س ــ لماذا استأذن الاصحاب من الامام الحسين عليه السلام ؟

الملف الشخصي · 11-01-2013, 09:26 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

جسدت لنا ملحمة الطف العظيمة اروع صور البطولة والتضحية والجهاد في سبيل الله من قبل الثلة

المؤمنة بالله بقيادة ابا الاحرار ابا عبد الله الحسين عليه السلام وبذلوا روحهم في سبيل اعلاء كلمة

الحق بوجه الكفر المتمثلة بيزيد عليه اللعنة والعذاب حيث كانت عبره ودروس لكل الاجيال في كل

المجالات البطولي والجهادي والاعلامي وغيرها التي احتوت كل معاني الجهاد فقدموا اصحاب

الحسين عليه السلام اغلى الانفس بالقتال مع الحسين عليه السلام فكانوا يتسابقون حول الدخول الى

المعركة ليقاتلوا بين يدي المعصوم ومن المواقف التي حصلت في كربلاء المقدسة والتي يمكن

الوقف امامها هي ان اصحاب الامام الحسين قبل الدخول الى المعركة كانوا يستأذنون الامام الحسين

عليه السلام لكي يدخلوا بالمعركة فهناك سؤال ؟

لماذا اصحاب الامام الحسين كانوا يستأذنون الامام الحسين عليه السلام للدخول الى المعركة ؟

ومع العلم وحسب الروايات ان الحرب كانت مفتوحة .

ــ الاذن بمعنى الرخصة او الامر وهذا من انواع الاذن وهذا ما دل عليه القران الكريم حيث قال ؟

(قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ ) في تفسير الامثل وكان التفسير (( به )) لأجل تحقير موسى

والارادة به وكان بجملة (( قبل اذن لكم )) ان يظهر انه يتحرى الحقيقة ويطلب الحق ، فلو كان

عمل موسى عليه السلام يتسم بالحقيقة والواقعية لأذنت انا للناس بأن يؤمنوا به ولكن استعجالكم

اكشف عن زيفكم . انتهت الآية

وفي سورة النور ص 444 في مجلد الخامس تفسير الكاشف

فسأل : قال تعالى لنبيه الكريم في الآية 43 من سورة التوبة

( عفا الله عنك لم اذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا او تعلم الكاذبين ) وفي اية النور خول امر

الاذن ، اليه فما هو وجه الجميع بين الآيتين

الجواب : امر الله نبيه في اية التوبة بالتثبيت حتى يميز الكاذب من الصادق وفي اية النور ترك

الحرية التقدير بعد ان يعرف حقيقة طالب الاذن والاهداف والنتائج المرتبة على الاذن مؤمناً كان

الطالب او منافقاً .. انتهى التفسير

ومن هنا نستنتج علة او غاية من الاذن والجواب يكون على الاتي

ــ الاذن لابراء الذمة للقائد ولاتباع وبيان الامر اختياري للأفراد أي بمعنى ان الفرد عندما يحصل

على الاذن يكون القائد قد أبرء ذمته بقيه اختيار الفرد هل في عمل صالح ام طالح والعياذ بالله .

ــ الاذن التمييز الصالح من الطالح وهو من ادب واخلاق المعصوم والقائدة المصلحين حيث انهم

على علم بإمكانيات الاتباع ولكونهم ابواب الله المفتحة فلا يكون فيها مبدأ الطرد والاقصاء وانما

بأسلوب تربوي .

ومن هنا نرجع الى صلب الموضوع ونذكر بعض الاصحاب الذين استأذنوا الامام الحسين عليه

السلام

الرواية الاولى :.

ــ مبارزة الحر واستشهاد ابنه (( كتاب ناسخ التواريخ صـــــــــــ381ـــــــ ج 2 ))

قال الحر : يا ابن رسول الله كنت اول خارج عليك فأذن لي ان اكون اول قتيل بين يديك وأول من

يصافح جدك غدا ً والمعنى يكون اول قتيل في المبارزين والا فأن جماعة قد قتلوا في الحملة الاولى

الرواية الثانية :. ايضاً في كتاب ناسخ التواريخ ج ـ 2 صـــــــ384ــــ

شهادة مصعب وغلام الحر

تقول الرواية :.

ثم برز بعد الحر اخو مصعب فستأذن سيد الشهداء ، ثم حمل على اهل الكوفة حملة ثقيلة وقاتل قتالاً

شديداً حتى قتل ،

وكان للحر غلام في معسكر ابن سعد فلما رأى مولاه الحر وابنه علي واخاه مصعب مجدلين ثارت

محبته وصار كالمارد . فحمل على جيش ابن سعد يميناً وشمالاً يقتل منهم من اصابه بسيفه حتى

وصل الى الحسين عليه السلام فاعتذر اليه وقال : يا ابن رسول الله اني اعتذر اليك ان قتلت القوم

قبل استئذانك , فاني ما تمالكني نفسي فرأيت مقتل هؤلاء الاحرار والان اذن لي وقف اي انه كان

قبل استئذان لم يكن قتال حتى اقاتل المعاند

وفي صـــــــــــــــــ402ـــــــــــ ناسخ التواريخ صـــــــــــــ290 ــــــ

ثم تقدم جون مولى ابي ذر الغفاري [ وكان عبداً اسوداً ] فقال له الحسين انت في اذن مني , فإنما

شعثا طلباً للعافية فلا تبتل بطريقنا , فقال :. يا ابن رسول الله ، انا في الرخاء الحس قصاعكم وفي

وفي الشدة اخذ لكم انتهت وهذا ما قلنا عليه الاذن الاختياري في مقدم البحث أي اختبار الفرد

الصالح فهذا الامام الحسين قد اذن له بالانصراف لكن اختار جون القتال بين يدي الامام الحسين

عليه السلام

الرواية الثالثة :. صــــــــــ407ـــــــ ج 2 ناسخ التواريخ

شهادة الغلام التركي

ثم خرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام وكان قارئاً للقران وفي بحر اللئالي انه كان غلاماً

اشتراه الحسين عليه السلام ووهبه لابنه زين العابدين عليه السلام وفي كتاب روضة الاحباب انه

لما استأذن الغلام للبراز قال له الامام الحسين عليه السلام : استأذن من سيدك السجاد عليه السلام

فأذن له فودعه وودع اهل البيت

وغيرها ............. من الروايات في مقتل الاصحاب

س ــ لماذا الاستئذان من الامام الحسين عليه السلام ؟

النقطة الاولى :.

ج ــ 1 ــ مركزية الاوامر في الميدان في ساحة المعركة حيث كان ابي الاحرار ابا عبد الله الحسين

عليه السلام هو القائد الميداني في المعركة والقائد الالهي فهو يعرف امكانات اصحابه وتقديمهم

حسب التخطيط الذي خططه ابا الاحرار لأصحابه وهنا عبرة الى كل المقاتلين في الامتثال لأوامر القائد

المصلح لرايته بتحديد ساعة القتال وساعة تقديم مجموعة دون الاخرى وهذا ما عشنا في زمن السيد

الشهيد محمد محمد صادق الصدر (( قدس سره الشريف)) في تربية الاستئذان وعدم فعل أي شيء الا بعلمه وكما قال قدس سره

الشريف ( ان قالت لكم الحوزة اقعدو اقعدوا ) وفي مقولة اخرى قال قدس سره (( لا تقولوا قولاً

ولا تفعلوا فعلاً الا بعد الرجوع الى الحوزة الشريفه

الناطقة واقامة صلاة الجمعة وغيرها))

فكانت

رسالة الى مركزية القيادة وعدم التصرف الا بأخذ الاذن من القيادة فكانت ايضاً درس في تربية

الاتباع واعداد الافراد في تأسيس القواعد الشعبية للإمام من قبل السيد الشهيد قدس سره الشريف

وهذا ما سار عليه سماحة السيد القائد المجاهد المفدى مقتدى الصدر ( اعزه الله ) فكان

مكمل نهج السيد المولى رضوان الله عليه بتأسيس الجيش العقائدي وكان هو القائد المصلح له فلو

تصرف الفرد دون علم القيادة لكان فشل في تنظيم امور الافراد وهذا ما لمسناه من تربية السيد

القائد مقتدى الصدر والقائد المصلح في احداث جيش الامام المهدي عندما تصرفوا في ما يسمى

بالأحداث الثالثة التي حصلت في زماننا هذا حيث تصرفوا خارج قيادة السيد القائد المجاهد مقتدى

الصدر وعصوا اوامره بتجميد الجيش حيث قال لهم السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) في

لقاء دولة ايران بلقائه مع بعض ما يسمى بقادة جيش المعركة الاولى قاتلنا المحتل في كافة

محافظات العراق والمعركة الثانية ايضاً قاتلنا المحتل المعركة الثالثة منوا اعطى لكم الامر ))

وايضاً ما يحتسب على سماحة السيد القائد من السياسيين بالموافقة على الغاء الحصة التموينية

مما ادى الى اعتذار السيد القائد مقتدى الصدر للشعب في استفتاء وهذا التصرف الذي رفضوا دون

علم القائد بهم فيجب اتباع القادة المصلحين وعدم التصرف دون علمهم لعدم الوقوع بالخطباء

النقطة الثانية :.

باب من ابواب التكامل حيث ان كل من الصحابة قدم نفسه بنفسه امر الامام لهم وبذلك يكون

عملهم اختياري لخوض القتال والاستشهاد دون الامام الحسين عليه السلام

النقطة الثالثة :.

ان تقديم الاصحاب انفسهم بشكل انفرادي فيه اطالة امد المعركة

النقطة الرابعة :.

ان رقي وتكامل الاصحاب وذوبانهم في سبيل قضيتهم الرئيسية دفعهم الى ترك الدنيا وملذاتها

فكانت النتيجة ان حصلوا على خير الدنيا والاخرة فالكثير منهم لم يكن معروفاً في وقته فكان تقديم

انفسهم بهذا الشكل جعلهم معروفين في الدنيا والاخرة وكانوا قبلة للأحرار والباحثين عن التكامل

وهذا من تخطيط القيادة في كيفية ادارة المعركة .

النقطة الخامسة :.

يمكن القول ان الاستئذان لم يكن محدوداً بالدخول الى ساحة المعركة والقتال انما هو في نفس

الوقت استئذان لمفارقة ابا الاحرار عليه السلام اي من باب كما نعبر في العرف السائد (( اتركك

في امان الله )) وكما ورد في توديع الائمة عليهم السلام اثناء الزيارات لمراقدهم الشريفة

النقطة السادسة :.

قال تعالى (( ادخلوها بسلام امنين )) فنحن نعلم ان الدخول للجنة يحتاج الى اذن وتوقيع

والاصحاب كانوا على يقين بان ترك الامام لا يدوم فتنقلون طويلاً ولكن حتى هذه الفترة فترة

الفراق وترك الامام يحتاج الى اذن ودخولهم الجنة جنة الدنيا المتمثلة بالإمام الحسين عليه السلام

الى جنة الاخرة يحتاج الى اذن القائد وانهم سوف يدخلون الجنة بأذن من المعصوم الامام الحسين

عليه السلام

النقطة السابعة :.

ان الاصحاب كانوا على مستوى عالي من الخبرة الامر الذي دفعهم الى تحديد دائرة وجودهم

فكان تقديمهم انفسهم فيه ترتيب من حيث المحافظة على مركزية قادة الجيش لان بقاءهم يؤدي الى

تقديم انفسهم من دون شك وهم بذلك نالوا خير الاستشهاد وخير الحفاظ على القادة بنفس الوقت

نتائج البحث

1 ــ اخذ الاذن من القائد في كل الامور سواء في ساحة القتال او في الامور الاخرى لان القائد هو

اعرف بالمصلحة

2 ــ هناك موافقات تصدر من القائد وهي لأجل الاختيار في الاذن فيكون الفرد مختبر وعلى الفرد

المؤمن ان يختار الشيء الاقرب الى طاعة الله والشيء الاقرب الى رضا امامه وقائده

3 ــ كل امر يقوم به الفرد بدون اذن القائد سواء يكون خلل في الطاعة وكذلك قد يكون له مردود

سلبي لان القائد له خطة عمل يعمل بها في كل وقت وان عدم الرجوع يولد الخطأ في ارباك في عمل القيادة