![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
علوم القرآن والثورة الحسينية والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي إلى سيد شباب أهل الجنة وأصحابه الطاهرين ونسأل الله أن يوفقنا لأن ننهل من خيرات هذه الثورة بمحمد وآل محمد ... وقبل أن نبدأ البحث نقرأ هذه الأبيات التي خطها الشاعر بولس سلامة يقول فيها : أنــزلوه بكــربلاء وشادوا حوله من رماحـهم أسـوارا لا دفاعاً عـن الحسين ولكن أهل بيت الرّسول صاروا أُسارى قال: ما هـذه البقـاعُ فقالوا كربلاء فقــال: ويحــكِ دارا هاهنا يشربُ الثّرى مـن دمانا ويثيرُ الجمـادَ دمــعُ العذارى بالمصير المحتوم أنبأنـي جدي وهيهــات أدفــع الأقـدارا إن خَلَتْ هـذه البقـاع من الأزهار تمسي قبورُنا أزهــارا إلى أن يقول : كربلاء!! ستصبــحين محجّاً وتصيرين كالهـواءِ انتشــارا ذكركِ المفجع الألــيم سيغدو في البرايا مثلَ الضّيـاءِ اشتهارا المقدمة : ان العصمة وكما عرّفها علماء الكلام : هي قوة راسخة في النفس ((ملكة)) يمتنع بها عن إقتراف المعاصي والأخطاء . إذن فجميع أقوال وأفعال المعصوم سلام الله عليه حجة بل حتى تقريره . أي ان كل نفس من أنفاسه وكل تجرك معين له غرض وغاية على الأمة الإستفادة منه . فالمعصوم عندما يأذن لحركةٍ ما فأكيد ان لهذه الثورة هدف وغرض يصب في مصلحة الإسلام وخدمة المذهب كإذن الإمام السجاد عليه السلام للمختار بأن يأخذ ثأر الإمام الحسين وكذلك إذن الإمام الصادق عليه السلام لثورة زيد الشهيد(رض) . فإن كان مجرد إذن الإمام المعصوم لثورة معينة يضفي لها هذه الأهمية؟!! فكيف يا ترى لو كان هو نفسه عليه السلام قائداً لهذه الثورة بل أحد شهدائها؟!! وعليه وبلا جدال فإن الثورة الحسينية لها عدة أهداف ندرك البعض منها ويخفى أو يتعذر علينا ادراك البعض الآخر ... وقبل الدخول بتفاصيل هذا البحث البسيط لنتفق على ما يلي : أولاً : ان المعصوم ولا يخفى عليكم هو القرآن الناطق قال أمير المؤمنين عليه السلام : (أنا القرآن الناطق) فالقرآن الكريم والمعصوم توجد بينهما شراكة ولا يفترقون إلى يوم القيامة كما أوضح ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما قال : (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ...) فكما قلنا هناك شراكة بين القرآن الصامت وبين القرآن الناطق الذي هو المعصوم وكما ورد في زيارة صاحب الأمر عجل الله فرجه : (السلام عليك يا صاحب الزمان...السلام عليك يا شريك القرآن) وعلى ذلك فمسألة مقارنة أفعال المعصوم مع القرآن أمر طبيعي لا يشوبه شيء . ثانياً : ان رسول الله (ص) وان كان لا يمكن تجريده من العاطفة التي تكون ملازمة للانسان إلا ان بكاءه على حفيده الإمام الحسين لم يكُ لغرض العاطفة فقط بل من أجل بيان مظلوميته , وكي يبين للناس بأن من سيقتل الحسين هو باطل والحسين على حق لأن الثورة الحسينية ستتغير اتجاه الأمة نحو الاصلاح والصلاح وتنقذه من الضياع والضلال . فمسألة تمهيد رسول الله وتثقيفه للمسلمين انما يضفي على الثورة المباركة أهمية كبرى وشأن عظيم اذن نستنتج من ذلك سمو أهداف الثورة الحسينية وعلوّها على باقي الثورات ففعل المعصوم اذا أردنا ان نبين أو نعرف الهدف منه يجب أن نقارنه مع حدث حصل قبله ونستحصل النتائج من هذا الفعل ؟ ولكن بما ان كربلاء وثورتها لا تعلو عليها ثورة أخرى وعليه لا يمكن مقارنتها إلا مع شيء بمستواها وقريب من أهدافها ... لذلك بمقارنتها بالقرآن نعطيها حقها ان شاء الله سأتطرق ان شاء الله في هذا البحث إلى محورين من علوم القرآن ومحاولة ربطها بالثورة الحسينية بما مكننا الله ومن الله التوفيق : المحور الأول : إعجاز القرآن . المحور الثاني : تحريف القرآن . الـمـــحـــور الأول بما اننا تطرقنا إلى مسألة الإعجاز فنود هنا أن نعطي تعريف للمعجزة فهي أمر خارق للعادة مقرون بدعوة نبوة يعجز مع الغير الإتيان بمثله و متعلقها (أي هذه المعجزة) يكون بالمستحيل العادي كطلوع الشمس من المغرب لا بالمستحيل العقلي كإجتماع النقيضين (انسان , لا انسان) وفرق المعجزة عن السحر هو : 1- ان السحر يحتاج إلى مقدمات وتعلّم بينما المعجزة؟!! لا تحتاج إلى مقدمة وتعلّم . 2- السحر قابل للمعارضة ولا يقترن بالتحدي بينما المعجزة لا تقبل المعارضة وتكون مقرونة بالتحدي . 3- السحر محدد من حيث التنوع (فالساحر يأتي بما يريد هو لا ما يريد الناس) بينما الإعجاز؟!! فيأتي بما يريد الناس كما طلبوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن يشق القمر فأشار إليه فانشق ونزل قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)القمر – 1 فللقرآن الكريم أبعادٌ شمولية غير موجودة في الكتب والديانات الأخرى من هذه الأبعاد هي : أولاً : البعد الشخصي : قال تعالى : (...يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا...) الأعراف -158 فالقرآن لم يخاطب شخص دون آخر أو فئة دون أخرى فهو خاطب الجميع (إِلَيْكُمْ جَمِيعًا) فلا يخرج أحد من خطابه الشريف بينما نجد في الديانات الأخرى نجد انها تخاطب فقط بني جنسهم فلو نأتي ونرى هل كان للثورة الحسينية بعداً شخصياً كهذا فيكون الجواب نعم هناك بعداً شخصياً فهو عليه السلام لم يخاطب شخص أو أشخاص معينين بل خاطب الجميع بلا استثناء حتى قال عليه السلام : (ألا من ناصر ينصرنا ...) فلم يحدد الإمام سلام الله عليه أحداً بنصرته ولم يذكر فئة أو طائفة بنصرته بل كان من يسمع صوته بغض النظر عن انتمائه وجبت عليه نصرته... ثانياً: البعد المكاني : قال تعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )الصف- 9 أي ان القرآن الكريم ليس كالديانات السماوية الأخرى التي تخاطب الحيز الموجود فيه ( فالقرآن حول العالم كله ) أيضاً الثورة الحسينية لها بعد مكاني لأن الإمام الحسين عليه السلام لم يخاطب المكان أو الحيز الذي كان فيه فقط (كربلاء) (أو المدينة) قبل خروجه بل خاطب كل الأماكن ودليل ذلك ان العديد من أصحابه السبعين (رض) من أماكن مختلفة بل حتى من غير دول كأسلم التركي وغيره ... ثالثاً : البعد الزماني : قال تعالى : (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) الانعام – 19 (ومن بلغ) أي من قيام الرسالة المحمدية إلى يوم القيامة أي ان القرآن له بعد زماني لكل الأجيال يصل خطابه بإعتباره خالد على مر العصور . فالاسلام كان منطلقه من المدينة المنورة حيث كان سكن رسول الله صلى الله عليه واله وكذلك امير المؤمنين كان مركز الخلافة هناك ولكن بعد فترة من الزمن نقلها امير المؤمنين من المدينة الى الكوفة المقدسة ليبني اساس جديد للدولة المحمدية الاصيلة لذلك تذكر اكثر الروايات ان الامام المهدي عجل الله فرجه ستكون عاصمة لدولته الشريفة . أما الثورة الحسينية فلو نظرنا لها انها لم تنتهِ في عصرها آنذاك ولم تخاطب الجيل الموجود في زمانها بل خاطبت كل الأجيال حيث قال الإمام الحسين عليه السلام : (من سمع واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في النار) فهو سلام الله عليه لم يحدد جيل واحد في نصرته بل كل الأجيال وان كل جيل محاسب على مدى ارتباطه بهذه الثورة المباركة من باب (وقفوهم انهم مسؤولون) هذا من جانب ومن جانب آخر بغض النظر عن إيصال رسالة الحسين لكل الأجيال وليس فقط لكل جيل فهناك إعجاز آخر وهو خلود الثورة الحسينية وانها كل زمان تتجدد وكما قال الشاعر : كذب الموت فالحسين مخلداً كلما مرَّ الزمان ذكره يتجددا فاحد الاسباب التي ادت الى ان تاخذ هذا الحيز الكبير لانها احتوت على مبادئ انسانية عالمية فنصرة الحسين غير محددة في زمنه فقط لأن الله كما أعطى لأصحابه الفرصة ايضاً يعطيها للأجيال اللاحقة نفس الفرصة فأيّ شخص في أي جيل أعد نفسه الإعداد الصحيح لإستقبال إمام عصره المهدي بن الحسن عليه السلام وبشرط تحديد جهة الحق قبل ظهوره لأن السيد الشهيد يقول : ( لا طريق للتكامل بدون الولاية الحقّة ) فقه الأخلاق فهو قد نصر الإمام الحسين عليه السلام رابعاً : البعد الموضوعي : قال تعالى : (...مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ...) الانعام – 38 فلا توجد صغيرة ولا كبيرة إلا وذكرها القرآن الكريم قال تعالى : (...مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا...) الكهف – 49 فالثورة الحسينية لها بعد موضوعي مرتبط بالثورة المهدوية ويمكن لنا ان نقول بهذه العبارة : (لا توجد صغيرة ولا كبيرة تخص الثورة المهدوية إلا و ذُكرت في الثورة الحسينية...) لأن الثورة الحسينية وكما قال السيد القائد مقتدى الصدر في مجموعة خطبه تحت عنوان كربلاء أم القرى : (لذا فإني اريد تسليط الضوء على الإمام الحسين عليه السلام بإعتباره مدرسة لكل الأجيال بكل الطوائف والأديان عبر مر العصور) لذلك نرى ان الكثير من العلماء والمفكرين الغير منتمين للإسلام أصلاً استطاعوا أن يأخذوا الدروس والعبر من الثورة الحسينية فمثلاً : الهندي غاندي يقول : (تعلمت من الحسين كيف أكن مظلوماً فأنتصر) والعالم و الأديب المسيحي جورج جرداق قال : (حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين واراقة الدماء كانوا يقولون كم تدفع لنا؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرة فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى...) اذن استناداً لقول السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله بأن كربلاء أو الامام الحسين مدرسة لكل الأجيال وبكل الطوائف والأديان فنحن كأتباع السيد الشهيد محمد صادق الصدر والسيد الشهيد محمد باقر الصدر وللقائد السيد مقتدى الصدر نحن أولى بأن ننهل من هذه الثورة ومسؤولين أمام الله أكثر من غيرنا بمدى ارتباطنا بهذه الثورة والكم الذي أخذناه أو الدروس التي أخذناها منها... نسأل الله أن نوفق لنصرة الحسين العاليه المتمثلة بالإنتماء لجيش الامام المهدي (عجل الله فرجه) بحق محمد وآل محمد... أما الاعجازات الأخرى الحاصلة في هذه الثورة المباركة هي ما يلي : أولاً : و ان كانت مجريات واقعة الطف (كمعركة) وما جرى فيها خالية من الإعجاز الالهي أقصد بذلك ان الامام الحسين و أصحابه كانوا يقاتلون ضمن إطار السبب والمسبب أي خاليه من الاعجاز كالإعجاز الذي حصل بمعركة بدر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال تعالى (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ) آل عمران – 124 حيث نزلت معهم ملائكة تقاتل وترهب الاعداء , فقد كان انتصار المعسكر المعادي أمر طبيعي في ظل عدم تكافؤ العدد!!! لكن ان خلود هذه الثورة هذا الردح من الزمن ان كانت وفق نظرة اعتيادية مجردة فان هذا يتنافى مع العقل والمنطق؟! لوجود عدة ثورات غيرها حصلت وكانت على حق إلا انها لم تأخذ هذا الحيز الذي أخذته كربلاء ومجرياتها على مر العصور ثانياً : ما وصف به يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب , عمر بن سعد وغيره من الثلة الظالمة الوحشية تبعدهم عن صفة الحمية والشرف والغيرة بغض النظر عن عدم خوفهم من الله ولا من عباده... فقد كان لهم من القوة والبطش يقتل كل من يقف بوجههم ويصدح بصوته ضدهم . فبعد بيان هذه المواصفات الذين يتصفون بها فما منعهم من قتل الامام السجاد ؟!! وما منع يزيد من قتل الحوراء زينب (ع) عندما صدحت بصوتها العلوي في خطبتها المشهورة أمامه : (أظننت يا يزيد حين أخذت علينا أقطار الأرض وضيّقت علينا آفاق السماء.... فو الله ما فريت إلا جلدك و لا حززت إلا لحمك...) فهذه الكلمات بحد ذاتها موجبة لقتلها آنذاك فلماذا لم يقتلها!!! أوَ لم تكن هذه المواقف ضمن الاعجاز الالهي...؟!! ثالثاً: ومن ضمن الأمور التي لا تخلو من الإعجاز الالهي هي تكلم رأس الامام الحسين عليه السلام بسبعة مواضع وليس في موضع واحد يعرضها لنا السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر في كتابه أضواء على ثورة الامام الحسين ع ص 245 عدد المرات التي تكلم فيها رأس الحسين : 1- ولما حمل الرأس الشريف إلى دمشق ونصب في مواضع الصيارفة. وهناك لغط المارة وضوضاء المتعاملين فأراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عضاته، فتنحنح الرأس تنحنحاً عالياً. فاتجهت إليه الناس، واعترتهم الدهشة حيث لم يسمعوا رأساً مقطوعاً يتنحنح قبل يوم الحسين ع، فعندها قرأ سورة الكهف إلى قوله تعالى : )إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى( . 2- وصلب على شجرة فاجتمع الناس حولها ينظرون إلى النور الساطع فأخذ يقرأ: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) . 3-وقال هلال بن معاوية رأيت رجلاً يحمل رأس الحسين ع والرأس يخاطبه: (فرقت بين رأسي وبدني). فرفع السوط وأَخذ يضرب الرأس حتى سكت. 4-ويحدث بن وكيدة: انه سمع الرأس يقرأ سورة الكهف فشك في أنه صوته أو غيره، فترك ع القراءة والتفت إليه يخاطبه: ( يا ابن وكيدة أما علمت أَنا معشر الأئمة أحياء عند ربهم يرزقون) . 5- فعزم على أن يسرق الرأس ويدفنه, وإذا الخطاب من الرأس الشريف: (يا ابن وكيدة ليس إلى ذلك من سبيل, إن سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح, فذرهم فسوف يعلمون أنَّ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون) . 6-وقال المنهال بن عمرو: رأيت رأس الحسين بدمشق على رمح وأمامه رجل يقرأ سورة الكهف حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا)نطق الرأس بلسان فصيح. (أَعجبُ من أصحاب الكهف قتلي وحملي) . 7- ولما أمر يزيد بقتل رسول ملك الروم حيث أنكر عليه فعلته، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع: (لا حول ولا قوة إلا بالله) الـمـــحـــور الثاني ان للتحريف عدة معانٍ منها : 1- 1- نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره وكما قال تعالى : (مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ...) النساء 46 لذا كل من فسّر القرآن بغير حقيقته ويحمل على غير معناه فقد حرّفه . 2- 2- النقص أو الزيادة في الحروف أو الكلمات . 3- 3- النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين . 4- 4- النقص أو الزيادة بآية أو سورة . وغيرها كثير من المعاني . وهناك ادلة على عدم تحريف القرآن هي قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)الحجر – 9 وقوله تعالى : (...إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)فصلت 41 – 42 ومن السنة الشريفة : 1- خبر الثقلين بالقرآن فلا يعقل ان يتمسك به وهو محرّف . 2- قراءة سورة تامة بعد الحمد في كل ركعة فلا يعقل الالتزام بشيء يحتمل التحريف . فالثورة الحسينية حاول الكثير تحريفها وعدم بيان ما جرى فيها من أحداث كون ذكر هذه الحقائق تؤثر على مصالحهم الدنية فان ثورة الامام الحسين عليه السلام كانت تستهدف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكن مع شديد الأسف فإن الكثير من التحريف طرأ على أحداث ومجريات الثورة المباركة سواء فيما يتعلق بأهدافها ومحتواها... أو في ما يتعلق بشخصياتها كتاريخ.... وان هناك أثر كبير في تحريف تاريخ الشخصيات المباركة بالثورة الحسينية إلا ان اثرها لم يكن كأثر تحريف أهداف الثورة المباركة... فلا يخفى على الجميع ما للبكاء على الامام الحسين عليه السلام ولأصحابه من أجر وثواب عند الله (لسنا الآن بصدد ذكرها...) إلا انه كما قال السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله حيث ذكر في كلمته لخطباء المنبر السيني ما نصه : إلا ان ذلك (ويقصد البكاء) لا يجعل منه هدفاً للامام الحسين عليه السلام فقد يقال ان الامام الحسين قتل لكي نبكي عليه فو ثورته ابداً فهو كما قال السيد الوالد(قدس) في كتابه الاضواء على ثورة الامام الحسين : [ان الهدف (يا هدف) ان هذا الهدف بمجرد لا يصلح ان يكون هدفاً لكل تلك التضحيات (من الطف وانته جاي)...] انتهى . حتى وصل الأمر بهم بأن امتزجت بأخبار غير مسنودة بل كاذبة وفيها افتراء على المعصوم وأهل بيته عليهم السلام . فإن المحبوبية التي حظيت بها شخصيات كربلاء دفعت الى نقل تلك الملحمة بشيء من الغلو والمبالغة غير المعقولة والبعد عن الصدق والحقيقة حتى وصل الأمر إلى ان تضاف ارقام إلى عدد القتلى . وتصوير مواقف الامام الحسين وأهل بيته وزينب عليهم السلام بصورة العجز والذلة والمهانة (حاشاهم).... فبدل ان يجذبوا الناس ويثقفوهم على ان الحسين رفض ان يبايع يزيد وقال (مثلي لا يبايع مثله) اخذوا يروجون إلى انه قد توسل بالمعسكر المعادي لإسقائه شربة ماء...فعلى الرغم من صحة الموقف إلا انهم لم يلتفتوا إلى الاهداف المنشودة من هذا الفعل بل غضّوا البصر عنها وركّزوا على الجانب العاطفي فيها... وهذا كله انما هو تحريف لمحتوى وأهداف الثورة الحسينية هذا وبغض النظر عن التحريف التاريخي في هذه الثورة , فكما ان هناك ادلة على عدم تحريف القرآن أيضاً هناك دليل على عدم امكانية استمرار تحريف هذه الثورة ألا وهو ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه حيث يظهر كل الحقائق المزيفة الآن ومطموسة المعامل . هذا ما وددت طرحه في بحثي هذا قبل الختام ان شاء الله لا بأس بأن اذكر نتائج البحث : 1- ان أي شخص يسعى للرضا الالهي بإستطاعته نصرة الحسين وتلبية ندائه بغض النظر عن فئته أو انتمائه أو من يكون هذا الشخص باعتبار ان البعد الشخصي هو أحد أبعاد الثورة الحسينية والبعد الآخر المكاني أي كل شخص في أي مكان يشمله قول المعصوم عليه السلام . 2- اردنا بهذا البحث البسيط ربط بعض علوم القرآن بالثورة الحسينية 3- ان أفراد جيش الامام المهدي (عج) تعتبر كربلاء بالنسبة لهم مدرسة ومنهل ينهل منها الخير والعطاء...الخ للرقي نحو التكامل العلوي لا السفلي والعياذ بالله... فلا يمكن الانتماء لهذا العنوان المبارك إلا وقد نهل من معين هذا العطاء الذي لا ينضب . 4- اذا كانت واقعة الطف خالية من الاعجاز الإلهي إلا ان ما حدث بعدها لا يخرج عن نظام الإعجاز كبقاء الامام السجاد على قيد الحياة وكذلك السيدة زينب(ع) وتكلم رأس الحسين(ع) وخلود هذه الثورة المباركة , 5- على الرغم من ان هناك تحريف في وقائع الثورة الحسينية سواء فيما يتعلق بأهدافها أو فيما يتعلق في شخصياتها التاريخية إلا ان هذا التحريف وطمس الحقائق ستنكشف وتظهر بظهور الامام الحجة بن الحسن(ع) 6- ان محاولة جذب الناس إلى الحسين عن الطريق الغلو والكذب والاخبار الكاذبة أمر قبيح ومستهجن على الرغم من انتشاره بالمجتمع . أسئلة حول البحث ج/ العصمة هي ملكة يمكن لنا تعبير ذلك عليها فالمكلة تعبير عام يشمل كل شيء فطري او بالتعليم لذا نجد ان العقائديين يعبرون العصمة بالمكلة . س/ ان بقاء الامام السجاد (عليه السلام) كان بسبب مرضه وهذا امر طبيعي فبسبب مرضه لا يقتلونه و لا يوجد اعجاز في ذلك ؟ ج/ إنّ هؤلاء الذين قتلوا عبد الله الرضيع وحرقوا الخيام وقتلوا النساء كيف يقف امامهم قتل شخص بسبب مرضه وكيف اذا كان هذا الشخص يحمل عصمة أهل البيت وهم يعلمون بذلك . س/ انت في صدد مقارنة ذكرت ان التحريف لا يوجد في القرآن لكنك ذكرت ان هناك تحريف في الثورة الحسينية فكيف ذلك ؟ ج/ هناك في القرآن تحريف وذلك بالابتعاد عن المعنى الحقيقي للآية او السورة , وكذلك بالنسبة للثورة الحسينية حرّفوها من خلال تفسيرهم الخاطئ لأهدافها , بمعنى آخر قارنتُ بين التحريف في تأويل القرآن والتحريف في تأويل مواقف الثورة الحسينية .
التعديل الأخير تم بواسطة طالب رضا المعصوم ; 15-11-2013 الساعة 06:02 AM |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |