![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
قال تعال في كتابه الكريم (( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) البقرة – 55 وفي تفسير الشيخ مغنية حيث يقول : ما أتبع الحق واحد ألا دفع ثمنه من نفسه , أو أهله , أو ماله وكلما عظم الحق عظم الثمن المرير , ولو لا هذا لم يكن لأنصار الحق من فضل , ولا أتبع الناس كل الناس الحق .. ولهذا نجد تفسير الحديث الشريف ( البلاء موكل بالمؤمن . وإن أشد الناس بلاء الأنبياء , ثم يلونهم الأمثل فالأمثل) إذن فأن بلاء الأنبياء يأتي على قدر منزلتهم . قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم : (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت ) وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( إن الحق ثقيل مريء , والباطل خفيف وبيء ) وفي قوله تعالى : (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء)) البقرة – 214 . حيث تدل هذه الآية على إن الجنة محرمة إلا على من ضحى في سبيل الله , ولا تنحصر التضحية في ميدان القتال وجهاد الشرك والكفر بل أي مكروه يتحمله الإنسان من أجل الدفاع عن الحق والعدل ولهو تضحية في سبيل الله وثمن لدخول الجنة حتى ولو كان الدفاع بكلمة يجابه بها الباطل ويناصر بها الحق . إذن فإن الجنة لا يدخلها أو محرمة إلا على من أوذي , أو تحمل فكان صابراً ولو شيء من البلاء في سبيل الحق والعدل وعلى الأقل أن يجاهد نفسه عما تميل أليه من المحرمات أو يحملها على بذل ما لا تجود به طوعاً أو يجهد نفسه من أجل غيره حتى لو كان الغير والده أو ولده . والمعيار أن يتحمل المشاق بصبر في سبيل مرضات الله سبحانه وتعالى , أما يريد أن يدخل الجنة على (البارد المستريح ) فهذا من المستحيل بطبيعة الحال . قال تعالى في كتابه الكريم (( الذين أذا أصابتهم مصيبة قالوا أنا لله وأنا أليه راجعون )) إن التمحيص بالبلاء هو المحك الذي يُظهر الإنسان على حقيقته , فالمؤمن العاقل لا يخرج عن دينه عند المصيبة , ولا يتفوه بكلمة الكفر والسفه والجهل , بل يصبر ولا يذهب البلاء بعقله وإيمانه , أما ضعيف العقل والإيمان فيستولي عليه الشيطان , ويذهب به كل مذهب من الكفر والشتم والبذاءة , وينحدر إلى هوة الرذالة والسفالة , وخير ما قيل في ذلك قول سيد الشهداء الحسين عليه السلام يوم الطف : - ( الناس عبيد الدنيا ,والدين لعق على ألسنتكم يحوطونه ما درت معائشهم , فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) . وفي الحديث : - ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى أمر الله بقوله : إنا لله وإنا أليه راجعون , اللهم عندك أحتسب مصيبتي , فأجرني فيها وعوضني خيراً منها , إلاًّ آجره الله عليها وعوضه خيراً منها . إذن فالصبر على البلاء والمصائب والمشاكل وغيرها من بلاء الدنيا وما فيها فالكل إنسان يعاني من هذه الأمور فإن أراد الراحة في الدنيا والثواب في الآخرة فعليه أن يصبر ويسلم أمره إلى الله ويتوكل عليه ويرضى بقضاء الله وقدره ويحاول معالجة ذلك البلاء بكل تعقل وهدوء . عن الإمام الصادق (ع) قال : من أبتلي من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد ( الكافي ج 2 ص 93 . وعن الإمام الباقر (ع) قال : الجنة محفوضة بالمكاره , فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة , وجهنم محفوضة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذّتها وشهواتها دخل النار ( الوسائل ج 15 ص 309 . ذكر بعض المفسرين إن الله سبحانه وتعالى أعطى للصابرين ثمانية أنواع من الأجر والكرامة . 1- المحبة – قال تعالى في كتابه العزيز (( والله يحب الصابرين )) آل عمران – 146 . 2- النصر – قال سبحانه وتعالى (( إن الله مع الصابرين )) البقرة – 135 . 3- غرفات الجنة – قال تعالى (( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا )) الفرقان 75 . الأجر الجزيل – حيث قال تعالى (( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )) الزمر 10 . 5- البشارة – قال تعالى في كتابه الكريم (( وبشر الصابرين )) البقرة – 155 . 6-7 – الصلاة والرحمة – قال تعالى (( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة )) 157 . 8- الهداية – قال تعالى (( وأولئك هم المهتدون )) البقرة 157 . إذن فإن كل واحد يحتاج إلى التحمل والصبر لكي يعيش في هذا الدنيا القصيرة المليئة بالمشاكل والمصائب إلى أن يقضي الله أمراًً كان مفعولا . قال الإمام علي عليه السلام : (الصبر شجاعة ) البحار ج66 ص 408 . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الصابرين على مصائب الدنيا وبلائاتها
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |