![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) الأنفال: ٣٠ المــــقــدمـــــــــــــــة إن الصراع بين الحق والباطل أو قل بين أولياء الله وأعدائه قائم منذ أن خلق الله البشرية وبعث فيها الأنبياء مبشرين ومنذرين ، فقد عمد الأعداء إلى حياكة المؤامرات والدسائس وخططوا وبشتى الأساليب للإطاحة بالقائد الإلهي والحيلولة دون نشر دعوته الحقة . وقد آليت في بحثي هذا إلى التطرق إلى بعض المواقف أو الأحداث التي خطط فيها أعداء الله ضد إمامنا الحسين ( عليه السلام ) وكيف استطاع سلام الله عليه بحكمته إفشال تلك المخططات ، وقد قسمت البحث إلى ثلاث مراحل ، المرحلة الاولى في المدينة والمرحلة الثانية في مكة والثالثة بعد خروجه من مكة ، ثم عرجت إلى وقتنا الحاضر إلى أولياء الله اللذين أفشلوا مخططات الأعداء وهم السيد الشهيد (قدس سره) وابنه البار السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) ثم ختمت بحثي بالنتائج راجياً من الله القبول . بعد موت معاوية وانتقال الخلافة إلى ابنه يزيد عليه اللعنة قرر يزيد أخذ البيعة من الإمام الحسين (عليه السلام) باعتباره صاحب شخصية اجتماعية مهمة هو وبعض كبراء الشخصيات ممن لهم نفوذ اجتماعي في المدينة ، فأرسل إلى والي المدينة وهو الوليد بن عتبة أن يأخذ البيعة من الإمام سلام الله عليه كما تقول الرواية :ـ جاء في رسالة يزيد إلى والي المدينة (بسـم الله الرحمن الرحيـم، من يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة، أمّا بعد، فإنّ معاوية كان عبـداً من عباد الله، أكرمه الله واستخلفه وخوّله ومكّن له، فعاش بقدر ومات بأجل، فرحمه الله، فقد عاش محموداً ومات برّاً تقيّـاً; والسلام». وكتب إليه في صحيفة كأنّها أُذن فأرة: «أمّا بعد، فخذ حسـيناً وعبـد الله بن عمر وعبـد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليسـت فيه رخصة حتّى يبايعوا; والسلام»(تاريخ الطبري 3 / 269(. فأرسل الوالي إلى الإمام الحسين (عليه السلام) في الليل يطلبه فعرف الإمام سلام الله عليه ماذا يريد منه فدعا جماعة من مواليه وأهل بيته وأمرهم بحمل السلاح وقال لهم (( إن الوليد قد استدعاني في هذا الوقت، ولست آمن أن يكلّفني فيه أمراً لا أجيبه إليه، وهو غير مأمون، فكونوا معي، فإذا دخلت فاجلسوا على الباب، فإن سمعتم صوتي قد علا فادخلوا عليه لتمنعوه عني )) (الإرشاد للمفيد، ص221 ) فلما دخل على الوليد وأخبره بموت معاوية واستخلاف يزيد وطلب منه البيعة فقال له الإمام (سلام الله عليه ) (("إني أراك لا تقنع أو تجتزئ ببيعتي سراً حتى أبايعه جهراً فيعرف ذلك الناس"، أو "دون ان نظهرها على رؤوس الناس علانية". أو قال له "لا خير في بيعة سر، والظاهرة خير، فإذا حضر الناس كان أمراً واحداً". فقال له الوليد: أجل! فقال الحسين عليه السلام : "تصبح وترى رأيك في ذلك". فقال له الوليد: انصرف على اسم الله حتى تأتينا مع جماعة الناس. فقال له مروان: والله لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبداً ، حتى تكثر القتلى بينكم وبينه، ولكن احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه. فلما سمع الحسين عليه السلام مروان صارحهما حينئذٍ بالامتناع من البيعة وأنه لا يمكن أن يبايع ليزيد أبداً ، فقال لمروان: ويلي عليك يا ابن الزرقاء ! أنت تأمر بضرب عنقي؟! كذبت والله ولؤمت. والله لو رام ذلك أحد من الناس لسقيت الأرض من دمه قبل ذلك، وإن شئت ذلك فرم ضرب عنقي إن كنت صادقاً. ثم أقبل على الوليد فقال: أيّها الأمير إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومحل الرحمة. بنا فتح الله وبنا ختم. ويزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالخلافة والبيعة . وسمع من بالباب من الهاشميين الحسين عليه السلام ، فهمّوا بفتح الباب وإشهار السيوف، فخرج إليهم الحسين عليه السلام سريعاً فأمرهم بالإنصراف إلى منازلهم، وتوجه إلى قبر جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم عاد إلى منزله مع الصبح ( الإرشاد ص221و222 ) فبات الحسين عليه السلام عند قبر جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله) ثم خرج بعد ذلك إلى مكة ، خروج سريع ومباغت وهو يرتل قوله تعالى :ـ (﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾). - القصص 28: 21. ونفهم من هذه الرواية أنهم أرادوا قتل الإمام أو التخطيط لقتله وقد جابههم سلام الله عليه وأفشل خطتهم بعدة أمور نذكر بعض منها :ـ 1) أنه سلام الله عليه قد أوهمهم وأمّلهم بأنه سيبايع غداً وأن المبايعة يجب أن تكون علنية وليست سرية ، وهذه الخطة قد استعمها في بادئ الأمر لأنه أراد أن لا يكشف أمره أو هدفه الذي يسعى من أجله ، وهذه هي حكمة القائد الالهي في اتخاذ القرار المناسب في المكان والظرف المناسب . 2) أنه سلام الله عليه قد استعمل الحل الثاني من خلال الخطة التي أعدها مسبقاً وهي اصطحابه عدد من مواليه وأهل بيته عندما أصبحت الأمور تحتاج إلى ذلك وبذلك قد أفسد خطتهم بقتله . 3) خروجه السريع والمباغت إلى مكة ولم يعطهم أي فرصة بتدبير أمر يخص قتله أو التعرض له حتى خرج من المدينة . ـ المرحلة الثانية وهي في مكة ـ تقول الروايات أنه سلام الله عليه قد أقام في مكة المكرمة أكثر من ثلاثة أشهر وفي هذه الفترة قد أجتمع حوله كثير من الناس والموالين يستمعون إلى نصائحه وإرشاداته . وتقول الروايات أنهم قاموا بعدة محاولات لاغتياله في مكة وانتدبوا لذلك عمرو بن سعيد الأشدق أن يدبر له عملية اغتيال وحددها في موسم الحج ، وأن الإمام سلام الله عليه قطع الحج في يوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية ، وخطب بالناس خطبته المعروفة :ـ وروي أنه صلوات الله عليه لما عزم على الخروج إلى العراق ، قام خطيبا فقال : الحمد لله ، وما شاء الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وصلى الله على رسوله وآله وسلم ، خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع أنا لاقيه ، كأني بأوصالي يتقطعها عسلان الفلوات ، بين النواويس وكربلا ، فيملئن مني أكراشاً جوفا وأجربة سغبا ، لا محيص عن يوم خط بالقلم رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ، ويوفينا أجور الصابرين ، لن تشذ عن رسول الله لحمته وهي مجموعة له في حظيرة القدس ، تقر بهم عينه ، وتنجز لهم وعده ، من كان فينا باذلاً مهجته ، موطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا فإني راحل مصبحا إن شاء (( كتاب الملهوف ص 52 و 53 )) نفهم من هذه الرواية عدة امور منها :ـ أولاً:ـ أنه سلام الله عليه قد أفسد عليهم خطتهم وهي قتله أو اغتياله في أثناء الحج وذلك بقطعه للحج وخروجه لأنهم لم يكن في حسبانهم أو يتوقعوا قطعه الحج لأي سبب كان ، وبذلك قد باغتهم وأفسد عليهم خطتهم . ثانياً:ـ أنه سلام الله عليه قد أستغل هذا اليوم وهو يوم تجمع الناس من كل بقاع العالم وأعلن عن غايته وهدفه وهو الثورة ضد يزيد وأتباعه وبذلك قد أوصل صوته إلى العالم الاسلامي وهذا هو ضد مخططاتهم الخبيثة . المرحلة الثالثة :ـ وهي عندما أصبحت الثورة أمراً لا بد منه وأعلن الإمام الحسين (عليه السلام ) عن ثورته وجمع جيشاً كبيراً حوله ، أصبحوا يخططون لإفشال هذه الثورة والتعتيم عليها ، واخفاء أهدافها فخططوا لذلك وعملوا على إبعاد الحسين (عليه السلام ) عن الكوفة وجعلوا المعركة في الصحراء لينفذوا مآربهم الخبيثة فأمروا الحر بأن يجعجع بالحسين (عليه السلام) إلى صحراء كربلاء كما تقول الرواية :ـ ((وسار الحسين عليه السلام حتى صار على مرحلتين من الكوفة ، فاذا ) بالحر بن يزيد ( في ألف فارس ، فقال له الحسين عليه السلام ، ألنا أم علينا ؟ فقال : بل عليك يا أبا عبدالله. فقال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم تراد القول بينهما ، حتى قال له الحسين عليه السلام : « فإذا كنتم على خلاف ما أتتني به كتبكم وقدمت به علي رسلكم ، فإني أرجع إلى الموضع الذي أتيت منه . فمنعه الحر وأصحابه من ذلك ، وقال : لا ، بل خذ يا بن رسول الله طريقاً لا يدخلك الكوفة ولا يوصلك إلى المدينة لأعتذر إلى ابن زياد بأنك خالفتني الطريق. فتياسر الحسين عليه السلام ، حتى وصل إلى (عذيب الهجانات( قال : فورد كتاب عبيد الله بن زياد إلى الحر يلومه في أمر الحسين عليه السلام ، ويأمره بالتضييق عليه ، فعرض له الحر وأصحابه ومنعوه من المسير. فقال له الحسين عليه السلام : ألم تأمرنا بالعدول عن الطريق؟ فقال الحر : بلى ، ولكن كتاب الأمير عبيد الله بن زياد قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك ، وقد جعل علي عيناً يطالبني بذلك. (( الملهوف على قتلى الطفوف 137 ـ 138)) أولاً :ـ إن الحسين (عليه السلام) قد أعد لهذا المخطط وأفشله وذلك بجلبه للعيال معه وبالتالي حصل ما حصل من إظهار الحقائق التي جاء من أجلها الإمام (سلام الله عليه ) وتبيان ظلم يزيد وأتباعه وتوبيخ المقصرين عن نصرة الحسين (عليه السلام) من قبل السيدة زينب (عليها السلام) والإمام السجاد (عليه السلام) وقافلة السبايا بشكل عام ، وهذا ما أكده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) :ـ (( إنهم جاءوا معه أو أنه أخذهم معه بحسب الحكمة الالهية ليكملوا ثورة الحسين بعد مقتله كما حصل ذلك على أفضل وجه ، وذلك بأن يكونوا ناطقين أمام المجتمع بأهداف الحسين وأهمية مقتله والإزراء بأعدائه ويمارسوا الإعلام الواسع ....... )) ( أضواء على ثورة الحسين عليه السلام صــــ135 ) ثانياً :ـ أرادوا أن يجعلوا وقت المعركة أقصر مما يمكن بحيث جمعوا هذا الجيش الكبير لإنهائها بأسرع وقت خوفاً من إنقلاب الأمر عليهم . لكن الإمام سلام الله عليه قد أفسدها أيضاً ، وذلك بحفره للخندق وجعل جبهة المعركة واحدة ونزول الأصحاب واحد بعد الآخر لإطالة أمد المعركة لكي تأخذ صداها . وكما قلنا في مقدمة البحث بأن أعداء الله دائماً يخططون للإطاحة بأولياء الله والحيلولة دون نشر الحق ، ففي وقتنا الحاضر هناك من وقف ضد مخططات الغرب الكافر وأفشلها وهو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره ) وقال ما مضمونه ( إني هدمت مخططات ألف عام) وذلك بعدة أعمال قام بها نذكر واحدة منها وهي الأهم إقامته لصلاة الجمعة المباركة ونزوله إلى المجتمع بعد أن أرادوا إبعاد رجل الدين عن المجتمع . ونأخذ مثال آخر في وقنا الحاضر وهو السيد القائد المجاهد مقتدى الصر (أعزه الله) فهو كل في كل أفعاله يعمل ضد مخططاتهم الخبيثة ويعمد إلى وجود حل لا يتوقعونه ، نضرب مثال على ذلك وهو تجميده لجيش الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بعد أن أرادوا أن يجروه إلى حرب ليقضوا عليه لكن السيد القائد باغتهم وجمده وبذلك قد أفشل خطتهم . نتائج البحث :ـ أولاً:ـ يجب علينا أن لا نستعجل في الحكم على تصرفات القائد الالهي بل ننتظر النتائج . ثانياً:ـ القائد الالهي هو ذلك القائد الذي لا تنطلي عليه مخططات الأعداء ويجد الحل المناسب لإفشالها . هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد وآله أجمعين
التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 22-11-2015 الساعة 06:11 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
عظم الله لكم الاجر وأحسن لكم العزاء تقبل الله منك هذه المواساة وجعلها في ميزان أعمالك بحق محمد وآل محمد
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
عظم الله لك الاجر وأحسن لك العزاء تقبل الله منك هذه المواساة بحق محمد وآل محمد
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |