![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر شهيد ألله السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) المواضيع الخاصة بسماحة السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله نفسه الزكية |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
محاضرة القاها السيد الشهيد الصدر خاصة بطلبته أعوذ بالله من الشيطان الرجيم توكلت على الله رب العالمين وصل الله على خير خلقه محمد واله أجمعين بسم الله الرحمن الرحيم توجد بعض الكلمات التي ينبغي ان تقال قبل الشروع بالدرس في الحقيقة ، هل يمكن ان تكون المرجعية بدون أهداف ؟ أو لها أهداف معينة ومحددة، هل يمكن ان تكون المرجعية لأجل خضم حق الله كخضمة الإبل نبتة الربيع أو لهدف دنوي الشهرة والمال والعلاقات والمؤلفات - ما وراء الفقه أو منهج الصالحين أو أي شي آخر؟ (محل الشاهد هو ليس هذا) ، انأ تعرفون لا أقول بكل ذلك . لأنه أمامنا تركة ورثناها ولا بد لنا ان ننظر الى الماضي بعين والى المستقبل بعين ، أما الماضي فإصلاحه بمقدار ما أمكن بالإمكانيات المتاحة ، أما المستقبل بالإعداد له، الإعداد لكي يكون صالحا ومصلَحا (محل الشاهد ليس هو هذا وان كان هي كبرى كلية صحيحة) ان من أهداف ما أنا مستهدفه إيجاد مراجع للمستقبل ، لأن هذه الخرجة من المراجع (الله يطيل أعمارهم) مهما يكن ليسوا خالدين ، يأتي زمان قد ( الله لايكولهة) ان النجف تبقى خالية من المجتهدين إطلاقا ، حتى من يدعي الاجتهاد يكون كاذبا (ولماذا لا) ، إذاً من الضروري مئة بالمئة في عنقي وفي عنقكم وفي أعناقنا جميعا، أي بمعنى من المعاني كولاية أمير المؤمنين حفظ حوزة أمير المؤمنين (سلام الله عليه) وذلك بحفظ سلسلة علوم أهل البيت سلام الله عليهم جيلا بعد جيل أي على مستوى الاجتهاد ، ما ينحفظ على مستوى السطوح و ان قل تقل ....، على مستوى الاجتهاد وعلى مستوى الأعلمية وعلى مستوى المرجعية وعلى مستوى البحث الخارج ونحو ذلك من الأمور، (شــ)يصير حينئذ يصير إذا بقينا متسيبين نبحث عن مدرسين ولا نجد ماذا سوف يحصل ؟ يبقى إننا كلنا أيضا شيبا وشبانا سوف نموت بدون مرجعية ، بدون ان نحصل مرجعا واحد من المجموعة .. ، في المدارس الابتدائية يقبل مليون واحد ثم يقبل منهم من متخرجي الابتدائية ربع ملون ثم يقبل منهم بالكليات كذا الى ان يحصل من (هل) المليون عشرة ، خمسة دكتوراه ،كذلك بالحوزة يقبل كثيرين والظروف تهزر (نكدر نقول ) قسم ، تضطره الى الخروج أو تضطره للتسامح ، أما تضطر الظروف التسامح للجميع فهو جريمة أنا أجرمها وأنت تجرمها والمجتمع يجرمها وعوام الناس يجرمها ، إذا كان على هذا يعني (شنو) انه إذا أردنا ان نكفى شر الجريمة بعون الله ينبغي ان نستهدف عن جد حقيقي (شنو) إيجاد المجتهدين . أنا في حدود فهمي انه يحول دون ذلك الآن في واقعنا المعاصر ودائما ينبغي ان تكون النظرة واقعية وليست مثالية يحول دون ذلك أمران رئيسيان ، واحد منها أنا قائله في أكثر من درس واحد حتى في الفقه أمام الحوزة عامة قلته ولا اكتمه ولا أخاف منه والثاني أيضا لا أخاف منه وكلامهما يخّوف أقول لكم الأول: التكبر (خـ)لنمثل بالألفية والشرائع ، سلام عليكم شيخنا تدرسوني ألفية ؟ فان قال لك نعم فاعلم انه لا يفهم وان تدريس الألفية (كشخة ) فيقبله ولا يدبرها أصلاً ، وان قال لك لا فعلم انه يرضى أيضا لـ(الكشخة) وان تدريس الألفية ذلة له ، وعلى كلا التقديرين نحن مسيئون وشيطانيون وعبدة النفس الأمّارة بالسوء لا أكثر ولا اقل (زين هذا؟) ولا استثني حتى سيد محمد الصدر الشي الآخر: أيضا محتمل ، ان هناك طبقة من الحوزة لا تريد ان تجعل من هذا الشباب النير الواعي مجتهدا ، لا تريد هناك مشكلة ، لا تريد هناك مشكلة ، خير لهم ان يقصروا الاجتهاد عليهم ولا يتسرب الى غيرهم لكي يحكموا الحوزة بما يريدون ، اتقوا شر من أحسنت اليه حبيبي ، فحينما يرفض يجيء ببالي جملة من الدول ، حينما لا ترغب بالعسكريين يخرجوهم حتى لايصيرون قادة جيش في يوم ما ، لايصيرون قادة فرق، ما يأخذوه ، يبقى (جوّة) ، (منتهين منها) كذلك ما أسهل انه الفرد منكم أو منا لا يحضر السطوح العالي ، ما يدرسوه كفاية منتهين منه ، فيتعذر مئة بالمئة عليه الاجتهاد ، كيف يصير مجتهدا وهو لا يعرف السطوح العالي ، وكيف يفتي وكيف يصير مرجعا وهو غير مجتهد (ما يصير) ، إذاً هم خلصانين من عنده جميعا مصفرينه . اكو شي واحد مانع وهو : إننا إذا مشينا خاصة بالنسبة للإشكال الأول وهو انه أنا والشيخ عباس وفلان وفلتان نتكبر عن تدرس ما لا يناسب لنا إذاً نبقى على واقعنا ، كون نمدد رجلينا بالشمس ، لا مستقبل لنا ، من قبيل هذا الإشكال الذي كان يقال عادةً ان يذكر مدرسة الصدر ثلاثين سنة وهو لا يقدم الى الإسلام والحوزة شيئا هذا منتهين منه ستين سنة وجوده كعدمه كحجر في بناء غرفة ..لا ، أنا اُريد من نفسي واُريد من أعزائي ان يدفنوا هذا في نفسهم الأمارة بالسوء اكو كم واحد ممن لهم علاقة بي وممن لا علاقة لهم بي ، محل الشاهد هو هذا: صفة احمدها انه يدرس رسائل ويدرس ألفية كلما تريد يقول لك أهلا وسهلا (تفضل) لا يتكبر عن درس ، فإذا كانت هذه الصفة محمودة لماذا أنا لا اتصف بها ولماذا لا اقضي حوائج الناس بها ؟ لا بأس ، فليكن محمد الصدر من المبادرين ولا أقول أول المبادرين ، أول المبادرين من البحث الخارج الى بحث سطوح ،هذا لا يغرك ينشتم، بالجهم (خــ)ليولي، ولكني أديت مسؤوليتي أمام الله وأمام رسول الله وأمام أمير المؤمنين ، واريد ان أحفظ الحوزة في إيجاد المجتهدين ، وان قلتَ فيه خلة وذلة وحتى لعله يصل الى شيء قد لا تحمد عقباه والعياذ بالله ، أقول : بأنه أنا لم آتي الى المرجعية للسير على الطريقة السابقة أو الطريقة المتعارفة أو التقليدية ، وإنما أنا كررت كثرا بأنه أنا جئت الى المرجعية للتغيير بما أمكن ، لأنه أجد (غلطان على أية حال أو صواب) أجد انه في كثير من الأمور قديما أخطاء ينبغي تغييرها ، حتى مظالم ينبغي رفعها ، فإذا أنا مشيت على نفس المسلك إذاً أنا وقعت في نفس الأخطاء والمظالم ، فمن هذه الناحية ينبغي ان أغيّر لعل رحمة الله تناليني ورحمة الله تنال الحوزة بالطريقة الجديدة التي أنا مقتنع بها في حدود إمكاني ، وان كان يقول الشاعر تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولكنه بمقدار ما هو ممكن نؤدي ، فإذا كان المطلب كذلك فحينئذ أنا (جاي) فداء للحوزة ،(جاي) خادم للحوزة، (جاي) مصلح (وان كان أنا اقل من ذلك) للحوزة ، فإذا توقف الصلاح على أي شيء (وان كان مو لطيفة) حقير أو وضيع وخلاف المتعارف وفيه صلاح حقيقي فأهلا به وسهلا شوفوا .... وان كان هذا أيضا يحتاج الى جرأة ، أنا حينما جئت الى الحوزة وانتم تعرفون انه لا أمد يدي الى التقبيل ، ذاك اليوم يقول لي واحد انه كان هذا غريبا في حينه لكنه أصبح متعارف ، أنا أملي في الله ان يأتي زمان يستنكر مد اليد للتقبيل ... في مستطاع الله ان يقلبهم الى هذه ، فحينئذ قد نرى نتائج سوء أعمالهم ، هذا من ناحية صغرانا من هذا القبيل (فيها صغريات عديدة ) لأنه (احنة) بسم الله الرحمن الرحيم ، لأول مرة مدرس خارج يدرس سطوح ، في يوم ما أنا أتمنى على الله انه: ... هذا لا يمنع الناس بتدريس السطوح فسيقتصر على البحث الخارج ، هذا أناني، يأتي يوم يقال ذلك ، الآن رد الفعل سوف يكون شديدا ، أول ما أنا سحبت يدي من التقبيل ... لكنه بالتدريج بعون الله وان كان أنا لا أبرء نفسي ان النفس لأمارة بالسوء ، ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ، فمن قبلني بقبول الحق فهو أولى منكم والله أولى منكم وليس ومن رد علي اصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين هذه الخطوة الاولى الخطوة الثانية : ما يرتبط بالدرس.. اثنان احدها : انه أنا (مو) مدرس كفاية اعتيادي ، مدرّس الكفاية الاعتيادي يتبسط مع طلابه ويسمع أسئلة كثيرة ويناقش أثناء الدرس وبعد الدرس لأنه هو هذا شغله ومتوفر وفاهم (وهذا هو) ، (بس) أنا (جاي) مقتبس من وقتي بتضحية (وانتم أيضا /جزاكم الله/ مضحين ) ولكن المهم على انه مقتبس من وقتي بالمقدار الممكن من اجل نفعكم ونفع الحوزة العلمية ، فلست مدرس كفاية مثالي كما يقال ، النقطة الثانية : بحسب فهمي انتم لستم طلاب كفاية عاديين ..لا ..،ثقافتكم المتشرعية وكذلك ثقافتكم الحوزوية وكذلك اطلاعكم على المجتمع وعلى المصادر القديمة وكذا جيد الى درجة معتد بها وهذا يساعكم كثيرا على هذه الجهة ، حتى لو كان أنا قصرت انتم لا ينبغي ان تقصروا ، وأيضا لاينبغي ولاينبغي حفظا للهدف الذي قلناه وهو هدف (أنا في حدود فهمي) يوده رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء سلام الله عليهم أجمعين فمن هذه الناحية اتعبوا على أنفسكم تعبا حقيقيا حتى بمجرد ان تدرس الدرس الواحد تقدر هنا ان تدرّسه كما عبر بعض الإخوان ، ان الهدف المباشر من هذا الدرس هو إعداد مدرسين للكفاية (وان كان مو لطيف وأنا لا اؤمن بالعصبية) مدرسين الكفاية في الحوزة العربية لا أكثر ولا اقل الآن (ماكو) ولا واحد تقريبا ، اكو من يدعي ذلك ، والله العالم بصدقه من كذبه ، ان شاء الله انتم تكونون والله العالم ، بصدقكم لا بكذبكم وأملي في الله ولا أقول فيكم ، ان شاء الله يوفقكم الى كل خير . ___________________________________________ نقاشنا في فحوى المحاضرة
التعديل الأخير تم بواسطة خادم البضعة ; 16-02-2013 الساعة 02:38 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
وذكره فائدة وقراءة ماقال وكتب من واجبات الاتباع المخلصين يرفع الموضوع ليأخذ حقه في المناقشة والمطالعة واتمنى على اعضاء جامع الائمة المشاركة ان شاء الله تعالى جزاكم الله خيرا ولي عودة ان شاء الله تعالى
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |
|
![]()
اقتباس:
على اسماعنا من لسان الولي ولازلنا ننتهجها في كل خطواتنا وقد يغلب عليك الظن فتتوهم اننا نسمعها لاول مرة وهنا احاول ان ارسم لك نهج ال الصدر في بناء القيادة واستمرارها من نفس هذه الكلمات واجد البحث الرائع الذي اجاد به الاستاذ الزيدي تبيان وفحوى للقاء الذي نقلته تستدعيك لتامل فيه حيث يقول ( الصلاحية التي يتحرك من خلالها السيد مقتدى الصدر: عندما نطّلع على الشرائع السماوية أو على التاريخ وتجاربه الطويلة نرى أن هناك الكثير من الأمور قد حدثت ولم يكن في بادئ الأمر توقع لحدوثها، بل في كثير من الأحيان تبدو للنظرة الأولى غريبة، حتى تحتاج إلى فترة زمنية لكي يتم هضمها وقبولها. 84.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً ولو نظرنا إلى تحرك السيد مقتدى الصدر نرى انه استمد صلاحيته الحركية من خلال اتجاهين: الاتجاه الأول: الكثير منّا يعرف بأن الشيطان وأتباعه يتكاملون بالتسافل ويلتذون بتسافلهم هذا، كما أن أهل الحق والإيمان يتكاملون بإيمانهم ويلتذون به، ولو التفتنا قليلاً إلى ما يجري حولنا في دول العالم وما فيها من فساد وإفساد ودمار وحروب وفقر ومجاعة إلى غيرها من المسميات التي تصرخ وتشتكي منها الإنسانية، لرأينا أن المسبب الرئيسي والمحرك لها هو الثالوث المشؤوم - إسرائيل وإمريكا وبريطانيا - ولذلك نستطيع أن نقول بأن البعد التسافلي قد تكامل الآن عندهم، هذا التسافل يدعوهم إلى البحث عن أي محرك ومسبب يتم إزعاجهم من خلاله أو قد يؤدي إلى نهايتهم، وهي تعرف وتعي ذلك إلى ابعد مدى ممكن. ذلك لأن معرفة الجهة التي تعاديها وتعمل من أجل زوال الظلم وأهله هو جزء مهم من تكاملها المتسافل التي تسعى إليه، وإلا إذا تهاونت في ذلك فلها الويل والثبور من قياداتها الشيطانية. هذا وبعد أن حددت إسرائيل وتابعتها الرئيسية إمريكا بأن المكان الذي سوف ينطلق منـه جيش الحق بقيادة الإمام المهدي عليه السلامللقضاء عـلى 85..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر إسرائيل وجميع الظلم في العالم هو العراق، ولا يمكن لأي بلد آخر أن يدعّي هذا الدور، إلا أن يكون جهة إسناد أو ما شاكلها. ولذلك جندت جهة الشر كل قواها من أجل الدخول إلى العراق ومواجهة عدوها المرتقب بنفسها، بعد أن أصبحت تجربة نجاحها في العهود السابقة بتأخير وعرقلة ظهور الإمام عليه السلام الآن فاشلة وغير قادرة على الصمود بالمواجهة. لذلك دخل الشيطان الأكبر إلى الساحة العراقية وهو يحمل الملفات الكاملة التي يتم التعامل من خلالها مع كل نفس وكل حركة إصلاحية، التعامل الذي هيأ له الأكاديميات الخاصة لدراسة الأسلوب المناسب مع كل حركة ليتم القضاء عليها، أو العمل لتحريف اتجاهها وتعاليمها. وإمريكا عندما دخلت العراق مع أعوانها كان ملفها الرئيسي يتحرك ضمن الأبعاد التالية: البعد الأول: المرجعية الدينية داخل العراق وخطها الفكري وأسلوبها العملي في المواجهة. البعد الثاني: المرجعية الدينية خارج العراق ودورها في المرحلة الراهنة . 86.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً البعد الثالث: التعامل مع أتباع ومقلدي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدسوحرارة الثأر الداخلي عندهم وما خطه لهم السيد الشهيد من دستور ومنهج فكري وعملي واضح . البعد الرابع: التعامل مع الأشياء غير المتوقعة ( التعامل مع المجهول ) . البعد الأول : المرجعية الدينية داخل العراق وخطها الفكري وأسلوبها العملي في المواجهة. رأت أن المرجعية الدينية في النجف الاشرف ومنذ ما يقارب القرن من الزمان، لها مسار ثابت على طول خطها الوجودي لم تتغير فيه إستراتيجيتها الفكرية والعملية بل على العكس من ذلك إنها في الكثير من الأحيان تشجع على الاستمرار على منهجها المختار، وفي بعض الأحيان تضطر إلى معاداة أي حركة فكرية جديدة الهدف منها تغيير منهج الحوزة الدينية، ونجحت إلى حدٍ ما في ارساء هذا المبدأ. وإذا أردنا أن نستعرض حركات العلماء الذين حاولوا من خلال وجودهم العلمي أن يبعثوا أنفاساً جديدة وإحداث تغيير حركي وفكري في المنهجية العامة للحوزة الشريفة ، نجد أن من أهـم أولئـك العلماء 87.....................................تحرك السيد مقتدى الصدر السيدين الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر قدس سرهما، حيث أن هناك حركة تغييرية ابتدأها السيد الشهيد محمد باقر الصدر وسار لإكمالها من بعده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ولم يكن هناك أي إنفكاك بينهما، وقد نجح كل منهما في أداء دوره ضمن مرحلته الزمنية والتي تناسب المستوى الفكري والاجتماعي داخل البلد، والملفت للنظر أن الشيطان الأكبر وأذنابه قد تضايقوا وانزعجوا جداً من هذين السيدين الشهيدين لذلك تم القضاء عليهما بصورة يبكي لها الضمير الإنساني، لا بل الأرض بكتهما والسماء. حتى إنها بعد أن قضت على السيد الشهيد الصدر الأول قامت بعمليات دهم وقتل لرجال الدين الذين انتموا إلى منهجه النير، بحيث لم ينجوا منها إلا الذين استطاعوا الذهاب سراً إلى الجمهورية الإسلامية في إيران والقليل جداً من استطاع التخفي في العراق. ولذلك ترى صدام اللعين وأسياده اطمأنوا بعد أن تأكدوا بأنه لم يعد هناك في الحوزة رجل دين يحمل أفكار ومنهجية السيد الشهيد محمد باقر الصدرقدس ليستمر في صياغتها وبلورتها من جديد، بالرغم من أن عيونهم لم تفارق الحوزة بالمراقبة والتتبع والتدخل خوفاً من أي طارئ. لكن الحقيقة لم يكن هناك أي رمز يعطي إشارة تحذر الطاغوت بأنه خطر عليه، على الرغم من وجود السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ، وذلك لأنـه استطاع بذكائه وخبرته أن يضيع ويشتت العيون 88.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً من حوله([35]) بحيث أصبح بالرغم من اعتقاله في بعض الأحيان لا يشكل أي خطر على صدام ودولته، ذلك لأن السيد الشهيد وكما صرح هو نفسه([36]) بأنه استخدم التقية المكثفة في ذلك الحين لإبعاد الأنظار عنه. وحينها عندما نظرت إسرائيل وإمريكا إلى الساحة الحوزوية في العراق، ورأت بأنه لم يعد هناك أي رمز ديني يشكل خطراً عليها (( حينها أوصلها ذكاؤها وحسب تدرجه العالي بأن تأمر صدام اللعين أن يطلب من محمد محمد صادق الصدر قبول استلام الحوزة الشريفة في النجف )) قل عندها الضغط على الحوزة بعض الشيء مما شمل هذا الأمر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر واستطاع أن يتحرك حركة وإن كانت نسبية لكنها كانت حركة معتد بها واستطاع من خلال التوفيق والتخطيط الإلهي من إستلام الحوزة الشريفة في النجف الأشرف وأصبح هو مشرفها الأول، كل هذا يجري تحت أنظار صدام اللعين وأسياده، ولكنهم صمتوا وظنوا بأن هذا الأمر سيفيدهم بالأشياء التالية : أولاً : كان الثالوث المشؤوم يظن بأن الـسيد محمد محمد صادق الصدر قدس 89.................................... تحرك السيد مقتدى الصدر إنسان لم يرتق بعد إلى المستوى العلمي المطلوب لرئاسة الحوزة في النجف الأشرف، ولذلك سوف يكون محط تهكم وسخرية من الآخرين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ [35] - بالرغم من المضايقات الكثيرة التي ظهرت من قبل أزلام صدام اللعين وذلك من خلال تحديد حركته ومراقبته وسجنه في بعض الأحيان، إضافة إلى بث الدعايات التي تجعل الناس يبتعدون عنه. [36] - صرح بذلك في لقاء الحنانة الذي أجراه معه الشيخ محمد النعماني. وذلك لأن مقياسهم في تقييم الأعلمية كان ينصب على أسماء معروفة في الحوزة قد ألِف سماعها الجميع ولها الكثير من الأسباب الظاهرية التي تهيئها لأن تكون أنظار الأعلمية متوجهة إليها. ثانياً : استخدام اسم الصدر ليكون عنوان هم أرادوه أن يسري في المجتمع العراقي خاصة والمجتمع الإسلامي بشكل عام بأنه اقرب للعمالة والانصياع للدولة وأنه يعمل بما تمليه عليه من إرادات ومطالب، وبالتالي يكون فقيها للسلطة الحاكمة في العراق. ثالثاً : أرادوا بإسم محمد محمد صادق الصدر قدس كونه عراقي الجنسية ضرب علماء إيران في النجف وخارجها وبالتالي ضرب الجمهورية الإسلامية في إيران. رابعاً : إيجاد تفرقة وإحداث شرخ في داخل الحوزة نفسها من حيث رجالاتها وقياداتها وذلك بفتح باب التجريح والتسقيط بينهم، وذلك بسبب حب الأنا الموجودة لدى الكثير منهم. 90.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً ومتى ما حصلت هذه الأشياء فإنهم سوف يظفرون بإحدى النتيجتين التاليتين: النتيجة الأولى : إذا كان هناك مصلح فسوف يخرج حتماً لان لابد للشيعة من رجل دين يقودها ويعدل مسارها في كل حين، ببركة وجود الإمام المهدي عليه السلام ، حتى يتمكنوا من القضاء عليه- لأن آليات عمليات الإجهاز والقضاء على المصلح بيدها لأنها امتلكت الساحة والظرف يبدو لصالحها - وذلك هو دأبها وديدنها، بل قل إن حياتها ووجودها قائم بذلك الأسلوب من القتل والإفساد . النتيجة الثانية : إذا لم يكن هناك مصلحاً ويتم خروجه الآن، فكفاها ما أحدثته من إفساد في المؤسسة الحوزوية في النجف الأشرف وبعثرة الأوراق فيها، بحيث لا يقوم لها من بعد الآن قائم. ولكنه ظهر فيما بعد أن الثالوث المشؤوم وما أحدثه من مخططات هم يحسبونها في منتهى الدقة والذكاء، قد أوقعتهم في فخ هم الذين نصبوه، كما في قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً}[37]. وتبين أن المصلح هو الذي استهزء بهم وليس هم، بحيث جعلهم يعتقدون بأنه غير صالح للقيادة العلمية ولا الشعبية . ولذلك فإن 91...................................... تحرك السيد مقتدى الصدر السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدسعمل عملاً جباراً لا يستطيع غيره من رجال الدين أن يمارسوه لأنه عمل لا يؤديه إلا النوادر من الرجال، الذين قلما يجود بمثلهم الدهر، ولذلك فهوقدس قد قلب الأمر عليهم، وحاربهم من جهةٍ قلما يلتفت إليها، بل قد يكون العمل من خلالها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ [37] - الفرقان، آية 23 . مستحيلاً في دولة كالعراق يقودها عميل مميز للثالوث المشؤوم، والذي جعل الأمور في هذا البلد تتمركز كلها عنده فلا رئيس يصلح للعراق إلا هو، ولا قائد إلا هو، بل كل الأشياء يجب أن ترجع إليه. ولكن السيد الشهيد قدس أراد أن يعطي درساً لكل الأجيال في العالم بأن الإنسان إذا توجه لله بكل كيانه أعطاه الله تعالى ما يريد وسهل أموره بأيدي الظلمة أنفسهم. فعمل السيد الشهيد قدس جاهداً من أجل إيجاد أمرين رئيسيين هما : الأمر الأول: توحد الحوزة العلمية في النجف الأشرف تحت قيادة دينية واحدة ولكن بشرطين : الأول : الأعلمية المطلقة . الثاني : وجـود الخـط العرفاني والأخلاقي العالي الذي يستطيع من خلاله أن 92.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً يرى الأمر الصالح من الفاسد([38]). الأمر الثاني: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ [38] - لأن هناك الكثير من الأمور لا تدخل ظاهراً في حيز الأحكام القائمة على أساس الأدلة المحرزة ولا القائمة على أساس الأصول العملية، بل تحتاج إلى نظر ثاقب ودراية معمقة لمقومات النهوض بالمجتمع إلى ما يرضي الله تعالى. وهذا بدوره يحتاج إلى صفاء روح وصفاء نية وإخلاص يتفانى من خلاله المرجع، لأنه لابد له أن يعيش آلام المجتمع صغيرها وكبيرها وأن يجد الحلول المناسبة لها. إيجاد قاعدة شعبية واسعة تتميز بالطاعة المطلقة للحوزة الناطقة الشريفة. ونجح السيد الشهيد قدس بهذين الأمرين، واستطاع أن يسحب البساط من تحت قدمي صدام اللعين وحاشيته، فأغلب المؤمنين قد أصبحوا تحت راية مرجعية السيد الشهيد قدسيأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، وجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سلاحه الفعال لمعالجة الفساد ونشر الخير. فأصبح المجتمع العراقي يمسي على شيء ويصبح على شيء آخر، بل العائلة والفرد أصبح كلٌ يشعر بمسؤوليته أمام الله تعالى، وعندها انهارت السلطة وانهار الحاكم، فلا صوت يسمع ويقرع آذان المؤمنين إلا صوت السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس، ولذلك تحرك الشيطان، ولم يرض بغير قتل السيد الشهيد بدلاً، فسعى سعيه وكاد كيده وفعل فعلته التي ما زالت نيرانها في القلب تسعر، ومآسيها في الروح بكل حين تحضر ... 93..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر وبعد استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس ، أصبحت الساحة العراقية خالية تماماً من أي مصلح ولا توجد أي قرينة ولو بالمقدار الضئيل لتدل عليه. علماً أن هناك فارق مميز ما بعد استشهاد محمد باقر الصدرقدس واستشهاد محمد محمد صادق الصدر قدس ، هذا الفارق تمثل بوجود علماء قد أعدهم السيد الشهيد الأول بحيث وصلوا إلى مرحلة الاجتهاد بوجوده، وقد تمكنوا من الهرب من صدام اللعين والتوجه إلى جمهورية إيران الإسلامية، وأما بعد شهادة السيد محمد محمد صادق الصدرقدس، فإنه لم يكن هذا النوع من العلماء موجود لعدم وجود الوقت اللازم لإعداد هكذا علماء بعنوان الاجتهاد، ولذلك بقيت الساحة من بعده خالية من مجتهدين يمثلون خط الصدر ومبانيه الأصولية والفقهية. هذا الفارق قد التفت إليه الثالوث المشؤوم وأذنابه وجعلهم يطمأنون من عدم حركة وتأثير العلماء الذين يمثلون مدرسة الشهيد الأول الفكرية لأنهم بعيدون عن العراق وشيعته، علماً أنهم قد أخذوا التدابير المحرزة لمنع أي صوت وأي تحرك لهم داخل العراق وخارجه. ولكن لبعدهم عن المد الإلهي المعنوي وآثاره لم يلتفتوا إلى وارث فكر الشهيد الصدر الأول المتمثل بالسيد الشهيد محمد محمد صادق الصـدرقدس وغاب عن أنظارهم وتوقعاتهم ، فبقيت عيونهم تنظر إلى 94.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً العلماء الذين هم خارج العراق،لأن حساباتهم تقول لهم ذلك، تلك الحسابات المادية الضيقة والمحدودة المدى. أما التفاتهم إلى عدم وجود عالم مجتهد قد هيأه الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدس بعد استشهاده فهذا الالتفات أراح بالهم بعض الشيء وذلك لأن الساحة الآن قد خلت في العراق وخارجه من صوت يمثل الإمتداد الحقيقي للسيد الشهيد قدس ، بل إن اطمئنانها من الخارج أكثر كون الخارج قد تعامل مع مرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني بسلبية واضحة جداً. لكن يبقى قلقها قائماً من تلك القواعد المؤمنة التي هيأها السيد الشهيد وعبأها بالفكر الإيماني والتغييري الذي نحى منحيين مهمين هما : المنحى الأول : النظر إلى رجالات الحوزة وما هو دورهم الحقيقي والذي يجب عليهم أداءه. المنحى الثاني : النظر إلى أنفسهم، وما عليهم أداءه ضد الظلم والظالمين . هذان المنحيان كانا يشكلان الكثير من الخوف والقلق عندهم تحسباً من خروج رجل دين جديد يجمع تلك القواعد الشعبية حوله ويحرك الجماهير المؤمنة ضـد صدام اللعين. وإذا استطاعـوا في السابق من 95..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر اغتيال السيدين الشهيدين الصدرين قدس سرهما، فإنه ليس من المؤكد والثابت قدرتهم بالتجربة الإيمانية القادمة من فعل نفس الشيء للقضاء عليها وعلى صاحبها، لأن صدام اللعين نفسه قد لا يستطيع مواجهة أي مد إيماني جديد مهما حاول الثالوث المشؤوم من مده والوقوف بجانبه. ولذلك كان عليهم الحضور شخصياً واحتلال العراق ليكونوا هم في الساحة، وهم الذين يتعاملون مع الأوراق الجديدة في العراق بعد احتلاله. ولذلك فهم تعاملوا مع المرجعية الدينية في العراق كما يلي: أولاً : إن المرجعية الدينية في النجف لها خطها المعروف ، وكما عبر عنه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس- بالخط الكلاسيكي - وهو الخط المتعارف عليه في سيره ومنهجه من قبل القاصي والداني، ولم يكن لها هوى وقبول لمدرستي الشهيدين الصدرين قدس سرهما، وهذا الأمر هو الذي يبعث على الاطمئنان للثالوث لأنهم من هذه الجهة قد عرفوا منهج الحوزة القائمة على شؤون المؤمنين في العراق. ثانياً : فتح خط للحوار بينهم وبين المرجعية وأتباعها في النجف الأشرف وغيرها من المدن ، الهدف من هذا الحوار هو طمأنة رجال الدين بأن 96.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً قدوم الإمريكان هو من أجل الإطاحة بصدام، والعمل بجد من أجل أن يأخذ شعب العراق الحرية في اختيار معتقداته وقادته. ثالثاً : إعطاء دور مهم وفاعل لرجال الدين بأن يكون لهم حق التدخل وتقديم النصيحة والمشورة، بل فسح المجال لهم بإعطاء الفتاوى التي يرونها مناسبة للوضع الداخلي في العراق. رابعاً : فتح باب الحرية لرجال الدين في الحوزة بأن ينشروا فكرهم وعلمهم حسب ما يريدون من دون أي تدخل في برامجهم وخططهم الآنية والمستقبلية. ولذلك فالإمريكيين قد غلقوا هذا الملف ولم يعد يثقل كاهلهم بالتعامل معه والتربص لما يقوم به رجاله ومريديه. ما دام الأمر عندهم بعيداً عن ما يريده الصدران وعما خطط له الصدران واستشهدا من أجله. يتبع............. من :كتاب لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا http://jam3aama.com/?page=books&id=92
التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 16-02-2013 الساعة 12:27 AM |
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
المرجعية الدينية خارج العراق ودورها في المرحلة الراهنة : إن الثالوث المشؤوم يعلم بأن شعب العراق لا يمكن له أن يتحرر من الخارج وينال حريته الكاملة على أراضيه، بل إن تحريره وتحرير العالم من بعده لا يكون إلا من داخل العراق ومن شعبه وقيادته المؤمنة 97..................................... تحرك السيد مقتدى الصدر - هذا ما تؤكد عليه كتبهم وتعاليمهم الدينية - وهو نفسه يعلم بأن العقود الزمنية التي مرت على المعارضة الإسلامية وغيرها والتي كانت خارج العراق، لم تستطيع أن تشكل أي خطر ولم يكن لها أي هدف نوعي فعال يضر بالظالمين ويهز عروشهم. ولذلك كانت حكومة صدام اللعين تنام ملء جفونها بالنسبة للمعارضة في الخارج، ولكنها كانت تضع الملح في عيونها لأي مؤمن وأي مصلح داخل العراق، ولا تنام للحظة واحدة حتى يستقر أمره عندها. وعندما أرادت إمريكا أن تحتل العراق، استخدمت هؤلاء المعارضين كورقة رئيسية في الدخول - لعجز المعارضة التام عن تحرير العراق - وذلك لإقناع الشعب العراقي وطمأنته أكثر، ولكي تستطيع أن تفعل بالعراق ما تريد أن تفعل وتجعل مسماه بإسم المعارضين وديمقراطيتهم المزعومة والتي سحبت منهم من أول خط مشؤوم خطه بريمر بدستوره الأسود المقيت. فالثالوث المشؤوم تجاه المرجعية خارج العراق هو يعي وبجدية بأنها لا تؤثر بشيء على المشهد السياسي والديني والاجتماعي داخل العراق. وإن أثرت فإنها لا تؤثر إلا بالنزر اليسير الذي لا يصلح للضمآن ري ولا للجائع زاد . 98.................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً البعد الثالث : التعامل مع أتباع ومقلدي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدرقدسوحرارة الثأر الداخلي عندهم وما خطه لهم السيد الشهيد من دستور ومنهج فكري وعملي واضح: إن الثالوث المشؤوم قد علم بأن القاعدة الشعبية المؤمنة التي أوجدها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس في العراق، لا زالت موجودة ولا زالت تتطلع إلى الأخذ بثأر السيد الشهيد قدس ، ولا زالت أيضاً تبحث عن قيادة تمثل الامتداد الفعلي له قدسبكل خطواته وأنفاسه ولن ترضى دون ذلك بشيء، لأن مرجعهم قد علمهم ما يلي: أولاً : الحرية حيث قال قدس : ( أنا حررتكم فلا يستعبدكم أحداً من بعدي )، ولم تنحصر هذه المقولة تجاه الظلمة والطواغيت الذين يسلبون الحريات من الشعوب بالقوة والقتل والإرهاب، لا بل التحرر حتى من بعض طواغيت الدين الذين يجبرون المؤمنين على أشياء باتت لا تناسب تحديات المرحلة، وإذا ما حاول أحدٌ أن يخرج من خناقها نعتوه بمختلف النعوت السيئة والشريرة خوفاً من أن يضيع الأمر من أيديهم . 99...................................... تحرك السيد مقتدى الصدر ثانياً : فتح بصيرة المؤمنين تجاه ما يحدث حولهم من مخططات صهيونية وإمريكية تحاك ضدهم خلف الستار. ومن ضمن الأشياء التي بيّنها بهذا الخصوص، قوله في إحدى خطبه الشريفة من على منبر الجمعة([39]) بأن الدولة البيزنطية هي التي قتلت الحسين، وأراد بذلك أن يعطي مفهوماً بأن هذه الدولة لا زالت تعمل بعد أن تنامى مفهومها وكبر مشروعها الإفسادي لمواجهة أي جهة إيمانية وعرقلة مسيرها الإلهي. فهي تقتل كل مصلح في هذا العالم وتعمل على إزالة وقمع أي صوت إيماني ثائر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ [39] - خطبة الجمعة الرابعة في مسجد الكوفة المعظم للسيد الشهيد الصدر قدس ولذلك قال السيد الشهيد قدس مقولته المقدسة بعد فتحه لبصيرة المؤمنين ( أنا هدّمت مخططات ألف عام ). ثالثاً : ممارسة عملية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عملياً([40]) بعد أن غيّبت زماناً طويلاً، فأخذ الشارع يتعامل بمفرداتها صباحاً ومساء، في الشارع وفي محل العمل وفي الأسرة، بحيث أصبحت ملامح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واضحة جداً في يوميات المجتمع العراقي على الرغم من وجود صدام اللعين وعنفه تجاه هكذا أمور. 100................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً رابعاً : إقامة صلاة الجمعة بحيث جعلها اكبر منبر لنشر الوعي الإسلامي ولتلقي المفاهيم الإسلامية الصحيحة من خلاله، بل أصبحت الجمعة الموجّه التكميلي لسير الفرد مع ربه ونفسه ومجتمعه، مما جعل القواعد الشعبية للشهيد الصدر قدسمن الصعب عليها أن تترك صلاة الجمعة، لأنها ترى من خلال إقامة هذه الصلاة ابقاءاً لمرجعها الصدر المقدس ومن ثم بقاؤها وحياتها هي - أي القواعد الشعبية - . خامساً : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ [40]-وذلك من خلال كثرة الاستفتاءات وورود الأسئلة والأجوبة فيها إضافة إلى المحاضرات والتوجيهات الدينية من خلال كثرة أئمة الجوامع وانتشارهم في اغلب محافظات العراق. زرع الشجاعة في قلوب المؤمنين، والتي أصبحت عنوان رعب لجميع أعداء الدين والمذهب وصارت فيما بعد مؤشراً لاستعداد المؤمنون المخلصون بأن يقوموا بعدة أعمال يكون لها بالغ الأثر في هزيمة أعداء الله. سادساً : تنمية الجانب الغيبي عند الفرد المؤمن وإيصاله إلى مدى معتدٍ به لم يكن له قبل ظهور السيد الشهيد قدسإلا النزر اليسير، حيث جعل قدسمصاديق الآية الشريفة في قوله تعالى{الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}[41]. 101.....................................تحرك السيد مقتدى الصدر تنمو وتكبر وتثمر، وأخذت مفرداتها تتفاعل مع الفرد المؤمن ليكون لها التأثير الحسن على السلوك اليومي للفرد، وهو يتعامل مع الأشياء التي تحيط به. وقد جنى الكثير من المؤمنين ثمار هذا الصدق والإخلاص في التعامل الغيبي تجاه الأحداث، ولذلك كان الفرد المؤمن المخلص يتعامل مع ما يدور حوله بإطارين: الأول : الإطار المادي . الثاني : الإطار الغيبي أو المعنوي . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ [41] - البقرة، !،2، 3 . فتعامل مع الإطار المادي ضمن نطاق ضيق جداً([42]) وهو نظام السبب والمسبب والعلة والمعلول، ولا يمكن لعالم المادة وقوانينه أن يتعدى مفهوم السببيّة والعليّة. ولذلك فهو وإن بدى في عالم الخارج إنه واسع ولكنه في الحقيقة إذا قورن مع عالم الغيب فهو ضيق ويبقى ضيق وليس لديه قدرة الاتساع لأنه بحدود المادة يقع ولقوانينها يرضخ. أما التعامل مع الإطار الغيبي - المعنوي - فيكون ضمن خطين هما : 102................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً الخط الأول : خط السبب والمسبب ذو البعد المادي نفسه، ولكن الاختلاف هنا يكون في إيجاد أسباب ومسببات يتفاجأ الجميع بإيجادها . وما تقوم به من تأثيرات، بحيث لم يكن لها في البال حساب، ولا في الميزان مثقال ذرة من التراب. ولذلك فهي قبل إيجادها تكون تأثيراتها غائبة عن الأذهان، ولا يدركها إلا من نوّر الله تعالى قلبه بالإيمان. الخط الثاني : ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ [42]- لأن الفرد المؤمن المخلص الممحص تعامل مع عالم المادة بحدود ما يقضي به حاجاته ولوازمه التي تعينه على الاستمرار في هذه الدنيا من دون أن يطلب أكثر من ذلك، وكلما زاد الفرد في طلب حاجاته الكمالية -غير الأساسية - وتأثر في عالم الخارج بالأسباب ومسبباتها المادية يزداد عندها تعامله مع عالم المادة ولذلك سوف يتسع عنده هذا المفهوم، وبالتالي يضيق تعامله مع عالم الغيب والعكس صحيح. وذلك لأن هذين المفهومين - المادة والغيب - لا يمكن لهما أن يتسعا معاً أو يضيقا معاً . هو تأثير الجانب الغيبي بكل ما يحمل من مفاهيم ومصاديق للغيب وإيجاد آثارها في عالم الدنيا، ليكون خير معين وخير ناصر لمن كان يرجو من هذا الخط باباً له فيه مدخلاً ومخرجا. ولذلك فإن السيد الشهيد قدسعندما قال في إحدى خطب الجمعة المقدسة ( هم عندهم المال والسلاح ونحن عندنا الله ) فإنه عنى بقوله - عندنا الله - أي أننا نؤمن بالغيب فإذا كان الفرد من الأعداء لا يملك إلا المادة المتمثلة بالأسباب الطبيعية فقط، فنحن نمتلك الأسباب متى ما هيأها الله تعالى في بعدها المادي، وكذلك نمتلك مع الأسباب الجانب الغيبي وتعامله مع إيجاد التخطيط الإلهي في هذه الأرض. فنكون بالتالي نحن الأقوى لأننا امتلكنا ما لديهم وزيادة . 103....................................تحرك السيد مقتدى الصدر سابعاً : الأهم من ذلك كلّه فإن السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس، قد أحياأمر الإمام المهدي عليه السلام بعد أن كان أمر فهم والتهيؤ لاستقبال الإمام بسيطاً وساذجاً إلى حد ما، ومحله في الأذهان والتأملات فقط. فحول هذا الأمر إلى بعد ايجابي حركي، وجعل كل فرد مؤمن مخلص يتعامل مع إمامه وغيبته ببعدٍ جديد ورؤيا جديدة للأحداث التي تجري حوله وللروايات ومخارجها الرمزية، التي جعلته يسير بنور لا تستطيع ظلمة طلّسماتها أن تقف حجر عثرة في مسيره الإيماني الجديد. فأصبح عمل الفرد يومياً بل في كل لحظة وكأن الإمام المهدي عليه السلامينظر إليه وهو حاضر أمامه يراقب صغير عمله وكبيره ، فترى الضبط الإيماني للمؤمن قد وصل إلى مراحل عالية قد حوى فيها مفاهيم ومقدمات تمهيدية كبيرة يجب على الفرد أن يهيئها لنفسه قبل إعلان إمامه سلام الله عليه . هذه الأمور التي أوجدها السيد الشهيد قدس في مقلديه وتابعي قيادته جعلتهم يشكلون نقطة خطر، وبركان قد يثور في أي لحظة من الزمن وخصوصاً إذا ما وجد الظرف المناسب، ولذلك عمدوا إلى إيجاد عدة طرق[43] في محاولة إلى تفريقهم وتشتيتهم ومن هذه الطرق : 104................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً أولا : إعطاء الفرصة للبعض من طلبة السيد الشهيد قدسبأن يعلنوا اجتهادهم بالرغم من عدم وصولهم واستحقاقهم لهذه الدرجة العلمية ، وجعل البعض ممن ينتمون ولو ظاهراً إلى خط محمد محمد صادق الصدرقدسبالترويج لهم والإعلان عنهم، في محاولة لسحب أكبر عدد منهم إلى البساط الجديد، والأكل والشرب من مائدته التي سوف تغير الكثير من ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [43]- البعض من هذه الطرق التي يستفيد منها الثالوث المشؤوم نقدمها له نحن المسلمون بدون أن نشعر بذلك أو قل نحن غافلون عن ذلك الفعل، والذي يحركنا بهذا الاتجاه نفوسنا الأمارة بالسوء وأنانيتنا التي بات يصرخ منها ديننا . ولذلك تجدنا في كثير من= =الأحيان نقتل قادتنا وعلماءنا الربانيين بسلاح يصدر من رجال الدين أنفسهم وبدعاوى مختلفة كالتشكيك باعلميتهم وان خروجهم ينافي المصلحة العامة وينافي التقية أو نعتهم بالعمالة، والى غيرها من الأقاويل التي يرتاح لطرحها هوى النفس والشيطان على حد سواء . منهجية الصدر المبارك شيئاً فشيئاً، ولقد لمسنا هذا عملياً فيما سبق من السنين والى وقتنا الحاضر. ثانياً : أما البقية من مقلدي الشهيد الصدر قدسوالذين لم يرضّوا بإتباع أي شخص لم تكن مؤهلاته كافية لأن يستلم لواء مرجعية الشهيد قدسلينطووّا تحته. حاول الثالوث المشؤوم أن يستفاد من إنتشار فكر وثقافة معينة مفادها توزيع مقلدي الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدسعلى المراجع الموجودين في النجف وإيران ليتم تفريقهم وتشتيت ولاءهم، لأسماء لها بعدها الحوزوي المعروف، وذلك بفتاوى كثيرة منها عدم جواز تقليد الميت ابتداءاً ، وعدم جواز البقاء على تقليد السيد الشهيد قدس 105 ....................................تحرك السيد مقتدى الصدر كون هناك من الأحياء من هو اعلم منه وإلى غيرها من الادعاءات والأقاويل التي هدفها هو إمتصاص أتباع السيد الشهيد وصهرهم في بوتقة المرجعية ذات الخط الكلاسيكي المعروف والذي أصبح خطاً لا يشكل أي خطر على الشيطان المشؤوم، من كثرة فهمه لأسلوبه ومنهجه بحيث أصبح لا تخفى عليه خافية من هذا الأسلوب المتبع في أروقتها ومدارسها . البعد الرابع : التعامل مع الأشياء غير المتوقعة (التعامل مع المجهول): أما التعامل مع الاتجاه الرابع، فهو من أصعب الأشياء على الثالوث المشؤوم بل إن مرارته التي لا تفارقه، وإبطال وإفشال الكثير من مخططاته لا تتم إلا من خلال هذا البعد، وهذا البعد هو يد الله في خلقه، وهنا يقع الشيطان جاثماً على عقبيه بعد أن يحس بضعفه وصغر شأنه أمام ما يريد الله تعالى إيجاده من أهداف، ولكنه يكابر ويكابر، إلى أن يقصم الله جل جلاله ظهره بالإمام المهدي عليه السلام يوم إعلانه الشريف وتحرير العالم على يديه من جميع شروره ومكائده. هذه الأبعاد الأربعة التي ذكرناها والتي تعامل معها الثالوث المشؤوم بحسب المرحلة التي وصل إليها تسافله الذي سعى إليه بأقصى ما يملك 106................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً جعله يتعامل مع الأحداث كما يحلو له([44]). لأن الكثير منها هو الذي أوجدها وهو الذي أرادها أن تكون بهذا الشكل الذي يناسب مبانيه ومخططاته الشيطانية، ولذلك فهم نجحوا إلى حد ما في وضع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ [44] - ما عدا البعد الرابع ( تعامله مع المجهول والأشياء غير المتوقعة ) فانه قد خرج من باب تخصصه واطلاعه العميق على مجريات الأمور وأحداثها، وذلك لان هذا البعد ليس للقانون المادي دخل في ايجاد ملامحه ومزاياه. وهذا إن دل على شيء فيدل على سعة مفهوم المكر الإلهي ولا يمكن لأي فرد الإحاطة به أو توقع ما سيحدث من خلاله، ولذلك تجد إن كل درس جديد يعطى من خلال المكر الإلهي، لا يمكن الاعتماد على معرفة مقدماته وأسبابه والتعامل من خلال هذه المعرفة مع المتوقع الآتي أو الدرس الثاني وكذلك فإن ما سيحدث من مفاجآت في الدرس الثاني لا يمكن بعد الإحاطة بمقدماته وأسبابه ونتائجه، أي يتوقع من خلال هذه الإحاطة ما سيحدث في الدرس الثالث وكذا إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً . المعرقلات في طريق تكامل المؤمنين، وبالتالي تأخير الظهور الشريف للإمام المهدي عليه السلام . وعلى هذا الأساس لقد كان الشيطان الأكبر - الثالوث المشؤوم - يتعامل مع دائرة الوجود الدنيوي بعين لها القابلية من أن ترى جميع مفرداته المادية وتحركاتها، لأنها ترى بواسطة مجهر تطورها المادي الكبير صغائر الأمور ودقائقها فضلاً عن كبار عناوينها وأعلامها. وما دام الحال هكذا والعين الشيطانية تراقب كل شيء، وخصوصاً كما نوّهنا إن مهمتهم وأمرهم متعلق بشكل كبير بالمنطقة التي تذكرها كتبهم بأنها هي التي يخرج منها المنقذ وجيشه ليكون هلاكهم على يديه وهي منطقة ارض العراق المقدسة . 107................................... تحرك السيد مقتدى الصدر وبما أن سعي اليهود مهما حاولوا من تغيير في سياساتهم وترتيب أنظمتهم وإعطاءها بعداً آيدلوجياً يحمل مسميات تناسب العصر بحيث تجذب الناس إليها. يبقى سعياً دينياً متطرفاً يحمل العقد الخبيثة في جميع أبعاده، ولذلك فلا اليهود ولا غيرهم يستطيعون تغيير هذا الواقع الذاتي لهم. والعالم الآن يرى بالرغم من ادعاءات إمريكا - التي طوّعتها إسرائيل لتكون آلة عمياء صماء بيدها - بأنها بلد الديمقراطية والتحرر بل إنها تدّعي بأن حرية الشعوب مبتغاها ومناها وكما يقولون هم وعلى حد تعبيرهم بأن العالم أصبح كالقرية الصغيرة، إلا أنها لم تستطيع أن تخفي أمرها الديني في احتلال العراق وبعثرة أوراقه، وهذا ما سمعه العالم من الرئيس الإمريكي بوش حينما قال - إن الرب أمرني بذلك - إذن لابد أن يرجع الأمر بعد ذلك إلى أن الذي يسعون إلى إيجاده والقضاء عليه أو على اقل تقدير عرقلة مسيره، لابد أن يكون ذو جنبة دينية عقائدية، والجنبة الدينية العقائدية تتمثل في العراق بأعلى مصاديقها في داخل الحوزة النجفية الشريفة، وهي على اطلاع كامل بأن شيعة العراق لا يمكن لها أن تتـّبع رجل دين وتنقاد له إلا إذا كان عالماً مجتهداً مرجعاً مميزاً حتى تنقاد له وتسلم أمرها وتضعه بين يديه، وكما حصل بشكل واضح مع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس . 108................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً إذن أصبح الوضع الآن بالنسبة للثالوث المشؤوم هو أن يرتقب رجل الدين القادم الذي سوف ينبثق من الحوزة ويتصدى للمرجعية باسم جديد ليتسنى له قيادة المجتمع، ويقينا وكما عهدناه عنده الآلية التي يتعامل مع هكذا مواقف يولدها خروج المرجع القائد، فلذلك انحصر نظره بهذا الاتجاه . ولا يمكن له أن يشتت هذا الاتجاه لعناوين أخرى يعتبرها بسيطة وليس لها عليه من الخطر شيء. وهذا بالواقع هو أقصى ما يمكن الوصول إليه لما تبيّنه المعطيات الخارجية من مقدمات يستطيع الطرف الآخر مهما أوتي من ذكاء ومكر وقوة، الوصول إلى حيثيات محدودة ومقيدة للتعامل معها، وذلك لأن معطيات الوضع الديني في العراق لا يمكن لها أن تعطي بالظاهر غير هذا النتاج. وبما أن الثالوث المشؤوم لا يمكن له أن ينظر إلا بعين واحدة وهي عين المادة لا غير، لذلك نزلت المفاجأة ذات البعد المعنوي الغير متوقع من قبل الكثير، والتي لا يستطيع إيجادها إلا المكر الإلهي، إذ قال تعالى في كتابه الكريم : {.... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }[45] . هذا البعد من العمل الإلهي المختار نجد التعامل به في مصاديق كثيرة في التاريخ نختار نموذجين منها: 109...................................تحرك السيد مقتدى الصدر النموذج الأول : وكما بيّنا سابقاً اختيار طالوت الذي لم يكن اختياره للقيادة متوقعاً لا من بني إسرائيل ولا من قبل عدوهم المباشر جالوت وجنوده، حيث كان اختياراً إلهياً صرفاً، ولم يكن لهم حتى وان تجاوزوا مرحلة الأنانية المنغرسة في نفوسهم أن يحدّدوا السمات العليا التي على ضوئها وقع الاختيار الإلهي لطالوت، وهذا إن دل على شيء فيدل على عجز البشرية لاختيار ما هو الأصلح لهم من دون الاعتماد على المد الإلهي. النموذج الثاني : اختيار الشيخ الجليل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ [45]- الأنفال ، 30 . الحسين بن روح نائباً للإمام المهدي عليه السلام في غيبته الصغرى حيث لم يكن متوقعا من قبل المؤمنين آنذاك فضلاً عن السلطة الظالمة أن يكون وكيلاً للإمام. وقد جاء في كتاب تاريخ الغيبة الصغرى للشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس عندما تكلم عن هذا الشيخ الجليل قائلاً : ( لم يكن قد عاش تاريخاً زاهراً حافلاً بإطراء وتوثيق الأئمة عليهم السلام ، كالتاريخ الذي عاشه السفيران السابقان، حتى قبل توليهما للسفارة )[46]. ثم بعدها ينقل عن كتاب الغيبة للشيخ الطوسي فيقول ![]() 110................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً جعفر من يتصرف لهببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم ابن روح - رحمه الله- فيهم . وكلهم كانواأخص به من ابن روح ، حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة أو إلى سبب فإنه ينجزه على يدغيره ، لما لم تكن له تلك الخصوصية .فلما كان وقت مضى أبو جعفر - رحمه الله- وقعالاختيار عليه ، وكانت الوصية إليه) انتهى كلام الشيخ الطوسي. ثم يعلق السيد الشهيد قدس فيقول : (فكان في إيكال السفارة إليه ، مصلحتان مزدوجتان : أولهما : وصول هذا المنصب إلى الشخص المخلص إخلاصاً بحيث لو كان المهدي تحت ذيله وقرض بالمقاريض لما كشف الذيل عنه .كما سمعنا في حقه، وقد سبق أن قلنا :إن مهمة السفارةإنما تستدعي هذه الدرجة من ألإخلاص لأهميتها وخطر شأنها ،ولا تستدعي العمق الكبيرفي الثقافة الإسلامية ، أو سبق التاريخ مع الأئمة عليهم السلام ،فإنها إنما تعنيبشكل مباشر نقل الرسائل من المهدي عليه السلام وإليه ،وتطبيق تعاليمه .وهذا يكفيفيه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ [46] - تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 340 . ما كان عليه أبو القاسم بن روح، من الإخلاص والثقافة الإسلامية، ويزيد والمصلحة الثانية: غلق الشبهات التي تصدر من المرجفين، من أنه إنـما أوكل الأمر إلىابـن روح، باعتبار كـونه أخص أصحاب أبي 111....................................تحرك السيد مقتدى الصدر جعفر العمري، وألصقهم به.. فإنه لم يكنبأخصهم ولا بألصقهم، وإن كان من بعض اخصائه في الجملة ). انتهى[47]. المهم من ذلك أنه ليس من الضروري أن يكون كل شيء متوقع وبحسب ما هو موجود من قرائن في الخارج أن يتحقق، بل قد تحدث أشياء غير متوقعة ولم يكن لها في البال وجود، وذلك لأن المصلحة قد تتعلق بها، وهذه المصلحة لا يمكن إيكالها إلى البشر في مثل هكذا حالات غير متوقعة. وإنما يكون أمرها إلى الله تعالى والى رجاله الإلهيين . وعندها يكون النجاح بإيجاد التخطيط الذي يدفع بعجلة تكامل المؤمنين، ليسري المخطط الإلهي ويمر علينا ونحن في الكثير من الأحيان عليه معترضون، ولإفراده وأدواته رافضون، إلى أن يفوتنا الأمر ويقتطف الخير ويتبرك به ولا يصبح بين أيدينا إلا الندم والخيبة، ومحاولة تعويض ما فات، وفي ذلك غبن وتراجع لأنفسنا لا يمكن الخلاص منه إلا بصعوبة بالغة جداً . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ [47] - تاريخ الغيبة الصغرى ، ص 341 . وعندما نهض السيد مقتدى الصدر في هذه المرحلة من الزمن، مثـّل في نهوضه هذا عنصر المفاجأة والمباغتة وخصوصاً بعد أن إعتلى منبر الكوفة وإقامة صلاة الجمعة فيها. وهذا الأمر لا ينكره إلا من لا يرى الشمس وهي في رائعة النهار . 112................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً عموماً نهض السيد مقتدى الصدر حيث رأى في تحركه تشكيلا لعنصر المفاجأة التي من الممكن أن ينذهل منها الثالوث المشؤوم، فهناك فراغ في الساحة العراقية، وهناك عيون شرسة لم تنم ولم تغفل عن مراقبة الحوزة ومتابعة رجالها ووضع تحركاتهم في كمبيوتراتها السياسية، وهي منشغلة في ذلك إلى حد التخمة، كل ذلك من أجل أن تسيطر على الساحة العراقية، وهي على هذا الحال مطمئنة إلى حدٍ ما ، لأنها قد شكلت برنامجها تجاه ما هو موجود وما هو متوقع، ولم تضع يوماً في مخططاتها أن يخرج رجل دين صغير السن، لا يمتلك أي عنوان ديني ضخم ، ويعلن نفسه قائداً وموجهاً للمؤمنين الذين شربوا ونهلوا من معين السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس، وليشكل مركز وثقل المقاومة الشريفة ضد الثالوث المشؤوم بعد أن خدع الأعداء وجعلهم يشعرون به بأنه لا يملك أي مقوم من مقومات النهوض وممارسة الدور الإصلاحي الذي يكمل ما بدأه الشهيدان الصدران قدس الله سرهما. وفي ذلك الكثير من الفوائد والتي سنتعرض لها فيما بعد. 113.....................................تحرك السيد مقتدى الصدر يتبع.........
التعديل الأخير تم بواسطة الاخوة ; 16-02-2013 الساعة 12:28 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
يبدو من غير المستبعد أن يكون السيد مقتدى الصدر كان قد أُعِدَ من زمن سابق لأداء هذا الدور القيادي في هذه المرحلة من المراحل الحرجة التي يمر بها العراق وشعبه، هذا الدور قد رسمه له وحدد أطره السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس نفسه، باسلوبين : الأسلوب الأول : جاء في كتاب مجموعة أشعار الحياة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدسفي قصيدة كتبها بمناسبة ولادة ولديه التوأم السيد منتظر والسيد مقتدى ووفاة سيد منتظر منهما حيث قال فيما قال فيها وهو يمدح السيد مقتدى بكلام يدل على معرفته بهذا السيد المبارك نتيجة ما يحمله السيد الولي من عرفان عالي حيث كأنه قد شخّص دور هذا المولود المبارك في مستقبل العمر : 114................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً كل حب وكل جهد ثمين كي يكونا في العز تبرا مصفى ويكونا للدين أعمدة الحق ويوم الظهور جندا وصفا لكن الرب قد رأى الحكمة وهو الحكيم محضا وصرفا ان يرى المقتدى على الأرض يسعى في حياة تجل قدرا ووصفا واستلام الحبيب منتظر الصدر ليسعى هناك روحا مصفى كي نراه فوق الجنان مطلا وبصف من الملائكة خصا طأطأت هذه القلوب خشوعا ورضى النفس في الجوانح خفا فهي إذ رحبت بمن قد تبقى بحياة الهنا وعيش مرفا وخصوصا بواحد التوأمين الفريد مرأى وعرفا([48]) علما إن هذه القصيدة كتبت عام 1394 هـ والآن لو نظرنا نظرة بسيطة إلى الكلمات التي وصف بها السيد الشهيد ابنه السيد مقتدى ، ونرى ما هي معانيها ودلالتها في اللغة العربية، لرأينا أمر القيادة يتوضح بشكل أكثر سعة وشمولية وكالاتي : 115.....................................تحرك السيد مقتدى الصدر قوله قدس : ويــــكونا للــــدين أعــــــمدة الـــــحق ويوم الــــــظهور جنــــــدا وصفــــــــــا - أعمدة : ( العمد أن تعمد الشيء بعماد يمسكه ويعتمد عليه، قال ابن دريد : عمدت الشيء : أسندته ، والشيء الذي يسند إليه عماد ، وجمع العماد عُمُد ويقال عمود وعمدا ، والعمود من خشب أو حديد ، والجمع أعمدة ، ويكون ذلك في عمد الخباء)[49] . - يوم الظهور: يوم خروج الإمام المهدي عليه السلام وإعلانه عن نفسه . - جندا: ( الجند: الأعوان والأنصار )[50] . - صفا : ( الصَّفُ : السطر المستوي من كل شيء معروف ، وجمعه صفوف ، وصففت القوم فأصطفوا إذا أقمتهم بالحرب )[51]. فيكون معنى قوله قدس : أن يكون السيد مقتدى سندا للحق. ويوم خروج الإمام المهدي عليه السلام يكون له عونا وناصرا بحيث يهيئ للإمام قاعدته ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ [48] -مجموعة أشعار الحياة للسيد الشهيد محمد صادق الصدر ص 132 . [49] - معجم مقاييس اللغة ، ص 674 . [50] - لسان العرب ، ج 2 ص 225 . [51] - المصدر نفسه، ج5 ص 353 . الشعبية كجيش يكون كالسطر المستوي قد اصطف للإمام عليه السلام بطاعته لحرب أعداء الله . قوله قدس : أن يرى الـــــمقتدى على الأرض يسعى في حـــــياة تــــجل قــــدرا ووصفـــــا 116................................ لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً - يسعى: { السًّعيُ: الكسب وكل عمل من خير أو شر سعى... وقوله تعالى {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ } أي أدرك معه العمل }[52] . - الحياة: ( الحياة: نقيض الموت )[53] . - تجل : ( جَلَّ الشيء : عظم )[54]. - قدرا: ( القَدرُ: مبلغ الشيء )[55] . - وصفا: ( الوصف: وصفك الشيء بحليته ونعته )[56]. فيكون معنى قوله قدس : إن الله تعالى شاء أن يرى السيد مقتدى الصدر على الأرض يسعى في عمل الخير الذي يجعل الحياة في سعيه المبارك تبلغ شيئا من النعت والحلية الشيء العظيم) . قوله قدس : وخصوصـــــا بــــواحد الـــــتوأمين الــــــفريد مــــــرأى وعرفــــــا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ [52] - لسان العرب، ج4 ص 591 . [53] - المصدر نفسه ج2 ص 691 . [54] - معجم مقاييس اللغة ص 182 . [55] - كتاب العين للفراهيدي، ص 772 [56] - كتاب العين للفراهيدي ص 1052 . - مرأى: ( رأيت بعيني رؤية.. ورايته رأي العين ، أي : حيث يقع البصر عليه . وتقول من رأي القلب : ارتأيت ، قال : ألا أيها المرتقي في الأمور سيجلو العمى عنك تبيانها )[57] . 117.................................... تحرك السيد مقتدى الصدر - الفريد : ( الشَّذر ، الواحدة فريدة . قال : واكراس درٍ فضلت بالفرائد)[58] . - عرفا : {( العُرف : المعروف . ابى الله إلا عدله وقضاءه فلا النكر معروف ولا العرف ضائع) ( العَرف: ريح طيب، تقول ما أطيب عَرفَه، قال الله عز وجل ( عَرَّفَهَا لَهُمْ ) أي طيبها )}[59] . فيكون معنى قوله قدس : انه يؤكد قدس على أحد هذين التوأمين وهو السيد مقتدى الصدر حيث يقول: وخصوصا إن احدهم سوف يكون كالشذرة الواحدة التي ليس لها مثيل حيث شبه السيد مقتدى الصدر بالشذرة النادرة التي لا ثاني لها، من حيث خروجه وحيدا يحمل أعباء وهموم المجتمع من أجل خلاصه من الظلم والوصول بهم إلى الرضا الإلهي ، بحيث لم يكن أحدا يدانيه ويشابهه في عمله هذا ولم ترى العيون مثل بهاء وانتشار معروفه وطيب ريح عمله. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [57] - المصدر نفسه ، ص 327 . [58] - المصدر نفسه ص 735 . [59] - المصدر نفسه ص 624 . الأسلوب الثاني: وفي هذا الأسلوب قال قدس في إحدى اللقاءات التي أجريت معه: ( بعد زوالي عن الساحة جناب آية الله العظمى السيد كاظم الحائري الشيرازي ولكـنه حسب فهمي بأنه لا يتيسر له النظر في أمور الشعب 118................................ لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً العراقي لأنه غير موجود هنا ولا اعتقد أنه يتيسر له الرجوع إلى العراق فمن هذه الناحية يحتاج الشعب العراقي لو صح التعبير إلى قيادة لا تمثل التقليد يقلدون شخص ويأتمرون بأمر شخص آخر بعنوان الوكالة أو بأي عنوان آخر لكي يرتبهم حبيبي الشيعة والحوزة لا تكون بدون ترتيب. إذا لم ترتب تقع بأيدي ناس ليسوا لهم اكفاء ماكرين وطلاب دنيا بشكل من الأشكال فتوخياً من أجل دفع مثل هذه النتائج المؤسفة والمزعجة ينبغي إيجاد قيادة دينية في داخل الحوزة لأجل التفاف الناس حولها ) انتهى[60]. وسماحة السيد مقتدى الصدر تحرك على هذا العنوان بعد أن وجد في نفسه تلك المؤهلات التي تؤهله للقيام بذلك وزيادة ونستطيع أن نؤيد وندعم ذلك الظهور والتحرك بقرائن متعددة منها : أولاً : لم يخرج أي مقاوم إسلامي أو غيره وعمل بعنوان الوكالة ليكون قائداً مدافعاً عن العراق وأهله من جهة وعن الحوزة الشريفة من جهة أخرى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ [60] - لقاء أجراه محمد عباس الدراجي رئيس تحرير مجلة الكوثر سابقا مع السيد الشهيد قدس . غير السيد مقتدى الصدر، وهذا الشيء من الأمور المسلمة ولا نحتاج إلى إثباته كثير عناء وتطويل برهان . 119.................................تحرك السيد مقتدى الصدر ثانياً : لم يأت أي مرجع من الذين ذكرهم السيد الشهيد قدسفي ذلك اللقاء أو الذين لم يذكرهم ودخل العراق وعاش معاناته من الداخل وعرف ما يصلح أمره من مواجهة المحتل أو غيره من الأمور. ثالثاً : نفس المراجع والقادة الدينيين في العراق لم يتحركوا ويعلنوا مواجهتهم العسكرية المباشرة ضد المحتل، بل إلتزموا مبدأ التريث وتهدئة الأمور ومتابعة ما ستؤول إليه أحداث الاحتلال[61] . وفي ذلك منتهى الأمل والسعادة للمحتل، حيث كلما أعطوه فرصة وأمهلوه لوقت أطول استطاع أن يكثر الفساد في هذا البلد ويهدّم في معتقداته شيئاً فشيئاً، وينهب في ثرواته وخيراته، بحيث يجعل منه بلداً عاجزاً عن مواجهة أي خطر بسيط فكيف بمواجهة اعتى وأشأم عدو في العالم ؟ وفي ذلك نصراً لهم ولمخططاتهم الشيطانية، وخذلاناً لنا ولمبادئنا الإيمانية . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ [61] - حتى سمعنا من بعض ممن يدّعي المرجعية في احد الأقراص المسجلة له قوله : لماذا نحن من الآن شهرنا أسلحتنا بوجه إمريكا فلنعطيهم فرصة ونرى ماذا سيفعلون وماذا سيقدمون لنا !!!. وكلما مر الوقت علينا ونحن نرى ذلك بوضوح القتل والإرهاب والتفجير والحرمان من ابسط مقومات الحياة الاعتيادية مضافاً إلى الطائفية بأبغض صورها . ولا ينعم بالملذات إلا المسؤول وبأي عنوان 120................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً كان حيث هو الذي تحق له الحياة وغيره لا ، كيف لا وأسياده من الإمريكيين قد رضوا عنه وأرضوه ليكون الآلة التي تكسر ظهر الشعب وتحبس صوته . رابعاً : نستطيع أن نصل إلى أحقية ومؤهلات السيد مقتدى الصدر في قيادة وترتيب القواعد الشعبية المؤمنة من المؤهلات والقابليات التي يمتلكها السيد الشهيد نفسه، حيث كان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس يمتاز بظهوره الشريف وقيادته للمرجعية في النجف الأشرف بما يلي : الميزة الأولى : الأعلمية الفقهية : ويرشدنا إلى هذا الأمر نتاجه العلمي الكبير الذي اشرنا إليه في فصلٍ سابق . الميزة الثانية : معرفته بزمانه وبرجاله وبنفسه من خلال امتلاكه لخط العرفان الحي. فمنذ ظهوره في الساحة الحوزوية وقيادته لها ومن ثم إقامة صلاة الجمعة المغيبة وتجده يتعامل مع أحداث زمانه خطوة بخطوة ويعطي لها ما يقوّمها ويرشدها ، ويفسر غوامضها ويعطي آثارها في المستقبل. فتجده في كثير من الأحيان يفسر أشياء لم يكن عند الناس لها وجود . وكان كـثيراً ما يهتف في مسجد الكوفة المعظم بإمور قياسها 121...................................تحرك السيد مقتدى الصدر ومنطق وجودها في زمن لاحق. فلا زالت هتافاته تقرع آذان الظالمين وأعوانهم أين ما كانوا ، فهو القائل : ( كلا كلا يا شيطان .. كلا كلا إسرائيل .. كلا كلا إمريكا ) . وهو الذي قال : إن ما يصفونه بقوات التدخل السريع في الخليج ما تشكلت وما جاءت إلا لمحاربة الإمام المهدي عليه السلام، وهو القائل: إني قد هدّمت مخططات ألف عام . إلى غيرها من الأقوال والأفعال التي تؤكد بان هذا الرجل الإلهي كان يعرف ما يجري من حوله وما يريدون أن يخططوا له في العراق بالمستقبل القريب . ولفداحة الأمر وخطورته ولعدم وجود المتصدي لهذا الخطر من بعده([62]) كان يخطط لإيجاد القيادة الصالحة التي تتحرك داخل العراق للحفاظ عليه وعلى القاعدة الشعبية الكبيرة التي أوجدها بنفسه، وكم عانى وعانى، حتى سالت دماؤه من أجل بقائها واستمرارها([63]). ولذلك فإن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ [62] - لأنه قدس الشريف كان متيقنا من شهادته على يد صدام اللعين وزبانيته وكان قدس دائماً يردد ما هي إلا رصاصة تأتي في الجبين وينتهي الأمر، وفعلاً جاءت رصاصة الغدر والخيانة في جبينه الأزهر لتنقله إلى عالم الشهادة ليكون مع آبائه وأجداده عليهم السلام عند ربهم في منظر أعلى . [63] - كان قدس يوصي بالاستمرار على صلاة الجمعة حتى بعد استشهاده وكان دائماً يردد ويقول : ( استمروا على صلاة الجمعة حتى لو مات السيد محمد الصدر) لأنه قدس كان يرى بأنها العروة الوثقى التي يمكن بها أن يحفظ القاعدة الشعبية المؤمنة التي أوجدها من الضياع والتشتت والتي يستطيع من خلالها - أي صلاة الجمعة - القائد أن يأخذ على عاتقه إصلاح المجتمع العراقي وان يوجه المؤمنين إلى خير الدنيا والآخرة من جهة وان يقطع دابر الكافرين والمنافقين من جهة أخرى . شخصاً مثل السيد محمد محمد صادق الصدر قدسكان يحسب لكل شيء حسابه الخاص ، كونه دقيقاً في التعامل مع الأشـياء إلى أبعد ما 122................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً يكون، لا يمكن له أن يفرط بقاعدته الشعبية التي بناها، وخصوصاً بعد أن جعلها شجاعة ومطيعة ومؤمنة، وهو يعلم انه لا يوجد مرجعاً يمكن له الحفاظ عليها والسير بها بنفس المنهج الذي أراده([64]) ، ولذلك جعل لها قائداً ومنظماً لديمومتها . ولا باس الآن ونحن في نفس هذه النقطة أن نلتفت إلى شيء مهم جدا وهو: إن كل شيء في هذا الوجود يسعى إلى تكامله وسد نواقصه متى ما وجدت، هذا الأمر يشمل الموجودات جميعاً، ويشمل كذلك جهتي الخير والشر على حد سواء، ومن الأشياء التي تتكامل دوماً لتأخذ دورها الواقعي في المجتمع هي الحوزة الشريفة ومرجعيتها العليا . ففي الأزمنة السابقة كان من الممكن أن يكون المرجع مرجعاً فقهياً يتعامل مع مفردات الحلال والحرام ببعديها المعاملاتي والعبادي ولا يضر عدم درايته بما يجري حوله ، وما تحتاجه الأمة . هذا المقدار في حينه قد يكون كافياً إلى حدٍ ما . لكن الظرف الحالي والمرحلة الزمنية التي نحن فيها شهدت تكاملاً سريعاً وخطيراً بالنسبة لجانب الشيطان وشّره بحيث اخذ يكتسح أغلب بقاع الأرض إن لم نقل كلّها ، فمن غير المنطقي بعد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ [64] - للاختلاف في الرؤى والمنهج، وهذا ما كان واضحاً في حياته قدس فكيف بعد مماته؟!. هذا نقف تجاهه بنفس السياق العملي والفكري الذي مارسناه معه في السابق، لأنه قد عَبَرَ هذا الأسلوب وتكامل ولذلك فهو يحتاج إلى مـواجهة لها نوع من التكامل الإيماني أعـلى من سابقه ، 123...................................تحرك السيد مقتدى الصدر وبخلاف ذلك لم ولن نستطيع مواجهته إن لم نقل إنه سينتصر علينا إن بقينا على نفس منهجنا القديم . وعليه فإننا أصبحنا نحتاج إلى مرجعية متكاملة، وتكاملها يكون بامتلاك عاملين أساسيين هما : العامل الأول : أن يكون المرجع هو الأعلم . العامل الثاني : أن يكون المرجع عارفاً وله مسير عميق فيه . ومتى ما فقد المرجع احد هذين العاملين ، لا يمكن له أن يكون قد ماشى التكامل المرجعي الذي يستطيع من خلاله مواجهة الشيطان وأتباعه، وذلك لأنه من خلال هذين العاملين يستطيع أن يحدد الصواب الأكمل، وينظر إلى ما وصل إليه المجتمع والى ما يحتاجه من أمور، وما تحيط به من مخاطر فيضع لها الحلول المناسبة . وحينها يستطيع المرجع العارف الذي وصل إلى قيادة الحوزة أن يعلن ولايته([65])وإذا أعلن ولايته استطاع أن يحدد مصالح المجتمع ومفاسده. ولذلك كان محمد محمد صادق الصدر قدس قائداً ومرجعاً وعارفاً شامخاً قد لبس ثوب تكامل الحوزة وكان على مقياسه بالكمال والتمام. هذا التكامل المرجعي عند السيد الشهيد قدس هو الذي سعى لإيجاد قيادة السيد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ [65] - لان الولاية جزء من التكامل المطلوب. مقتدى الصدر لتكون ثمرة تكامله في قيادة القواعد الشعبية، ولولا هذا التكامل الذي وصل إليه سيدنا الشهيد الصدر قدسلما استطاعت أي 124................................. لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً جهة أخرى من إيجاد قائداً يواجه اخطر واكبر طاغوت في العالم وضمن ظروف معقدة إلى أقصى ما يمكن تصوره من تعقيد بحيث استطاع أن يحول مخططات هذا الطاغوت وأعوانه بالاتجاه المعاكس لتنقلب ضدهم ويقفوا عاجزين عن مواجهة هذا القائد الذي ما جعل لهم من راحة ولا نامت لهم عين وهم في العراق وما عملوا من عمل إلا وجعله هباءاً منثوراً بفضل الله عز وجل. وقد يأتي هنا سائلٌ ويسأل : انتم لماذا تتبعون مقتدى الصدر وهو ليس مجتهداً ؟ ويكون جوابه : إننا لم نتبع مقتدى الصدر كمرجع أو مجتهد بل نحن لازلنا للشهيد الصدر مقلدين، ولعلمه من الدارسين، ولفتاواه من المطبقين، بل نحن بإتباعنا لقيادة مقتدى الصدر له من المطيعين. يتبع.....
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
![]() |