أنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي ان يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا

{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } [البقرة : 26]

عند نزول هذه اﻵية المباركة اخذ المشركين يستهزئون ويقولون كيف يضرب القرآن مثلا بهذا المخلوق الصغير والتافه ، وفي الحقيقة ان هذه اﻵية المباركة هي من دﻻئل عظمة القرآن الكريم ، وان البعوضة عكس ما ادعا المشركين ، بل هي من مخلوقات الله سبحانه التي تتجلى فيها عظمة الخالق سبحانه وقد ثبت عبر الزمن وبعد تطور العلم وثقافة اﻻنسان حقائق كثيرة لذكر البعوضة في القرآن الكريم منها.

1-ورد عن اﻹمام الصادق ( عليه السلام ) قال («اِنّما ضَرَبَ اللهُ الْمَثَلَ بِالْبِعُوضَةِ لاَِنَّ الْبَعُوضَةَ عَلى صِغَر حَجْمِهَا خَلَقَ اللهُ فِيهَا جَمِيعَ مَا خَلَقَ فِي الْفَيلِ مَعَ كِبَرِهِ وَزِيَادَةَ عُضْوَيْنِ آخَرَيْنِ فَأَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُنَبِّهَ بِذَلِكَ الْمُؤْمِنينَ عَلى لُطْفِ ﴿لَطِيفِ﴾ خَلْقِهِ وَعَجيبِ صَنْعَتِهِ»)( 1).
بالرغم من كبر حجم الفيل وصغر حجم البعوضة فان لها جهاز عصبي وهضمي وعصبي وحاسة شم وبصر وذوق ولخ..
ولها خرطوم فائق الدقة كخرطوم الفيل وهذا من دﻻئل عظمة الخالق عز وجل لذكر البعوضة في كتابه العزيز.

أثبت العلم الحديث ان انثى البعوض هي التي تتغذى على الدم بينما الذكور تتغذى على رحيق اﻻزهار وهو واضح في دقة التعبير القرآني قال تعالى (
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } [البقرة : 26].
وهذا من معاجز القرآن العلمية.

عندما ارادت أمريكا حفر قناة (بنما) بواسطة جيشها لتصل بين المحيط اﻻطلسي والمحيط الهادئ ، تجلت عظمة الله سبحانه في هذه البعوضة قال تعالى ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَر) المدثر آية 30.
وكيف استطاعت ان تهزم اقوى جيش في العالم بدباباته ومعداته ، فتحركت هذه البعوضة بجيوش هاجمت اﻻمريكان فاصابته باﻻمراض وانهزم ومات عدد كبير من الجنود وفرَّ الباقين وانسحب الجيش اﻻمريكي.

والحمد لله رب العالمين.

المصادر: تفسير اﻻمثل ، جزء 1 ، ص116.