ان خواتيم اعمالكم قضاء حوائج اخوانكم

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم في ذكرى شهادة امامنا باب الحوائج ابا الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام احببت ان يكون عزائي في هذه الذكرى الأليمة بحث بسيط تمثل بتناول احد اقواله عليه السلام بالشرح والتعليق حسب فهمي القاصر راجين من الله القبول قال / الامام الكاظم عليه السلام ان خواتيم اعمالكم قضاء حوائج اخوانكم والاحسان اليهم ما قدرتم وإلا لم يقبل منكم عمل حنوا على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا.
وسوف نشرح الحديث على شكل أقسام متعددة .
(1) ان خواتيم اعمالكم قضاء حوائج اخوانكم.
ان قضاء حوائج المؤمنين من الامور التي حث عليها الشارع المقدس في كثير من الروايات وربما يتبادر الى الذهن ان قضاء الحاجة منحصرا بالمال فقط ولكن في الحقيقة ان هذا الكلام ليس بصحيح لئن قضاء الحوائج تتخذ اشكال مختلفة كما جاء في اقوال المعصومين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه و آله:

من مشى في حاجة اخيه ساعة من ليل او نهار، قضاها او لم يقضها كان خيرا له من اعتكاف شهرين.

عن أمير المؤمنين عليه السلام:

تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله فإن للجنة باباً يقال له "المعروف" لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكّل اللَّه به ملكين واحداً عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته.

وكما جاء في حديث للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر حيث قال :انه ليس قضاء الحاجة فقط للمتسولين الذين يمدون أيديهم. لا، وإنما بأشكال مختلفة بطبيعة الحال، قضاء الحاجات بأشكال مختلفة, منها نفسية, ومنها علمية, ومنها صحية, ومنها عقلية, ومنها إيمانية, هذا الذي يسألك مثلا ربما عامي أو اعتيادي, ربما تحصل له شبهه في تاريخ المعصومين, أو في بعض أصول الدين, أو في يوم القيامة, يأتي ويسألك هو سائل لقضاء حاجته, لان الرجل طالب حق وغير راضٍ عن الشبهة, فيريد أن تناقشها و ترفعها له, فأنت حينما تجيب عن ذلك إنما تقضي حاجته لله سبحانه وتعالى, تستطيع أن تقول له اذهب أنا ليس لي مزاج وليس عندي وقت, ولكنك حينما تضحي ولو بهذا المقدار من الفكر القليل, أو الزمان القليل أو الكثير قد يكون نحن لا نعلم حسب الشبهة ــ محل الشاهد ــ فإنما أنت تُحَصِّل اكثر مما هو يُحَصِّلا
لاحسان اليهم ماقدرتم .

(2) حث القران الكريم على الاحسان حيث قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان .
وقال وهل جزاء الاحسان إلا الاحسان .
والاحسان لغة هو.. فعل ما هو خير للأخرين فضلا ومحبة عكس الاسائة وقول الامام علي عليه السلام الاحسان هو التفضل اي بمعنى ان الاحسان السعي في قضاء حوائج المؤمنين من دون مسألة ويمكن القول هنا ان قضاء الحوائج مرهونة بقدرة الشخص وهذا ما نفهمه من قوله سلام الله عليه .ما قدرتم .

(3) وإلا لم يقبل منكم عمل.
لقد نهى القران الكريم على نهر السائل وعدم قضاء حاجته حيث قال تعالى واما السائل فلا تنهر . كما ان السنة الشريفة اكدت على ذلك وتوعدت بهلاك المسؤول في حال عدم قضاء حاجة السائل مع قدرته على ذلك حيث ورد . اذا صدق السائل هلك المسؤول

4ـ حنوا على اخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا
واللحوق بهم : هو ان يكون الفرد في ركبهم سلام الله عليهم
ولا يكون ذلك الا ان يكون الانسان ملازما لهم في افعالهم مقتديا بهم ورد في الزيارة الجامعة : واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق
هنالك شروط للالتحاق بالامام المهدي فالانسان مهما ادى من مستحبات من صوم وصلاة تكون خاتمة اعماله قضاء حاجة الاخوان لانها أحب شيء عند الله بعد الفرائض
كما جاء عن الامام الرضا ( عليه السلام )





أنّه قال : (أحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين ، وإدخال السرور عليهم ، ودفع المكروه عنهم ، فإنّه ليس شئ من الأعمال عند الله عزّ وجلّ بعد الفرائض ، أفضل من إدخال السرور على المؤمن).
نتائج البحث ..

1. ـ ان قضاء حوائج المؤمنين من الامور المهمة بحيث اعدها المعصوم خاتمة الاعمال ان قام بها الفرد قبلت اعماله وان لم يؤدها كانت سببا في هلاكه
2. ـ يمكن تقسيم الحاجات الى قسمين (مادي ) و(معنوي ) وكل منها يأخذ اشكال عدة
3. ـ اننا اذا اردنا ان نلتحق بركب الائمة عليهم السلام فيجب علينا ان يحن بعضنا على البعض حتى نكون مصداقا لقوله تعالى{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح : 29]