![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
|
![]()
للأخوة اثرها الكبير في تقوية العلاقات الانسانية بين افراد الاسرة والمجتمع الواحد باعتبارها تُمثل الصورة الواضحة للتقارب والتآلف الذي يقدم للبشرية بناءً انسانياً متيناً من شأنه ان يصل بأي مجتمع الى التجانس والقوة التي تجعله مجتمعاً مثالياً بين باقي المجتمعات. وقد اكدت الرسالات السماوية على هذه الاصرة المهمة التي نجدها واضحة في الرسالة الاسلامية ودعوة النبي الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم خاتم الانبياء والمرسلين بعد ان اشارت النصوص القرآنية إليها وليس اوضح من قوله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} 10] وبما أننا نعرف ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كلامه من الباري جل جلاله كما تشير الى ذلك الآية الكريمة {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 3 - 4] لذلك نجده صلى الله عليه واله وسلم وكما تذكر جميع كتب التاريخ ومصادره ان من اول الاعمال المهمة التي طبقها صلى الله عليه واله وسلم بعد هجرته من مكة الى المدينة انه آخى بين الانصار والمهاجرين الذين اتبعوه بعد ان تركوا مكة (( ديارهم )) هرباً من الاضطهاد الذي تعرضوا له من قبل كفار قريش. وقد كانت تلك المؤاخاة احد اهم الاسس التي ارتكز عليها بناء الدولة الاسلامية الاولى بقيادة النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم بل انها كانت من اهم اسباب نجاح تلك الدولة. وتمكنها من نشر الدين الاسلامي في الجزيرة وخارجها بعد ان دحرت اعداءها من قريش وباقي القبائل العربية التي كانت تعبد الاصنام. وكان من اهم ما قدمته تلك المؤاخاة انها الغت الفوارق الطبقية المتعددة بين افراد الدولة الجديدة... فمن المعروف ان المهاجرين قبل هجرة النبي او بعدها كانوا قد تركوا ثرواتها وممتلكاتهم الباقية. لذلك كانوا بحاجة وهم تحت هذا الظرف الصعب الى الدعم النفسي والمادي فكانت المؤاخاة التي مثلت احد صورها الدعوة للأنصار في المدينة الى مشاركة اخوانهم المهاجرين بكل ما يملكون من اموال واراضي واملاك اخرى فهي دعوة للتضحية والايثار وصورة من صور الكرم وحسن الاخلاق والتواصل بين المسلمين بطريقة لا يمكن ان تتم الا بين الاخوة الصادقين الذين امتثلوا بطاعة مخلصة لإدارة النبي صلى الله عليه واله وسلم التي هي في الاساس دعوة السماء.. فبذلك قدم الانصار صوراً رائعة عن حُسن الخلق بما قدموه لإخوانهم من المهاجرين فمنحوهم فرصة تجاوزوا بها ظروفهم الصعبة واخذوا يتآلفون ويذوبون مع بعضهم بطريقة مُدهشة فقد آخى النبي صلى الله عليه واله وسلم بين القوي والضعيف وبين الغني والفقير وكذلك آخى بين الاسود والابيض وبين الحُر والعبد بعد ان جعل من الاخوة الانسانية والايمانية هي الرابط الاهم بينهم مما جعلهم يقفون بصلابة ويرفعون راية الاسلام عالياً ويحققوا الانتصارات المتتالية على كفار مكة وطغيانهم والمتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم يجد الكثير من الاحاديث التي تحث على تقوية الروابط الاخوية الانسانية لأنها تُمثل اتحادهم وخير ما يمكن ان نستشهد به قوله صلى الله عليه واله وسلم «مثل المؤمنين في توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد (الواحد) إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» صدق رسول الله. وليس اقرب من الاخوة مثالاً او مصداقاً لهذا الحديث وعلى خطى هذا الهدي والفكر النبوي نجد ان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي يُمثل الامتداد الشرعي للفكر الحقيقي للنبي صلى الله عليه واله وسلم حديثا غاية الروعة يقول فيه وهو يوصي واليه الى مصر مالك الاشتر (رضوان الله تعالى عليه) فإنّهم صنفان : إمّا أخٌ لك في الدّين ، أو نظير لك في الخلق وبذلك يكون عليه السلام قد اختصر المؤاخاة في جملة قصيرة جداً لكنها واضحة جداً ( أخٌ لك في الدّين ) اي ان الدين الحقيقي هو اخوة في الاصل وما نحتاجه اليوم ونحن نواجه هجوم قوى الظلام هو الاخوة الاسلامية التي اثبتت عبر التاريخ قوتها على مواجهة اعتى التحديات.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
جزاك الله خير أخي على هذا الموضوع القيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
موفق اخي العزيز لكل خير وبركة
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
جزاك الله خير أخي على هذا الموضوع القيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
جزاك الله خيراً أخي الغالي على هذا الموضوع القيم
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |