أهم ما يجب توافره في الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر .. تغريدة سماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ 12 / 3 / 2023

بسمه تعالى
إن هناك جملة من الشروط التي يجب توافرها لدى الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، أو ما قد يطلق عليه بالمصطلح الحديث : ( الداعية ) أو ( الواعظ ) أو غيرها من المصطلحات المتعارفة سابقاً أو حالياً . نعم ، يجب أن يتصف بمواصفات تؤهله لأن يكون واعظاً أو آمراً وناهياً ، كالعلم بالمعروف والعلم بالمنكر ، وإلا فإنه قد ينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر من حيث يعلم أو لا يعلم .
ولست هنا يا عزيزي القارئ بصدد تعداد تلك الشروط ، فإنه يمكنك مراجعة الرسائل العملية لعلمائنا الأعلام أدام الله ظل الأحياء منهم وتقدست أرواح الماضين منهم .. أو مراجعة الكتب المختصة بذلك وما أكثرها ولله الحمد .
إلا إنني أريد أن ألفت أنظاركم إلى أمر مهم بهذا الخصوص ، فحسب فهمي إن أهم ما يجب توافره في ذلك الشخص ، هو : الإنصاف ، أو العدالة ، وهي لا تتحقق إلا بكونه مطبقاً لما يأمر به ومنتهياً عن ما ينهى عنه ، فقد قال تعالى :قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ
وإلا ، فإنه خلاف ذلك ، ستختل عدالته ، ويضمحل إنصافه ، ولا يكون بينه وبين أتباعه مودة وتقارب أياً كان . وليس ذلك مختص بالأمر بالواجبات والنهي عن المحرمات ، بل حتى الأمر بالمستحبات والنهي عن المكروهات ، بل يعم حتى الأفعال الاجتماعية العامة والخاصة ، كتصرفاته مع عائلته ، وأفعاله الحياتية الخاصة والعامة ، وفي عباداته وأفعاله وتروكه وجها-ده .
فبئس من يأمر بالجها-د وهو تحت وطأة المستعمر ومن يمثلهم ويهادنهم على سبيل المثال ، أو كالآمر بالزهد والأخلاق وهو لا يتصف بها ، أو كالناهي عن الع...نف وأذ-ى الناس وهو ذو سطوة وأذ-ى كثير ، وغيرها من الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى .. وهو حينئذ أقرب للشيطان منه للرحمن إن جاز التعبير . بل قد يعتبر ذلك نفاقاً ، أو جرياً خلف السلطة أو الشهرة أو المال أو كسب الأصوات أو ما شاكلها .
فكما ورد : كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ، وذلك لأنه لا يطبق آياته ولا يحترمها أو حتى أنه لا يفهمها . وبالتالي ستكون دعوته وصوته وأوامره ونواهيه أنكر الأصوات .
من حيث إنه يحاول هداية الناس ولا يبدأ بنفسه ، لا لعذر ولا لحجة بينه وبين ربه ، بل مجرد تهاون وتخاذل ليس إلا .
فمن يتصف منهم بتلك الصفات المذمومة فلا مجال لطاعته ، بل سيسبب نفوراً عند عامة الناس ويترك في نفوسهم أثراً سلبياً ، خلاف ما لو كان مطبقاً لما يأمر وينهى فإنه سيترك في نفوس الآخرين الأثر العظيم .
بل ستكون نفس أفعاله الصالحة أمراً بالمعروف وتكون تروكه نهياً عن المنكر ، ومن ذلك ما ورد : كونوا لنا دعاة صامتين ، أي بأفعالكم لا بأقوالكم فحسب . وإلا فالصمت لا يمكن أن يكون أمراً أو نهياً ، إلا ما هو أندر من الشمع الأحمر وفي حالات نادرة جداً ، كاليأس من الاستجابة أو الطاعة لقول الحق على سبيل المثال .
أعاذنا الله وإياكم من شرور النفس وطاعة الشيطان ، فإنه للإنسان عدو مبين .
مقتدى الصدر

احسنتم النشر