الثورة الحسينية بين المقبول واللامقبول

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
م/مفهوم الثورة الحسينية بين المقبول واللامقبول
لايخفى على السامع الكريم والقارئ اللبيب ان الثورة الحسينية الخالدة مرت ولازالت تمر بأعتى وأشرس حملة تشويه وتزييف للحقائق والروايات التي تخص تلكم الثورة الالهيه وان الهدف من ذلك واضح‘وجلي ومعروف لدى عامة الناس الا وهو التغطية على الجرائم التي حصلت ومازالت تحصل في طف ابي عبدالله الحسين ذلك الطف الذي لايزال مفتوحا"
لان دماء الحسين ماتزال طرية" تفور.حيث كان هذا التشويه والتزييف حاصل من جانب المعسكر المعادي للحسين والمتورط الرئيسي في أراقت تلك الدماء الزاكيات الطاهرات.اما الجانب الاخر والذي لايقل خطورة"وفضاعة" على هذه النهضة المباركة هو الجانب المحسوب أو المحب لمدرسة أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين والغرض منه زيادة واتساع دائرة الحزن والبكاء على الحسين وأهل بيته وصحبه وهذا الجانب أطلق عليه السيد الشهيد محمد الصدربـ (لسان الحال) والذي كان منتشرا" في الكثير من القصائد والروايات وحتى بعض الزيارات حتى انه تحمل الكثير من الاتهامات والاشاعات والشبهات من أجل أبعاد تلك الامور الدخيلة على هذه الملحمة الخالده ووضعها في خانة نستطيع ان نطلق عليها (اللامقبولات).اي انه قام بتأليف بعض الكتب والمؤلفات مثل( شذرات من الثورة الحسينية واضواء على الثورة الحسينية)وأقام المجالس والمحاضرات من أجل أبعاد الامة من كل شيء يعتبر لامقبولا"واظهركل ماهو مقبول لهذه الثورة في ميزان العقل والشريعة وكيف لا وهو الاقرب الى الحكم الواقعي اي الاقرب الى مايريده المعصوم سلام الله عليه.فبعد هذه المقدمة اود ان اتناول اللامقبول في مدرسة أهل البيت فقط لاغير ومن اجل الولوج لمناقشة هذا الموضوع لابد ان نقوم بفتح محورين احداهما يختص باللامقبول في الامة الشيعية بصورة عامة حيث انه لم أجد أفضل موضوع للمناقشة من (زيارة الناحية)المنسوبة للامام الحجة أبن الحسن روحي له الفداء والتي تحتوي في طياتها بعض العبارات والالفاظ اللامقبوله والتي قد تكون أقوى من سهام حرملة ابن كاهل وأشد من ضربات الملعون شمر ابن الجوشن والتي من خلالها قام بحز رأس المولى ابي عبد الله الحسين عليه السلام ومن تلك العبارات مامضمونه(وخرجنا ربات الحجول من الخدور على الوجوه لاطمات ولشعور ناشرات ولمصرعك مبادرات.حقيقتا" لقد اقشعر جسمي وانا أذكر تلك العبارات اللامقبولة والبعيد كل البعدعن العقل والمنطق والشرع فكيف يتجرء مثل هؤلاء الخطباء على تصوير مخدرات الرسالة بهذا الوصف الشنيع والذي لايقبله أكيدا" على نسائه فكيف ببنات رسول الله وهن تربن في بيوت أذن الله ان يذكر فيها اسمه هذه البيوت التي كانت تنطلق منها التعاليم الدينية والايات القرأنية حيث كانت الحوراء زينب وأخواتها من خريجات مدرسة الزهراء سلام الله عليها تلك المدرسة التي طالما تلقت التعاليم الاسلامية من رسول الله وعن طريق الوحي مباشرة" وهذا ما اكده الامام الحسين بنفسه عندما خاطب المعسكر اليزيدي قائلا مامضمونه(ايوجدعلى هذه الارض ابن بنت نبي غيري فوالله مايزال أثر زغاب جناح جبرائيل في بيتنا لحد الان وهذه اشارة من الامام الحسين على ان بيوتهم كانت مهبط الوحي ومعدن التنزيل.وهناك أمر أخرمهم اريد ان أذكره الا وهو ان العلاقة بين بنات الرسالة والحجاب قد وصلت الى حد الملكة اي انهن عشقن الحجاب ولم يفارقهن حتى في داخل بيوتهن وامام ابائهن واخوتهن فكيف اذا كان هذا امام أعداء لادين لهم ولاشرف فعجبا"مالكم كيف تحكمون.وكما ان هنالك رواية أخرى تتعارض مع هذه الفقرات الموجودة في زيارة الناحية ومع تحفظي على تلك الرواية التي لي معها وقفة الا اني اتنزل وأعرضها على جنابكم الكريم.وهذه الرواية هي قضية أستشهاد الامام علي الاكبر عليه السلام ذلك الشاب الذي كان يشبه رسول صلى الله عليه واله وسلم خلقا"و‘خلقا" ومنطقا والذي كان يقول فيه الامام الحسين اننا كلما أشتقنا لرؤية رسول الله كنا ننظر الى وجه ولدي على الاكبر وعندما سقط الامام علي الاكبر في ساحة المعركة ذهب اليه الامام الحسين وأجلسه في حجره وقال له بني علي على الدنيا بعدك العفى .عموما مااريد ان أصل اليه هو انه عندما سمعت الحوراء زينب نبأ استشهاد علي الاكبر خرجت من الخيمه وهي تصيح واخاه وحسيناه وولداه واعليا فلما سمعها الامام الحسين رمى علي الاكبر على الارض وهرولة لها وأدخلها الى الخيمة وقال لها اخية زينب تعزي بعزاء الله لايذهب بحلمك الشيطان انك عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة .ومن الوضح ان هناك تضاد بين الروايتين الاولى الخاصة بزيارة الناحية والثانية الخاصة بأستشهاد علي الاكبر فمن غير المعقول ان تكون الحوراء زينب قد عصت وصيت امام زمانها وقرت عينها الامام الحسين وهوالذي أوصاها بأن لاتشق عليه جيبا ولاتلطم عليه خدا وهذا مايسمح به المجال من ذكر نموذج واحد من الكثير من النماذج اللامقبولة الخاصة بمحور الامة الشيعية بصورة عامة.
اما المحور الثاني اللامقبول فهو في الامة الصدرية بصورة خاصة.وهنا تبدء المأساة الحقيقية واقول المأساة لان الامة الصدرية قد ضيعت تلك التضحيات الجسام لذلك المصلح الرباني الذي بذل الغالي والنفيس من أجل أخراج جميع اللامقبولات من تلك الملحمة النموذجية وأظهارها بالشكل اللائق والمقبول بأهل بيت العصمة وهو القائل مامضمونه(لقد فتحت مايقارب السبعين فاه من أجل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) وكانت تلك أشارة لعدد أئمة الجمع الموجودين في العراق اما الان فقد فتح السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر أكثر من مائتي فاه ولنفس الغرض .فأني اتسائل اين هؤلاء الخطباءمن المقبول واللامقبول في الثورة الحسينية وماذا أستفادوا من قيادة السيد القائد في تجسيده للكثير من مقبولات تلك الثورة الخالده.حيث ان هذا السؤال لم يأتي أعتباطا"بل دفعني له التحول الغريب الذي تقوم به بعض مفاصل التيار الصدري عندما بدأت تستقطب الخطباءالذين لايزالون يتعمدون ذكر جميع اللامقبولات في الثورة الحسينية على الرغم من علمهم بموقف السيد الشهيد من تلك الشوائب فبدأت الامة الصدرية تفقد الكثير من رونقها ونقاوتها برجوعها الى نقطة ماقبل تصدي السيد الشهيد محمد الصدر للمرجعية وقيامه بثورة الاصلاح الاجتماعي والديني.وحتى لانبخس الناس أشيائهم فأن في الامة الصدرية رجال مازالوا محافظين على النهج الحسيني الذي أختطه لهم مرجعهم العارف فقد الثمو مجالسهم الحسينية بجميع ماهو مقبول من الروايات والزيارات وفندوا كل ماهو دخيل وغير مقبول على هذه الثورة المعطاء.واخيرا" اريد ان ابعث بنداء الى جميع المهتمين بأقامة المجالس الحسينية من ابناء الامة الشيعية بصورة عامة وابناء الامة الصدرية بصورة خاصة وأخص منها العناوين الرسمية من مكاتب ومؤسسات التيار الصدري المجاهد بأن يراجعوا انفسهم قبل ان يقدموا على استقطاب مثل هؤلاء الخطباء ليس بغضا" مني لاشخاصهم والعياذ بالله ولكن فقط لاصرارهم على عدم تطبيق التعاليم الالهية لذلك المرجع الالهي
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدواله الطيبين الطاهرين...(وأسألكم الدعاء)