ما الذي جعل النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يبتسم ثم تدمع عيناه في موقف واحد ؟

بينما كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) جالساً بين اصحابه اذ ابتسم حتى بدت نواجذه! فسألوه عن ذلك فقال (صلى الله عليه واله وسلم):
ـــ يؤتي بشخصين من امتي يوم القيامة، فيقول احدهم: الهي، خذ لي بحقي منه!فيقول سبحانه وتعالى: اعط حق اخيك!فيقول: الهي لم يبق لي شيئاً من اعمالي الصالحة ، وليس لدي شيء من متاع الدنيا.آنذاك يقول صاحب الحق : الهي! فاحمل عليه من سيئاتي !وهنا دمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ثم قال:ـــ ذلك يوم يحتاج فيه الناس من يحمل سيئاتهم.فيقول الله لذلك الشخص الذي يطلب حقه:ارجع بصرك وانظر الى الجنة، فماذا ترى فيرفع رأسه، فيرى عجباً ـــ مما لا يوصف من الاء الله ونعمته ـــفيقول: لمن هذه؟يقول عز وجل: لمن يعطيني ثمنها.فيقول: ومن له بثمنها؟يقول سبحانه: انت.
فيسأل: كيف ذاك ؟فيقول سبحانه: بعفوك عن أخيك.فيقول : اللهم لقد عفوت عنه.فيقول تعالى: فخذ بيد أخيك وادخلا الجنة!ثم قال (صلى الله عليه واله وسلم) فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم .
لي بعض التعليقات على هذه الرواية راجياً من الله القبول :
1 / كانت ابتسامة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) هي بسبب ما آلى اليه أمر الشخصين من امته وهو دخول الجنة وذلك لأنه رحمة الله الواسعة فهو يحب الخير لكل الناس
2 / المثالية في الاسلوب الذي استخدمه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في الدعوة الى سبيل الله وطاعته فهو (صلى الله عليه واله وسلم) يبتسم ليثير التساؤل عند اصحابه فيستخدم اسلوب الترغيب والترهيب في هذه الرواية
3/ تمثل الترهيب عندما دمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقال ذلك يوم يحتاج فيه الناس من يحمل سيئاتهم اما الترغيب فقد تمثل في دخول الشخصين الجنة
4 / على كل فرد منا أن يتصف بصفة العفو وان يسعى جاهداً للإصلاح ما استطاع الى ذلك سبيلا ليدخل السرور الى قلب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وبذلك ينال رضا الله سبحانه وتعالى .

المصدر :
بحار الانوار ج 77 ص 182