العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

منبر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) المواضيع التي تخص ائمة الهدى (سيرتهم وهديهم)

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-05-2015, 09:34 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

افتراضي الامام موسى الكاظم (عليه السلام)، ينعى نفسه


المحور الرابع. الامام الكاظم(عليه السلام)، ينعى نفسه

اولا.وصية الامام(عليه السلام)
ذكر علماء التأريخ بأن هنالك وصيتان مكتوبتان للإمام الكاظم(ع)، احدهما مكتوبه بخط محمد بن جعفر بن سعيد الاسلمي والثانية هي التي كان حاضرا فيها عند كتابتها والشهود عليها كل من ابراهيم بن محمد الجعفري/ واسحاق بن محمد الجعفري /واسحاق بن محمد بن جعفر/ وجعفر بن صالح /ومحمد الجعفري /ويحيى بن الحسين بن زيد/ وسعد بن عمران الانصاري/ ومحمد بن الحارث الانصاري /ويزيد بن سليط الانصاري/ ومحمد بن جعفر ابن سعد الاسلمي /،فعندما حضر هؤلاء المؤمنين شرع الامام بذكر وصيته وكما يلي:

((ان موسى يشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وان محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لاريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث من بعد الموت حق ، وأن الوعد حق ، وأن الحساب حق ، والقضاء حق ، وأن الوقوف بين يدي الله حق ، وأن ما جاء به محمد (ص) حق ، وأن ما أنزل به الروح الامين حق ، على ذلك أحيى وعليه أموت ، وعليه ابعث ان شاء الله ، وأشهدهم ان هذه وصيتي بخطي ، وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين على بن أبي طالب (ع) ووصية محمد بن علي قبل ذلك نسختها حرفا بحرف ، ووصية جعفر بن محمد (ع) ، على مثل ذلك ، واني قد أوصيت بها الى علي وبني بعده معه ان شاء وآنس منهم رشدا ، وأحب ان يقرهم فذاك له ، ولا أمر لهم معه وأوصيت اليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت وولدي الى ابراهيم والعباس وقاسم واسماعيل وأحمد وأم أحمد ، والى علي أمر نسائي دونهم وثلث صدقة ابي وثلثي يضعه حيث يرى ، ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله ،فأن احب ان يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت فذاك له ، وهو أنا في وصيتي في مالي ، وفي أهلي وولدي وان يرى أن يقر اخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم ، وان كره فله ان يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود ، فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذاك له ، وان أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها الا بأذنه وأمره فانه أعرف بمناكح قومه ، وأي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت فهو من الله ومن رسوله بريء ، والله ورسوله منه براء ، وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المؤمنين ، وليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شيء ، وليس لي عنده تبعه ، ولا تباعه ، ولا لأحد من ولدي وله قبلي مال ، فهو مصدق فيما ذكر ، فأن أقل فهو أعلم وأن أكثر فهو الصادق كذلك ، وانما أردت بإدخال الذين أدخلتهم معه التنويه بأسمائهم ، والتشريف لهم ، وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي ،ان رأى ذلك ومن خرجت منهن الى زوج فليس لها ان ترجع الى محواي الا ان يرى علي غير ذلك ، وبناتي بمثل ذلك ، ولا يزوج بناتي أحد من أخوتهن من أمهاتهن ، ولا سلطان ولا عم الا برأيه ومشورته ، فان فعلو غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله ، وجاهدوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه ، فان اراد ان يزوج زوج وان اراد ان يترك ترك ، وقد اوصيتهن بما ذكرت في كتابي هذا ، وجعلت الله عز وجل عليهن شهيدا ، وهو وأم أحمد شاهدان وليس لأحد ان يكشف وصيتي ، ولا ينشرها ، وهو منه على غير ما ذكرت وسميت ، فأن أساء فعليه ، ومن أحسن فلنفسه ، وما ربك بظلام للعبيد ، وصلى الله على محمد وآله ، وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الاسفل ،فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمؤمنين ، وعلى من فض كتابي هذا))

(القرشي عن اصول الكافي 1/316ـ317، عيون أخبار الرضا ،البحار) وكذلك تصدق الامام الكاظم(ع) ببعض اراضيه على اولاده وسجل ذلك في وثيقة والزم ابنائه بتنفيذ مضامينها والعمل على وفقها ، وهذا نصها كتب (ع)بعد البسملة

((هذا ما تصدق به موسى بن جعفر تصدق بارضه كذا وكذا ــوقد عين ذلك ــ كلها نخلها وارضها ومائها وارجائها وحقوقها وشربها من الماء وكل حق هو لها في مرفع او مطهر او عيص او مرفق او ساحة او مسيل او عامر او غامر تصدق بجميع حقه من ذلك على ولده من صلبه الرجال والنساء يقيم واليها ما أخرج الله عز وجل من غلتها بعد الذي يكفيها من عمارتها ومرافقها وبعد ثلاثين عذقا يقسم في مساكين اهل القرية ، بين ولد موسى بن جعفر للذكر مثل حظ الانثيين فان تزوجت امرأة من ولد موسى بن جعفر فلا حق لها في هذه الصدقة حتى ترجع اليها بغير زوج ، فأن رجعت كان لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسى ، ومن توفي من ولد موسى وله ولد فولده على سهم ابيه للذكر مثل حظ الانثيين على مثل ما شرط موسى بين ولده من صلبه ومن توفي من ولد موسى ولم يترك ولد يرد حقه على أهل الصدقة وليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق الا ان يكون آباؤهم من ولدي وليس لاحد في صدقتي حق مع ولدي وولد ولدي وأعقابهم ما بقي منهم أحد ، فأن انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من أمي ما بقي منهم أحد ، ما شرطت بين ولدي وعقبي، فان أنقرض ولد أبي من أمي وأولادهم فصدقتي على ولد أبي وأعقابهم ما بقي منهم أحد فان لم يبق منهم أحد فصدقتي على الاولى فالأولى حتى يرث الله الارض الذي يرثها وهو خير الوارثين تصدق موسى بن جعفر بصدقته هذه وهو صحيح ، صدقة حبيسا بتا بتلا لا مثنويه فيها ولا ردا أبدا ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة ، ولا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو ينحلها ، أو يغير شيئا مما وضعتها عليه حتى يرث الله الارض ومن عليها ، وجعل صدقته هذه الى على وإبراهيم فان أنقرض أحدهما دخل القسم مع الباقي في مكانه فان أنقرض أحدهما دخل اسماعيل مع الباقي منهما ، فان أنقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما ، فان انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي يقوم مقامه فان لم يبق من ولدي الا واحد فهو الذي يقوم به )
(القرشي عن البحار 11/215ـ216)

ثانيا.ةكلا كلا للظالم
روي ان بعض المسلمين طلبوا من الامام(عليه السلام) ان يتكلم مع بعض الشخصيات المقربة من هارون ليتوسط في اطلاق سراحه فرفض الامام(عليه السلام) وقال :
حدثني أبي عن آبائه أن الله عز وجل أوحى الى داود:
يا داود انه ما أعتصم عبد من عبادي بأحد من خلقي دوني ، وعرفت ذلك منه الا قطعت عنه أسباب السماء ، وأسخت الارض من تحته
(القرشي عن تاريخ اليعقوبي 3/125)
ارسل الامام موسى الكاظم(عليه السلام)رساله الى هارون هذا نصها:
(انه لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى نفنى جميعا الى يوم ليس له انقضاء ، وهناك يخسر المبطلون)
(القرشي عن البداية والنهاية 10 /183، تاريخ بغداد)
وأنفذ هارون الى الامام(عليه السلام) جاريه بارعة الجمال بيد أحد خواصه لتتولى خدمة الامام(عليه السلام) عسى أن يفتتن بها ، فلما وصلت اليه ، قال(عليه السلام) لمبعوث هارون : قل لهارون:
بل أنتم بهديتكم تفرحون ، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها .
فرجع الرسول ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الامام(عليه السلام) ، فالتاع غضبا وقال له : ارجع اليه وقل له : ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخدمناك واترك الجارية عنده ، وانصرف .
فرجع ذلك الشخص وترك الجارية عند الإمام(عليه السلام) وأبلغه بمقالته ، وأنفذ هارون خادما له الى السجن ليتفحص عن حال الجارية ، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها (قدوس، قدوس) فمضى الخادم مسرعا فأخبره بحالها ، فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر ، علي بها ، فجيء بها إليه وهي ترتعد قد شخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجده ، فقال لها هارون : ما شأنك ، فقالت: شأني الشأن البديع ، إني كنت عنده واقفة ، وهو قائم يصلي ليله ونهاره ، فلما انصرف من صلاته قلت له: هل لك حاجة أعطيكها ، فقال الإمام(عليه السلام):
وما حاجتي إليك
قلت إني أدخلت عليك لحوائجك ، قال الإمام(عليه السلام):
فما بال هؤلاء ــ وأشار بيده الى جهة ــ فالتفت فإذا ، روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصائف و وصايف لم أر مثل وجوههن حسنا ، ولا مثل لباسهن لباسا ، عليهم الحرير الأخضر ، والأكاليل والدر والياقوت ، وفي أيديهم الأباريق والمناديل ، ومن كل الطعام فخرت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم فرأيت نفسي حيث كنت ، فقال لها هارون وقد أترعت نفسه بالحقد : يا خبيثة لعلك سجدت ، فنمت فرأيت هذا في منامك ، قالت : لا والله يا سيدي ، رأيت هذا قبل سجودي ، فسجدت من أجل ذلك ، فالتفت هارون الى خادمه وأمره باعتقال الجارية وإخفاء الحادث لئلا يسمعه أحد من الناس فأخذها الخادم ، واعتقلها عنده ، فأقبلت على العبادة والصلاة ، فاذا سئلت عن ذلك قالت : هكذا رأيت العبد الصالح ،(وقالت اني لما عاينت من الامر نادتني الجواري يا فلانه ، ابعدي عن العبد الصالح حتى ندخل عليه فنحن له دونك ، وبقيت عاكفة على العبادة حتى لحقت بالرفيق الاعلى(القرشي عن المناقب 2/263ـ264)).
نعم كل هذه الدلائل والبراهين والكرامات ... لم تؤثر بالطاغية العباسي ، بل على العكس عزم على قتل الامام(عليه السلام) فدعا برطب فأكل منه ، ثم أخذ اناءا فوضع فيه عشرين رطبة ، وأخذ سلكا فعركه في السم ، وأدخله في سم الخياط ، وأخذ رطبة من ذلك الرطب فوضعها في ذلك السلك وأخرجه منها حتى تكللت بالسم ، ووضعها في ذلك الرطب ، وقال لخادمه:
احمله الى موسى بن جعفر ، وقل له : ان امير المؤمنين أكل من هذا الرطب وهو يقسم عليك بحقه لما أكلته عن آخره ، فأني أخترتها لك بيدي ، ولا تتركه يبقى منه شيئا ، ولا يطعم منه احدا ، فحمل الخادم الرطب وجاء الى الامام(عليه السلام) ، وابلغه برسالة هارون فأمره (عليه السلام) ان يأتيه بخلال ، فجاء به اليه ، وقام بإزائه ، فاخذ الامام(عليه السلام)يأكل من الرطب ، وكانت للرشيد كلبة عزيزه عنده ، فجذبت نفسها وخرجت تجر بسلاسلها الذهبية حتى حاذت الامام(عليه السلام) فبادر(عليه السلام) بالخلال الى الرطبة المسمومة ورمى بها الى الكلبة فأكلتها فلم تلبث ان ضربت بنفسها الارض وماتت ، واستوفى الامام(عليه السلام)باقي الرطب وحمل الغلام الاناء الى الرشيد ، فلما راه بادره قائلا : نعم يا أمير المؤمنين ، قال هارون : كيف رأيته ، قال الخادم : ما أنكرت منه شيئا ، ثم قص عليه حديث الكلبة وموتها فاضطرب الرشيد وقام بنفسه فأشرف عليها فرآها وقد تهترت وتقطعت من السم فوقف مذهولا قد مشت الرعدة بأوصاله وقال:ـ ما ربحنا من موسى الا ان اطعمناه جيد الرطب وضيعنا سمنا وقتلنا كلبتنا ما في موسى حيلة (القرشي عن البحار 11/299)

وبعد ذلك استدعى وزيره يحيى بن خالد البرمكي فقال له : يا ابا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب ؟ الا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا تريحنا من غمه ، فقال يحيى : الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمن عليه وتصل رحمه فقد والله أفسد علينا قلوب شيعتنا ، فقال هارون انطلق اليه واطلق عنه الحديد وابلغه عني السلام وقل له: يقول لك ابن عمك انه قد سبق مني فيك يمين اني لا أخليك حتى تقر لي بالإساءة وتسألني العفو عما سلف منك وليس عليك في اقرارك عار ولا في مسألتك اياي منقصة ، وهذا يحيى بن خالد ثقتي ووزيري وصاحب أمري فاسأله بقدر ما أخرج من يميني ،فلما مثل يحيى عند الامام(عليه السلام) وأخبره بمقالة هارون انبرى (عليه السلام)اليه

ــ اولاــ فاخبره بما يجري عليه وعلى اسرته من زوال النعمة على يد هارون ، وحذره من بطشه ، ثم رد(عليه السلام)
ــ ثانيا ــ على مقالة هارون فقال(عليه السلام) له :ـ يا أبا علي أبلغه عني ، يقول لك موسى بن جعفر يأتيك رسولي يوم الجمعة فيخبرك بما ترى ــ اي بموته ــ وستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم والمعتدي على صاحبه ، وخرج يحيى ، فأخبر هارون بمقالته ، فقال مستهزئا وساخرا: ان لم يدع النبوة بعد ايام فما أحسن حالنا (القرش عن البحار 11/301ـ302)

ثالثا. الامام ينعى نفسه
بعد اقتراب لقاء الامام(عليه السلام)، بربه نعى نفسه لشيعته وذلك في جوابه على المسائل التي بعثها علي بن سويد ، فقد جاء في الجواب بعد البسملة ما نصه:

(الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره ابصر قلوب المؤمنين وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والارض اليه الوسيلة بالأعمال المختلفة والاديان المتضادة، فمصيب ومخطئ وضال ومهتدي وسميع وأصم وبصير واعمى حيران، فالحمد لله الذي عرف ووصف دينه محمد(ص) اما بعد:
فانك امرؤ ـ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة ، وحفظ مودة ما استرعاك من دينه ، وما ألهمك من رشدك وبصرك من أمر دينك بتفضيلك اياهم وبردك الأمور اليهم ، كتبت الي تسألني عن أمور كنت منها في تقية ومن كتمانها في سعة فلما انقضى سلطان الجبابرة وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة الى أهلها العتاة على خالقهم رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعاف شيعتنا من قبل جهالهم فاتق الله عز ذكره ، وخص بذلك الأمر أهله واحذر أن تكون سبب بلية على الاوصياء أو حارشا عليهم بإفشاء ما استودعتك ، واظهار ما استكتمتك وال تفعل ان شاء الله .ان أول ما أنهى اليك اني أنعى اليك نفسي في ليالي هذه غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن مما قد قضى الله عز وجل وختم ، فاستمسك بعروة الدين ،آل محمد العروة الوثقى الوصي بعد الوصي ، والمسالمة لهم والرضا بما قالوا ، ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم فانهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ،أو تدري ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه ودلوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، وسألت عن رجلين اغتصبا رجلا مالا كان ينفقه على الفقراء والمساكين وابناء السبيل وفي سبيل الله فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه اياه كرها فوق رقبته الى منازلهما فلما أحرزاه توليا انفاقه أيبلغان بذلك كفرا؟
فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على الله عز وجل كلامه وهزئا برسوله(ص) وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الايمان منذ خروجهما من حالتيهما ، وما زادا الا شكا ، كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب الى محل الخزي في دار المقام وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ويوضع على رقبته منهم عارف ومنكر فأولئك اهل الردة الاولى من هذه الامة فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،وسألت عن مبلغ علمنا ،وهو على ثلاثة وجوه ماض وغابر وحادث فأما الماضي فمفسر واما الغابر فمزبور واما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ، ولا نبي بعد نبينا محمد(ص) وسألت عن امهات أولادهم وعن نكاحهم وعن طلاقهم ،فأما امهات أولادهم فهن عواهر الى يوم القيامة نكاح بغير ولي وطلاق في غير عدة ، وأما من دخل في دعوتنا فقد هدم ايمانه ضلاله ويقينه شكه ، وسألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكاة فانتم أحق به لأنا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم وأين كان ، وسألت عن الضعفاء فالضعيف من لم يرفع اليه حجة ، ولم يعرف الاختلاف ، فاذا عرف الاختلاف فليس بضعيف ، وسألت عن الشهادة لهم ، فأقم الشهادة لله عز وجل ولو على نفسك والوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم فان خفت على أخيك ضيما فلا وادع الى شرائط الله عز ذكره من رجوت اجابته ولا تحصن بحصن رياء ، ووال آل محمد ولا تقل لما بلغك عنا ونسب الينا هذا باطلا وان كنت تعرف منا خلافه فانك لا تدري لما قلناه وعلى أي وجه وضعناه ، آمن بما اخبرك ، ولا تفش بما استكتمناك من خبرك ، ان من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته ولا تحقد عليه وان أساء وأجب دعوته اذا دعاك ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وان كان أقرب اليه منك وعده في مرضه ، وليس من أخلاق المؤمن الغش ولا الأذى ، ولا الخيانة ولا الكبر ولا الخنا ولا الفحش ولا الأمر به ، فاذا رأيت المشوه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، واذا انكسفت الشمس فارفع بصرك الى السماء وانظر ما فعل الله بالمجرمين ، فقد فسرت لك جملا مجملا ، وصلى الله على محمد وآله الاخيار..)
(القرشي عن روضة الكافي ص124ـ126) (هنالك تفسير لهذه الرسالة في مرآة العقول)


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-2015, 06:12 AM   #2

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

افتراضي رد: مقتل الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)(القسم الرابع)

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله لنا ولكم الأجر بهذه الذكرى الأليمة
جزاك الله خير أخي على هذا المجهود المبارك

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2015, 11:11 AM   #3

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

افتراضي رد: مقتل الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)(القسم الرابع)

طيب الله انفاسك وعظم الله اجرك اخي العزيز

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقتل الإمام ، الكاظم(ع)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:51 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025