ضرورة الثقة بالقائد الانساني

المقدمه الأولى ـ

أولا ـ
لقد ثبت فيما سبق ان الناس غير قادرة على تعيين القائد الانساني المصلح الذي ياخذ بايديها نحو الرقي الانساني لذا كان التنصيب الهي ، وذلك بحد ذاته رحمة بالانسان واختصار الطريق الصائب له ، اما اعتراض المعترضين على التنصيب الالهي ، فلانه مخالف لمصالحهم واهوائهم ((وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ... ))(سورة المؤمنون/ الآية 71 )

اذن: الموفق هو من رضي بتنصيب الله ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ))(سورة الأعراف/ الآية 3 )
فان قيل:
ان هذا لا اشكال فيه ولكنه مختص بالعصمة الواجبة ، وليس بما دونهم؟

الجواب ، لقد ثبت تاريخيا ان جمله من القادة الانسانيين ، والذين هم دون مرتبة العصمة الواجبه ، تم تنصيبهم بالنص ، كالسفراء الاربعه في زمن الغيبه الصغرى، على سبيل المثال ...
ولو تأملنا في هذه الحقيقه وهي:
لو تُرك لنا الامر فهل نتمكن من تنصيب قائد انساني مثل السيد الشهيد محمد الصدر (قدس)، او مثل السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)؟
الجواب:كلا ، فالقدر المتيقن عقلا اننا سنفشل في الاختيار ، وفي هذه الحالة ، ولكي يستمر المسير الانساني نحو الرقي والتكامل
اذن لابد من وجود قائد انساني مصلح ، ولا تخلو الارض من وجود الناس المخلصين والقادة المصلحين فهم ثمرة ماسبق من قادة الانسانية المصلحين .
عليه فهنا متروك لنا حرية اختيار القائد الانساني الحقيقي من بين الظاهرين على الساحة ، ونتيجة اختيارنا سوف تكون متاثرة بجملة من الامور والتي منها:
1.حب الخير والصلاح والاصلاح ، وحب مخلوقات الله والتي منها الانسان
2.التفكير الجدي بكيفية الارتقاء الانساني ، والسعي الجاد من اجل تركيز الخصائص الانسانية النبيلة ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
3.السعي الجاد بتصفير ساحة النفس والقلب من السلبيات وخصوصا مايتعلق بالتكبر والغرور والحسد والغل...، فمن (تاب ، وآمن ، وعمل صالحا ) ، سيصل الى (ثم اهتدى) .

ثانيا ـ
لو تجرد الفرد قليلا عن هوى النفس وركن الى فطرته واصغى الى وحي عقله لوجد الفرق واضح مابين القائد الانساني الحقيقي ، ومابين غيره ، فاين على المرتضى(عليه السلام) ، من غيره؟
واين السيد محمد الصدر(قدس)، من غيره؟ ، واين السيد مقتدى الصدر(اعزه الله)، من غيره؟

النتيجه ـ
ان قائدنا الانساني ورئيسنا الواقعي ، منصب من قبل الله ، وهو الامام محمد المهدي بن الحسن العسكري(عليهما سلام الله )، والذي لولاه لساخت الارض باهلها ولاصطلمنا العذاب ...
كما وان الساحة لاتخلوا قط من الذي يمثل الامام المهدي (عليه السلام) ، ويسير على منهجه فواجب علينا اذن طاعته والسير على خطاه.
فان قيل وما الجديد في ذلك ؟

الجواب:
المشكلة ان تم حلها نظريا ، فقد تواجه عرقلة من ناحية التطبيق العملي ، وعلى سبيل المثال:
الذي يعتقد بالقرآن دستور ، كيف يرضى ان يطبق على ارض الواقع دستور كتبه الخمارين والفاسقين باشراف المحتلين ؟
والذي يعتقد بامامة المهدي كيف يبايع غيره من الفاسدين والظالمين...؟
ثم بذمة من هذه المظالم والمآسي والاموال المسلوبه من الشعب العراقي المظلوم الذي يذبح باسم المنتحلين للدين والمذهب جهارا ونهارا، وهاهو الواقع المعاش في هذا البلد يضج الشعب العراقي من مآسيه ...
فهل لوازم اعتقادنا الصحيح ، هذه النتائج المخزيه ؟
بالتاكيد : كلا.

المقدمه الثانيه ـ
اولاـ
هنالك مساحه من القيادة متروكه لنا قطعا (الدعاة الى طاعتك والقاده الى سبيلك)، فالانسان تقع عليه مسؤولية القياده ، على نفسه واسرته وعمله ...
والذي يبتغي ان يكون انسانا صالحا ومصلحا ، تكون المسؤوليه عليه اشد واوكد ، لانه سيكون قدوة لغيره.

ثانيا ـ
ان كل قائد انساني سوف يتخرج على يديه جمله من القاده وهذا من كمالات القائد الانساني ، ولذا تجده يهيء من له الاستعداد والقابليه للمسؤوليه فيقدم فلانا لهذه المسؤوليه ويؤخر آخر عن تلك المسؤوليه وفق مجموعه من المؤهلات والحسابات المعينه ، وينتج من ذلك عدة فوائد والتي منها :

1 ـ قطع اي خيوط ، للتعلق بذات القياده، لانها يجب ان تبقى وسيله من اجل الرقي الانساني عن طريق خدمة مخلوقات الله ، لاغير

2 ـ التعود على لزوم الطاعه وحسب ماتقتضيه المصلحة فالانسان النبيل يجب ان يكون كطابوقة البناء اينما يريد ان يضعها المعمار (القائد الانساني ) يضعها ، وان يجد البعض شيء من الصعوبة في تحمل ذلك ، ولكنه الافضل في مسيرة الرقي والتكامل الانساني ، فها هو روح الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) ، لاتجد لنفسه اي قيمة لديه ، وها هو الامام المهدي عليه السلام يتعامل مع الناس وسيما البسطاء منهم باروع صور نكرات الذات .

3 ـ قطع الاعتقاد الوهمي الذي يصيب البعض من الافراد بان:
كل مسؤول جماعة ما ، هو افضلهم ، فهذا غير دقيق ، سيما المناصب الدنيوية ، وقد نجم عن هذا الالتباس مالايحمد عقباه فكم من مسؤول هوى ساحبا معه الكثيرين ممن جمدوا على شخصه ففشلوا .

4:ـ عدم الوقوع بما وقع به البعض من التناقض حيث انه يعلن رفضه للظلم الذي اصاب المعصومين من غاصبي الخلافه ، وفي نفس الوقت يسعى جاهدا وبشتى الطرق في سلوك طريق الظالمين ، في الحصول على القيادة في مكان ما او محل ما مع يقينه بوجود من هو احق بها واجدر ، وكانه مسموح له ، ماهو ممنوع على غيره من الذين يلعنهم ويستهجن سلوكهم؟

5.الحذر من سوء الظن بالقائد الانساني فهو ليس غافل ام متغافل عن الامور المهمة ، ولكن له مصالح معينة في القرارات التي يتخذها ، والتي قد لانعي عللها في وقتها


النتيجه الثانيه ـ
يجب الثقة بالقائد الانساني ، وغلق الباب امام الشكوك والاعتراضات بحقه ، فالمسير التكاملي والرقي الانساني يصعب كلما تقدم ولايثبت عليه الا الصابرون المخلصون .

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخي الكريم ورحمة الله وبركاته
واحييك وابارك لك هذا الطرح الكريم
فلقد وضعت اصبعك على الجرح ولم تكتف بذلك بل هيأت العلاج ونصحت فكنت مثال الاخ المحب الناصح
ولا اضيف لتلك الكلمات التي خطها قلمك النبيل سوى دعوة خالصة لرحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ان يرعاك ويثبت خطاك
ولاتنسانا من دعاءك .. لك منا وافر الامتنان

[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم و العن عدوهم
جزاك الله خيرا على ما طرحت فقد اصبت و اجدت .فالكثير من مساوئ النفس لا تظهر عند السكون وهذا خطر كبيرا فاننا و في زماننا هذا الذي نعيشه الفتن تاتي كدبيب النمل على صخرة ملساء في ليلة ضلماء وبلحظة و ضحاها تشرأب للفرد فتشنق مصيره و ترديه الى الهلاك، اما عندما يحتك الفرد في المواقف ويبدي مرونه معها يستطيع ان يعالج ما بداخله ينجح وعلى الفرد الّا يركن الى نفسه و يخلد الى الارض و عليه ان يتجه الى الله والى اوليائه يلتمس الرحمة و يطلب العون فهذا هو النجاح و المنجى .اللهم رحمتك ارجو فلا تكلني الى نفسي طرفة عين ابدا و اصلح لي شأني كله بحق محمد وال محمد .
[/align]

جزاك الله خير
فلابد لسفينة تسير في بحر ظلمات الدنيا اسمها الانسان
من ربان يوصلها الى بر الامان فكيف اذا كان المسير الى الجنان زمرا
ويصبح مجموع هؤلاء البشر كاسطول كبير يسير في ليل دامس
حاشا الله ان يتركه بلا قائد

وورد ، آفة الدين ثلاث ( الحسد والعجب والفخر ) وفعلا أي مرض من هذه الأمراض يلتهم محاسن الفرد المؤمن
أحسنت على الموضوع وجزاك الله تعالى خيرا