|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-12-2012, 12:16 AM | #1 |
|
اعلمية اصحاب الإمام الحسين واصحاب الإمام المهدي
بسم الله ألرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم علمية اصحاب ألإمام الحسين واصحاب الإمام ألمهدي أن دافع أختيار هذا العنوان يعود: ألنظرية التجزيئية لثورة الإمام ألحسين (عليه السلام). فمن الواضح أن النظرة التجزيئية لثورة كربلاء تعطي فهم خاطئ وتقلب المعنى , فلابد ان تكون النظرة شاملة , فحتى كلمة شعار التوحيد (لااله الا الله) لو نظر اليها نظرة تجزيئية تتحول الى كلمة كفر , ومن نتائج هذا التعامل مع ثورة عاشوراء اختصار التركيز على اصحاب ألإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة الطف دون الاهتمام بالفترة التي قبلها بعد العلم ان واقعة الطف كانت بالنسبة اصحاب ألإمام الحسين (عليه السلام) نتاج لعشرات السنين من التكامل والنجاح في الأختبارات حيت يكون تركيز البحث على حال الاصحاب (رض) قبل الطف وربط هذا التركيز بجيش الإمام ألمهدي (عليه السلام) ومحاولة ألخروج بنتائج عسى ان تنفعنا في طريق التكامل,.وتجذر وانتشار الفكر والفهم الخاطئ لثورة ألإمام ألحسين (عليه السلام) واصحابة (رض) واشاعة انهم لم يخرجوا على اساس عقائدي او وازع ديني بل كان - خروجهم على أساس العاطفة والنخوة التي كانت سائدة عند العرب , وان لم يلقى ألدافع العقائدي فانه يحجم او يعطى دورا ثانويا , وتخريج الروايات على اساس عاطفي خالي من اي بعد عقائدي , خذ مثالا ما ينقلون عن جون ابن حوي (رض) كان مولا لابي ذر (رض) وبد وفاته انتقل الى خدمة امير المؤمنين (عليه السلام) وبعدها الإمام الحسين (عليه السلام) حيث ياتي لسرد الروايه ( قال جون –ائذن لي سيدي – قال له الحسين (عليه السلام) ياجون لتنصرف بامان وسلام , فانما تبعتنا للعافية فلا تبتلى بطريقتنا فقال – يبن رسول الله ان ريحي نتن , ولوني أسود , وحسبي لئيم , فلا والله لايقبلها أفارقكم حتى يطيب ريحي ويبيض وجهي ويشرف حسبي ونسبي )مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) للمغرم . ويهدف في طرحة للرواية عدة دوافع 1-ان جون (رض) أتى الى ارض ألطف ليس بدافع ديني او عقائدي بل بدافع انه مولاه الإمام الحسين(عليه السلام) . 2-عامل النخوة والحمية لدى العرب هو الذي حث جون لنصرة الإمام ألحسين(عليه السلام). 3-أنه كان متشائم ويائس من الحياة فهل هذا الوصف يليق بمن كان افظل اصحاب المعصومين (عليهم السلام) . واما علاقة جيش ألإمام المهدي (عليه السلام) باصحاب ألإمام الحسين (عليه السلام) وفق قانون ترابط الاجيال حيث يجب علينا فهم هذا قانون فيعرفه السيد الشهيد (قدس) في كتابه ألموسوعة المهدوية يقول ( فان كل جيل سابق يوصل ما حمله من مستوى فكري وثقافي الى الجيل الذي يليه , ويكون على الجيل الاخذ بهذا ألمستوى قدما الى الأمام ثم انه يعطي نتائجه الى الجيل الذي بعده وكذا) وهذا القانون ثابت في علم ألاجتماع , والفاصل الزمني بين جيل وجيل فهناك رأي يشير الى ثلث قرن , واما القران الكريم فيتناول العلاقة بين جيل وجيل وانتقال التجارب والدروس والعبر بقوله تعالى (أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ) هود 89 ويشير صاحب الميزان ان الفترة التي تفصل بين قوم لوط وشعيب ما يقارب الثلاث قرون , وبعد اثبات أن الاجيال الايمانيىة تنقل العبر والتجارب من جيل الى جيل , كذلك المنحرفين ينقلون الظلم والانحراف من جيل الى جيل , وان الفكر الخاطئ لفهم ثورة الإمام ألحسين (عليه السلام) ظل ينتقل من جيل الى جيل وخاصه في زمن الغيبة الكبرى , مما يحجب عن كل جيل يوجد فيه الفكر المنحرف الحصول على النتائج الكبيرة والقيمة بل يحصل على عطائات قليلة لاتناسب وثورة الإمام ألحسين(عليه السلام) العظيمة والخالدة , فلذلك سعى المصلحون لترسيخ ألفكر الصحيح والواعي للثورة العظيمة , وان وجود أفكار خاطئة حول جيش الإمام المهدي(عليه السلام) أذ يفهم بعض الناس الروايات بانهم اناس يأتون من غير عالم. واما مفهوم الاعلمية فهو مفهوم واسع يحتمل الكثير من المصاديق وببساطة (هو الوَعْيُ الفهمُ وسلامةُ الإدراك) لدى الفرد بنحو يجعله يتعامل مع كل ظرف وبلاء يحيط بدينة وعقيدته بصورة ايجابية وسليمة وهم (رض) جسدوا اعلى مصاديق الوعي , وحيث ينقسم الوعي الى قسمين 1-عقلي 2-قلبي كما يشير الى ذلك السيد الخميني (قدس) في كلامة حول التصديق لدى الفرد , يقول (أن ألتصديق ينقسم الى تصديق عقلي وقلبي) فالوعي اذا لم يكون عمليا ومقرون بلأخلاص لم ينفع الفرد بل يضره , وهذا يشمل ويخص من يريد الالتحاق بجيش الإمام ألمهدي (عليه السلام). بعض دلائل علمية اصحاب ألإمام الحسين (عليه السلام) واعلمية جيش الإمام ألمهدي 1-التحدي والاستجابة. نظرية اوجدها العالم في التاريخ ( جوزف توينبي) والتي استلهمها من علم النفس السلوكي مفادها (ان الفرد اذا تعرض لصدمة سوف يستجيب لها بنوعين من الاستجابة :الاولى: الرجوع الى الماضي لاستعادته والتمسك به تعويضا عن الواقع المر :الثاني: تقبل هذه الصدمة والاعتراف بها ثم محاولة التغلب عليها . فتكون الاولى سلبية والثانية أيجابية بالنسبة لعلم النفس) وعلى اساس هذه النظرية نجد ان اصحاب الحسين(عليه السلام) كانوا يمثلون درجة عالية من الوعي , فان الظروف الصعبة التي واجهتهم في تلك الحقبة الصعبة من تاريخ الاسلام , انتجت ردات فعل ايجابية من قبلهم اتجاه قادتهم المعصومين (عليهم السلام) وطاعتهم لهم والتزامهم بأحكام الاسلام , ومعرفتهم للمعصوم المعرفة المطلوبة وكيفية التعامل معه بالصورة الصحيحة فطاعتهم لأمير المؤمنين (عليه السلام) ووعيهم وتعاملهم الصحيح معه وكذلك الإمام ألحسن (عليه السلام) وبمعنى طاعتهم للقادة الربانيين هو الذي أوصلهم ليوم الطف وكذلك ما سيكون عليه جيش الإمام المهدي (عليه السلام) ويعد أصحاب ألإمام ألحسين (عليه السلام) أوضح واعمق تجربة بالنسبة لجيش الإمام المهدي (عليه السلام) ويمكننا ان نفهم أنهما ألإمامين ألوحيدين كان جميع أصابهم مخلصين وما باقي المعصومين (عليهم السلام) كانوا يعانون من قلة الاصحاب المخلصين وكثرة تشكيكهم وقلة يقينهم كما ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام). ( لما رجع أمير المؤمنين عليه السلام من قتال الخوارج صلى بالناس صلاة الظهر فرحلوا ودخلوا أرض بابل وقد وجبت صلاة العصر فصاح الناس يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر فقال " ع ": ان هذه ارض مخسوف بها وقد خسف بها ثلاث مرات وعليها تمام الرابعة فلا يحل لنبي أو وصي نبي أن يصلي بها فمن شاء منكم أن يصلي فليصلي، فقال المنافقون منهم نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي يعنون بذلك أهل النهروان، قال جويرية بن مسهر العبدي فتبعته في فرسخ وقلت والله لا أصلي أو يصلي هو وإلا قلدته صلاتي اليوم فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير، فسار " ع " إلى أن قطع ارض بابل وقد تدلت الشمس للغروب ثم غابت واحمر الأفق قال فالتفت إلي وقال يا جويرية هات الماء قال فقدمت إليه الاناء فتوضأ ثم قال: أذن يا جويرية فقلت يا أمير المؤمنين ما وجب وقت العشاء فقال قم واذن للعصر فقلت في نفسي كيف يقول اذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة فأذنت فقال لي: أقم ففعلت ولم افرغ من الإقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كأنما هو منطق طير أو خطاطيف لم افهمه فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر فقام " ع " وكبر وصلى وصلينا وراءه فلما فرغ من صلاته وقفت الشمس كأنها سراج في وسط ماء وغابت واشتبكت النجوم وأزهرت فالتفت إلي امير ألمؤمنين (عليه السلام) وقال :يا جويرية بن مسهر العبدي : اذن الان لصلاة العشاء يا ضعيف اليقين) الأنوار العلوية - الشيخ جعفر النقدي – الصفحة136 ولأعداد جيش من ألمخلصين لفتح العالم بحاجة الى عبر ودروس عظيمة لا يمكن ان تؤخذ الا من أصحاب ألإمام ألحسين (عليه السلام). 2- توطين النفس. أن مستوى ألتمحيص والاختبارات والبلائات التي مر بها أصحاب ألحسين (عليه السلام) وخروجهم من جميع الفتن والشبهات مكللين بالنجاح أوصلهم الى المستوى المطلوب والاخلاص العالي , وجعلهم مستعدين الى طاعة المعصوم (عليه السلام) في اي وقت وفي أصعب الظروف فاصبحوا لا يبالون أذا وقعوا على الموت او وقع عليهم حين خاطبهم الإمام قائلا(الا ومن كان فينا باذلا مهجته , موطنا على لقاء الله نفسه , فليرحل معنا ) فهم رجال وطنوا انفسهم على لقاء الله سبحانه فنالوا شرف الاستشهاد بين يدي المعصوم (عليه السلام) وهذه درجة رفيعة لا ينالها الا ذو حظ عظيم قال تعلى (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) فصلت .اية35 , ويشير السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس ) الى هذا المقام في كتابة الاضواء يقول (أن الاستشهاد بين يدي الحسين (عليه السلام) وسمعه وبصرة ولاجل الدفاع عنه المباشر عنه مهمة اعلى واصفى واقدس أمام الله عز وجل ) أضواء على ثورة الحسين (عليه السلام) ص215 . وما وعي جيش لإمام المهدي (عليه السلام) يفرض عليهم هذا الحال ويوضح الاستاذ علي الزيدي في كتابة ( لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا) حين يبين ان الفرد اذا ما اراد أن يكون في المستوى المطلوب لابد ان يكون مصداق الاية (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)البقرة اية 95. ولا يكون مصداق لقوله تعالى (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)البقرة اية 96. فان هذا الفرد بعيد كل البعد عن سير المخلصين , ونحن يوميا نقرا دعاء العهد وما فيه من طلب المقامات المختلفة في بعض فقراته (اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين إلى إرادته والمستشهدين بين يديه) وهذه المقامات تتطلب استحقاق من الفرد وسعي لنيلها وكما قال الشاعر. وما نيل المطالب بالتمني ولاكن توخذ الدنيا غلابا وبعد العلم ان هدف او شعار الإمام الحسين (عليه السلام) هو الاصلاح حين قال (ما خرجت اشرا ولا بطرا ولاكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله) ومن المعروف في اللغة الحديثة ان الشعار يدل على عقيدة الجيش , فلاصحاب لن يكون خروجهم لاجل مصالح أو مكاسب أو عصبية قبلية , بل لاجل أجتثاث الظلم وهذا يدل على وعي وادراك الاصحاب (رض) , وشعار جيش الإمام المهدي (عليه السلام) (يالثارات ألحسين) ويدل على أجثاث ألظلم من الارض باعتبار أن قتلة ألإمام ألحسين (عليه السلام) هم من ألظالمين ألمنحرفين وكما بينا سابقا انهم موجودين في كل جيل. 3- ألظروف الصعبة . أن الفتره التي أعقبت وفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) شهدت كثير من المحن والبلائات للمؤمنين وخاصا بعد تولي أمير المؤمنين (عليه السلام) ألخلافة , حيث كانت الظروف صعبة جدا وفيها من الاحداث الجسام والفتن الكثيرة كما هو معلوم للمتتبع للتاريخ , وهي الفترة التي عاش فيها أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) , حيث أن ألفترة ألتي سبقت معركة الطف واحداثها شهدت ظروف صعبة جدا واحداث عظيمة ومستوى عالي من التمحيص مر به الشيعة تطلب منهم قوة ضخمة من الارادة ودرجة عالية من الاخلاص للخروج منها بنجاح , فلو ناخذ ظرف او جانب واحد من تلك الاحداث الصعبة لتبين لنا الامر جليا , وهو الالتحاق بمعسكر ألإمام الحسين (عليه السلام) لوجدناه كم هو عسير فمثلا جاء في كتاب أنصار ألحسين (عليه السلام) (أن ألمسعود أبن ألحجاج وولده عبد الرحمن ابن ألحجاج أتيا مع الجيش ألمعادي والتحقا بالحسين (عليه السلام)ص 85. وفي رواية اخرى ( قال المظفر: إن حبيباً أقبل على جواده وشده شداً وثيقاً وقال لعبده: خذ فرسي وامض به ولا يعلم بك أحد واتنظرني في المكان الفلاني فأخذه العبد ومضى به وبقي ينتظر قدوم سيده ثم إن حبيباً ودع زوجته وأولاده وخرج متخفياً كأنه ماض إلى ضيعة له خوفاً من أهل الكوفة فاستبطأه الغلام وأقبل على الفرس وكان أمامه علف يأكل منه فجعل الغلام يخاطبه ويقول له: يا جواد إن لم يأت صاحبك لأعلون ظهرك وأمضى بك إلى نصرة الحسين فإذا قد أقبل حبيب فسمع خطاب الغلام له فجعل يبكي ودموعه تجري على خده وقال بأبي وامي أنت يابن رسول الله... العبيد يتمنون نصرتك فيكف بالاحرار؟ ثم قال لعبده ياغلام أنت حر لوجه الله فبكى الغلام وقال: سيدي والله لا أتركك حتى أمضى معك وأنصر الحسين ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله واقتل بين يديه فجزاه عن الله خيرا وحين كان الحسين نازلا في طريقه وقد عقد إثنتي عشرة راية وقد قسم راياته بين أصحابه وبقيت راية.فقال بعض أصحابه: مُنَّ علي بحملها فقال الحسين : يأتي إليها صاحبها.وقالوا له: يا بن رسول الله دعنا نرتحل من هذه الأرض فقال لهم: صبرا حتى يأتي من يحمل الراية فبينما الحسين وأصحابه في الكلام فإذا هم بغبرة ثائرة من طرف الكوفة قد أقبل حبيب معه غلام فاستقبله الحسين وأصحابه فلما صار حبيب قريبا من الإمام ترجل عن جواده وجعل يقبل الأرض بين يديه وهو يبكي فسلم على الإمام وأصحابه فردوا فسمعت زينب بنت أمير المؤمنين فقالت: من هذا الرجل الذي قد أقبل؟ فقيل لها: حبيب بن مظاهر فقالت: اقرأوه عني السلام فلما بلغوه سلامها لطم حبيب على وجهه وحثا التراب على رأسه وقال: من أنا ومن أكون حتى تسلم عليَّ بنت أمير المؤمنين.وعن اهل السير قال: ان حبيبا كان ممن كاتب الحسين قالوا لما ورد مسلم بن عقيل ا إلى الكوفة ونزل دار المختار واخذ الموالون يختلفون إليه قام فيهم جماعة من الخطباء تقدمهم عابس الشاكري وثناه حبيب فقال وقال لعابس بعد خطبته: رحمك الله لقد قضيت ما في نفسك بواجز من القول وأنا والله الذي لا اله إلا هو لعلى مثل ما أنت عليه(قالوا) وجعل حبيب ومسلم يأخذان البيعة للحسين في الكوفة حتى إذا دخل عبيد الله بن زياد (لع) الكوفة وخذل أهلها عن مسلم وفر أنصاره حبسهما عشائرهما وأخفياهما فلما ورد الحسين كربلاء خرجا إليه مختفين يسيران الليل ويكمنان النهار حتى وصلا اليه) ورواية أخرة (فخرج عمرو بن خالد هو ومعه سعد مولاه، والتحق به مجمع بن عبد الله العائذي وابنه عائذ، كما انظم اليهم جنادة بن الحارث المذحجي السلماني ومولاه واضح التركي، آخذين معهم دليلاً اسمه (الطرماح بن عدي الطائي)، فخرج بهم هذا الدليل عن طريق متنكبة، وسار فيهم سيراً عنيفاً؛ خوفاً منان يُطوقه رجال عبيد الله بن زياد، لاسيما وأن الطرق كانت مرصودة)انتهى . ويمكن ان نفهم أهم ألمقدمات لهذا التوفيق ألعظيم , هو طاعتهم للمعصومين (عليهم السلام) طاعة الفصيل اثر أمة وتنفيذ أوامرهم وتوجيهاتهم على اتم وجه , فوفقوا الى البصيرة وامتلاكهم الوعي الكامل للظروف والاحداث ألحيطة بهم , ومنهم من كان يعلم بيوم ألطف قبل سنين كما ورد (عن فضيل بن الزبير، قال: مرّ ميثم التمّار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّى اختلف أعناق فرسيهما. ثمّ قال حبيب: لكأنّي بشيخ أصلع، ضخم البطن، يبيع البطّيخ عند دار الرزق، قد صُلب في حُبّ أهل بيت نبيّه(عليه السلام)، يُبقر بطنه على الخشب. فقال ميثم: وإنّي لأعرف رجلاً أحمر له صفيدتان، يخرج لينصر ابن بنت نبيّه فيُقتل، ويُجال برأسه في الكوفة. ثمّ افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحداً أكذبُ من هذين. قال: فلم يفترق أهل المجلس حتّى أقبل رُشيد الهجري فطلبهما، فسأل أهل المجلس عنهما، فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا. فقال رُشيد: رحم الله ميثماً ونسي: ويُزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم، ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا والله أكذبهم. فقال القوم: والله ما ذهبت الأيّام والليالي حتّى رأيناه مصلوباً على دار عمرو بن حُريث، وجيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الحسين(عليه السلام). رجال الكشي 1/292 فان وعيهم جعلهم مهيئين أنفسهم للتحاق بمعسكر الإمام ألحسين (عليه السلام) والقتال دونه مهما اشتدت الظروف , بينما فشل من لم يوفر قوة الارادة ودرجة الاخلاص والوعي المطلوب , ومن جهة أخرى يجد المتتبع للتاريخ أن الاجواء التي كانت تعيشها الامة الأسلامية تشير الى حتمية المواجهة بين ألإمام ألحسن (عليه السلام) والدولة ألاموية سواء من كان يعلم بذالك من الشيعة أو من سواهم من المسلمين , واهمهم تحذير محمد بن الحنفية (رض) الإمام ألحسين من ألخروج قائلا (يا اخي أن أهل ألكوفة من قد عرفت غدرهم بابيك واخيك وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى فان رايت أن تقيم فانك أعز من في ألحرم)ألطبقات الكبرى 5/91 . والفرزدق حين سأله ألإمام ألحسين (عليه ألسلام) عن حال ألكوفة فقال (أما القلوب فمعك , واما ألسيوف فمع بني أمية والنصر من عند الله)لمعات ألحسين (عليه السلام)ص65. وكما ذكرنا سابقا أن الاصحاب (رض) هم أكثر ألناس وعيا وادراكا وأحسوا أن موعد ألمواجهة بدأ يقترب حين أخذت الظروف تشتد على ألشيعة والاحداث تتسارع , أدرك ألاصحاب أن واقعة الطف حاصلة لامحال سواء ألتحق ألفرد منهم او لم يلتحق , فستكون ألنتيجة واحدة هي معركة كربلاء ألخالدة , فاما ألالتحاق أو فوات الدور فيها وهو نصرة ألمعصوم (عليه السلام) , يوم انقسم الناس الى سماطين سماط حق لاباطل فيه وسماط باطل لاحق فيه , أذا فالاصحاب (رَض) بوعيهم وادراكهم وواقعهم العملي هو الذي أوصلهم الى ألنعيم المقيم ألذي لازوال ولا أضمحلال له. واما جيش ألإمام ألمهدي (عليه السلام) فيمكننا ان نفهم أن دستور الإنتماء لهذا الجيش ألمبارك , الذي خطة ألسيد ألقائد مقتدى ألصدر (دام عزه) هو ألمنهج والسلوك ألعملي لكل من أراد أن ينظم في صفوف ألجيش , ويمكن أن نعتبر هذا الدستور باصطلاح أهل ألقانون هو ألاعلان ألمكمل لما اسس له الشهيدين ألصدرين (قدس) حيث يعتبر عصارة ألروايات ألتي تحث على ألتكامل , فتطبيق الفرد منهجية القيادة بوعي ومعرفة ستفتح له طاعات تكاملية ودرجة من البصيرة خافية عن الكثير من الاتباع , وخاصة بعد العلم اننا في عصر الظهور , وان ألفرد ألواعي يلاحظ أن عجلة الاحداث بدأت تتسارع وتيرتها في الامة الأسلامية والعالم , وان ألايام حبلى بالأحداث الجسام وظروف صعبة , وان دل هذا على شئ فانه يدل على انجازات ألمصلحين والقادة اللاهيين ظاهرة وتاثيرها واضح في أزدياد عدد ألمخلصين الذين يمكن ان يشاركوا في فتح العالم , وكلما أزداد التكامل أزدادت سرعة الاحداث ومجرياتها , ويدل على ذالك الروايات التي تصف الفترة التي تسبق الظهور باخر الزمان والروايات كثيرة نورد منها (ألقابض على دينه كل قابض على جمرة ) وان الفتن ستاتي كقطع اليل المظلم , وهو زمان يصبح المعروف فيه منكرا والمنكر فيه معروف , وكما يشير السيد الشهيد(قدس) الى هذه ألظروف في الموسوعة المهدوية حين يقول (وقد تكون ألظروف التي يمر بها الفرد تقتضي منه قوة ضخمة من الارادة ودرجة عظيمة من الاخلاص وتكون مواقفه وردود فعلة صالحة وصحيحة فتكون تربيتة سريعة ووصوله الى ألدرجة ألمطلوبة لو وفق الى النجاح في جميع الخطوات غير محتاج الى زمن طويل )ج3/293. وبالعودة الى الاجواء التي يعيشها المسلمون عامة والثله ألمؤمنة خاصة وتحديدا في الشرق ألاوسط يتوقعون ظروف صعبة واحداث كبيرة ستحصل , واما الساعين للأنخراط في صفوف جيش الإمام ألمهدي (عليه ألسلام) فهم يملكون ألوعي ألعملي يجعلهم مهيئين ومتوقعين كل حدث ممكن أن يواجهونه في أي وقت ومهما كان صعبا فانهم سيخرجون مكللين بالنجاح , بعد العلم ان السيد ألشهيد (قدس) يوضح ان فيه مسئلة الظهور هي مسئلة وقت لا غير وان أول جيل يوجد فيه العدد الكافي لفتح العالم يكون الظهور فيه , ووقتها يعرف الفرد المؤمن أن دوره هو نصرة المعصوم(0عليه ألسلام) والا سيفوته الدور لان ظروف التمحيص ستنتج العدد المطلوب. أستنتاج. في أستراليا أجريت دراسة على مجموعة من الرجال فوجدوا ان عقولهم توقفت عند مستوى معين من الوعي والفهم والادراك فتبين لهم أن الرجل الذي يبلغ من ألعمر ثلاثين عام فان جسده نما فقط واما عقلة توقف عند حد معين كعشر سنوات أو أقل أو أكثر بقليل , وبدأت تحصل ألمشاكل في حياتهم والمجتمع ,وسبب ذالك عدم وجود الرصيد الفكري والعقائدي لديهم وعدم أمتلاكهم أي فكر يشبع روح الانسان ويجعلها مطمئنه , فيجب وجود ثورات عقائدية وفكرية تمد ألاجيال من مده الى أخره , لان العقول تصدأ فتحتاج الى فكر جديد يصقلها ويوعيها ويعرفها بتكليفها , وان الحقبة من ألزمن , فهم أكبر ألمستفيدين من عبر ودروس القران ألكريم وأحداث ألامم ألسابقة , وتجارب من سبقهم معى الرسول (صلى الله عليه وآله) ضلوا نبراسا ينير درب الاجيال جيلا بعد جيل وحتى الجيل الذي سيوجد فيه جيش الإمام ألمهدي (عليه السلام) الى ما شاء الله , الا أن الاجيال التي ستعيش في دولة العدل اللاهي ستحتاج الى مصدر قريب متحد مع ثورة كربلاء يمدها القوة والأيمان ويعلمها العبر والدروس في التكامل , فالبشرية تحتاج الى تجربة جديدة في ألتكامل والرقي وخاصة ان بعض ألاجيال ستكون بعيدة عن عصر صدر الاسلام بالاف ألسنين , ستحتاج الى تجربة جديدة ومتشابهة في الظروف نسبيا مع واقع البشرية ألجديد. والحمد لله رب العالمين. للتذكير والنصيحة ( اجعل بيان تمديد التجميد نصب عينيك ) أسئلة حول الموضوع س1:ذكرت نظرية لعالم التاريخ....لكن تطبيقها على أرض الواقع ليس من الضرورة صحيح؟كقولك أن الرجوع للماضي سلبي.فكيف توفق مع قوله.ولكم في رسول الله أسوة حسنة. ج:من جانب ذكرتها كنظرية وليس كقاعدة وهذا فرق كبير وجانب آخر أن قصدي من جانبه السلبي انهم رجعوا للتاريخ أوالماضي ليس بدافع أخذ العبر والتصدي للظروف الصعبة بل لألهاء أنفسهم كما من لم يتمكن من الغرب الكافر أخذ يقول انا مسلم ورسولي رسول الله محمد لكن واقعه العملي يندى له الجبين. س2:ذكرت ان اصحاب الامام الحسين (عليه السلام) والأمام المهدي(عليه السلام)هم فقط المخلصين؟لكن ألم يكن لأمير المؤمنين مخلصين؟ ج:النقطة مفهومة فالقصد انهم مخلصين أو لم يحصل أي أمام كهذا العدد من المخلصين بحيث يستطيع أن يخرج بهم الى سوح الوغى فأمير المؤمنين (عليه السلام) لقلة أنصاره يقف في مسجد الكوفة ويقول أين عمار أين مالك......وددت لو فارقتكم وذلك لقلة أنصاره المخلصين.
|
18-12-2012, 12:36 AM | #2 |
|
رد: علمية اصحاب ألإمام الحسين واصحاب الإمام ألمهدي
بحث رائع ومتميز موفق
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مجتبى ; 18-12-2012 الساعة 01:01 AM |
18-12-2012, 12:50 AM | #3 |
|
رد: اعلمية اصحاب ألإمام الحسين واصحاب الإمام ألمهدي
بحث قيم ومجهود رائع بارك الله فيك واسال الله لك دوام التوفيق
|
18-12-2012, 08:26 AM | #4 |
|
رد: اعلمية اصحاب الإمام الحسين واصحاب الإمام المهدي
جزاك الله خيراً أخي الغالي على هذا البحث القيم والموفق جعله الله في ميزان أعمالك وتقبل الله مواساتك بأحسن قبول بحق محمد وآل محمد
|
18-12-2012, 08:28 AM | #5 |
|
رد: اعلمية اصحاب الإمام الحسين واصحاب الإمام المهدي
احسنت اخي الغالي على البحث القيم والربط الموضوعي والاستنتاج الجميل والعملي وفقك الله تعالى
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|