العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-12-2012, 10:53 PM   #1

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 182
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,387

حسين حتى لا نقتل الحسين (عليه السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

حتى لا يقتل الحسين (عليه السلام) مرة اخرى وحتى لايكون الفرد في معسكر ابن زياد عليه الا يأخذ العبرة من الحسين واصحابه فقط بل عليه ان يتعض من اخطاء المعسكر المعادي وان يبتعد عنها وفي هذا البحث سأتناول بعض من الامراض الاخلاقية التي ساهمة في انحراف الامة وجعلتها تقتل امامها.

حيث من لطف الله (جل وعلا) ان بعث انبيائه والمرسلين بالكتب السماوية لتحقيق الهدف السامي الذي خلق الخلق من اجله قال تعالى(﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ الذاريات: 56

وقال (جل شأنه) ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)( سورة آل عمران الآية: 102 )

اذا الهدف واضح وجلي من خلال قوله تعالى ومن خلال هذه الاداور التي مر بها الانبياء (عليهم السلام) وتمخضت عنها التجارب والعبر التي يمكن ان نستنبطها من تلك التجارب وقد حدثنا التاريخ عن بلائات الانبياء واتباعهم وافعال اعداهم ولم يترك القران الكريم قصصهم وما ذلك الا ليعتبر المؤمن من تلك القصص (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ )(سورة يوسف111)

ومن هذه الاية يتضح ان الاعتبار بقصص الاولين من الانبياء والمرسلين او حتى قصص التاريخ انما يعتبر بها اولي الاباب الذين يتفكرون ويستخدمون عقولهم في التنقيب عن كل ما يوصلهم الى الحق وإتباعه

من هذه المقدمة ان الفرد المنتظر لامام زمانه من جملة ما عليه من الواجبات ان يتميز بأن يكون صاحب لب وفكرا معتدا به لكيون مصداقا للمعتبرين لقصص القران وقصص التاريخ

واخذ العبرة منها ولاننا ننتظر امام زماننا (عليه السلام) اذاً ينبغي علينا الاستفادة من تلك القصص التاريخية ولان قضية الامام الحسين (عليه السلام) وثورته العظيمة في كربلاء هي منجم عظيم ومدرسة هائلة للدروس الانسانية والاخلاقية والجهادية فلابد لنا ان نحرك الفكر لننهل من دروس هذه الثورة المعطاء

فقد خرج الحسين (صلوات الله عليه) ليحقق من ثورته مشروعه الالهي الذي وجد من اجله فقد حدد مشروعه الثوري والاصلاحي بمقولته العظيمة (إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الاِْصْلاحِ فى أُمَّةِ جَدّى، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَسيرَ بِسيرَةِجَدّى وَأَبى عَلِىِّ بْنِ أَبي طالِب) وعندها انقسمت الامة انذاك الى ثلاثة اقسام القسم الاكبر رفع السيف ضد هذا المشروع معلنا ولائه للشيطان جاحدا نصرة الحق المتمثلة بالامام الحسين (عليه السلام) والقسم الاخر وهو القلة القليلة ممن عرف الحق ونذر نفسه ومايملك في سبيل نصرته

والقسم الثالث اتخذ موقف السكوت والقعود عن نصرة الحق بالسيف ولم يحرك ساكنا وهذا وعلى سبيل القييد لا الاطلاق أي الا ماخرج بدليل مثل محمد ابن الحنفية والمختار وميثم التمار ...... وبهذا فأن القسم الثالث عد على القسم الاول لان الاصل في الواجب هو نصرة الحق فعليه ان الامة في الحقيقة انقسمت الى معسكرين معسكر الحق المطلق المتمثل بالحسين(عليه السلام) واهل بيته واصحابه لان الحسين يمثل الامتداد الشرعية للنبوة بأعتباره الامام المعصوم والممثل للرسول الكريم حيث يقول (صل الله عليه واله) (حسين من وانا من حسين )وقال الحسن والحسين اماما قاما او قعدا)

والمعسكر الثاني هو معسكر الباطل المتمثل بالذين وقفو مع يزيد ورفعو سيوفهم على امام زمانهم والذين سكتو عن نصرة الحق ولان هدف الائمة المعصومين واحد نستطيع القول ان ثورة الامام الحسين (عليه السلام) تتجدد في ضمير الامة وفي شعور الفرد في كل زمان ومكان ومع كل امام وعليه فأن الفرد الساعي الى نصرة امامه لابد ان يستشعر ويعيش واقعة وقصة كربلاء بشخوصها واحداثها ,

وعندما ننظر الى واقعة الطف واحداثها نرى ان معسكر الامام الحسين(عليه السلام) والذين نصروه عرفوا امامهم ووطنوا انفسهم لبذل الغالي والنفيس لاجل نصرته وهذا لم يأتي اعتباطا او من فراغ بل من خلال تربية وتدريب وبلاءات واختبارات على مر حياتهم .

وبعد ان خرجوا من تلك البلااءات ممحصين استحقوا مقام معرفة امامهم ونصرته واستحقوا مقام الشهادة العالي.

في حين

فشل الاخرون في دروس التربية واتبعوا شهواتهم وميولهم النفسية وقدموا مصالحهم الاجتماعية على دينهم وبذلك استحقوا الخزي في الدنيا والخسران المبين في الاخرة .

وكما نوهنا ان اهداف الائمة (سلام الله عليهم اجمعين) واحد في تحقيق المشروع الالهي .

أي ان الامام الحسين والامام المهدي مشروعهم الالهي واحد وان اختلف الزمان وكذلك باقي ائمة الحق (صلوات الله عليهم) ويجب على الفرد في أي زمان كان ان ينصر مشروع امامه بعد ان يعرفه .

من هنا وبعد ان عرفنا مشروع الحسين (عليه السلام) الاصلاحي من خلال ثورته وما دار قبلها وخلالها وبعدها من احداث .

فالنحاول ان نقراء الواقع المعاش لعصرنا الذي نتأمل ان يكون عصر ظهور امامنا المهدي(عجل الله فرجه)

فظهور الامام يتحدد بشروط ثلاثة ذكرها السيد المولى المقدس

الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله سره) في موسوعته الشريفة

الشروط

الشرط الاول:

وجود الاطروحة العادلة الكاملة التي تمثل العدل المحض الواقعي، والقابلة التطبيق في كل الامكنة والازمنة، والتي تضمن للبشرية جمعاء السعادة والرفاه في العاجل، والكمال البشري المنشود في الآجل.

(انتهى كلام السيد)

وهذا متحقق بوجود كتاب الله الكريم الخالد الذي فيه تبيان كل شيء

بدليل الايات الكريمة وحتى لا نطيل نذكر اثنان منها

(ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون). الأنعام آيه38

{ونزَّلْنا عليكَ الكتابَ تبياناً لكلِّ شي‏ء} [النحل:89]

قال الامام الباقر محمّد بن علي (عليه السلام) :

«إِن الله لم يدع شيئاً تحتاج إِليه الاُمة إِلى يوم القيامة إِلاّ أَنزله في كتابه وبيَّنه لرسوله وجعل لكُلِّ شيء حدّاً وجعل عليه دليلا يدل عليه » .( بصائر الدرجات ص 6.)

الشرط الثاني:

وجود القائد المحنك الكبير الذي له القابلية الكاملة لقيادة العالم كله.

وهذا ايضا متحقق بوجود الامام المعصوم وهو امامنا المهدي المنتظر (عجل الله فرجه)

(إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة/55).

الشرط الثالث:

وجود الناصرين المؤازرين المنفذين بين يدي ذلك القائد الواحد.

(انتهى كلام السيد)

وحيث ان الشرطان الاول والثاني متحققان يبقى الكلام في تحقق الشرط الثالث الذي عليه يتوقف ظهور امامنا المهدي (عليه السلام) وهو مسؤولية الافراد حيث يتوجب عليهم بناء انفسهم البناء الامثل الذي من شأنه يوهلهم للفوز لنيل الشرف ومسؤولية نصر الامام (عليه السلام) والمساهمة في بناء دولة العدل الالهي الذي وعدنا الله(جل شأنه) بها قال تعالى(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص5)

وكي يرتقي المؤمنون بأنفسهم وينالوا ذلك الشرف عليهم ان ينهلوا من تجارب كربلاء وتكون مشعلاً ينير لهم دروبهم وان يقتدوا بأصحاب الحسين(عليه السلام) فهم النخبة التي جاهدة وآثرت وضحت لامامها ونصرته وفضلت بذل النفوس في سبيل الهدف السامي ولم تلههم الاموال ولا الاولاد ولا ملذات الدنيا وزخرفها وزبرجها عن التخلف بالالتحاق في ركب الحرية والسعادة الابدية فكانوا بحق خير الاصحاب وخير الناصرين ومن خلال قراءتنا لكربلاء وسيرة الاصحاب نسنتج انهم كانوا مثل في التربية على شتى الاصعدة ولم يقصروا في أي امر من امور تكاملهم وبذلك فازوا وسعدوا .ففي الشجاعة هم المثال وفي التضحية هم القدوة وفي حبهم لامامهم هم الاسوةوفي تركهم لدنيا هم النراس

وعلى الفرد ايضاً ليس فقط الاكتفاء بالاقتداء بأصحاب الامام الحسين بل عليه ايضاً ان يتعض من الاخطاء التي وقعت فيها الامة

حتى في معسكر الاعداء فعليه ان يكون ملتفتاً الى كل مايخص

معسكر الاعداء والذين اخذوا العداء لامام الحق ومقاتلة النخبة الخيرة من اصحابه واهل بيته فقد كانوا مثال التسافل والتجرد عن الاخلاق الانسانية والابتعاد عن الفطرة السليمة فهم رغم وجود الامام الحسين (عليه السلام) ومعرتهم بحسبه ونسبه الا انهم تخلفوا عن نصرته والتحقوا بركب الشيطان ومن هنا يجب على الفرد ان يكون ملتفتاً ويأخذ الدرس من اخطاء معسكر الباطل ويستخلص من هذه التجربة التاريخية ويبتعد عن كل فعل وحركة او امر قام به الاعداء صغر او كبر جعل منهم ان يقعوا في حبائل الشيطان ومقاتلة امام الحق فما هي الامور التي ادت بهؤلاء الكثرة من الامة ان تطا هذا الموطى العظيم وترتكب ابشع جريمة عرفها التاريخ مبتعدة عن كل القيم العربية والدينية والانسانية.

ومن جملة الامور التي يمكن ان نشخصها في سلوك افراد معسكر الباطل والتي ساعدت على انحرافهم عن جادة الحق بل ومناصبة العداء له ومقاتلتها .

اولاً: حب الجاه والسلطة

قال تعالى

{ قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين }(التوبة24)

ونأخذ على سبيل المثال
قصة عمر ابن سعد وملك الراي
تقول الرواية أنه لما جمع ابن زياد لعنه الله قومه لحرب الحسين عليه السلام كانوا سبعين ألف فارس ، فقال ابن زياد : أيها الناس من منكم يتولى قتل الحسين وله ولاية أي بلد شاء ؟ فلم يجبه أحد منهم ، فاستدعى بعمر بن سعد لعنه الله وقال له يا عمر أريد أن تتولى حرب الحسين بنفسك فقال له : اعفني من ذلك فقال ابن زياد : قد أعفيتك يا عمر فاردد علينا عهدنا الذي كتبنا إليك بولاية الري ، فقال عمر : أمهلنا الليلة فقال له : قد أمهلتك ، فانصرف عمر بن سعد إلى منزله ، وجعل يستشير قومه وإخوانه ، ومن يثق به من أصحابه ، فلم يشر عليه أحد بذلك ، وكان عند عمر بن سعد رجل من أهل الخير يقال له : كامل ، وكان صديقا لابيه من قبله ، فقال له : يا عمر مالي أراك بهيئة وحركة ، فما الذي أنت عازم عليه ؟ وكان كامل كاسمه ذا رأي وعقل ودين كامل .
فقال له ابن سعد لعنه الله : إني قد وليت أمر هذا الجيش في حرب الحسين وإنما قتله عندي وأهل بيته كأكلة آكل أو كشربة ماء ، وإذا قتلته خرجت إلى ملك الري فقال له كامل : اف لك يا عمر بن سعد تريد أن تقتل الحسين ابن بنت رسول الله ؟ اف لك ولدينك يا عمر أسفهت الحق وضللت الهدى ، أما تعلم إلى حرب من تخرج ؟ ولمن تقاتل ؟ إنا لله وإنا إليه راجعون
والله لو أعطيت الدنيا وما فيها على قتل رجل واحد من امة محمد لما فعلت فكيف تريد تقتل الحسين ابن بنت رسول الله عليه السلام ؟ وما الذي تقول غدا لرسول الله إذا وردت عليه وقد قتلت ولده وقرة عينه وثمرة فؤاده وابن سيدة نساء العالمين وابن سيد الوصيين وهو سيد شباب أهل الجنة من الخلق أجمعين وإنه في زماننا هذا بمنزلة جده في زمانه ، وطاعته فرض علينا كطاعته ، وإنه باب الجنة والنار فاختر لنفسك ما أنت مختار وإني اشهد بالله إن حاربته أو قتلته أو أعنت عليه أو على قتله لا تلبث في الدنيا بعده إلا قليلا .
فقال له عمر بن سعد : فبالموت تخوفني وإني إذا فرغت من قتله أكون أميرا على سبعين ألف فارس ، وأتولى ملك الري

فبعد ذلك تقول الرواية نصحه الرجل وحدثه فماكان من عمر الا ان قطع رأسه(44ج)(ص305) بحار الانوار
وهذه ابيات شعر رددها عمر ابن سعد بعد ما عطوه هذا الامر
فوالله ما أدري وإني لصادق *** أفكر في أمري على خطرَين
أأترك ملك الري والري منيتي *** أم أصبح مأثوماً بقتل حسين
حسين ابن عمّي والحوادث جمَّة *** ولكن لي في الري قرِّة عيني
يقولون إن الله خالق جنَّة *** ونار وتعذيب و غل يدين
فإن صدقوا بما يقولون إنني *** أتوب إلى الرحمن من سنتين
وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة *** وملك عقيم دائم الحجلين
وإن إله العرش يغفر زلَّتي *** ولو كنتُ فيها أظلم الثقلين
ولكنما الدنيا بخير معجل *** وما عاقل باع الوجود بدين
اذاً ان الله يريد منا ان نحبه وان نفرغ قلوبنا له وان لايكون فيها احداً غيره وهذا هو الهدف العالي

فأذا صار حب الجاه والسلطة هو الهدف فأن الفرد قد يستخدم أي طريقة للوصول الى هدفه فعمر ابن سعد عندما سيطر على قلبه حب الجاه والسلطة وصار هو الهدف انساه كل شيء غيره حيث ان عمر ابن سعد على معرفة بالحسين ويعرف حسبه ونسبه والامة كلها تتذكر كلام رسول الله(صل الله عليه واله) حيث بين مقام الحسن والحسين (عليهما السلام)

قال (الحسن والحسين اماما قاما او قعداء) وقال (حسين مني وانا من حسين)

والامة تعلم وتقر ان احق الناس بعد رسول الله(صل الله عليه وعلى اله) بالاتباع هم علياُ واولاده (سلام الله عليهم) فنستطيع القول ان حب الجاه والسلطة اذا صار هو الهدف في قلب الفرد فهو عمر ابن سعد .

ونحن نعيش في وقتنا ان الكثير اتبعوا جهة الحق المتمثلة بسماحة السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وساروا معها الا انهم لم يكن هدفهم الاخلاص لله بل لمطامع الدنيا ومغرياتها فبمجرد ان لوحت لهم امريكا ... تركوا جهة الحق بل صاروا اعداء لها فهل يحتاجون الى فعل اخر ليفعلونه حتى يكونوا مصداقاً على عمر ابن سعد من هذا لابد للانسان المؤمن ان يلتفت الى خطورة هذا المرض الخبيث وكيف يأدي به الى منزلق خطير يهوي به الى الدرك الاسفل من الجحيم

((ملاحظة هذه نقطة من العديد من النقاط))

ثانياً:السير مع الكثرة والتأثر بالسلوك الجمعي

{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام : 116]

وقال تعالى

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف : 187]

وقال

{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} [هود : 17]

وقال

{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ} [هود : 40]

وقال

{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف : 22]

وقال امير المؤمنين(عليه السلام)

لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه

عرفنا من الايات ان اتباع الحق على مر التاريخ قليلون فالذي نصر الانبياء هم القلة والذي نصر المعصومين هم القلة في حين اعداء الحق هم الكثرة الكاثرة .

فالحسين(عليه السلام) واهل بيته واصحابه كان عددهم في حدود المئة ا اكثر مقابل جيش يعد على اقل رواية 30الف.

وربما من العوامل التي ساعدة على انحراف الذين قاتلوا الحسبن (عليه السلام) هو هذه الكثرة فالانسان بطبيعته يتأثر بالسلوك الفردي الصادر من عدد كبير من الناس

ومن هنا يجب ان نأخذ العبرة تشخيص جهة الحق لايعتمد على التفاف كل الناس حوله فربما يكون اصحاب الحق قليلون بل يجب عدم الاستيحاش او التشكيك بهذه جهة الحق لكونها قليلة قياساً بالجهات الاخرى التي يتبعها الكثيرون وهذا واضح حتى في انصار الامام المهدي فعشرة الاف قياساً بعدد سكان العالم نسبة قليلة جداً

واليوم نرى ان السواد الاعظم من المجتمع حتى وان كان صبغته اسلامي ايماني الا انه اتباع جهة الحق قليل جداً قياساً بأعداد المجتمع

ويمكن ان نستخلص العبرة من هذه النقطة .

هي ان لاندع ابواب الشك وميولات النفس ان تجعل من قلت انصار هذه الجهة سبباُ لتشكيك فيها

ثالثاً:

{قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [يونس : 35]

ان الامام المعصوم في كل زمان لايبخل بعطاءه عن الامة فهو كرماً مطلق ويبذل كل جهوده ووقته لأيصال التكاليف على مختلف الاصعدة قال الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) (((ان نمت في اليل ضيعت نفسي وان نمت في النهار ضيعت رعيتي))) لكن التقصير يحصل من قبل الفرد نفسه اما بعد استحقاقه او لاهماله أي اما ان يكون قاصراً او مقصراً فالمرفة الشخصية للامام والايمان به غير كافية لنصرته ومساندتهمالم تقترن بمواكبته الاخلاص له وتطبيق اوامره وحبه بل والتعلق به

فالامام الحسين(عليه السلام) كان يعيش في وسط الامة وهو ابن بنت نبيها وابن علياً امير المؤمنين وخليفتها وهذا غير غائب عن افراد المجتمع .

لكن ابتعادهم عنه وعن تكاليفه وعن عطاياه ساهم في انحراف الامة فمن من الامة انذاك لم يعرف ان الحسين (عليه السلام) هو الحق وهو امام معصوم فهو الذي اشبع ذكره رسول الله(صل الله عليه وعلى اله ) امام الملء مراراً وتكراراً لاكنهم ابتعدوا عن هذا العطاء الحسيني فأدى بهم ذلك الابتعاد الى التصديق بالاباطيل التي يبثها الاعلام الاموي بالتشكيك والتمويه عن حقيقة الحسين(عليه السلام) حتى باتوا يصدقون بأن الحسين قد خرج على امام زمانه يزيد (عليه اللعنة والعذاب)

فعليه لابد للفرد المؤمن المشخص لجهة الحق والذي يتبعها ان يواكب هذه الجهة مؤتمرا بأوامرها منتهيا بنواهيها اخذا بنصائحها محبا لها مخلصا معها .

فربما يكون الفرد قريبا مكانين من جهة الحق محسوبا عليها الا انه لا يتأثر بها ولا يعمل بأوامرها ولايتعض بنصائحها فهو بالظاهر مع جهة الحق لكنه يفشل امام الاعلام المزيف الذي يشوه الحقائق ضد جهة الحق ويتسرب اليه الشك يبتعدعن اتباع جهة الحق

فما اكثر الذين يسمون انفسهم حواريون السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس الله سره) لكنهم اصبحوا بعد حين اعدائه وما هذا الى انهم كانوا قريبين منه جسدين الا انهم يواكبوه ولم يخلصوا له ولم يطبقوا اوامره وقتاواه وثلهم مثل المعسكر المعادي للحسين(عليه السلام) وكذلك هناك ممن يدعي القرب من سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وربما يمشي خلفه او معه لكنه لم ينهل من عطاءه ولم يتبع توجيهاته ولا يطبق تعاليمه فبتالي انحرف عن خط السيد القائد وصار من اعداءه فمثلهم كمثل الذين عاشوا مع الحسين وعرفوه وصاروا مع اعداءه

نتائج البحث

*_كي لا نقتل الحسين(عليه السلام) يجب علينا معرف جهة الحق

*_كي لا نقتل الحسين(عليه السلام) يجب علينا طاعة اوامر ونواهي جهة الحق

*_كي لا نقتل الحسين(عليه السلام) يجب علينا اجتناب الخصال الذمية التي تمنع من مواكب جهة الحق

هذا والحمد الله رب العالمين

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اللهم مابنا من نعمة فمنك لا اله الا انت سبحانك

التعديل الأخير تم بواسطة ابو مجتبى ; 21-12-2012 الساعة 10:48 AM
ابو مجتبى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2012, 10:57 PM   #2

 
الصورة الرمزية المستغفر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1130
تـاريخ التسجيـل : Mar 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 1,116

افتراضي رد: حتى لا نقتل الحسين (عليه السلام)

موفق على بحثك الرائع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}



المستغفر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2012, 10:58 PM   #3

 
الصورة الرمزية التائب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 342
تـاريخ التسجيـل : Jul 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق/بغداد
االمشاركات : 6,700

افتراضي رد: حتى لا نقتل الحسين (عليه السلام)

بارك الله بك على البحث الرائع

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
التائب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-12-2012, 11:42 PM   #4

 
الصورة الرمزية طالب مغفرة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 463
تـاريخ التسجيـل : Sep 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 4,339

افتراضي رد: حتى لا نقتل الحسين (عليه السلام)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
موفق لكل خير اخي الفاضل

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
طالب مغفرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-12-2012, 06:35 AM   #5

 
الصورة الرمزية خادم العسكريين

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 174
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 759

افتراضي رد: حتى لا نقتل الحسين (عليه السلام)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت اخي ابو مجتبى لقد ابدعت واجدت

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم العسكريين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 08:29 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025