هل ((اعتصمت) سيدتنا الزهراء عليها السلام ام لا ؟!

ما هو الاعتصام حسب الفهم العلمي المعاصر ؟
هو مظهر احتجاجي ضد سياسة ما عن طريق الاحتلال السلمي لمكان أو مقر يرمز إلى الجهة التي تمارس السياسة موضع الاحتجاج .
وكثيرا ما تلجأ الجماعات المعتصمة إلى التقدم بمطالبها و شعاراتها لأجهزة الإعلام و إشعار الرأي العام بأهدافها عن طريق الصحافة و أجهزة الإعلام.
وقد شاع هذا النوع من الاحتجاج في الولايات المتحدة و لاسيما ضد سياسة التفرقة العنصرية في الأماكن العامة كالمطاعم وغيرها, الأمر الذي كان يلحق الضرر المادي بالمؤسسات المعنية.(1)
الان لو قلنا ان في منهج ومسير مولاتنا الزهراء عليها السلام ما ينطبق عليه هذا التعريف نكون قد قربنا الفكرة
1-فالزهراء سلام الله عليها كانت تسكن بيتها في مقر السلطة في ذلك العهد اي المسجد النبوي (2)
الذي تجري فيه كل اوامر مدعي خلافة الرسول الاكرم صلوات الله عليه ولم تترك بيتها برغم من ان السلطة كانت تستهدفها وواجهتها بحرق الدار
والتهجم عليها وكسر ضلعها
2- توجهت الزهراء عليها السلام الى باحة مقر السلطة اي المسجد النبوي لتعلن مظلوميتها هي وعصبة من النسوة في خطبتها الفدكية العظيمة
ومنبر المسجد النبوي هو اشد وسيلة اعلامية ان ذاك
3- اختارت الزهراء سلام الله عليها مكان اخر لبيان مظلوميتها بعد ان ضايقها اهل المدينة وخصوصا انصار السلطة الظالمة
وهو بيت الاحزان (قضية بكاء مولاتنا الزهراء عليها السلام وحزنها بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه واله وما خلفه هذا الواقع المأساوي للزهراء من ألم وآهات ، بحيث تنقل بعض الروايات بان البعض من المسلمين ثقل عليهم بكاؤها فجاؤا الى أمير المؤمنين عليه السلام وطلبوا منه أن يجد لهم حلاً في مسألة هذا البكاء، لأنهم قد تأذوا منه، ولذلك قام الإمام عليه السلام ببناء بيت الأحزان وأبعده عن بيوت المدينة.)(3)
4- ان سيرة الزهراء عليه السلام و الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام بوجه انصار السلطة الظالمة وكل ظلامتهم على اهل البيت عليهم السلام
كان سلميا يشير الى رغبة اهل البيت عليه السلام بتربية الامة وتبيان مظلوميتهم لاصلاحها وليس لسفك الدماء او السلطة او الدنيا

وبعد هذه المقدمة البسيطة اجد بفهمي القاصر ان اهل البيت عليهم السلام وبالخصوص مولاتي الزهراء عليها السلام
القادة الواقعيين والمربيين للبشرية على مقاومة الظلم والاستبداد بكل الوسائل والصور التي نراها اليوم متحضرة وراقية
وما الاعتصام الذي دعى اليه السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الا قبس من سيرة مولاتنا الزهراء عليها السلام
حتى وان اختلف الزمان او المكان لكن الهدف واحد والعدو واحد

ان مفردات كمقاومة الاحتلال او التظاهرات او الاعتصامات وغيرها من التوصيفات حسب المراجع العلمية المعاصرة
انما تكون حالة حضارية ومتقدمة للبشرية بالمنظور العالمي المادي الذي يرى ان البشرية تتكامل ولا يوجد فرد كامل كالانبياء او الائمة
مارسوا تلك الفعاليات او الانشطة في زمن سابق او انهم وان مارسوها فلم يكونوا واعين بها
اما السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله وما يمثله من رمز لمقلدي السيد محمد محمد صادق الصدر قدس
هو رجل يؤمن بان البشرية تتكامل ولكن بهدي وعلوم وتربية الفرد الكامل سواء كان النبي او الامام وهم
وان عاشوا واستشهدوا في زمان لم تكن تعرف فيه هذه التوصيفات الا ان سيرتهم فيها منهاج تربوي لكل البشرية
ويزداد فهم سيرتهم كلما تكاملت البشرية لان كمال اهل البيت عليهم السلام من تربية خالقهم الله جل جلاله
بالتالي كمال ورقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله عندما يفهم ويترجم سيرة الزهراء عليها السلام اعتصاماً و مقاومةً و ممانعةً
وهكذا لاصلاح شعبه ووطنه
.................................................. ............................................
(1)موسوعة السياسية. من تأليف الدكتور. عبدالوهاب الكيالي
(2)كتاب الدفاع عن الزهراء عليها السلام .الاستاذ علي الزيدي دامة توفيقاته
(3)لبحث الاستاذ همام الزيدي دامة توفيقاته(( بكاء الزهراء صراخ وانين ام دموع وبيان ؟؟؟))
..منتديات جامع الائمة .منبر ألزهراء ام ابيها