العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم آل الصدر ألنجباء > منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس)

منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-2023, 05:19 PM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

بقلمي أهمية النهضة الإصلاحية للسيد الشهيد محمد الصدر قُدِّس سره الشريف

لقد قام السيد الشهيد محمد الصدر قدس سره الشريف، بنهضة إصلاحية شاملة داخل الحوزة العلمية، والمجتمع العراقي، واضعاً اليد على الكثير من التأويلات السقيمة والتشويهات والتحريفات التي أُلحقت بمنظومة الإسلام، ومبيناً خطـ،*ـرها وكيف انها دخيلة عليه من بعض الأيادي الخبيثة، وبذلك كشف عن وجه الإسلام المحمدي الأصيل، مبيناً وشارحاً ومطبقاً لجوانب مهمة من قواعده وقوانينه وعلى المستويين النظري المعرفي، والتطبيقي السلوكي، مما مهد وبشكل كبير لتطبيق الأطروحة الكاملة وقانونها العادل، على يد مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام.
وقبل الولوج في بيان هذا المطلب لابد من مقدمة تتكون من نقطتين:

النقطة الأولى:
في هذه النقطة يتم الارتكاز على بعض المعاني المستشفة من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنَّ منكم مَن يُقـ،*ـاتِلُ على تَأْويلِه، كما قاتَـ،*ـلتُ على تَنزيلِه"، قال: فقام أبو بكْرٍ، وعمرُ فقال: "لا، ولكنَّه خاصِفُ النَّعلِ"، وعليٌّ يَخصِفُ نَعلَه.(1)
أي إن الاسلام وباعتبار من الاعتبارات مر بمرحلتين رئيسيتين، وهما:

المرحلة الأولى: مرحلة التنزيل، والتي بالرغم من ان بعض العلماء والمؤرخين حددوا فترتها الزمنية بمدة 23 سنة (مدة نزول وتبليغ القرآن الكريم للناس كافة)، إلا انها على مستوى الواقع العملي أطول من ذلك بكثير فقد امتدت من زمن نبي الله آدم إلى زمن نبي الله الخاتم صلوات الله عليهم أجمعين، فكل الأنبياء السابقين مهّدوا لنبوة الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، وكل الصحف السماوية السابقة، مهدت للقرآن الكريم الذي حواها وزيادة بعد ان نُسِخت الكثير من الأحكام في الشرائع السماوية السابقة كونها تلاءمت مع تلك المراحل الأولية من تكامل البشرية، بالتالي ونتيجةً لرقي البشرية في تكاملها فقد احتاجت إلى القرآن الكريم القادر على اشباع شغفها التكاملي وفي أعلى المديات التي يمكن أن تطمح بالوصول اليه.
وهذه المرحلة وان تأطرت بالتنزيل الا انها شهدت أبعاداً في التطبيق والتأويل وبما يتلاءم مع ظرفها الموضوعي..

المرحلة الثانية: مرحلة التأويل، والتي حدد بعض العلماء بدايتها منذ لحظة استشهاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكونها بالغة الصعوبة والأهمية فقد أنيطت مسؤوليتها بأمير المؤمنين علي عليه السلام، وهي وان رأى البعض معاصرة فترتها الزمنية لأمير المؤمنين عليه السلام الا انها ممتدة من زمانه وإلى ظهور حفيده القائم عليه السلام، والله العالم كم ستبقى بعد قيام القائم عليه السلام، ومن بعض ملامح هذه المرحلة:

1- إن الوحي الخاص بالأنبياء والمرسلين انقطع فيها بعد رحيل خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله وسلم، إلى بارئه العطوف، وقد شهدت هذه المرحلة أبعادا في التطبيق، بالرغم من اتصاف إطارها العام بالتأويل.
2- نتيجةً لإزاحة الأئمة المعصومين عليهم السلام عن قيادة المجتمع بشكل ظاهر فقد تم إلحاق الكثير من الشوائب والأوهام والخرافات والتأويلات السقيمة بالإسلام وعلى المستويين النظري المعرفي، والسلوكي التطبيقي، وخصوصا أثناء فترة غيبة الإمام المهدي عليه السلام، بالرغم من أهميتها في مرحلة التمحيص وتكامل البشرية لما يترتب عليها من نتائج إيجابية بناءة...
مما ولد فجوة كبيرة نتيجةً للانحـ،*ـراف الخطـ،*ـير المتعمد وغير المتعمد والذي شاركت فيه جهات وأطراف عديدة، حتى وصل الحال بالمؤسسة الدينية المعنية بمعالجة أمراض المجتمع والسعي في خدمته وتكامله ونتيجةً للخلل الكبير الذي أصابها، ان قامت بإفراز عدد من الأمراض الخطـ،*ـيرة إلى المجتمع المسلم وباسم الدين مما زاد من أمراضه ومعاناته...

النقطة الثانية: مرحلة التطبيق(ان جاز التعبير)
أي تطبيق قواعد الأطروحة الكاملة وقانونها العادل وبشكل كبير واسع وشامل يفيء بخيره وبركاته على عموم البشرية والعالمين فتمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ان ملئت ظلما وجورا، وهذه المهمة النبيلة أوكلت إلى رئيسنا وسيدنا صاحب العصر والزمان المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
بعد هذه المقدمة يمكن القول بأن هنالك فجوة كبيرة تكونت أمام مرحلة التطبيق، وقد حصلت في مرحلة التأويل، ولذا فإن الأمة كانت تحتاج وبشكل ضروري إلى:

1- التعريف الحقيقي بالإسلام المحمدي الأصيل ورفع مظلوميته والدفاع عن شريعته وإزالة ما يمكن إزالته من تشويهات وتحريفات وأوهام الحقت به، لكي ينكشف وجه دستور الإنسانية الكامل وقانونه العادل فترى الخلائق نوره البراق وناصع بياضه...
2- التعريف الحقيقي بالإمام المهدي عليه السلام والدفاع عنه والمساهمة الجدية برفع مظلوميته، لكي تتعرف الناس على إمامها وزعيمها والمعد لتشكيل الدولة العادلة.
3- النزول للقواعد الشعبية والاندكاك بالمجتمع وإنقاذ ما يمكن انقاذه منهم وعلى المستويين النظري المعرفي، والسلوكي العملي لكي تتشكل اللبنة والأساس الذي ينطلق به الإمام المهدي، فلابد من تأهيل القواعد الشعبية لكي تنجح في شرف استقبال الإمام والالتحاق به واعانته في تطبيق قانون الأطروحة العادلة..

ولتطبيق هذه المهام الثلاثة لابد من وجود قائد مصلح استثنائي يتصف بمؤهلات فريدة وخصائص إنسانية رفيعة تؤهله للقيام بهذه المهمة والنجاح فيها وتحقيق أهدافاً نوعية وبسرعة قياسية من دون ان يتمكن العـ،*ـدو من وأد نهضته الإصلاحية في مهدها؛ وذلك لأن هذه المهمة بالغة الصعوبة فأرض القواعد الشعبية الطيبة والتي غرس فيها المعصومين عددا من أشجار الفضيلة، مغتـ،*ـصبة من قبل عدد من الأدعياء الذين زعموا ملكيتها وأغلب الناس قد صدق دعواهم.
إذن لابد من:

1- تحرير الأرض ورفع أيدي الغاصـ،*ـبين عنها.
2- القيام بتطهير الأرض مما أصابها من دغل وأوساخ ومكافحة الأمراض التي اصابت أشجارها جراء الحشرات والفطريات، وغسل وجهها من السبخ الذي نالها نتيجةً لسوء إدارة وتصرف المؤسسة الدينية والظلم المتعمد من قبل السلطات الحاكمة مما هيأ الظرف المناسب لإصابة أشجار الفضيلة، بالإضافة إلى القيام بإدخال أشجار السوء فيها بشكل خطـ،*ـير والتي أحاطت بأشجار الفضيلة وامتصت غذائها...
أي اننا كنا نحتاج وبشكل ضروري إلى:

*. رجل شجاع بقلب طاهر لا تأخذه في الله لومة لائم، ينتزع الأرض من غاصـ،*ـبيها وبغض النظر عن عناوينهم البراقة الخارجية..
*.فلاح ذكي مخلص وأمين يقوم بتطهير الأرض من أشجار السوء ويكافح الحشرات والفطريات التي أصابت الأشجار الطيبة ويغسل الأرض من السبخ، ويرويها بالماء العذب المعين...
وهذه المهمة الشاقة هي المهمة التي تكفل بها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في مرحلة بالغة الصعوبة والخطـ،*ـورة من تاريخ البشرية وتكاملها، فقد ردم الفجوة التي صنعتها أيادي الجهل والتخلف والاستعـ،*ـمار وأصحاب المصالح الشخصية الضيقة، وقد كانت تلك الفجوة من الخطـ،*ـورة بحيث انها وقفت حائلا بين الإمام المهدي عليه السلام وبين أداء مهمته الإنسانية النبيلة.
لقد كانت نهضة السيد الشهيد الصدر(قدس)، الإصلاحية واسعة الأبعاد متعددة الجوانب شملت عدة مستويات، عقائدية وعلمية واجتماعية... ، يتم التعرض إلى مستوى واحد منها وبإيجاز:
المستوى العقائدي.
وأعني به كل ما يخص أصول الدين وفروعه، فبعد أن سار الناس خطوات في طريق التكامل وتداخلت الحضارات في العصر الحديث وتفاعلت فيما بينها بشكل كبير، أصبحت التأويلات السقيمة والطرح الكلاسيكي المستهلك حول العقائد، ذو تأثير عكسي سلبي، بل محل سخرية في بعض الأحيان والحالات..
وعليه لابد من طرح حداثوي نابع من صميم الإسلام المحمدي الأصيل يزيل التشويهات بعد وضع اليد عليها بالدليل والبرهان، ويصحح ما سببته من انحرافات فكرية وسلوكية، وهذا كله يجب ان يتم بأساليب علمية رصينة تناغي العقل الجمعي للبشرية والتي اصبحت وكأنها قرية واحدة، وهذا ما قام به السيد الشهيد الصدر (قدس)، فمن خطواته الفعالة في هذا المجال:

1- القرآن الكريم.
وضع السيد الشهيد منهجا جديدا في كيفية التعامل مع الصحيفة الإلهية الخاتمة، أظهر وبشكل جلي في هذا المنهج علو مكانة القرآن وعمق معانيه، مزودا المفكرين بمفاتيح أبواب علمية تنفتح على آفاق معرفية واسعة الأبعاد خصوصا فيما يخص مطالب التوحيد والنبوة والإمامة والمعاد ..، آخذا بذهن القارئ ومن خلال نظام الأطروحات إلى حدائق من المعاني والمطالب المتنوعة للآية الواحدة، حيث الانتقال من أريج عطر زهرة جميلة الى أخرى فواحة، وبذلك فُتِحت آفاقا فكرية واسعة الجوانب شملت جميع المعارف والعلوم من الناحية الفكرية، وعلى جوانب رائعة من التطبيق السلوكي العملي المثمر...
وفيما يخص فروع الدين فقد ضمت موسوعته ما وراء الفقه، كنوزا من المعلومات واللطائف حول الصلاة، والصوم، والزكاة، والخمس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهـ،*ـاد ...
مبينا أهمية إحياء هذه الفروع؛ لأنها ستثمر نتائج عظيمة، تجلى ذلك بعد إقامته لفريضة صلاة الجمعة والتي كانت نصراً عظيما للإسلام وفتحاً مبينا، فقد بينت وبشكل بهي حقانية الدين الحنيف وبعده الإنساني الرائع فأصبح الفرد المسلم يفتخر بانتمائه للدين، ويزداد به شجاعةً ومعرفةً وارتباطاً يوماً بعد يوم وجمعة بعد جمعة...

2- الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
فيما يخص الامام المهدي عليه السلام، فقد انتشل السيد الشهيد قدس بسِفره الخالد المعنون بـ "موسوعة الإمام المهدي"، الذهنية الإسلامية من الدوائر المغلقة المشحونة بالتأويلات السقيمة المتعلقة بعلامات وشروط الظهور للإمام المهدي عليه السلام، والتي تناولها البعض وعرضها وكأنها أساطير خرافية سمجة، إلى فضاء بعد معرفي واسع يناغي الفكر البشري والعقول النيرة مبيناً بأن البشرية وبعد ان تقوم بتجربة كل ما يمكن أن يصل إليه علمائها من اطروحات وأفكار ونظريات، لابد يوما ما أن تصل إلى طريق مسدود خالي من أي سعادة حقيقة بالرغم من الجهد الذي بذله مفكريهم، وعليه لابد من الرجوع إلى الخالق العطوف الرحيم الذي أوجدهم وأبدعهم ومنحهم كل ما يضمن لهم سعادة الدارين، هذا من جهة ومن جهة أخرى حول السيد الشهيد حالة الانتظار للإمام المهدي من الحالة الراكدة البليدة المقتصرة في أغلب أبعادها على الجنبة النظرية المشوهة إلى حالة حركية مبدعة خلاقة تتعامل مع الإمام المهدي تعامل حقيقي إيجابي بناء..

3- ملحمة الطف الخالدة.
في ما يخص ملحمة الطف الخالدة فقد سعى السيد الشهيد جا*هداً في إزالة أغلب ما لحق بها من شوائب وعلى المستويين النظري والعملي كاشفاً ومن خلال كتابيه الأضواء والشذرات وعدد من محاضراته وخطبه عن حقيقة منبعها الصافي وكيفية التعامل مع فيض نهضتها المباركة، وإنها درعاً حصينة لحفظ بيضة الإسلام، رابطاً ما بين منبعها حيث الضريح المقدس للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء الشموخ وما بين القواعد الشعبية وبشكل يؤدي إلى تكامل ورقي متجدد تجدد الليالي والأيام.

المصدر:
(1)الحديث الشريف رواه أبو سعيد الخدري، وأخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (8541)، وأحمد بن حنبل في مسنده(11289) واللفظ له، وصحّحه الألباني وشعيب الأرناؤوط.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-2023, 09:33 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,390

افتراضي رد: أهمية النهضة الإصلاحية للسيد الشهيد محمد الصدر قُدِّس سره الشريف

جزاك الله تعالى خيرا

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
نهضة، السيد الصدر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:22 AM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025