![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر تفسير القرآن ألكريم وبحوثه مخصص لمواضيع التفسير والبحوث القرآنية |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم تتمة سورة الفاتحة آية(3):الرحمن الرحيم) الرحمن:فلأن رحمته وسعت كل شئ فهو اسم واسع بسعة الله أي إنه أوسع الأسماء على الأطلاق.وكل اسم فهو أكثر محدودية منه أو مثله ولا يمكن أن يكون أوسع منه,فهو أوسع الأسماء وهو تعبير عن الرحمة لا عن النقمة.ورحمته تقدمت على غضبه. وبعد هذين الأسمين العامين ذكر اسماً محدوداً,وهو الرحيم,لأنه لم يبق إلا الأسماء المحدودة, الأولى/مزية الرحمة لأهميتها وتقدمها على الغضب بل على الخلق كله بالرحمة. الثانية/إنه أهم الاسماء في طريق التكامل,فلا تكامل إلا بالرحمة الخاصة. هذا مضافاً إلئ تشاكل المادة اللفظية والبلاغية بين الرحمن الرحيم. ملاحظة أ:الرحمن صيغة مبالغة تدل على الكثرة(على وزن فعلان)فتدل على الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمن والكافر الرحيم:على وزن فعيل)صفة مشبهة تدل على الثبات والبقاء ,فتدل على النعمة الدائمة والرحمة الثابتة والباقية التي تفاض على هذا المؤمن. وينتج من ذلك أمور ,اهمها: 1:رحمة الله تعالى تتصف بكلا الوصفين 2:يمكن ملاحظة الاسمين مستقلين,ويكمن التركيب بينهما فيكون (الرحمن الرحيم)اسماً واحداً,فنفس الرحمة الواسعة ثابتة فكأنهما صفتان لشئ واحد وهي مادة الرحمة وإن رجحنا (الرحيم)فتكون الرحمة الخاصة واسعة (لكل مستحقيها وطالبيها)ولكل من(سعى لها سعيها وهو مؤمن) ب:رحمته وسعت كل شئ وهي الأساس في الكثير من الأمور التشريعية والتكوينية,وتقدمت غضبه.فكل الاسماء متضمنة الرحمة لا محالة ,أما الرحيم فبالتركيب مع الرحمن يكون معناها واسعاً وموضوعها غير محدد بحد,إضافة إلى أن الرحمة النازلة على الخلق لها أهمية لا يمكن الأعراض عنها ,على العكس الاسماء الاخرى كالستار والشافي فلها أهمية دنيوية زائلة أما الرحيم فله قدسية زائدة على قدسية الاسماء الاخرى فالرحمة الخاصة أعلى وأوسع وأنور وأكبر من أن نتصورها ولا يعلمها إلا علام الغيوب.ونلاحظ كيف يركز القرآن على علاقة الرحمة والرأفة ونحن نستحضر يومياًُ لنربي أنفسنا تربية صحيحة في علاقتنا بالله وفي علاقتنا بأبناء جنسنا. آية (4):ملك يوم الدين) هذه الآية تلفت الانضار الى أصل هام آخر من اصول الدين هو يوم القيامة. وتعبير (مالك) يوحي بسيطرة الله التامة وهيمنته المستحكمة على كل شئ وعلى كل فرد في ذلك اليوم وملكيته تعالى حقيقية وليست اعتبارية نظير ملكيتها للأشياء في هذا العالم نملكها اليوم ولا نملكها يوم آخر ومالكيتهه تعالى نتيجة خالقتيه وربوبيته فالذي خلق الموجدات ورعاها ورباها وأفاض عليها الوجود لحظة بلحظة هو المالك الحقيقي للموجودات. س/لماذا (مالك يوم الدين)بينما الله سبحانه هو مالك الكون كله؟ ج/الله تعالى مالك لعالم الدنيا والآخرة ,لكن مالكيته ليوم القيامة أظهر وأبرز لأن الأرتباطات المادية والملكيات الاعتبارية تتلاشى كلها في ذلك اليوم سبب التسمية بيوم الدين لأن يوم القيامة يوم الجزاء ,و(الدين)في اللغة(الجزاء), والجزاء أبرز مظاهر القيامة (أما تفسير الدين بالحساب لأن الحساب دوماً مقدمة الجزاء. ملاحظة:بعض المفسرين يعتقد أن سبب تسمية (يوم الدين) يعود الى أن كل إنسان يوم القيامة يجازى إزاء دينه ومعتقده (والمعنى الأول أقرب) آية (5)إياك نعبد وإياك نستعين) في هذه الآية يبدأ دعاء العبد لربه والتضرع إليه ,فبعد توحيد الذات والصفات هنا توحيد العبادة والأفعال . فتوحيد العبادة:يعني الأعتراف بأن الله سبحانه هو وحده اللائق بالعبادة والطاعة والخضوع وبالتشريع دون سواه كما تجنب أي نوع من العبودية والتسليم لغير ذاته المقدسة. وتوحيد الأفعال :هو الأيمان بأن الله هو المؤثر الحقيقي في العالم(لا مؤثر في الوجود إلا الله),وتلك الاسباب إنما كان بأمر الله سبحانه فهو الذي يمنح النار خاصية الإحراق والماء خاصية الإحياء فهو (مسبب الأسباب) ملاحظة1: تقديم المفعول على الفاعل يفيد الحصر في اللغة ,وتقدم (إياك)يفيد الحصر أي هو توحيد العبادة وتوحيد الأفعال . (2)الجمع (نعبد_نستعين)تشير الى أن العبادة _خاصته الصلاة_تقوم على أساس الجماعة فلاسلام يرفض الفردية والإنعزال . (3)الافضل تكرار الآية صباحاً مساءاً. آية(6)أهدنا الصراط المستقيم) بعد أن يقر الانسان بالتسليم لرب العالمين ويرتفع الى مستوى العبودية لله والإستعانة به تعالى ,يتقدم هذا العبد بأول طلب بارئه وهو الهداية الى الصراط المستقيم ,طريق الخير والطهر ,طريق الايمان والعمل الصالح ,ليهبه لله تعالى نعمة الهداية كما وهبة جميع النعم الاخرى. س/:لماذا نطلب الهداية هل نحن ضالون كي نحتاج الى هذه الهداية؟ ج:1:الانسان معرض في كل لحظة الى خطر التعثر والانحراف عن مسير الهداية لهذا يستمد من الله تعالى في تثبيت قدمه على الصراط المستقيم ,فالنعم تصلنا لحظة بلحظة(مثل المصباح الكهربائي الذي يحتاج مصدر باستمرار) :2:الهداية هي السير على طريق التكامل ,وطريق التكامل غير محدود وهذا سبب تضرع حتى الانبياء والائمة (ع) لله تعالى ليهديهم (الصراط المستقيم)فالكمال المطلق لله تعالى . ملاحظة:الصراط المستقيم طريق واحد ,لأنه لا يوجد بين نقطتين أكثر من خط مستقيم واحد ,فالصرط المستقيم في المفهوم القرآني هو الدين الالهي في الجوانب العقائدية والعملية (إن الدين عند الله الاسلام)وللاسلام معنى واسع يشمل كل دين توحيدي في عصره أ؟ي قبل أن ينسخ من جديد(كما سيأتي إن شاء الله), فالتفاسير كلها تعود إالى معنى واحد ,فقالوا: أنه الاسلام _القرآن_الانبياء والائمة....)(أمير المؤمنين(ع)) آية:7::صراط الذين أنعمت عليهم ولا الضالين) هنا تفسير للصراط المستقيم ,هو صراط المشمولين بالنعم (مثل نعمة:الهداية,التوفيق,القيادة الصالحة_العلم والعمل والجهاد...)لا المشمولين بالغضب الالهي بسبب سوء فعالهم,ولا الضائعين التائهين عن جادة الحق والهدى. س/من هم:الذين أنعمت عليهم) ج:في سورة النساء آية (69)(ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً),فعلينا أن ننهض في كل مرحلة زمنية بمسؤليتنا لنكون مع هذه المجاميع الأربعة. س/(المغضوب عليهم)و(الضالين) ج::1:الضالين هم التائهون عن الجادة,والمغضوب عليهم هم المنحرفون المعاندون أو المنافقون(ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم ....)الفتح6 (2)(الضالين) :هم المنحرفون من النصارى ,و(المغضوب عليهم)هم المنحرفون من اليهود .(وهذا من تطبيق الكلي على الفرد) والحمد لله رب العالمين(تمت سورة الفاتحة بعونه تعالى)
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |