العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-11-2012, 11:29 PM   #1

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

بقلمي تأملات في الثورة الحسينية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على خير الخلق محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الخيرين الفاضلين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين

عندما يقف الفرد على أعتاب كربلاء فأنه يقف على خزين هائل لم يستخرج منه خلال اكثر من الف وثلاثمائة عام الا النزر اليسير فقد احتوت ثورة الحسين عليه السلام بشخوصها وأحداثها قيماً ومفاهيم في العقيدة والأخلاق جعلت منها مدرسة متجددة العطاء فكلما تقدم الزمن وصفت النفوس وارتقى الفكر واتسع القابل كان للنهل من ذلك العطاء مقدار أكبر ,
وعندما يقرأ الفرد سفر تلك الثورة المعطاء وأدبياتها يرى جلياً كم هو عطاء الحسين عليه السلام وكم هم كرام اهل بيته ومقدار عظمة أولئك الأولياء لله والأحياء له والأصفياء الذين نصروا دين الله ونصروا رسوله الأكرم ( صلى الله عليه واله )
حيث سخر الله للحسين هذا الكم الهائل من عقول المفكرين والكتاب والأدباء على مر التاريخ مالم يكون لأحد غيره ولم يكتب في شخصية ما كما كتب في الحسين عليه السلام والثورة الحسينية.
وما ذاك الا لأن الحسين أعطى لله كل شئ فسخر الله له كل شئ . {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }ق35
الا انه رغم ذلك أجدني اقف متحيراً في الكتابة عن تلك الثورة وقائدها فأنه يتحتم على الكاتب ان يعي مقدار تلك المسؤلية وان يرتقي في الطرح مع عظمة الموضوع وقد تناولت في هذه المحاولة البسيطة مسألة التجديد في الثورة الحسينية فطالما طرق أسماعنا أن ثورة الحسين ( عليه السلام ) متجددة وهو الصحيح والثابت واقعاً وفي الوجدان .
حيث جاء في الحديث عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال : إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا....."ـ مستدرك الوسائل - ج 10 - ص 318
نعم ان ثورة الحسين عليه السلام متجددة لاتندرس لها قيم ولايخفت لهاشعاع ولايضمحل لها هدف لكن لهذا التجدد صور فهي تتجدد في عطائها وعبرها ودروسها وكلما كان الفرد المؤمن شاعراً بالمسؤولية تجاه هذه الثورة مخلصا لله نيته رزقه الله عطاء جديداً وعلى مختلف المستويات فالله جل شأنه كريم وامامنا الحسين كريم وأهل بيته وأصحابه كرام بل إ كل مواقف معسكر الحق في كربلاء كريمة لايختلف في ذلك إثنان .
كل مافي الأمر هو ان يوسع المؤمن من قابليته ليستوعب ذلك العطاء فبلأخلاص والتأمل في سيرة الحسين عليه السلام واهل بيته وأنصاره تتفتح ذهنية الفرد .
وفي سياق التجدد استوقفتني بعض الروايات التي تخص امامنا المهدي ( عليه السلام ) والتي تحكي مجيئه بأمر جديد وكتاب جديد حيث يفصل السيد الشهيد ( محمد محمد صادق الصدر قدس سره ) في الجزء الثالث من موسوعة الإمام المهدي عليه السلام في ( الباب الثالث ) .
( الفصل الأول ) الموسوم (( مجئ المهدي عليه السلام بإمر جديد وكتاب جديد )) .
ويسرد لأخبار التالية وينقل نها محل الحاجة ..

أخرج النعماني بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال:
لا بد لنا... إلى أن قال: لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد على العرب شديد... الحديث.
وأخرج أيضاً بسنده إلى أبي حمزة الثمالى، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام، يقول:
لو قد خرج قائم آل محمد ع ... إلى أن قال: يقوم بأمر جديد وسنة جديدة، وقضاء جديد على العرب شديد.
وأخرج أيضاً عن أبي بصير عن أبي جعفر ع، قال:
يقوم القائم في وتر من السنين... إلى أن قال: فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد [شديد] وكتاب جديد، وسلطان جديد من السماء.
وأخرج المجلسي في البحار عن النعماني بسنده عن كامل عن أبي جعفر ع أنه قال:
إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله، وان الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء.
وأخرج أيضاً عنه بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع أنه قال:
الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء. فقلت: اشرح لي هذا الأمر أصلحك الله. فقال: يستأنف الداعي منا دعاءً جديداً، كما دعا رسول الله ص وآله. إلى غير ذلك من الأخبار.
وينوه سماحة السيد المولى محمد محمد صادق الصدر بقوله :

(( وهذه الأخبار بحسب اعدادها كافية للإثبات التاريخي. وهي تعطي عدة عناوين:
الأمر الجديد والسنة الجديدة والقضاء والسلطان الجديد والدعاء الجديد.
وليس فيها أنه يدعو إلى دين جديد. كما هو المشهور على بعض الألسنة. ))
قلنا إن السيد الشهيد قد شرح ذلك مفصلاً في عدة جهات فإن شت فراجع المصدر المذكور .
ويمكننا القول ان هناك جهة أخرى قد تبلورت لدينا من خلال ماطرح سماحة السيد المولى محمد محمد صادق الصدر في هذا الباب وهي :
ان التكامل لامنتهي وكلما تكامل الفرد ووصل الى مرتبة ما . أحتاج الى مرتبة أخرى أعلى وبالتالي يحتاج الى العمل بشئ جديد ينتج تكامل اكبر واعلى وهذا لايأتي الابشئ جديد لأن أدوات التكامل المتيسرة في ذاك الوقت ادت نتائجها واوصلت الفرد الى هذا المستوى فيتعين وجود ادوات جديدة وهذا مايتكفل الأمام بالمجئ به .

وهنا نتساءل هذا المجئ بكل هذه الإمور مختص بالإمام المهدي عليه السلام بالمباشر ام يمكن ان يأتي ببعض منها أصحابه الممحصين الذين صقلتهم التجارب والإمتحانات وخرجوا منها ناجحين ؟
ولنا في ذلك إطروحتان :

الإطروحة الإولى : ان الأصحاب على مختلف مستوياتهم إن هم فعلوا وجاءوا بها او أسسوا لها يكون مرد إيجادها للإمام نفسه سلام الله عليه عن طريق تربيته لهم ورعايته إياهم سواء شعروا بذلم ام لم يشعروا .

الإطروحة الثانيةً : إن هذه الإمور هي أصلاً موجودة لكنها إندرست على مرور الزمن من خلال تعثر افراد المجتمع من الوصول الى الإخلاص المطلوب ودرجة الإيمان العالية التي تؤهل الفرد للنعيم بالعطاء الألهي الكريم لكنهم بحسن تربيتهم وعلو هممهم وسعة قابلياتهم يوفقون لإزالة الغبار عن تلك الأمور فيكونون بذلك مصداق للإتيان بشئ من الدعاء الجديد أو الأمر الجديد .مع التاكيد في الإبقاء على أن الأمام المهدي عليه السلام سوف يأتي بإمور جديدة على أصعدة ومستويات شتى وهي من مختصاته وينحصر إيجادها به سلام الله عليه ,
ولأن كربلاء الحسين عليه السلام . كربلاء عقيدة , وكربلاء أخلاق وكربلاء ثورة متجددة وهي مدرسة زاخرة بالدروس والعبر ولأننا نعيش مرحلة بناء ذواتنا البناء الأمثل الذي من شأنه يؤهلنا للفوز برضا الله ورضا امامنا المهدي عليه السلام والظفر بتعجل ظهوره ونصرته .
اذن لابد ان نستجلي تلك المواقف العظيمة للحسين عليه السلام ومواقف أهل بيته وأصحابه ونحاول ان نسلط الضوء عليها ونزيل بعضاً من الغشاوة التي تحيل بيننا وبين ان نرى صورها المشرقة او ربما لم يركز على معانيها السامية كما تستحق فصارت في طي النسيان ولعله بهذا لم تظهر كما اراد الحسين عليه السلام لها وارده لها اهل بيته واصابه الكرام .
واذا ما وفق الفرد لهذا فانه سيكون مصداقاً ولو بمقدار يسير بأنه قد ساهم في أنه جاء بامر جديد او دعاء جديد ,
وسوف لن أتكلم عن تلك المعاني الكبيرة والمشهورة كالشهادة والبطولة والتضحية لالعدم اهميتها بل لأنني اروم من هذا البحث تسليط الضوء على عناوين أخرى لم تقل اهمية عنها بل ربما البعض منها كانت مقدمة لها ولايصح ان نأخذ نتائج الأمور ونرك مقدماتها وهي التي اوصلت اليها .
ويمكن لنا ان نجعل من تلك الدروس سلوكا اجتماعيا او اخلاقياً عملياً يكون حاله حال الشعائر التي تتكرر خلال ذكرى الحسين لافي ايام شهر المحرم حسب بل على طول حياة الفرد . فكما ان الشعائر الحسينية من شأنها ان تحفز الفرد من خلال إبراز ثورة الحسين ومظلوميته وأهل بيته وهي ترمز في البعض منها للشهادة واسترخاص بذل الدم كما في شعيرة التطبير او أظهار الحزن والأسى واللوعة مواساة للحسين وجده وابيه وامه واخيه حزناً لحزنهم كما في البكاء واللطم .
فأن لهذه الدروس التأثير الكبير على الفرد وعلى جميع المستويات ولنأخذ من أصحاب الحسين ومواقفهم أنموذجاً نتكلم عنه في هذه المحاولة لأننا نعد انفسنا ان نكون من جيش الامام المهدي عليه السلام ومن الممهدين له فألأولى ان نقتدي بهؤلاء الأصحاب رضوان الله تعالى عنهم الذي شهد لهم أئمة الحق صلوات الله عليهم اجمعين ونالوا وسام الفخر عبر التاريخ من امامهم الحسين بشهادته الخالدة بحقهم حيث قال صلوات الله عليه :

(( فأني لا أعلم أصحاباً أفى ولاخيراً من أصحابي , ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً )) (6).
ويقول الإمام الصادق عليه السلام في الزيارة التي علمها لصفوان الجمال :
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَوْلِياءَ اللهِ وَاَحِبّاءَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَصْفِياءَ اللهِ وَاَوِدّاءَهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ دينِ اللهِ وَاَنْصارَ نَبِيّهِ وَاَنْصارَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَاَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ اَبي مُحَمَّد الْحَسَنِ الْوَلِيِّ النّاصِحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ يا اَنْصارَ أبي عَبْدِاللهِ الْحُسَيْنِ الشَّهيدِ الْمَظْلُومِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ، بِاَبي اَنْتُمْ وَاُمّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الاَْرْضُ الَّتي فيها دُفِنْتُمْ، وَفُزْتُمْ وَاللهِ فَوْزاً عَظيماً، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فَاَفُوزُ مَعَكُمْ فِي الْجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفيقاً، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ .



وشهد لهم الأعداء بالفضل جاء في الخبر أن عمرو بن الحجاج ( عليه لعائن الله ) قائد ميمنة معسكر العدو في يوم الطف قال لإصحابه :
(( أتدرون من تقاتلون ؟ تقاتلون فرسان المصر وأهل البصائر وقوماً مستميتين ))

وقال شبث بن ربعي قائد الرجالة في معسكر بن زياد وقد سمع استبشار وفرح أصحابه بمقتل مسلم بن عوسجة رضوان الله عليه :
(( ثكلتكم امهاتكم , إنما تقتلون أنفسكم بإيديكم وتذلون أنفسكم لغيركم , أتفرحون أن قتل مثل مسلم بن عوسجة ؟ اما والذي اسلمت له لرب موقف له رأيته في المسلمين كريم , لقد رأيته يوم أذربيجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين )) .
مثل هؤلاء الذين وصفهم أئمتنا بهذه الأوصاف وشهد لهم عدوهم بمثل هذه الشهادة أحق أن يكونوا لنا نبراس هدى ومن سيرهم نأخذ الدروس والعبر ونتخذ من أخلاقهم وصفاتهم منهجاً للرشاد .
ومن هؤلاء الأصحاب الكرام الصحابي الجليل حبيب بن مظاهر الأسدي .

القرآن منهجاً وسلوك عند حبيب بن مظاهر(رض)

ففي الحديث عن عبادة حبيب رضوان الله تعالى عنه قال الكاشفي :
(( كان يحفظ القرآن كله وكان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء الى طلوع الفجر ))

وقول الامام الحسين عليه السلام له (( رحمك الله ياحبيب فقد كنت فاضلاً تختم القرآن في ليلة واحدة )) .

من هنا يتضح أن حبيب كان يعيش آيات الكتاب الكريم ومتعلق قلبه بحبها فكانت انوار كلمات الله تشع في جنباته فأفاضت عليه جلباب التقوى والورع ونهل من علومه فأكتسب السلوك الأخلاقي الرفيع الذي أهله لنصرة امام زمانه حتى بذل فيه مهجته ونال الشهادة بأعلى درجاتها مع الثلة المخلصة التي نصرت سيد الشهداء عليه السلام في عرصة كربلاء .

أذن كربلاء تدعونا ان نجعل من القرآن سلوكاً ومنهجاً وان لانقصر في تعلم القرآن وحفظه والتدبر في آياته لأنه دستورنا المنزل من الله جل شأنه وهو الذي يهدينا الى الحق ويخرجنا من الظلمات .
قال تعالى : {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }المائدة16
ومن هنا جاء أمر سماحة السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله لأفراد جيش الامام المهدي بحفظ يوميا ثلاث آيات من الكتاب المجيد وتعلم تفسيرها والتدبر في معانيها فهو بذلك ربما أراد ان يجعل لأفراد هذا الجيش اسوة بأصحاب الحسين عليه السلام كونهم القدوة والمصداق الأعلى لخير الصحبة . وأننا ان عملنا بهذا الامر مستذكرين أصحاب الحسين نكون قد أضفنا للشعائر الحسينية شعيرة جديدة من شأنها ان تربي الأفراد تربية جليلة تؤهلهم لنيل المراتب الإيمانية العالية .

التفقه والشيمة والغيرة صفات من يبذل النفس ولايبخل بها

ارسل الامام الحسين عليه السلام كتاب الى الصحابي حبيب بن مظاهر يدعوه فيها حيث جاء في الخبر ان الامام كتب له :
(( من الحسين بن علي بن ابي طالب الى الرجل الفقيه , اما بعد ياحبيب فأنت تعلم قرابتنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنت تعلم قرابتنا من رسول الله وأنت أعرف بنا من غيرك وأنت ذو شيمة وغيرة فلاتبخل علينا بنفسك يجازيك جدي رسول الله ( صلى الله عليه واله ) . )
لعل في هذه الرسالة التي ارسلها الإمام الحسين عليه السلام الى حبيب بن مظاهر والتي يدعوه فيها لنصرته اشارات للأجيال اللاحقة لما يتصف به المناصر لأمامه والمضحي من اجله .
ونستطيع ان نجمل هذه المواصفات التي من شانها تؤهل الفرد للألتحاق بأمامه ونصرته وهي :

الفقه

لما للتفقه في الدين من اهمية بالغة في التعبد والابتعاد عن الوقوع في المحرمات وتسيير امور المجتمع . فلم لايكون الدعاء للتفقه ضمن مجمل الدعوات في هذا الشهر اقتداءاً بهؤلاء الاصحاب امثال حبيب بن مظاهر وغيره من الاصحاب ؟

معرفة ان الامام من الرسول الامجد ( ص )

وهنا التفاتة عظيمة الى ان الامام من نسل الرسول محمد صلى اللعه عليه واله
معرفة امام الزمان المعرفة التي نوه عنها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله بقوله (( من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ))
فلكل زمان امام يجب على الفرد معرفته والطاعة له والسير في ركابه وفي خطه بل يجب ان تكون هذه المعرفة بالنسبة للفرد المنتظراكثر من غيره .

الشيمة

والشيمة الخلق فالامام يوصف حبيب بذي الخلق بل اصبحت الاخلاق عنده علامة واضحة وسمة جلية . وهكذا فأن الامام يعطينا في هذا الوصف لحبيب رضوان الله تعالى عنه ان الاخلاق الفاضلة لدى الفرد المنتظر يجب ان تكون السمة البارزة بل يجب ان يكون هذا الفرد المؤمن المنتظر لإمام زمانه محط ضرب الامثال في هذا الباب .
عليه فأن عاشرواء تدعونا للخلق ولكي ننجح في السير لابد من ان نكون مصداق عال لما وصل اليه هؤلاء النخبة المنتخبة من الانصار .

الغيرة :

وهذه من الصفات التي يتصف بها المؤمن فهو غيور على عرضه ودينه وعقيدته ومقدساته . وهنا لابد من الأشارة الى ان غيرة هؤلاء الاصحاب على هذه المقدسات وأولها غيرتهم على حق الإمامة وكيف ان يزيد شارب الخمور والقاتل للنفس المحترمة والذي لم يترك فاجرا الا وعمله في مدة حكمه وتسلطه على مقدرات الامة الاسلامية من اهم العوامل التي حفزت فيهم النهوض مع امامهم الحسين عليه السلام والثورة بوجه الظلم مضحين بالغالي والنفيس ن اجل نصر الحق , وهكذا يتوجب على المنتظرين للإمام المهدي عليه السلام .

التربية البدنية والاستعداد الجسدي درس من اصحاب الإمام الحسين عليه السلام

أما في التربية البدنية والعسكرية فيمكن ان نلقي نظرة الإجراءات العسكرية الميدانية التي إتخذها الامام الحسين عليه السلام وجنده يوم عاشوراء فقد كان سلام الله عليه رغم عدم التكافؤ في العدة الا ان ذلك لم يمنعه من ان يتخذ اسلوب تقسيم الجيش تماماً كما يحدث في الحروب الكبرى فجعل من جيشه ( ميمنة وميسرة وقلب ) وأرادها ان تكون معركة طويلة نسبياً استمرت اغلب ساعات النهار ولعل الهدف من ذلك هو ان يعطي فرصة اكبر لأصحابه وأهل بيته في التكامل , فلو هجم الجيش المعادي دفعة واحدة بعددهم وعدتهم التي تقدر على أقل الروايات بثلاثين الفاً من الرجالة والخيالة ورماة النبال وغيرهم لحصل القتل في الحسين واهل بيته واصحابه بوقت قصير ولما ظهرت تلك المناقب والبطولات والاحداث التي رويت عنهم سلام الله عليهم , هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن قتلهم بهذه الطريقة فيه شئ من الذلة كمقاتلين لكنه بهذ الفعل هيأ لأصحابه فرصة تلقين العدو الدروس في المعارك وتكبيدهم افدح الخسائر في الأرواح كيف لا وهو الذي يقول :
((لا وَالله ، لا أُعطِيكُم بِيَدي إعطَاءَ الذَّليل ، وَلا أفِرُّ فِرارَ العَبيد .))
وهذه المطاولة في الحرب والأستبسال في الذود عن الدين وعن الامام الحسين عليه السلام واستمرار المعركة بهذا المنوال تحتاج من الفرد ان يكون على قدر من التدريب والأستعداد البدني يؤهله لينجح في الأستمرار وإلا لكان حدث غير ماحدث لو أن الأمو سارت وفق مايشتهي العدو .
ومن هنا يجدر بنا أن نأخذ هذا الدرس من أصحاب الحسين واهل بيته في هذه الواقعة ونرفع من تربيتنا البدنية والعسكرية استعداداً لنصرة إمامنا المهدي عليه السلام في المهام العسكرية لتي تحتاج الى الجهد الكبير فإن جيش الإمام سيخوض معارك عدة ويواجه صنوف من الأعداء مختلفة فإن قال قائل أن زمن الحسين عليه السلام مختلف عن زم الظهور وأن التكنولوجيا والتقدم العلمي سيتكفل بهذا البعد ولايحتاج الفرد الى لياقة بدنية لمقاتلة العدو مثلما يحتاجها المقاتلون في ذلك الزمان كون الاسلحة متطورة من طائرات وصواريخ ومدافع وهي تطلق الكتونياً ..
وهنا يمكن الإجابة على هذا القول بما ذكره الإستاذ الفاضل علي الزيدي في كتابه (( إسئلة معاصرة حول الإمام المهدي ع ) حيث ذكر ذلك مفصلاً في معرض جوابه على السؤال الأول في هذا الكتاب بخصوص مقومات الإحتياج الى قوة البدن وسرد لنا اربعة نقاط رئيسية مع التنويه الى ان هذه النقاط وان ذكرت بخصوص القائد الا ان هذا لايمنع من احتياج اصحابه لهذه القوة البدنية بل هم أولى بالحاجة منه اليها كونهم يمارسون القتل لعدوهم بانفسهم واليك ماجاء في هذا الصدد منقول من كتاب (( اسئلة معاصرة حول الإمام المهدي ع ) حيث يقول :

(( ان السلاح مهما كان متطوراً ومهما كانت التكنولوجيا بإطارها العام في قمة إبداعها , فهذا لايغني عن البدن السليم وقوته ونشاطه فالإنسان يحتاج الى القوة البدنية بجانب العلم والتكنولوجيا , ففي حالة الحروب والمواجهات العسكرية الضخمة , مضافاً الى مايحدث بعذ الفتح العالمي من نشر للعدل والمساواة وذلك بتطبيق الدستور الإلهي وبأعلى مصاديقه في أرضه فإنه يحتاج الى :
أولاً : ان يتحرك وينتقل من مكان الى آخر وفي أوقات متقاربة جداً لسرعة الأحداث وتداعياتها , ويكون تحركه إما لإحتياج الآخرين اليه صعوبة المواقف التي يتعرضون لها . أو خوفاً من أن ينكشف مكانه من قبل العدو , او يتحرك تحركاً فعالاً وحيوياً من أجل ـ تعاليمه وإرساء الحكم الجديد في العالم , وغيرها كثير من الأسباب .

ثانياً : في حالات الطوارئ والأزمات غالباً مايمر وقت طويل على الإنسان وخصوصاً على من يمثل درجة من درجات القيادة العالية . يصعب عليه النوم وذلك للحيطة والحذر من أي جهة مضادة من جهات العدو المباشر وغير المباشر , مضافاً الى مايتجدد من المواقف التي تحتاج الى قرارات آنية لاتحتمل التأخير والتأجيل .

ثالثاً : قد يصتدم القائد في مواقف معينة ويواجه أفراد من الأعداء بنفسه , بحيث يتم القضاء عليهم بيده وكثيراً مايحدث هذا الأمر في الحروب سواءاً كانت متطورة ام غير متطورة وكما عشنا وشاهدنا الكثير من أمثالها في هذا العالم الملئ بالإنقسامات والإضطرابات .

رابعاً : ان القائد كلما ظهر للآخرين وهو بجسد قوي كان أهيب في عيونهم وأخوف لصدور العدو , وهذا الأمر يبدو طبيعياً جداً ولايمكن لإحد نكرانه ......)) انتهى

ولااستطيع الاضافة على هذه النقاط فإنها كافية وافية .

الحسين عليه السلام وأصحابه ودورهم الإعلامي للمعركة

كان للدور الإعلامي والتوعوي في ثورة الحسين عليه السلام بعداً واضحاً ولم يتخلف عن المشاركة فيه احد من ابناء معسكر الحق بدءاً من الإمام القائد مروراً بأهل بيته واصحابه رجالاً ونساء ولم ينتهي حتى يومنا هذا ..
وهذه من النكات التي قل الألتفات لها . فانهم كانو يودون عملاً جماعيا في الأعلام والتوعية فالحسين مارس هذا الدور بنفسه من خلال كتبه وخطبه ووصاياه منذ خروجه واثناء مسيره وخلال المعركة .
فمن وصيته لأخيه محمد بن الحنفية نذكر ماكتب ((هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية، أنّ الحسين يشهد أنّ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عنده، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي علي بن ابي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين» (راجع بحار الأنوار 4 / 329).

فهنا بين سبب خروجه ورد فعله على مايحدث من امور .
وكتب نسخة واحدة الى رؤساء الأخماس في البصرة مع مولى له يقال له سليمان، وقد وجه خطابه لهم وهم كل من (مالك بن مسمع البكري، والأحنف بن قيس، والجارود بن المنذر، ويزيد بن مسعود، وقيل مسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد بن معمر). (ينظر تاريخ الطبري 3 / 280، ومثير الاحزان / 13).
وهذا نص خطابه ((أما بعد فإن الله اصطفى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم على خلقه، وأكرمه بنبوته واختاره لرسالته ثم قبضه إليه، وقد نصح لعباده وبلغ ما أرسل به، وكنا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك فرضينا بذلك وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق ممن تولاه، وقد أحسنوا وأصلحوا وتحروا الحق فرحمهم الله، وغفر لنا ولهم، وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه فإن السنة قد أميتت وإن البدعة قد أحييت، إنْ تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبل الرشاد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». (تاريخ الطبري 3 / 280).
واجاب على كتب الكوفيين , ثم بعث مسلم بن عقيل سفيراً له للكوفة وغير ذلك كثير .
وقد شارك اصحاب الحسين عليهم السلام اجمعين هذا الدور فما من احد منهم الا وخطب ونصح وارتجز اما عقيلة الطالبيين أبنة علي امير المؤمنين فكانت هذا الباب نار على علم ولم يدانيها في البلاغة والخطابة وحسن القول ووقعه الا امها لزهراء سلام الله عليها . فقد بالغت في هذا الدور العظيم ودكدكت عرش الطاغية وقلبت عليه الأمور وتلعثم اماما الرجال والبستهم ثوب العار والفضيحة في عقر دارهم ..
وكم جميل ان نستذكر دورهم الأعلامي ونقتفي هذا الأثر ونستنير بسيرتهم ونمارس دورنا الأعلامي والتروي التثقيفي ونستغل جميع الوسائل الأعلامية المتاحة المرئية منها والمسموعة والمقروءة ونشعر يمسؤوليتنا تجاه الحرب الأعلامية التي تشن ضد الحق وأهله مستغلين التطور الحاصل في إيصال المعلومة الى ابعد مكان من خلال النشر في الشيكة العنكبوتية وننصر ديننا وندافع عن حقنا فميادين القتال في زماننا تنوعت وفي كل ميدان لابد لنا من وجود سيف مستلهمين من أصحاب الحسين عليهم السلام ومن سيرتهم هذا الدرس الكبير .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خيرخلقه محمد واله الطاهرين اللهم وعجل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 18-10-2015 الساعة 05:49 AM
أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 01:06 AM   #2

 
الصورة الرمزية ابو علي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 32
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 10,104

افتراضي رد: تأملات في الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اجدت وابدعت اخي المعطاء ابو الفضل
تأملات رائعة وبحث متميز
وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

ابو علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 05:14 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: تأملات في الثورة الحسينية

موفق اخي الفاضل
لقد قرات بحث متكامل الى حد كبير
نظرة حديثة وعملية في ثورة الطف المباركة
جزاك الله خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 09:01 AM   #4

 
الصورة الرمزية طالب رضا المعصوم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق . ارض المقدسات
االمشاركات : 6,391

افتراضي رد: تأملات في الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت الاخ الفاضل على هذا الطرح المميز

وجزاك الله كل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
طالب رضا المعصوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 10:07 AM   #5

 
الصورة الرمزية نزيلك سيدي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 42
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلد المقدسات
االمشاركات : 1,396

افتراضي رد: تأملات في الثورة الحسينية

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بحث رائع وتأملات جميلة
موفق بحق الحسين عليه السلام

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم







نزيلك سيدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 07:07 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025