العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2023, 06:13 PM   #1

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,755

بقلمي نظرة عامّة في العبادات مناقشات عامّة حولها - السيد الشهيد محمد الصدر قدس - تعليقات على كتاب الفتاوى الواضحة

نظرة عامّة في العبادات
مناقشات عامّة حولها
السيد الشهيد محمد الصدر قدس
تعليقات على كتاب الفتاوى الواضحة
ينبغي أن نلتفت أوّلاً ـ والذكرى تنفع المؤمنين ـ إلى أنَّ الايمان عدّة درجات، وربَّما يكون درجات كثيرة جدّاً، بل لا متناهية. وكلّما صعد الفرد منها درجة، استحقّ أن ينال الدرجة التي بعدها؛ يكفينا دليلاً على ذلك الرواية القائلة ـ بالمضمون ـ: ((إنَّ الإسلام على عشر درجات، أعلاها أوّل درجات الإيمان، والإيمان عشر درجات أعلاها أوّل درجات التقوى، والتقوى عشر درجات أعلاها أوَّل درجات اليقين، والناس قد التزموا بأدنى درجات الإسلام))(1).
وهذه الدرجات تختلف في كثير من مميّزاتها: فهي تختلف في مضمونها، وفي عقليّة ونفسيّة الفرد الذي يمّر خلالها، أو تختلف في أسبابها ونتائجها وغير ذلك. وينال كلّ فردٍ منها حسب طلبه وسعيه، أعني: هدفه وعمله.
وهذا البحث الجليل حول العبادات يفيد ـ في الأغلب ـ في الدرجة الأولى للإسلام؛ حيث يريد الفرد أو يُراد له أن يخرج من الظلمات إلى النور، من الكفر إلى الإسلام، من الشرك إلى التوحيد.
وبتعبيرٍ أخصّ وأكثر واقعيّة: إنَّ السيّد قدس سره(2) يحاول أن يُخرج الفرد من مادّية أوروبّا وزخارفها وأطماعها وشبهاتها إلى الإسلام، وهذا هدف عظيم.
وهذا البحث كفيل به بشكلٍ جيّد، يكاد أن يكون خالياً من المناقشة.
ومثل هذا الفرد قد يرجّح أن لا يُذكر له خلال محاولة هدايته: مفهوم الشيطان ولا يوم القيامة، ولا النفس الأمّارة بالسوء، ولا العهد المأخوذ بالإيمان من الناس، ولا فطرة التوحيد ... كما انَّ المقال خالٍ من هذه المفاهيم تماماً أو يكاد.
كما هو خالٍ أيضاً منن ذكر الجنّة والنار، ومعنى الصراط المستقيم، والعروة الوثقى، ومعنى العدالة والفسق.
ويخلو أيضاً من ذكر أهل البيت وولايتهم وحبّهم. ولله في خلقه شؤون.
وهذا الفهم لا يُشكّ أنَّه يفيد عدداً ضخماً من الناس ممّن يحمل هموم المستقبل الشخصي والعمل والدائرة والمعمل والعائلة، ولا يعطي لجانبه الديني أيّ مجال.
وأمّا إذا أراد الفرد أن يرتفع في درجات الإسلام، ويرقى إلى درجات الإيمان، ويستهدف الوصول إلى درجات التقوى واليقين، فهذا المقال قليل في حقّه؛ لأنَّ الفرد عندئذٍ يكون مسؤولاً عن استذكار طائفة أخرى من المفاهيم المهمّة والرئيسيّة التي صرّح بها القرآن الكريم والسنّة الشريفة، والتي هي من صميم الإسلام والإيمان، وهي المربّي الرئيسي لمن آمن بأوّل درجات الإسلام فما فوقه.
وسأحاول هنا أن اعرض القدر الممكن من المفاهيم التي تنفع في هذا المجال؛ عسى الله تبارك وتعالى أن يجعلها ذخراً لي وللآخرين في يومٍ تشخص فيه الأبصار.
ونحن نذكر ذلك على شكل نقاط موجزة؛ إذ لا مجال للتطويل في هذه التعليقة المختصرة:
النقطة الأُولى: إنَّ الهدف من خلق البشريّة، ومن ثُمَّ من خلق أي فردٍ منها، هو العبادة لله تبارك وتعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(3).
ومن خطل الفكر والهدف أن يسير الفرد لشيءٍ آخر غير ما خُلق لأجله؛ فإنَّه عندئذٍ ليس فقط يكون سائراً في طريق الخطأ بل خاسراً ونادماً ومتحسّراً على خسارة الدنيا والآخرة. ولكلَّ من هذه النتائج السوء آيات في القرآن الكريم يمكن الرجوع إليها مفصّلاً.
النقطة الثانية: إنَّ الله تبارك وتعالى أخذ العهد بالإقرار بالربوبيّة من ذريّة آدم عليه السلام، كما تصرّح به الآية الكريمة.
فيكون كلّ عاصٍ ومتمرّد، خائناً لذلك العهد بطبيعة الحال.
النقطة الثالثة: إنَّ الله تبارك وتعالى أخذ العهد بالطاعة من الناس إذ قالوا: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)(4). فكلّ مَن لم يُطع ولم يستمرّ على الطاعة، فهو خائن للعهد.
النقطة الرابعة: إنَّ الله تبارك وتعالى عرض على العقل الذي أبدعه في الإنسان آياته على مختلف المستويات (فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ)(5).
والجدير لزوماً بكلِّ فرد أن يتأمّل في هذه الآيات ويتفكّر في خلق السماوات والأرض. وقد أمر القرآن بذلك على التعيين، وكلّ مَن أعرض عنالآيات الكونية فهو خاسر ومعاقب (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ)(6) و (أَصْحَابُ النَّارِ)(7).
النقطة الخامسة: إنَّ الهدف من بيان الآيات وعرضها ليس خافياً بل مصرّحٌ به في القرآن الكريم مراراً وتكراراً: (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)(8)، (لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(9) (لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(10) (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)(11) (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(12). إلى غير ذلك، وكلّها في مصلحة تعميق إيمان الفرد وصعوده إلى الدرجات العلى.
النقطة السادسة: إنَّ الله تبارك وتعالى خلق ثواباً وعقاباً وحساباً لكي يكون هو الوازع للعمل والرادع عن الخطل. ولكن ما هو هذا الثواب والعقاب؟
إنَّه على مستويين:
المستوى الأول: أنَّ الثواب هو الجنّة، والعقاب هو النار، والحساب هو يوم القيامة.
وهذا ما يعرفه الجمهور ويقتضيه ظاهر القران الكريم وهو حقّ. ولكنّه مرحليّ ونسبيّ لو أخذنا المستوى الثاني بنظر الاعتبار.
المستوى الثاني: أنَّ الثواب هو رضوان الله سبحانه والعقاب سخطه وبعده أو إبعاده، والحساب هو الحياء منه والخجل أمام رقابته المباشرة.
النقطة السابعة: إنَّ الله تبارك وتعالى أنعم على الإنسان بمختلف النعم إلى حد خروج فهمها ـ بمجموعها ـ عن طريق التفكير، وخرج عدّها عن إمكان الخلق (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)(13). وكلّ هذه النعم هي في مصلحة الفرد ولا تنفع ذات الله تبارك وتعالى بقليل ولا بكثير؛ فإنَّه غنيّ عن العالمين. ولعلّ أعظم النعم هو الخلق والهداية (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)(14).
النقطة الثامنة: إنَّ الله تبارك وتعالى يتوقّع بإزاء النعم المستفيضة عدّة أمور ـ يجمعها مفهوم العبادة ـ :
منها: الشكر، ومنها الطاعة، ومنها: الإخلاص، ومنها: الكفّ من العصيان وغلواء النفس. وهلمّ جرّا؛ ليكون العبد بعد ذلك كلّه (عبدًا شكورًا)(15).
النقطة التاسعة: إنَّ الله تبارك وتعالى عرض الأمانة على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنَّه كان ظلوماً جهولاً(16).
وهذه الأمانة التي حملها الإنسان ولم يؤدّ حقّها يمكن أن تفسّر بعدّةتفسيرات:
الأوّل: الاعتراف بنعمة الله وعظمته.
الثاني: الاعتراف بضرورة العبادة التي هي هدف الخليقة.
الثالث: حبّ أهل البيت وولائهم بصفتهم المثل الأعلى للبشر أجمعين على ما سنقول.
وقد أصبح الفرد فعلاً - أعني: الإنسانيّة جميعها - مقصرة تماماً أمام هذه الأمور كلّها، ومن هنا قال سبحانه: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
النقطة العاشرة: إنّ الله تعالى عظيم في نعمته وعظيم في قدرته وعظيم في علمه وعظيم في عفوه وعظيم في جلاله ومجده، الى حدٍّ يفوق التصوّر.
وهذا يعني غاية الضآلة بالنسبة الى الإنسان بكل تفاصيله: فلا معرفته بالله تبارك وتعالى تامّة ولا إدراكه لنعمه كامل، ولا شكره لهذه النعم مستوفى، ولا عبادته – مهما كانت - تعادل استحقاق الله سبحانه، ولا قدرته – مهما كانت – تعادل قدرته تعالى، ولا علمه يعادل علمه، الى غير ذلك.
إذن فما شأن هذا المخلوق البسيط أمام ذلك الخالق العظيم؟!!
النقطة الحادية عشرة: إنّ الله تبارك وتعالى تكرّم على الإنسان بسعة رحمته من عدّة جهات:
أ) سبقت رحمته غضبه.
ب) جعل الحسنة بعشر أمثالها.
ج) جعل جزاء السيئة بمثلها.
د) جعل مع الشكر الزيادة.
ه) جعل مع الذكر ذكراً.
و) جعل مع الدعاء الإجابة.
ز) جعل مع التفكّر الهداية.
ح) جعل مع التوبة القبول.
ي) جعل التوبة ممكنة طول العمر.
الى غير ذلك من الرحمات المفاضة. ولكلٍّ من هذه الخصائص آيات قرآنية تخصّها يمكن الرجوع اليها.
النقطة الثانية عشرة: إنّ الله تبارك وتعالى شهد لنفسه بالوحدانية وأشهد على ذلك ملائكته وأولي العلم من خلقه، كما نطقت به الآية(17). وهو أجلّ العقائد وأعلاها وأنقاها عند الله تبارك وتعالى.
وقد ركّز التوحيد في الخلقة ارتكازاً ذاتياً، ومن هنا أصبحت هي الفطرة التي فطر الناس عليها(18).
ويكفي في ذلك أن يكون هذا الخلق صادراً عن هذا العظيم الواحد الأحد جلّ جلاله. فتكون وحدانيّة الخالق مفروضة أساساً في وجود المخلوقين.
النقطة الثالثة عشرة: إنّ الله تبارك وتعالى هو الكمال المطلق من جميعالجهات، أعني: الكامل المطلق في جميع أسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله جلّ جلاله.
ومن هنا كان التكامل البشري وغير البشري كأنّه بشكلٍ وآخر اتّجاه نحو كماله تبارك وتعالى. ومن هنا كان هو الغاية القصوى والهدف الأعلى.
وقد ركّز في الإنسان الإتّجاه الى الكمال في كل شيء: في العلم والقدرة والحياة والإرادة وغيرها، وكلّها لا توجد إلّا عنده سبحانه. ومن هنا أصبح اليه المنتهى واليه الرجعى، كما تصرّح به الآيات(19).
النقطة الرابعة عشرة: نفهم من ذلك معنى: (قربة الى الله) و (في سبيل الله) ونحوها ممّا هو روح العبادات، يعني: يكون العمل في طريق التكامل باتّجاه الكمال المطلق وعلى طريق الوصول اليه، وإن لم يصل اليه فعلاً.
وليس معنى: (في سبيل الله) ما ذكره السيّد في هذا المقال، حيث قال: وسبيل الله هو التعبير التجريدي عن السبيل لخدمة الإنسان؛ لأنّ كلّ عمل من أجل الله، فإنّما هو عمل من أجل عباد الله، لأنّ الله هو الغني عن عباده (ص473).
فإنّ السبيل إنّما هو بمعنى الطريق نحو نهاية الشوط، وليس معناه أنّنا نعمل عملاً في مصلحة الله سبحانه ولأجل نفعه حتى نقول - في مناقشته -: أنّه غنيٌ عن العالمين، وأنّ ذلك راجع الى نفع الناس ومصلحتهم، بل اذا قصد الفرد ذلك في عباداته كانت عباداته باطلة لا محالة. ولا أعتقد أنّ السيد نفسه يقول بصحّتها عندئذٍ.
وإنّما هو عمل نقوم به في طريق الكمال ولنيل رضاء الله سبحانه، فهو من مصلحة العامل نفسه ولا يعود على الله تعالى بأيّ نفع، لأنه غنيٌ عن العالمين، ولكنه سبحانه أراده من العبد؛ لأنّه رحيم به وشفيق عليه، وقد عرّفه طريق الحقّ، فأيّ ضلال في رأسه ونفسه حين يُعرض العبد عن هذا الطريق (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)(20).
النقطة الخامسة عشرة: الطاعة لله سبحانه على قسمين: طاعة ظاهريّة تتكوّن من هذه العبادات، كالصلاة والصوم والحجّ، وطاعة قلبيّة تتكوّن من المشاعر الحقّة التي يريدها الله تبارك وتعالى من القلوب المؤمنة، والتي ذكرنا قسماً منها في التعليق على كتاب (الاعتكاف).
يقابل ذلك عصيان ظاهريّ عمليّ وعصيان قلبيّ.
أعاذنا الله من كلّ خطل وخلل. غير أنّ العصيان القلبي مغفور لمَن كان في طريق الهداية والكمال، ويعتبر من الوسوسة في الخلق التي لا أثر لها، إلّا اذا كانت مشاعر السوء مركوزة في قلب الفرد ومطابقة لقناعته، فيصبح فاسقاً منافقاً.
النقطة السادسة عشرة: إنّ الموانع عن طاعة الله ثلاثة أمور، لو لم تكن موجودة لما عصى الله عاصٍ، ولما زلّ عن طريق الحقّ زال. وهي:
أولاً: النفس الأمّارة بالسوء، وهي الأهمّ والأقوى على الإنسان بصفتها لصيقة به وقريبة اليه.
ثانياً: الدنيا الغرور بصفتها ذات أمورٍ تقرّب من الشهوات وتحثّ علىالخطيئات.
ثالثاً: الشيطان الرجيم، بصفته يزيّن للإنسان حبّ الشهوات ويقوّي ميله الى اللذات، ويبعده عن الحقّ والطاعات، ويثبّط عزمه عن فعل الخير، وهو مسلّط على كثير من الكيان النفسي للإنسان، لأجل امتحان هذا الفرد الضعيف المسكين، وفي بعض الروايات أنّه يجري في الإنسان مجرى الد*م(21).
النقطة السابعة عشرة: إنّ الله تبارك وتعالى جعل ضدّ الشيطان قوى كثيرة حتى جعل كيد الشيطان ضعيفاً (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُم مِّن سُلْطاَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوٓاْ أَنفُسَكُم)(22).
فمن هذه القوى: الجانب العقلي والروحي في الإنسان.
ومنها: التوكّل على الله.
ومنها: الإيمان - الثقة - بالله.
ومنها: الاستعاذة بالله.
ومنها: الإعراض عن خداعه.
ولكلّ منها آيات في القرآن الكريم (23).
والشيطان عد*وّ مبين يجب اتخاذ عدا*وته شعاراً ودثاراً، وعدم طاعته وعبادته، وعدم ولايته والكون في حزبه وجماعته، وعدم التمكين له في الاستقرار في القلب والنفس، والتوكّل على الله في ذلك كلّه.
النقطة الثامنة عشرة: إنَّ لله سبحانه خلقاً عظماء قد شرّفهم وعظّمهم وعلّمهم وجعلهم أُمناء وحيه وخزّان علمه وتراجمة وحيه والطريق إلى هداية خلقه. فهم الرحمة العظمى والعروة الوثقى والكرامة العليا. وجعل الفوز في طاعتهم وولايتهم، والخسران في عصيانهم وبغضهم.
وهذا هو عين الرحمة لهذا الخلق الضعيف الغافل؛ حيث جعل له بشراً مثله يهدونه إلى الطريق ويعرّفونه على الهدى والسبيل، وجعل عندهم كـلّ مـا يحتاجه الناس من العلم والقدرة والهداية والقيادة وغير ذلك.
وهذا كله بحكمته ولطفه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)(24)؛ لأنَّ هؤلاء العظماء أعظم خلقاً وأعظم طاعة وأنقى قلباً وأكثر كمالاً من أيّ خلقٍ آخر.
وكان لابدَّ من وجود شيء من هذا القبيل لأجل رحمة الخلق - كما قلنا - فاختارهم الله سبحانه ليكونوا كذلك.
النقطة التاسعة عشرة: إنَّ الله تبارك وتعالى علم في سابق علمه أن الإنسان - وهو في طريق الكمال - قد يمارس الذنوب ويبتلى بالعيوب، وهذا مما ينبغي التخلّص منه والخروج من ربقته. فجعل له طرقاً كثيرة لهذا التخلّص أكثر من أن تحصى. وكلّها من رحمته ولطفه، فذكر طرفاً منها:
أ) شفاعة المعصومين عليهم السلام.
ب) التوبة .
جـ) الاعتراف .
د) الصلاة نفسها .
هـ) كلّ عبادة مقبولة .
و) أماكن معيّنة للاستغفار.
ز) أزمان معينة للاستغفار .
هـ) أساليب معينة للاستغفار.
ط) أنَّ الله تعالى حمّل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذنوب أمّته وغفرها له.
ي) قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)(25)، والنبي صلى الله عليه واله وسلم لن يرضى بالشفاعة للقليل من المذنبين، بل سيرزقه الشفاعة الكبرى. إلى غير ذلك.
النقطة العشرون: إنَّ هذه الرحمة العظمى، ينبغي أن لا تقطع خو*ف المؤمن من ذنبه ولا ر*هبته منربّه؛ فإنَّ كلّ ذنب ـ مهما قلّ - إذا نسب إلى الجهة التي تمَّ عصيانها - وهو الله سبحانه - أصبح لهذا الذنب أهميّة ضخمة جدّاً، بل لعلّها لا نهائيّة. ويستحقّ عليه العبد أعظم العقاب، (كما ورد):} لا تنظر إلى مقدار ذنبك بل أنظر إلى مَن عصيت}(26)، ((اللهم إن عاقبتني بكلّ عقابك ما كنت بذلك ظالماً))(27).
على أنَّ الطاعات مهما كثرت فإنَّما هي بالقدرة التي أعطاها الله تعالى للإنسان: عقلياً ونفسياً وجسميّاً وهداية، وغير ذلك. فأي فضلٍ للفرد إن أطاع الله سبحانه وهو البادئ بالرحمة والنعمة.
ومن هنا ورد أنّه ينبغي أن يتعادل الخو*ف والرجاء في قلب المؤمن(28)، وورد: ((خف الله خو*فاً لو جئته بطاعات الثقلين لعاقبك، وارجُ الله رجاءً لو جئته بمعاصي الثقلين لأثابك))(29).
أقول: وكلا هذين الأمرين صادقان تماماً. وإنَّما ينجو الناجون (بالرحمة معها عمل) كما ورد أيضاً(30).
النقطة الحادية والعشرون: نظرة لفهم الحياة الدنيا:
لهذه الحياة جانبان رئيسيّان :
الجانب الأوّل: جانب الغرور والشهوات واللذّات والطموحات، وكلّ ما هو مقرّب للشرّ ومبعّد عن الله سبحانه وعن الكمال وعن نقاء القلب.
والحياة بهذا المستوى هي (بيت) كثير من الناس (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)(31) (زُيَّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (32) (ذَلِكَ مَبْلَغْهُمْ مِنْ الْعِلْمِ) (33) (وَلَهُمْ أَعْيُنُ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(34).
أي: أنهم لا يبصرون بأعينهم الجانب الآخر من الحياة الدنيا الذي سنذكره .
الجانب الثاني: أنَّ هذه الدنيا بيت الهداية والصلاح والطاعة ومحلّ أنبياء الله ومهبط ملائكته وكتبهومحلّ الطاعة والكمال، فإنَّه لا يتيسّر ذلك للفرد بعد الخروج من الدنيا؛ ولذا يتمنّى كثير جداً من الموتى العود إلى الدنيا على أمل اتخاذ السلوك الصالح، كما نطقت به أكثر من آية، لمدى الشعور بالخيبة والخسران والندم حين يرىالفرد نفسه وقد انقطعت فرصة الطاعة والكمال له، مع أنّه يرى بوضوح أنَّ الكمال المطلوب لـه لم يحصل عليه، فيـصبـح مـن الذين (خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ)(35).
النقطة الثانية والعشرون : في فهم البلاء :
البلاء مهما كان نوعه شخصياً أم عاماً، نعمة على المؤمن ونقمة على الكافر والمنافق. فإن قصدنا من البلاء مصاعب الدنيا ومصائبها عرفنا أنها تأتي من أجل ثلاثة أمور رئيسية:
الأمر الأوّل: عقوبة على ذنوب الناس وموبقاتهم (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَر وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)(36). ونحن نقول عقوبة، ولكنها ليست عقوبة تامة، وإنّما العقوبة التامة في الآخرة.
الأمر الثاني: تعميق إيمان المؤمنين ودفعهم - من حيث يريدون أو لا يريدون ويعلمون أو لا يعلمون - نحو جادة الحق والصواب (لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ)(37)؛ فإنَّه ليس هناك من سبب أقوى من البلاء في لجوء الفرد إلى الله وتوكّله عليه واتّجاهه إليه.
الأمر الثالث: إقامة الحجّة على الكفّار والفسّاق والقاسية قلوبهم عن ذكر الله؛ فإنَّ سبب البلاء رجوعهم وتوبتهم، فهو المطلوب.
وإن بقوا سادرين في غيّهم كان ذلك زيادة في إثمهم وبغيهم (إِنَّمَا نُمْلِيلَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثما)(38).
والموقف الحق من البلاء معروف دينيّاً:
وهو التسليم لأمر الله والرضا بقضائه والحبّ لما يدبّر في خلقه.
ومن شعر - بشكل أكيدٍ - بالاعتراض أو التمـ،،ـرّد أو شعر بالأنانية، وهو أنّ في وسعه هو إزالة البلاء فهو مشرك ومنافق، ومن ثُمَّ فهو من الفاشلين في البلاء .
النقطة الثالثة والعشرون: إنّ البلاء كما يكون في المصاعب يكون في الرخاء، والإنسان لا يخلو من بلاء طول عمره مهما كان عمله وحاله.
بل البلاء في الرخاء أشدّ؛ لأنَّ المصاعب تذكّر بالله سبحانه، وأمّا الرخاء فهو سبب البطر والغفلةوالأنانية ومتابعة الشهوات. فمن هنا كان الحفاظ على المستوى المطلوب في الرخاء يعدل الحفاظ عليه في البلاء.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام – بالمضمون-: ((لا تقولوا اللهم إني أعوذ بك من الفـ،،ـتن، فإنك لا تخلو من فتـ،،ـنة، ولكن قولوا: اللهم إني أعوذ بك من سوء الفـ،،ـتن))، أو قال: «من مضلات الفـ،،ـتن))(39).
النقطة الرابعة والعشرون: إنّ هناك قطبان لا يجتمعان، أو قل ضرّتان، أو قل عد*وّان لا يلتئمان.
والتعبير عن ذلك يختلف:
أ‌) الله والشيطان. فمن كان وليّاً الله سبحانه كان عد*وّاً للشيطان، ومن كان وليّاً للشيطان كان عد*وّاً لله، كما نطق به القرآن الكريم(40).
ب‌) الدنيا والآخرة. فمَن جعل همّه الرئيسي إحداهما أعرض عن الاهتمام بالثانية بطبيعة الحال.
جـ) الروح والنفس. فمن أراد تربية روحه أو الملكات الصالحة فيه، فعليه أن يكفكف من غلواء شهوات نفسه الأمّارة بالسوء، وإن سار في طريق الشهوات حُرم من الكمال. وبمقدار ما ينزل من إحداهما يصعد من الأخرى في كفة الميزان.
النقطة الخامسة والعشرون: كفكفة الشهوات لا تعني بالضرورة الترهّب والانعزال وقلة الطعام واللباس، وإن كان هذا منها فعلاً، ولكنه أيضاً يصدق في المجتمع، ولذا أمر النبي صلى الله عليه واله وسلم أصحابه بالجـ،،ـهاد الأكبر في معمعة المجتمع لا في البراري والقفار(41).
والمجرّب للمجتمع لا يخفى عليه أشكال المصاعب الفردية والاجتماعية التي يواجهها الفرد، فكلما خص الفرد ربه جل جلاله بالذكر والطاعة والاحترام من خلال هذه المصاعب كان فائزاً.
ولعمري إنَّ المنعزل مرتاح والاجتماعي في صعوبة، ومَن يكون في صعوبة يكون أفضل عند الله وأسرع كمالاً من المرتاح المدلل .
النقطة السادسة والعشرون: إنّ كل أسباب الكمال إنَّما تنتج ذلك بصفتها ذات جهة مضادة للشهوات ولرغبات الإنسان، إذا سار معها الفرد في الطريق الصحيح.
فالبلاء مضاد لرغبة الإنسان، والصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله مضاد للراحة الدنيوية، وبذل المال في سبيل الواجب أو المستحب مناف للرغبة والحرص على المال، بل الجـ،،ـهاد نفسه أو القـ،،ـتل في سبيل الله إنَّما يكون له الأثر بصفته مخالفاً للرغبة في الحياة.
وهكذا كلّما تنازل الإنسان عن رغباته وشهواته للأهداف التي يرضاها الله سبحانه وتعالى له كان فائزاً، لا فرق في ذلك بين العبادات العامة والخاصة، فما ذكره السيد (ص ٤۸۳): (أنَّ هذه الغيبية لا أثر لها تقريباً في العبادات التي لها مصلحة اجتماعية كبيرة) أصبح واضح المناقشة، بل لابدّ أن يعيش الإنسان هذه الغيبية في حياته بذكر الله سبحانه مهما فعل .
النقطة السابعة والعشرون: من الصحيح أنَّ الإنسان روح وجسد، وأنّ الشريعة قد نظّمت كلا الجانبين كما قال السيد قدس سره، ولكن تنظيمها له لا يعني الاهتمام بالجانب المادي الذي سرعان ما يستدبره الإنسان ويلقيه في التراب، وإنّما تنظيم هذين الجانبين يكون بأحد شكلين:
الشكل الأول: أن لا يكون في العناية بالجانب المادي أي شكل من أشكال الكفكفة من الجانب العقلي والروحي.
الشكل الثاني: أن يكون في العناية بالجانب المادي عناية بالجانب الروحي تماماً. ونريد بالعناية بالجانب المادي استغلاله في سبيل ترقية الجانب العقلي والروحي لدى الإنسان الذي هو خاتمته وحياته الأبدية.
وليت شعري كثيراً ما بذل العلماء والمفكرون أوقاتهم وأجسادهم وقواهم في سبيل أهدافهم، فهلا بذل الفرد شيئاً من ذلك في سبيل رضاء ربّه وكمال نفسه.
النقطة الثامنة والعشرون: قال السيد قدس سره (ص ٤٨٨): أنَّ الشريعة تؤمن بأنّ التفكير الخاشع المتعبّد مهما كان عميقاً لا يملأ لنفس الإنسان ولا يعبئ كل فراغه، ولا يشدّه إلى الحقيقة المطلقة بكل وجوده؛ لأنَّ الإنسان ليس فكراً بحتاً.
وهذا صحيح بالنسبة إلى طبقة من الناس الذين لابد في ملء نفوسهم من العناية بالرغبات والشهوات. ولكن في مفهوم (الجـ،،ـهاد الأكبر) ليس كذلك؛ لأنَّ الإنسان إنَّما يطلب الحق (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ)(42).
نعم إنَّ التفكير الخاشع لا يشدّه مئة بالمئة إلى الله تعالى لأن العبد يحتاج إلى طاعات أخرى في سبيله. لا لأنَّ الفرد يحتاج إلى ملء رغباته الدنيوية والمصلحيةبطبيعة الحال.
النقطة التاسعة والعشرون: قال السيد قدس سره (ص ٤٨٦): ويؤمن هذا الاتجاه بأنَّ الإنسان يعيش تناقضاً داخلياً بين روحه وجسده ولا يتكامل في أحد الجانبين إلا على حساب الآخر، فلكي ينمو ويزكوروحياً يجب أن يحرمجسده من الطيبات ويقلّص وجوده على مسرح الحياة.
وهذا فيه عدة أمور:
أولاً: الإشارة إلى التناقض بين الجسد والروح، وهذا التناقض بمعناه التكويني من خلقة الله سبحانه، وبمعناه الاختياري والعملي مما يضطر إليه الفرد المؤمن على أدنى المستويات، وخاصة مع وجود البلاء، سواء رضي أم أبى. وهو يلازم الإنسان حتى يزول اهتمامه بالمصلحة الذاتية والأنانية تماماً.
ثانياً: أنَّ الفرد لا يتكامل في أحد الجانبين إلا على حساب الآخر. وهذا صحيح مئة بالمئة، وكم رأينا أهل الدنيا وملوك المال كيف انطمر الجانب المعنوي والأخلاقي في نفوسهم، كما قد رأينا كيف أن المجـ،،ـاهدين والمضحين في سبيل الله سبحانه كيف يرقى فيهم الحس المعنوي المقدّس.
وقد سبق أن أعطينا أفكاراً كثيرة تنفع في هذا الصدد.
ثالثاً: أنّ الفرد إذا أراد التكامل لابدّ له من أن يقلّص وجوده على مسرح الحياة. وهذه شبهة مؤسفة لدى الكثيرين. وقد عرفنا أن التربية والتكامل ومن ثُمَّ يكون (الجـ،،ـهاد الأكبر) نفسه في ساحة المجتمع ومعمعة المشاكل أكثر انتاجاً من الانفراد والترهّب، وإن كان ذلك منتجاً فعلاً، ولكن هذا أكثر انتاجاً.
وأعتقد أن الزيادة على هذا المقدار من الكلام بلا موجب، وإن كان هناك كثير من المفاهيم التي يمكن استفادتها من الكتاب الكريم والسنة الشريفة لا يسعها هذا المختصر .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الهوامش
(1) يُنظر قريبٌ من ذلك في باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان من كتاب الكافي 51:2.
(2) المقصود: آية الله العظمى السّيد الشهيد محمّد باقر الصدر قدس سره.(المؤسسة).
(3)سورة الذاريات، الآية: 56.
(4)سورة البقرة، الآية: 285.
(5)سورة فصلت، الآية: 53.
(6) سورة المائدة، الآية: 10.
(7) سورة البقرة، الآية:39.
(8)سورة الأنبياء،الآية:31.
(9)سورة الحشر، الآية:21.
(10)سورة البقرة، الآية:186.
(11)سورة ابراهيم، الآية:37.
(12)سورة فصّلت، الآية:53.
(13)سورة ابراهيم، الآية: 34.
(14) سورة طه، الآية:50.
(15)سورة الإسراء، الآية:3.
(16)إشارة إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ سورة الأحزاب، الآية:72. (المؤسّسة).
(17)إشارة الى قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة آل عمران، الآية: 18 . (المؤسسة).
(18)راجع باب فطرة الخلق على التوحيد من كتاب الكافي 12:2، والحديث الأول منه ما ورد عن هشام بن سالم، عن مولانا الصادق عليه السلام، قال: قلت: فطرة الله التي فطر الناس عليها؟ قال: "التوحيد", وراجع أيضاً التوحيد (للصدوق): 328، الباب 53، باب فطرة الله عزّ وجلّ الخلق على التوحيد. (المؤسسة).
(19)كما في قوله تعالى: (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) من سورة العلق، الآية: 8، وقوله تعالى: (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) من سورة النجم، الآية: 14. (المؤسسة).
(20)سورة التكوير، الآية: 26.
(21)ورد عن مولانا الصادق او الباقر عليهما السلام أنّه قال: "إنّ آدم عليه السلام قال: يا ربِّ سلّطت عليّ الشيطان وأجريته منّي مجرى الد*م فاجعل لي شيئاً، فقال: يا آدم جعلت لك أنّ مَن همَّ من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة، ومَن همَّ منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشراً، قال: يا ربِّ زدني، قال: جعلت لك أنّ مَن عمل منهم سيئة ثم استغفر له غفرت له، قال: يا ربِّ زدني، قال: جعلت لهم التوبة - أو قال: بسطت لهم التوبة - حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا ربِّ حسبي". الكافي 440:2، كتاب الإيمان والكفر، باب فيما أعطى الله عزّ وجلّ آدم عليه السلام وقت التوبة، الحديث 1. (المؤسسة).
(22) سورة إبراهيم، الآية: 22.
(23) كما في قوله تعالى: (فَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكَّلِينَ) سورة آل عمران الآية: ١٥٩، وقوله تعالى: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفَى بالله وَكِيلاً) سورة النساء، الآية: ٨١، وقوله تعالىمَنْ آمَنَ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة البقرة، الآية 62، وقوله تعالى: (قَالَ أَعُوذُ بالله أن أكُونَ مِنْ الْجَاهِلِين) سورة البقرة، الآية: ٦٧، وقوله تعالى: (وَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ الله وَهُوَ خَادِعُهُمْ) سورة النساء، الآية: ١٤٢. (المؤسسة).
(24)سورة الأنبياء، الآية: ٢٣.
(25)سورة الضحى الآية : 5
(26)الرسائل الأحمدية (للبحراني): ۹۱، الرسالة الثالثة: مسألة في الشفاعة، وأنظر نحوه في أمالي الطوسي: ٥٢٨، وبحار الأنوار ٧٤: ٧٧، في عدد النبيين والمرسلين عليهم السلام . (المؤسسة).
(27) راجع نحوه في المجتبى من دعاء المجتبى (للسيد ابن طاووس): ٦٦. (المؤسسة).
(28) راجع باب الخوف والرجاء من كتاب الكافي ٢: ٦٧، ووسائل الشيعة ٢١٦:١٥، باب وجوب الجمع بين الخـ،،ـوف والرجاء والعمل لما يرجو ويخـ،،ـاف. (المؤسسة).
(29) ورد قريب منه في الكافي عن الحارث بن المغيرة، أو أبيه ، عن مولانا الصادق عليه السلام ما نصّه: قال: قلت له: ما كان في وصيّة لقمان؟ قال: ((كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما كان فيها أن قال لابنه : خف الله عزّ وجلّ خيفة لو جئنه ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك))، ثُمَّ قال أبو عبد الله عليه السلام: (( كان أبي يقول: إنَّه ليس من عبدٍ مؤمن إلا [و] في قلبـه نـوران: نـور خـيفـة ونــور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا، ولو وزن هذا لم يزد على هذا)) الكافي ٢ : ٦٧، كتاب الإيمان والكفر، باب الخـ،،ـوف والرجاء، الحديث ١. (المؤسسة).
(30)راجع نحوه في بحار الأنوار ۱۳ : ٤۳۰ ، باب ۱۸، قصص لقمان وحكمه. (المؤسسة).
(31)سورة الروم، الآية: ٧.
(32) سورة آل عمران الآية: ١٤ .
(33) سورة النجم الآية: ٣٠ .
(34) سورة الأعراف الآية: ۱۷۹ .
(35)سورة هود، الآية: ٢١.
(36) سورة الروم، الآية: ٤١ .
(37)سورة الأعراف الآية: ٩٤ .
(38)سورة آل عمران الآية: ۱۷۸ .
(39)ورد مثله في كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: ٤٨٣، حكمة: ٩٣ .
قال عليه السلام: ((لا يقولّن أحدكم اللّهم إني أعوذ بك من الفتـ،،ـنة؛ لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتـ،،ـنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلّات الفـ،،ـتن؛ فإنَّ الله سبحانه يقول: ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) ..... (المؤسسة).
(40)كما في قوله تعالى: (الله وَليُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) سورة البقرة، الآية: ٢٥٧، وقوله تعالى: ( وَمَن يَتَّخِذُ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبينا) سورة النساء، الآية: ۱۱۹، وقوله تعالى: (َإِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) سورة الأعراف الآية: ۳۰. (المؤسسة).
(41)ورد عن أبي عبد الله عليه السلام: أن النبي صلى الله عليه واله وسلم بعث بسرية، فلما رجعوا قال: مرحباً يقوم قضوا الجـ،،ـهاد الأصغر وبقي الجـ،،ـهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجـ،،ـهاد الأكبر؟ قال: جهـ،،ـاد النفس)). الكافي ٥ : ۱۲ ، كتاب الجـ،،ـهاد، باب وجوه الجـ،،ـهاد، الحديث ٣. (المؤسسة).
(42)سورة يونس، الآية: ٣٢

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-05-2023, 09:13 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,390

افتراضي رد: نظرة عامّة في العبادات مناقشات عامّة حولها - السيد الشهيد محمد الصدر قدس - تعليقات على كتاب الفتاوى الواضحة

احسنتم النشر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:39 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025