خروج الحسين عليه السلام من مكه

لما أراد الأمام الحسين عليه السلام الخروج من مكه في يوم التروية طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحل من أحرامه وجعلها عمرة
فلما عزم الخروج قام خطيبا في أهله وأصحابه فقال :
الحمد لله وما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله وصلى الله على رسوله وسلم ؛ خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني الى اسلافي أشتياق يعقوب الى يوسف وخير لي مصرع أنا لاقيه ؛ كأني باوصالي يتقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء ؛ فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربه سغبا ؛ لا محيص عن يوم خط بالقلم ؛ رضا الله رضانا أهل البيت ؛ نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين ؛ لن تشذ عن رسول الله لحمته ؛ وهي مجموعة له في حظيرة القدس ؛ تقربهم عينه وتنجز لهم وعده ؛ ومن كان فينا باذلا مهجته ؛ موطنا على لقاء الله نفسه ؛ فليرحل معنا ؛ فأني راحل مصبحا انشاءالله (بحار الأنوار 44/366 باب 37 )
أرتأيت نشر هذه الخطبة الرائعة المعاني لمولانا الأمام ابا الأحرار عليه السلام لأنها دستور لكل المنتظرين الذين يعدون أنفسهم لأستقبال أمامهم والهجرة معه من ارض الله الى رضوانه
فالأمام عليه السلام في مثل هذا اليوم هاجر وعياله الى أحياء شريعة الله مضحيا بكل ما يملك ومقدما فلذات كبده لايرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما
فهل لنا ان نهاجر مع أمامنا الحجة على مسير امامنا الحسين عليهما السلام ؟
وان كان امامنا الحسين عليه السلام قد هاجر من مكه الى ارض الفدء والشرف كربــــــــــــــــلاء فهل لنا ان نهاجر من ذنوبنا الى حيث ألأنتظار الحقيقي ؟
وهل نستطيع ان نعد أنفسنا وأهلنا أعدادا صحيحا خالصا لله كما علمنا ابا الحرار عليه السلام ؟
وهل نحن ممن يصبر على بلاء الله حت يوفينا أجور الصابرين ؟
هل اننا ممن يبذل مهجته في اهل البيت حتى نكون ممن يشملهم خطاب الأمام الحسين عليه السلام ؟ وهل ان الأمام بكلماته هذه خاطب أهل زمانه ومن كان يستمع له أو ان الخطاب مستمر وداعية الحسين مستمره وان الرحيل الذي عناه الأمام الحسين عليه السلام مستمر الى يوم تحقيق العدل الألهي ؟
وفقنا الله واياكم لنكون من المهاجرين الى الله والمنادين يا لثارات الحسـين مع ولي الله المنتظر
عليهـ السلام ـــــــما