عبر من سيرة الامام الحسن المجتبى عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليك ياسبط النبي المختار

السلام عليك ياوصي علي الكرار

السلام عليك ياثمرة فؤاد ام الائمة الاطهار

السلام عليك ونحن نطرق بابك في يوم ميلادك

يامن لا ترد سائل

سؤالنا اليك ان تكون شفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم

مولاي ياابا محمد ياكريم اهل البيت تقبل منا هذا القليل :

جاء في كتاب المحجة البيضاء ج : 4 ص : 221 :

و باسناده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال:«خرج الحسن بن عليّ إلى مكّة سنة ماشيا فورمت قدماه فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم فقال:

كلا إذا أتينا هذا المنزل فانّه يستقبلك أسود و معه دهن فاشتر منه و لا تماكسه فقال له مولاه: بأبي أنت و امّي ما قدّامنا منزلا فيه أحد يبيع هذا الدواء، قال: بلى إنّه أمامك دون المنزل فسارا ميلا فإذا هو بالأسود فقال الحسن بن عليّ عليهما السّلام لمولاه: دونك‏ الرّجل فخذ منه الدّهن و أعطه الثمن فقال الأسود: يا غلام لمن أردت هذا الدّهن؟ فقال: للحسن بن عليّ عليهما السّلام فقال: انطلق بي إليه فانطلق فأدخله عليه فقال له: بأبي أنت و امّي لم أعلم أنّك تحتاج إلى هذا أو ترى ذلك و لست آخذ له ثمنا إنّما أنا مولاك و لكن ادع اللّه لي أن يرزقني ولدا ذكرا سويّا يحبّكم أهل البيت فإنّي خلّفت أهلي تمخض فقال: انطلق إلى منزلك فقد وهب اللّه لك ذكرا سويّا و هو من شيعتنا».

يمكن التعليق على الرواية – بعد الاستعانة بالله جل وعلا - بعدة نقاط منها :
اولاً : انها لم تكن المرة الاولى التي مشى فيها الامام الحسن سلام الله عليه الى بيت الله الحرام فقد نقلت الروايات انه قد حج ماشيا عشرين مرة وربما مشى حافياً كما ينقل ارباب السير فقد ورد عن الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قوله : «أنّ الحسن (عليه السلام) قال : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمشِ الى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه .
اقول : فليراجع نفسه كل من يعترض على من يمشي الى زيارة المعصومين عليهم السلام سيرا على الاقدام وليقتدي بامامه الذي يأبى الركوب لا لمرة بل لعشرين مرة .

ثانيا : ان الامام عليه السلام رفض الركوب واصر على المسير مع تورم قدماه وفي ذلك اشارة عامة وخاصة :
اما الثانية : فقد يحصل للبعض ان تتورم قدماه في المسير الى الامام سلام الله عليه وفي مثل هذا الحال فان التصرف الامثل ان يقاوم هذا الالم ويعالج قدميه لاكمال المسير لان الاجر على قدر المشقة .
واما الاولى : اعني بها الاشارة العامة فانه سلام الله عليه يعلمنا الاصرار في الوصول الى الهدف وان لا ننثني امام المعوقات وان نبحث لكل معوق حلا يمكن من خلاله ان نجتازه بنجاح .
ثالثا : يمكن ان ندرج عدة اسباب او قل فوائد من ارسال الغلام لجلب الدهن امعالجة تورم قدما الامام عليه السلام وعدم استخدامه المعجز لعلاجها :
1 – ان الامام سلام الله عليه لا يستخدم المعجز الا عند الانحصار او قل اذا اقتضت المصلحة ذلك كما اشار الى ذلك سماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس في الموسوعة المهدوية الجزء الثاني ( تاريخ الغيبة الكبرى ) ص24 :
(( قانون المعجزات الذي يقول: إن المعجزة إنما تحدث عند توقف إقامة الحق عليها، واما مع عدم هذا التوقف، وإمكان إنجاز الأمر بدون المعجزة فإنه لا تحدث بحال. كما برهنا عليه في محله .
ولا شك أن حفظ الإمام المهدي عليه السلام وبقاءه مما يتوقف عليه إقامة الحق بعد ظهوره. فلو توقف حفظه على إقامة المعجزة بخفائه شخصياً لزم ذلك. إلا أن هذا غير لازم لما عرفناه من كفاية خفاء العنوان في إنجاز الغرض المطلوب وهو حفظه من كيد الأعداء. وسنذكر فيما يلي بعض الإيضاحات لذلك. ومن هنا تكون معجزة اختفائه بلا موضوع، ويتعين الأخذ بالأطروحة الثانية. ))
2 – ان الامام رحمة لكل الناس فاراد ايصال ذلك الاجر الجزيل الى الاسود بتقديم الخدمة لامامه فليشكر كل منا الله سبحانه وتعالى ان جعله خادما لقائده ملبيا لطلباته وليعلم ان في ذلك اجر عظيم اراد قائدك ايصاله اليك .
3 – عدم الاعتماد على الاسباب الباطنية او قل المعنوية بمعزل عن الاسباب المادية فلا بد من ضمها اليها اذن فمن الواجب التمهيد للامام المهدي سلام الله عليه معنويا وماديا .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم