قلة الانصاف

في احدى اللقائات مع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)، تطرق الى بعض الناس الذين يتكلمون عنه من غير دليل حقيقي ومن دون اي سبب وجيه ، ومع ذلك ينالون من شخصه الكريم ...
فمن جملة مااشار اليه (قدس)، بمامعناه انه:
انصاف عند الناس قليل)
والواقع ان هذا البلاء قد ابتلي به جميع القادة الانسانيين ، واليوم يبتلى به السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)
وقبل الدخول في المطلب من النافع الالتفات الى هذه القصه والتي انقلها بالمضمون :
[كان هنالك اب رحيم له ولدان: احدهما بار تقي، والاخر عاق شقي، وعندما بلغ الولدان مبلغ الرجال طلب العاق من ابيه ان يعطيه حصته من الورث.
قام الوالد باعطاء حصة من المال لأبنه العاق فاخذها وارتحل بعيدا وبقي الاب برفقة ولده البار
اما العاق فأنه لم يوفق في بلاد الغربه وخسر كل مايملك وحاول جاهدا ان يجد سبيل لمواصلة الحياة فلم يجد
واخيرا اصابه الندم بعد خيبته وقفل راجعا الى ابيه وعندما وصل استقبله ابيه فرحا بعودته.
فاستغرب الابن البار من هذا الاستقبال والفرح الذي لم يحظى بمثله وعندما سأل ابوه عن ذلك قال الوالد الحنون:
بني انت معي ومني بل انت نفسي فهل امدح نفسي ان اصابت الخير
اما اخوك العاق فانه ضال شقي بعيد عني فاني الان فرح لهدايته وسعيد من اجل توبته]
وهكذا ربنا العطوف (جل جلاله) ، فانه اشد بهجة بتوبة المذنب من نفسه وهكذا قادتنا الانسانيين فهل اتى نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ، للعرب دون العجم ام للانس دون الجن؟
كلا: بل انه رحمة للعالمين وهكذا جميع قادتنا الانسانيين ، الم يكن السني ابن لسيد محمد باقر الصدر(قدس) ، كما الشيعي وكذلك الكردي كما العربي.
الم يامر السيد الشهيد محمد الصدر(قدس)، بالصلاة خلف اخواننا السنه ، واستقبل المسيحيين مرحبا بهم كابنائه بل انه مد يد العون حتى للغجر
وهكذا السيد مقتدى الصدر (اعزه الله )، فهل وجدنا ان عنده فرق في عراقية النجف عن عراقية الفلوجه .
الم يمد يدى العون والنصيحه حتى لجنود الاحتلال الامريكي الم يعلنها لكل الناس باننا لسنا اعداء للشعب الامريكي انما نحن اعداء لمن احتل ارضنا وانتهك مقدساتنا وسلب اموالنا لانه تلبس بلباس الظلم والجور اما اذا نزع هذا اللباس وتخلى عنه فليس لنا بعدو بل هو نظير لنا بالخلق ان لم يكن لنا صديق.
فلماذا يريد البعض تحجيم قائدنا وانه يجب ان لايمد يد العون للغير سواء كانوا عراقيين ام غير عراقيين عربا ام اكرادا سنة ام شيعة فهل هذا من الانصاف بشيء؟
لماذا نسمح لانفسنا بان نسمع دعاوى الطائفيه والعنصريه والحزبيه المقيته أوليست هذه نزعه من نزعات الجاهليه.
اوليس من الرائع ان نرى قائدنا يأن لما يحصل في البحرين كما يأن لما يحصل في العراق من انتهاكات، ويهتم بلبنان كما يهتم بمدينة الصدر.
وحتى ان لم يهتم الاخرون بنا الا ينبغي ان نتسابق نحن للمكارم ونجني عالي اوسمة الفضائل ونتاسى بائمتنا الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصه.
والحذر من مزالق ابليس ودعواته الباطل لزرع الفتنه بين الناس فانها تجر الويلات وتذهب بدماء الكثير من الابرياء
اذا يجب ان نكون زينا لاهل البيت(عليهم السلام) ولانكون شينا عليهم.
فقد روى (مامعناه):
ان بعض الاولياء وجد شيخا كبيرا مقعدا في الطريق فحمله ليوصله الى مكانه وفي اثناء المسير قام الشيخ الكبير بالاسائه اللسانيه الى ربنا العظيم فرماه الولي مغضبا عليه لسبه الله فتركه ومشى عنه.
فجاء العتاب من الرب العطوف بما معناه:
اني متحمل هذا الرجل سبعين سنه على اسائته ولم اقطع عنه رزقي ورحمتي وانت لم تتحمله لوقت قصير مع انك لم تخلقه ولم ترزقه...
فندم الولي وهرول مسرعا نحو العجوز وعاد لحمله معتذرا منه فتعجب العجوز عن هذا التصرف متسائلا عن سبب ذلك فاجابه الولي بعتاب الرب من اجله حين ذاك صعق العجوز من هذه الرحمه العجيبه والعطف العظيم لربنا الودود فاعلنها صادق الاعتقاد واسلم على يدي ولي الله وفاز بالفلاح .