التوكل على الله

التوكل على الله
انطلق ثلاثة رجال حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فنحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار, فقالوا: أنه لاينجينا من هذه الصخرة إلا أن ندعو الله تعالى بصالح أعمالنا...
فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولامال (أي: لا أقدم في الشرب قبلهما أحداً) فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما (شرابهما) فوجتهما نائمين فكرهت أن أوقضهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر واطفالي يتضاغون(أي يصيحون من الجوع) عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما ...اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فأنفرجت شيئا لايستطيعون الخروج منه. فقال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنه عم كانت أحب الناس إلي وفي رواية كنت أحبها كأشد مايحب الرجال النساء فأرتها على نفسها فأمتنعت حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها مائة وعشرين ديناراً على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى قدرت عليها ...قالت : أتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه (أي إلا بالحلال) فأنصرفت عنها وهي احب الناس إلي وتركت المال الذي اعطيتها...اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا ما نحن فيه ,فأنفرجت الصخرة غير انهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث : اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم , عدا رجل واحد ترك الذي له وذهب , فثمرت اجره حتى كثرت منه الأموال , فجاءني بعد حين فقال : ياعبدالله أد إلي أجري , فقلت: كل ما ترى من أجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق فقال : ياعبدالله لا تستهزء بي فقلت فأخذه كله فأستاقه فلم يترك منه شيئاً ..اللهم ان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا مانحن فيه (فأنفرجت الصخرة فخرجوا يمشون)