مرض الحمى السوداء



اول من وصف مرض اللشمانيا (الحمى السوداء اوالحمى الحشوية) ونوعه الثاني (حبة بغداد) هما (Leishman) و(دوفان) عام 1903 وعملا مسحات دموية من مصابين بمرض يشبه الملاريا ويومها سجلا (9) حالات في بغداد وصار يعرف بأسمه الجديد وتكررت حالات المسح في الاعوام 1919 و1950 و1945 ويضيف الدكتور جابر حمد من مركز بحوث السوق وحماية المستهلك .

ويعد من الامراض المشتركة التي تصيب الانسان والحيوان.. واغلبية الحالات المسجلة يتعرض لها الاطفال في عمر دون الثالثة وخاصة الرضع منهم.. فيما تعد الكلاب والثعالب والقوارض وبنات آوى هي المضائف الخازنة لهذا المرض الطفيلي.
*ومحاضرة الدكتور حميد.. تأتي في اطار اعمال الندوة العلمية التخصصية التي نظمها مركز بحوث السوق وحماية المستهلك وتحت رعاية رئيس جامعة بغداد تحت شعار امراض اللشمانيا “حبة بغداد والحمى السوداء” وحماية صحة المستهلك/ على قاعة المركز وفيها اشارت مديرة المركز الدكتورة منى الموسوي الى خطورة هذا المرض ودعت الجهات الصحية في وزارة الصحة والجامعات والمراكز العلمية لمناقشة وتبادل الاراء العلمية واسباب انتشاره والوسائل العلمية من علاجات ووقاية للقضاء على دورة حياة الطفيلي المرضي الذي تحمله انثى الذبابة الرملية (الحرمس) والتي تتغذى على دم الحيوانات المصابة.
*وكما جاء في محاضرة الدكتور حميد وانتشار المرض هو مؤشر لوجود تلوث بيئي فالحرمس يتغذى على دم الكلاب والجرذان المصابة بطور معين ثم يتحول داخل الحشرة الى طور مصيب ذو السوط الامامي وعندما يتغذى على دم الانسان ينتقل للانسان او ينتقل من انسان لأخر بواسطة هذه الحشرة وان لسعتها للجلد تسبب حكة في مكان اللسعة ويتطور الى تقرح وربما يكون هذا التقرح جاف او رطب او بعض الاحيان تندمج عدة قروح وتسبب التشويه في مكان الاصابة وخاصة الوجه.
ويضيف.. وان كان حشويا اي داخليا فهو يصيب الدم ثم الكبد والطحال ونخاع العظم.. ومن اعراضه ظهور الحمى وقد تكون متموجة ومرتفعة وكذلك تضخم الطحال والكبد مع تضخم الغدد اللمفاوية مع نقص الوزن والهزال وفقدان الشهية والاسهال والسعال احيانا.
*فيما دعا في ختام محاضرته الى جملة توصيات تتحملها الجهات الصحية واتخاذ اجراءات مكافحة فعالة ضد الذبابة ومكافحة الخازن والمعالجة والحماية الشخصية والتوعية بمخاطر المرض والاستعمال الصحيح للمبيدات لغرض السيطرة عليه.
*وكشفت مديرة قسم الامراض المشتركة بمركز السيطرة على الامراض الانتقالية في وزارة الصحة الدكتورة سمية البدري في المحاضرة التي تلتها على الحضور معززة بالارقام والبيانات والصور التوضيحية عن مهام القسم وفرق العمل في المؤسسات والمراكز الصحية وملاحقة ظهور الاصابات واشارت بداية.. الى وجود (15) حالة مرضية تسببها انثى الحرمس كناقلة للمرض ولكنها محدودة وان نشاط الذبابة يظهر بين شهري آذار ولغاية تشرين الاول وحركتها تنشط ليلا وهي حساسة لحرارة الشمس.
وبينت الدكتورة البدري تسجيل اصابات في الناصرية والكوت الديوانية وبغداد فيما سجلت لدينا (1443) اصابة عام 2006 و(1336) عام 2007 و(655) اصابة لنهاية نيسان عام 2008 (655) اصابة منها فقط (100) في الديوانية..
فيما شككت البدري في صحة الارقام عن الاصابات المسجلة للاعوام 2003 و2004 والتي تفيد بوجود (3) آلاف اصابة وعلقت بانها لا تعتبر اصابات حقيقية بالمرض المقصود.
وان من اسباب عدم دقة الارقام يعود لعدم تعاون الاطباء في إحالة الحالات المشكوك منها للفحص والتحليل في المختبرات والاكتفاء بتوجيه المصاب للعلاج.. فالتوثيق مهم لدينا سواء في المراكز الصحية او اطباء الاختصاص الخارجيين.
*وعن العقبات التي تواجه عمل القسم والطرق الصحية والوقائية في مواقع الاصابة ومحاولة اتخاذ الاجراءات الوقائية الشاملة للدور والمدارس والبنايات كافة والقيام بعملية (التضبيب) او التعقيم كما حدث في قرية من قرى الديوانية مؤخرا.. حيث رفض صاحب دار دخول فرقة الوقاية فيما وردت الينا معلومات بعد عام تؤكد ظهور اصابات بين اطفال عائلة صاحب الدار دون العوائل الاخرى!.
هذه احد المشاكل التي تواجه عملنا مع المواطنين فالوعي بخطورة المرض مهمة ومسؤولية على جميع الجهات تحملها سواء المدارس ومراكز صحية ومجالس بلدية ووجهاء المناطق.
حالة اخرى.. بوجود اصابات غير مؤكدة في منطقة الرحمانية وقيل لنا حينها (17) اصابة.. زرنا المكان.. فالموقع مجموعة بيوت صغيرة متراصة وملاصقة لجدار مقبرة الشيخ معروف فالبيت الواحد بستة غرف وبمساحة كلية لا تتجاوز 60 م2 وتقطن فيه ستة عوائل مع اطفالها في حالة صحية وبيئة بائسة وبجوار الموقع (مستشفى الكرامة) الذي اكتفى بالكشف والعلاج دون توثيق اصابةمشابهة.
وتسجيل الاصابات.. وهذا مؤشر سلبي.. لإحتمال عدم وجود مرض اللشمانيا..