وأعلمُهُم علماً ، وأعظمُهم حِلماً ، وأنه وليُّ كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة ؟ . قالوا : اللَّهُمَّ نعم . فقال الإمام ( عليه السلام ) : فِيمَ تَستحِلُّون دَمي وأبي الذائِدُ عن الحوض ، يذودُ عنه رِجالاً كَمَا يذاد البعير الصاد عن الماء ، ولواءُ الحمدِ في يَدِ أبي يوم القيامة . قالوا : قد علمنا ذلك كُلّه ، ونحنُ غير تاركيك حتى تَذوقَ الموت عطشاً . فلما خطب الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذه الخطبة ، وسمعت بناتُه وأخواتُه كلامَه بِكيْنَ ، وارتفعت أصواتَهُنَّ . فوجَّهَ الإمام الحسين ( عليه السلام ) إليهِنَّ أخَاه العباس وابنه علياً ( عليهما السلام ) ، وقالَ لهما : ( أَسكِتَاهُنَّ فَلعمري لَيكثرنَّ بُكاؤهُنَّ .
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|