![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى من اهم الاحداث الفاصلة في مسيرة نبي الله موسى عليه السلام الاصلاحية، ذهابه من مدين الى مصر لدعوة فرعون في عقر داره الى عبادة الله سبحانه وتركه الشرك، ولكن هناك تساؤل حول سبب عدم قتل فرعون لموسى عليه السلام وهو الطاغية الجبار، وخصوصاً ان موسى عليه السلام كان قد قتل احد الاقباط، وقد ذهب الكثير من المفسرين والباحثين للجواب على هذه المسألة، واعطوا عدة اجوبة في ذلك نذكر البعض منها. اولاً :- ان لا يقتل الانبياء عليهم السلام الا اولاد الزنا، وفرعون كان طاهر المولد فلذلك لم يقتل موسى عليه السلام. ثانياً :- ان فرعون اعتقد انه اعظم واكبر من ان يشكل عليه موسى عليه السلام الخطر، يقول تعالى حكاية عن لسان فرعون (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) الزخرف آية 51. ثالثاً :- تذكر البحوث في علم المصريات، ان القانون المصري القديم في زمن فرعون فيه مادة للعقوبات الجنائية مفادها، من يقتل شخص ولم يتم محاكمته لمدة عشر سنوات يسقط عنه العقاب، وهو ما حصل مع موسى عليه السلام حين ذهب الى مدين عشر سنوات ثم عاد الى مصر. وعلى الرغم من تعدد الاسباب التي دعت فرعون الى عدم قتل موسى عليه السلام، فيمكن أن نثبت ان الله تعالى قد تكفل بحفظ نبيه موسى عليه السلام من بطش فرعون ويهيئ الاسباب لذلك لكي يتم لموسى عليه السلام اداء مهمته الاصلاحية في بلد فرعون. وان المتتبع لسيرة الانبياء والمصلحين على مر التاريخ، يجد ان الكثير منهم قد ارسلوا الى الظالمين في عقر دارهم ومدنهم لكي يبلغوا رسالات ربهم، وقد حفظهم الله سبحانه من كيد الظالمين ومكرهم. ويذكر علماء الاجتماع ان الثورات والحركات الاصلاحية عبر التاريخ تمر باربع مراحل. مرحلة التجاهل والاستهزاء: حيث يتم تجاهل الثورة الاصلاحية وعدم اعارة الاهمية لها، واستصغار شانها، حيث لا يمكنها أن تشكل خطرا كبيرا عليهم، وذلك لان الطغاة لهم القدرة والقوة على مواجهتها، يقول تعالى حكاية عن لسان فرعون وكيف يستهزئ بموسى عليه السلام (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ) الزخرف آية 52. مرحلة التهم والاشاعات: حيث يبدأ الطغاة ببث الاشاعات والتهم الكاذبة، ضد الحركة الاصلاحية وقائدها، منها ان هذا الثورة مجرد شعارات او تهدف الى مصالح شخصية وان قائدها عميل او ساحر فما شئت فعبر، فقد اتهم نبي الله موسى عليه السلام بالسحر وحاشاه قال تعالى (وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ) الزخرف آية 49. او ان هذه الثورة الاصلاحية تسعى لخراب البلاد ونشر الفساد قال تعالى (إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) غافر آية 25. مرحلة المواجهة: فحين يعجز الطغاة والفاسدين من ايقاف الثورة الاصلاحية، يقررون في نهاية المطاف مواجهتها بشتى الوسائل الممكنة لعلهم يستطيعون اجهاضها، وهذا ما قرره فرعون في نهاية الامر وهو مواجهة موسى عليه السلام والقضاء عليه. مرحلة الانتصار ونهاية الطغاة: فبعد ذلك تنتصرالثورة والحركة الاصلاحية وتكون نهاية الطغاة مشينة. والحمد لله رب العالمين.
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |