هل ستكون المظاهرات ( الحل الالهي ) الذي ينتظره المؤمنون ؟؟؟

[frame="15 98"]

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
احداث متسارعة مرت ولا زالت ، تمثلت بخروج الجماهير بمظاهرات عمت تقريبا ارجاء بلدنا الحبيب مطالبة بالاصلاح داعية الى محاسبة المفسدين ..
وموجة اصلاحات يأمر بها رئيس الوزراء بعد ان لقى التأييد من الجماهير الثائرة ورجال الدين موضحا ان عجلة الاصلاحات سوف لن تتوقف حتى تحقيق جميع المطالب لينعم الشعب بالعيش الهنيء .
تلك الاحداث قد اخذ بريقها بأعين البعض ولربما رأى فيها ( الحل الالهي ) الذي ننتظره للخروج مما نحن فيه من فقد آمان وسلب حقوق وتسلط مفسدين الى غيرها الكثير .
وهنا احببت بيان بعض الامور لمن ظن ذلك ومن الله التوفيق :
1 – ان الحل الالهي الذي ينتظره المؤمنون يتمثل وبابسط صوره بالقضاء على كل المفسدين – لا بعضهم – بغض النظر عن مكانته وانتمائه وان يعم العدل ارجاء البلاد وان ينعم الشعب بالامن والامان والعيش الرغيد متحابين في الله وهذا ما لا يمكن تحققه على يد من يحتاج الى اصلاح فقد ورد في الحكمة ( فاقد الشيء لا يعطيه )
2 – اننا اذا اردنا ان يتحقق الاصلاح الذي يتمناه كل مؤمن ذلك الاصلاح الذي يمثل ( الحل الالهي ) لا بد لنا من اصلاح انفسنا وعندها نكون مستحقين لتلك الرحمة المتمثلة بخروج امامنا صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن ( عليه السلام ) والذي سوف تتحقق على يديه كل الاصلاحات التي ترقى بالبشرية في سلم التكامل
وعموما فان ما تم بيانه يمثل فهمي القاصر لبيانات سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله فانه بالرغم من أمر سماحته بخروج الجماهير بمظاهرات عدة للمطالبة بالحقوق المسلوبة ومحاسبة الظالمين سواء كان في مظاهرات يوم المظلوم العالمي او حتى المظاهرات التي خرجت مؤخرا في ساحة التحرير فانه يرى الاهم ان يبدأ الفرد باصلاح نفسه باعتبار ان الحل الالهي الذي يرومه الائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ويبتغيه السيد القائد لا يتحقق الا بذلك الاصلاح واليك مقتطف من اقوال سماحته :

• (( وانما قصدت من تلكم المظاهرة هي الخروج ضد الظلم ... وما اشد من ظلم الانسان لنفسه بان يجعل من نفسه في منزلق وهاوية لا رجوع فيه ... يبتعد فيها الانسان عن ربه فيوكل امره الى نفسه فهي الطامة الكبرى فتباً للانحراف والانجرار وسحقا لكل المفسدين اينما كانوا ولكل من زل عن الهداية والصلاح لكي يعطي لنفسه الامارة بالسوء العنان ولا يكتفي بذلك بل يجر الاخرين الى هاوية وقارعة الانحلال ...))(1)

• (( واننا اذ ننادي بصوت المظلومين وجعلنا للمظلوم يوما لكي يسمع المظلوم صوته وتعلو صرخاته ضد الباطل واهل الباطل فانه يجب علينا ان لا نغفل ابدا عن امر مهم جدا وهو كون الظلم قد يصدر من الاخرين سيما الحكام والمتسلطين تارة وقد يصدر الظلم من نفسه تارة اخرى والعياذ بالله وهو اشد واعتى من ظلم الاخرين من بعض الجهات وله الكثير من المصاديق ...))(2)

• (( نسأل الله ان لا تراجع عن الاصلاح : اصلاح النفس ، واصلاح الحكومة ، واصلاح الامن ، واصلاح القضاء ، واصلاح البرلمان ، واصلاح العملية السياسية ..))(3)

اقول : فالمظاهرات تكون بمثابة مقدمة او قل واحدة من الاصلاحات في النفس قبل ان تكون في الخارج باعتبار ان الله جل وعلا لا يريد لعباده الخنوع امام الظالمين بل عليهم ان يكونوا رافضين للظلم مطالبين بمحاسبة كل مفسد عندها سوف يستحق شعب بهذه المواصفات ان يجري الله جل وعلا على يديه بعض التغييرات وفقا للقانون الالهي ({إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11])
هذه من جهة ومن جهة اخرى وهي الاهم : (( فهذه مظاهرتكم من اجل نيل رضا الله سبحانه وتعالى والعلو والرفعة الاخروية لكي نحصل بالتالي على المغانم الدنيوية التي تعيننا على امور الاخرة وما الى ذلك ... ))(1)
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
المصادر
(1) كلمة السيد القائد مقتدى الصدر في يوم المظلوم - البصرة الفيحاء 19 - 3 - 2012
(2) خطاب سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) في يوم المظلوم العالمي في واسط 2013(منضّد)
(3)التظاهرات الحاشدة التي انطلقت في ساحة التحرير في بغداد الحبيبة للمطالبة بالإصلاح الشامل بيان السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 29 - 8 - 2015

[/frame]