السير الى مرقد السيد الشهيد الصدر بين طاعة الله وتشكيك المشككين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

هناك إشكال يبثه بعض الناس ممن دأبهم التشكيك في الأمور التي يمارسها أتباع الحوزة الناطقة ومن تلك الإشكالات أنهم يقولون لماذا تذهبون سيرا على الأقدام الى مرقد السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) فهل هو احد المعصومين وهل هناك نص يدل على ذلك وما الى ذلك من أقاويل كثيرة ؟
والإجابة على هذا الأشكال يكون من عدة نقاط منها
النقطة الأولى:- أنهم أستشكلوا على الذهاب الى كربلاء المقدسة في النصف من شعبان يوم ولادة الإمام المهدي وقالوا لماذا تذهبون مشيا على الأقدام ألا يكفيكم أنكم تذهبون في الأربعين فلماذا تذهبون في هذا اليوم فهنا أنهم إستشكلوا حتى على المعصومين فكيف بالأدنى منهم .
النقطة الثانية :- ان إستشكالهم ليس في المسير فقط بل أنهم إستشكلوا في مسائل أخرى كثيرة منها على سبيل المثال مسألة (التطبير ) على الامام الحسين فقالوا لماذا تضربون أنفسكم ولماذا تلقون بأنفسكم الى التهلكة ألم يكن أولى لكم لو تبرعتم بالدم ، وهنا أقول لمن يستشكل في هذه الأشياء أن هذا هو القياس بعينه وأول من قاس هو (أبليس ) فأنتبهوا رجاءً .

النقطة الثالثة :- إنما نذهب سيراً على الأقدام الى الامام الحسين عليه السلام لأنه ضحى بدمه وبعياله وبأهل بيته وبأصحابه حفاظاً على
دين الله سبحانه ولطلب الأصلاح في أمة جده رسول الله وكذلك فعل السيد الشهيد محمد الصدر فأنه ضحى بدمه وبعياله في سبيل إقامة شعائر الله وفي
سبيل طلب الإصلاح في هذا البلد الجريح فهل ان السيد الشهيد لا يستحق ذلك ، ما لكم كيف تحكمون .
النقطة الرابعة :- ان السيد الشهيد قد أخرج الشعب العراقي عامة وأتباع الحوزة الناطقة خاصة من الظلمات الى النور ومن عالم الجهل الى عالم العلم والتعلم ، فأكثر العراقيين كانوا لا يعرفون من الدين الا رسمه ومن العبادات الا شكلها ومن المعاملات
الا الباطل منها ولكن عندما جاء السيد الشهيد أصبحت طبقات واسعة من الشعب العراقي تعرف الحلال من الحرام وتسعى الى التعرف الى احكام الشريعة المقدسة
فهذا ديَن في رقاب كل العراقيين وفي ذمتنا للسيد الشهيد لا ينفك عنا الى يوم القيامة .

النقطة الخامسة :- ان هذا السير فيه طاعة لله ولرسوله والى الامام المهدي والى السيد القائد مقتدى الصدر فأننا نعلم بأن طاعة السيد القائد هي طاعة للامام المهدي وستقولون كيف ذلك ؟
نحن نعلم بأن السيد القائد بدأ بتأسيس جيش الامام المهدي وما أراد بذلك الآ لتكوين قاعدة للامام المهدي ونحن نعلم بأن أي فرد من أفراد جيش الامام المهدي يجب أن تكون له عدة مواصفات يتصف بها قلما تكون عند الأفراد العاديين ، فبدأ السيد القائد بترسيخ القواعد الأساسية لذلك الجيش بالتدرج مع افراده للوصول الى الكمال المنشود والى أن يكون عناصره متكاملين من جميع النواحي بدءاً من الناحية العسكرية الى الناحية الفكرية والعقائدية والعبادية والأخلاقية وما الى ذلك ، ولكن تبقى هناك أوآمر ونواهي وطاعات لا تستطيع الوصول اليها الا بتنفيذ آوامر خاصة لكي تنتج عنصراً مطيعاً طاعة عمياء لا حدود لها ، ومن تلك الطاعات هي الذهاب سيراً على الأقدام وقطع كل تلك المسافات الطويلة حتى يؤهل الفرد المؤمن ان يكون جندياً مطيعاً في الصغيرة والكبيرة ومهما تكن الاوامر فأنه ينفذها بأكمل وجه وهذه العبرة من أهم العبر التي يستفاد منها .
النقطة السادسة :- ان هذا المسير وإن كان لشخص ليس معصوماً بالعصمة الأولية ، فهل ينال شيء من الذنب او المعصية الفرد السائر الى مرقد الولي الطاهر ، كلا وألف كلا بل أننا نرى بوضوح فيها الفوائد الجمة والتي لا تعد ولا تحصى وسوف نذكر منها القليل .
1- أنها تحدي أكبر للشيطان وأتباعه المتمثل بأمريكا وأعوانها رافضين الشيطان وأتباعه رفضاً قاطعاً .
2- أنها تظاهرة كبرى لرفض الباطل وأهل الباطل والمفسدين والمنشقين .
3- أنها نهج جديد خطه لنا السيد القائد مقتدى الصدر للسير قدماً على نهج الولي المقدس .
4- أنها تمرين تعبوي لتحمل المشاق والمتاعب والصعاب والسهر والعطش والجوع والصبر على ذلك كله مهما كلف الآمر .
5- أنها غسل للذنوب والعيوب المتفشية في نفوس المجتمع المسلم .
6- أنها مصدر قوة للتلاحم والتآخي بين أبناء الحوزة الناطقة بالحق وترك التنابذ والتخاصم .
7- أنها رد للجميل ولو بالنزر اليسير للسيد الشهيد محمد الصدر على ما قدمه من تضحية في سبيلنا .
8- أنها باب للتوبة فتحه لنا السيد القائد مقتدى الصدر بعد أن كثرت ذنوبنا ومعاصينا فأخذتنا الدنيا ، فليس هنالك مخرج سوى التوسل بأحد الأولياء الصالحين لنقدمه أمام ذنوبنا عسى ان يتوب الله علينا . ِ