من سيرة اﻻمام الرّضا (عليه السلام )

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمدٍ وعجل فرجهم والعن عدوهم

من سيرة اﻻمام الرّضا (عليه السلام )

إن من أهم العبر والدروس في حياة الإمام الرضا (عليه السلام) مسألة قبول وﻻية العهد من المأمون العباسي وسنتناول المسألة من ثلاث جوانب.

1- من جانب الإمام فقد قبل وﻻية العهد بعد التهديد بالقتل من قبل المأمون فقد إستغل المكان الذي هو فيه لنشر علوم أهل البيت عليهم السلام عن طريق حلقات العلم والمناظرات والمناقشات الفكرية ومحاربة الأفكار المنحرفة وتفويت الفرصة على الأعداء الذين يسعون الى قتل الإمام وقطع جميع المبررات في ذلك.

2- من جانب المأمون فهذا الطاغية يعد من أذكى حكام بني العباس فقد وجد طريقة جديدة للتخلص من خطر الإمام وتكون حسب الظاهر إعطاء حق آل البيت (عليهم السلام) وحق الإمام بتولي الخلافة ، فَسجن الإمام

(عليه السلام) ينفع وقد يهدد باطاحة حكم العباسين الذي يعاني من إنقسامات وكذلك محاولة الإطاحة بقدسية الإمام (عليه السلام) عن طريق فرض المناظرات الفكرية مع الأديان الإخرى والسعي الى إظهار عجز الإمام على الرد عليهم وتبيانها الى المسلمين وهذا ما فشل به المأمون فشلاً ذريعاً.

3- من جانب الشيعة وموالي الإمام عليه السلام فكل إمام له دور ووضع يختلف عن الإمام الذي قبله فوضع الإمام السجاد (عليه السلام) يختلف عن د ور الإمام الباقر (عليه السلام) والإمام الصادق (عليه السلام) يختلف عن دور الإمام الكاظم (عليه السلام) ،وقبول وﻻية العهد ينتج بطبيعة الحال تمحيص وٱختبار جديد للشيعة ليتضح مدى تمسكهم واخلاصهم لقيادتهم (عليهم السلام).

وألحمد لله رب العالمين.