الانتفاضة المهدوية بين بساطة المقومات وعظمة المنجز

بسم الله الرحمن الرحيم

الانتفاضة المهدوية بين بساطة المقومات وعظمة المنجز

حينما يراد ان يقام عمل او منجز معين وتتوفر جميع المقومات والمقدرات لذلك ، فحين يتم انجازه يعد ذلك أمراً طبيعياً بل على العكس فحين لا يتم

انجاز العمل يعد ذلك فشل ذريع ، وحين يراد انجاز عمل كبير لا تتوفر الامكانيات الكافية لذلك او تكون الامكانيات بسيطة فحين لا يتم انجازه يعد ذلك

أمراً طبيعي ، ولكن اذا تم انجازه وحقق النتائج المرجوة يعد ذلك أمراً نادراً ، ولو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا القليل من هذه الشواهد منها نشر

الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) للاسلام ، وثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ، ويمكننا ان نعد الانتفاضة المهدوية المباركة من من تلك

الشواهد التاريخية فعلىٰ الرغم من قلة الامكانيات وبساطة مقوماتها المادية حققت هدفها ومنجزها العظيم بوجه آلة القتل والدمار الامريكية ، وكما

وصفها مفجرها وزعيمها السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) قائلاً (تلك الانتفاضة لم تنجح في دحر المحتل بدرجة معتد بها فحسب بل واثبتت ولو بعد حين ان امريكا عدو للعراق) .

فقد وصفها أهل الدين بانها القاء النفس في التهلكة ، فلا جدوى من مواجهة اقوى دولة في العالم الا لمن يريد الانتحار .

واما المحللين العسكريين فقد وصفوها بانها ضرب من الجنون في المقاييس العسكرية فكيف لهؤلاء الرجال المسلحين بالأسلحة البسيطة ان يواجهوا اقوىٰ جيش في العالم .

ولكن لا هذا ولا ذاك انه وعد الله سبحانه للمؤمنين بالنصر ، ومهما اعتقد العقل البشري بانه قادر على تحصيل النتائج والوصل الى الحقائق

بالمقاييس المادية والعقلية يبقى قاصر أمام قدرة الله تعالى ، ويكون مصداق لقوله تعالى (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) الاسراء آية 85

والتكون هذه الانتفاضة المهدوية المباركة حدث تاريخي واسلامي ووطني ستذكره الاجيال بأحرف من نور ، وكما يقول الشاعر :

ولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــر .

وستتمنىٰ الاجيال القادمة ان يكون لها نصيب في نصرة آل الصدر الكرام .

والحمد لله رب العالمين .