لماذا فُضلتْ؟؟

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

نسمع الكثير عن تفضيل ارض كربلاء على عدة أراضٍ أخرى وهناك الكثير من الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمعصومين ع بهذا الخصوص وفي هذه الأحاديث يتبين فضلها وهنا أريد أن أضع بين أيديكم أطروحتين لا على سبيل الحصر في أفضلية أرض كربلاء المقدسة بعد أن أُورد لكم حديثين في أفضليتها وهما:

عن أبي الجارود، قال: (قال علي بن الحسين عليهما السلام: «أتخذ الله أرض كربلاءحرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق ارض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وأنها إذا بدلالله الأرضين رفعها الله كما هي برمتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روض من رياضالجنة، وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون).

والحديث الثاني هو:

روى الحر العاملي رحمه الله في الوسائل عن أبي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد، عنأبي عبد الله الصادق عليه السلام: «أن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بُنيَ بيت اللهعلى ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق؟ وجعلت حرم الله وأمنه؟ فأوحى الله إليها كفيوقري، ما فَضْلُ ما فضلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غمست فيالبحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من ضمنته كربلاء لماخلقتك، ولا خلقت الذي افتخرت به فقري واستقري وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاً مهيناًغير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلاّ مسختك وهويت بك في نار جهنم» )راجع وسائلالشيعة، باب استحباب التبرك بكربلاء، ج 10، ص 403.(

أقول هذا ما جاء في تلك الأحاديث أما الأطروحتين فهما:

أولا: إنها أي كربلاء كانت منطلقاً لأم الثورات أو قل لأصل الثورات في العالم أي أن كل ثورة على الظالمين لا يكتب لها في التأريخ ذكر حسن ما لم تكن مبادئها مأخوذة من ثورة كربلاء لأنها كانت ولا تزال عنوانا للبطولة والإيثار والأخوة والشجاعة والطاعة للمعصوم ع وبذل الغالي والنفيس وإنها قامت من اجل إحياء الرسالة الخاتمة للبشرية جمعاء وهي رسالة الإسلام المحمدي الأصيلة وليس ما كانت تدعيه الدولة في زمنها أو تدعيه الدول المسماة بالإسلامية في وقتنا الحاضر ودساتيرها وقوانينها غير إسلامية.

ثانياً:هنالك مقولة مشهورة يقال إنها تنسب للإمام الصادق عليه السلام أو للسيد الخميني قدس وهي(كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) وهنا تأتي أفضلية ارض كربلاء بان يجعل الفرد المؤمن قدر إمكانه الوصول إلى تلك الأرض من خلال جعل أرضه كربلاءً له وأولى المؤمنين بذلك هم أفراد جيش الإمام المهدي عج الذين عشقوا قضية إمامهم الحسين ع وشعارهم هو يالثارات الحسين .

وآخر دعوانا نسأل الله تعالى أن يثبتنا على نهج آل الصدر النجباء وان يرزقنا الأخذ بثأر غريب كربلاء الإمام المظلوم أبي عبدالله الحسين ع.