الامام الحسن عليه السلام وتمهيده لواقعة الطف الاليمة

[align=center][align=center][align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم [/align][/align][align=center][align=center]
[/align][/align][align=center][align=center]

بسم الله الرحمن الرحيم
لم يفترق ذكر الامام الحسن المجتبى عليه السلام عن ذكر اخيه ابا الاحرار عليه السلام في اغلب احاديث النبي الاكرم واهل بيته صلوات الله عليهما .
فمما قاله بحقهما :-
- ( ريحانتاي من الدنيا وريحانتاي من هذه الامة ) اعلام الهداية ص 29
- ( الحسن والحسين خير اهل الارض ) عيون اخبار الرضا ج 1 ص 67
- ( سيدا شباب اهل الجنة ) اعلام الهداية ص 29
- ( هما من اهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من النار ) نفس المصدر

* ومن ذكر بعض فضائله ( روى المفضل عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن ابيه عن جده (( ان الحسن بن علي بن ابي طالب
كان اعبد الناس في زمانه ، وازهدهم وافضلهم ، وكان اذا حج حجَ ماشياً وربما مشى حافياً وكان اذا ذكر الموت بكى واذا ذكر القبر بكى
واذا ذكر البعث والنشور بكى واذا ذكر المحمد على الصراط بكى واذا ذكر العرض على الله – شهق شهقه يغشى عليه منها ))
امالي الصدوق 244 نقلاً من كتاب اعلام الهداية ص 37
* بعد استشهاد الامام امير المؤمنين عليه السلام اتخذ الامام الحسن المجتبى عليه السلام موقف الحزم تجاه معاوية لعنة الله عليه وكان
الاستعداد متوفر لمواجهة معاوية من خلال بعض الامور التي قام بها الامام الحسن عليه السلام ومنها مضاعفة الاجور للمقاتلين واعادة
اصلاح وهيكلة الجيش وكان هذا الامر مما يثير قلق ومتابعة معاوية الذي دس بالجواسيس لشراء الذمم من جهة ونقل اخبار معسكر الامام
الحسن عليه السلام الى معاوية من جهة اخرى وهنا مما لم يغب عن ذهب الامام عليه السلام فأمر بأحضار الرجل الحميري الجاسوس وضرب
عنقه . وكتب الامام الى البصرة وامرهم باستخراج القيني من بني سليم وامرهم بضرب عنقه ( مقاتل الطالبين 32 )

ثم كتب الامام عليه السلام الى معاوية لعنة الله عليه (( اما بعد فأنك دست الي الرجال كأنك تحب اللقاء ، لا اشك في ذلك فتوقعه ان شاء الله
)) نفس المصدر .
وهذا يعني امران بحسب الظاهر :-
1– ان مسألة الحرب متوقعة نظر الامام الحسن المجتبى سواء كانت في عصره او في زمن يليه وها ما كان يعنيه الامام بحسب علمه الالهي
وبحسب ما دلت عليه الروايات والوصية التي اوصى بها لولده القاسم عليهما السلام .
فأما مسألة استعداده لمواجهة معاوية فقد ذكرت الاخبار والروايات ان معاوية وبعد شهادة امام المتقين علي ابن ابي طالب عليه السلام بدأ
يستنهض اتباعه وجيشه ليسير بهم الى العراق فكتب الى بعض قادة الكوفة فأجابه البعض وطلب منه البعض الاخر الامانة لأنفسهم فزحف
معاوية مع من تبعه الى العراق وتولى بنفسه قيادة الجيش واناب عنه في عاصمته الضحاك بن قيس الفهري ويذكر ان عدد الجيش معه كان 60
الف .... وبالمقابل فأن الامام استنهض جيشه لمواجهة معاوية فخطب فيهم بالقول (( اما بعد فأن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً ثم
قال لأهل الجهاد من المؤمنين ( اصبروا ان الله مع الصابرين ) فلستم – سائلين ما تحبون الا بالصبر على ما تكرهونه انه بلغني ان معاوية بلغه انا كنا ارفعنا المسير فتحرك للذلك فأخرجوا رحمكم الله الى معسكركم بالتخلية ... ) فسكتوا ( مقاتل الطالبين 39 اعلام الهداية ص 137 )ولكن ضيافة قادة الجيش المتخاذل كان لها الاثر في خذلان حركة الامام ومواجهة العدو بل وانعكس الامر على شخص الامام تعنه حيث ظلم في ذكر دورة الجهادي الرافض لسياسة معاوية وتركيز البعض على جوانب محدده دون الالتفات الى الجوانب المتعددة . فلم يكن الامام مبتعداً عن اداء واجبه العسكري ولكن توالي الخيانات هي التي دفعت الامام الى الامر الثانوي واتخاذه مبدا الدفاع عن الدين من خلال الهدنة مع معاوية عليه اللعنة والعذاب . فعرض الامر على الامام من قبل وفد الشام المؤلف من المميزة ابن شعبة وعبد الله بن كريز وعبد
الرحمن بن الحكم ولكن الامام كان جوابه واضحاً ولم يعط من نفسه لما اراده معاوية منه . ان الامام الحسن عليه السلام حارب الخطر الاموي الهادف الى السيطرة على الامة الاسلامية وبالتالي نشر افكارها المسمومة ودثر معالم الدين الحنيف . وذلك من خلال فرض شروط الصلح التي يمكن من خلالها دفع الضرر المحتمل عن امة جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بل وان المواجهة مع الطاغية معاوية فرأى الامام بعد ان رأى خذلان قادة جيشه ان يترك معاوية في حكمه وبيان مدى فشله وحقده الدفين على الدين الاسلامي فرفع الغطاء عن الوجه الاموي بأعتبار ان معاوية كان يدعي التدين وهذا ما عمل على اشاعته عندما احكم سيطرته
على الشام وخوصاً في عهد الخليفة الثاني والثالث . والحوادث التي قام بها معاوية سواء من خطبة مباشرة كما في قوله من خطبة القاها على جيش العراق الذي التحق بمعاوية في النخيلة فقام خطيباً بهم قائلاً (( يا اهل العراق اني والله لم اقاتلكم لتصوا ولا لتصوموا ولا لتزكوا ولا
لتحجوا وانما قاتلكم لا ناصر عليكم )) الارشاد للمفيد 2 \ 14 فكانت هذه الخطوة الاولى لفضح مكر ودسائس بنوا امية امام العالم اجمع . فكان الامام الحسن المجتبى عليه السلام هو الفاضح والكاشف لحقيقة بنوا امية وكان الشهيد الابر على ما تحمله في سبيل تحقيق هذا الهدف من طعن وشك في شخصه الكريم . فلم تكن تلك الكلمات التي تعرض لها بأقل من رص الخيول لجسد اخيه ابا الاحرار عليه السلام في ساحة الطف .* الامر الاخر من المشاركة الحسينية في واقعة الطف ان من ابرز اسباب الهدنة مع معاوية هو الحفاظ على الثلة المؤمنة التي التحقت فيما بعد بمعسكر الطف تحت راية ابا الاحرار عليه السلام وهنا احب ان اوضح المسألة من خلال واقعنا الحالي فقد عشنا مع المولى المقدس محمد الصدر ( قدس سره ) سنوات ونتذكر جيداً الامر بالمسير الى كربلاء ثم العدول عن الامر بعد التهديدات من قبل اجهزة الامن الصدامي فكأن الولي اختار تأجيل الامر مما راه من قلة انصاره في ذلك الوقت وبطش النظام المتزايد فأما ان يؤجل الامر او ان الثلة المؤمنة ستلبي الامر وبالتالي
اعتقالها واعدامها . والسيد الولي محمد الصدر ينظر بعين الله ويعلم جيداً ان هناك مرحلة لهؤلاء الفتية المؤمنين يبرزون فيها للدفاع عن الدين
الحنيف وهذا ما تحقق فعلاً فبقيت الثلة المؤمنة بين مربي للمجتمع وبين مضحي بدمه الطاهر في سبيل الدين الحق .
* الامر الاخر الذي مهد به الامام الحسن عليه السلام لمعركة الطف واحقية ابا عبد الله عليه السلام هو ما ذكره في الشرط الثاني من شروط
الهدنة وهو ( ان يكون الامر من بعده للحسن ثم للحسين عليهما السلام وان لا يعهد الى احد من بعده ) واجمع المؤرخون على ان معاوية لم يف
بشرط هذا بل نقضه بجعل الولاية لابنه يزيد لعنة الله عليه من بعده ( صلح الامام الحسن \ 142 ) . وهذا ما يشكل فقدان الشرعية ليزيد بنص
وموافقة ابيه معاوية عليهما اللعنة والعذاب . * يتبين من خلال التأريخ ان المرحلة التي عاشها الامام الحسن عليه السلام لم تكن مرحلة مواجهة سواء كان الامام الحسن عليه السلام في الامامة او غيره من ائمتنا عليهم السلام فكلهم محمديون وكلهم حسينيون . بل وان الامام الحسين عليه السلام مارس نفس الدور في الثبات
على الهدنة ما دام معاوية في الحكم الاموي فقد استشهد الامام الحسن عليه السلام سنة 49 او 50 هـ . ومات معاوية سنة 60 هـ . وخلال كل
هذه المدة كان الامام الحسين عليه السلام في القيادة والامامة وكان هو الامر لنا هي بالنسبة لمواليه الا انه لم يتحرك بخلاف ما قام به الامام
الحسن عليه السلام في تعامله مع معاوية . بل واكثر من ذلك فقد كتب اليه بعض شيعته بالقيام والثورة ضد معاوية الا ان الامام الحسين عليه
السلام امرهم بالصبر والانتظار والتقية .* ذكر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره في كتابه شذرات من فلسفة تأريخ الحسين عليه السلام \ فقرة هل ان صلح الحسن مقدمة لثورة الحسين عليهما السلام (( وينبغي الالتفات هنا الى اننا لسنا مضطرين حسب القواعد الشرعية لمعروفة ان نقول بهذه المقدمية
بل يكفي فيه ما عليه المسلك التقليدي الامامي القديم من ان كل منهما قد رأى المصلحة في زمانه ومكانه المعنيين ان يقوم بما قام به . وان
المصلحة تلقاها بالالهام عن ربه او بالامر من جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد اجازها صلى الله عليه واله وسلم في ذلك حين قال ((
الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا )) اذن فكل منهما قد ادى المصلحة الوقتية التي رأها في زمانه بغض النظر عن الاخرين ))
ويضيف سماحته في نفس السياق وفي نفس المصدر ص 91 (( رابعاً : ان يكون هدف الامام الحسن عليه السلام تربية ايمان المؤمنين ليشاركوا في
ثورة الامام الحسين عليه السلام وقد حصل في البعض كهؤلاء الذين جاءوا معه وقتلوا معه وهذا يكفي ونحن نعلم ان عمق الايمان لا يمكن ان
يحصل للكثيرين الا نادرا )) ومن باب تكامل اصحاب الامام الحسين عليه السلام من ناحية الطاعة للأمام الحسن عليه السلام ولم تكن هناك
شك في الهدنة والالتزام بالامر الذي حصل من قبل الامام الحسن مما جعل لهم الفرصة في البقاء في مسيرة التكامل وذلك من ناحية الطاعة
وصفاء النفس والبقاء في ساحة المعصوم التكامل
والحمد لله رب العالمين

[/align][/align][/align]

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزيت خيراً على البحث وانالك الله شفاعة الحسن المجتبى (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم
وفقك الله وسقاك من حوض الكوثر ياابا كوثر

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث قيم
جزاك الله خيرا
وجعله في سجل اعمالك