نص كلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الى خطباء المنبر الحسيني ... منضدة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اليكم احبتي النص الكامل لكلمة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله الى خطباء المنبر الحسيني
واسالكم الدعاء
اعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله اجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
في البدء اود ان اشكركم ايها السادة والمشايخ الكرام الاجلاء على حضوركم وقبولكم لدعوتنا لهذا الجمع الحسيني الكريم من اجل الإمام الحسين سلام الله عليه واهل البيت سلام الله عليهم اجمعين ، ولي بعض الكلمات تتفضلون وتسمعونها جزاكم الله خير
بسم الله الرحمن الرحيم
كُـثُــر هي الفوائد والنتائج التي ترتبت على ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) فهو المعصوم الذي لا تكون تصرفاته الا ذات ثمار وفوائد عامة وقد ابدع العلماء في تعداد تلك الفوائد والنتائج لكنهم في نفس الوقت اختلفوا في بعضها فقد قيل : ان احدى الفوائد المتوخاة من تلك الثورة العظيمة هي البكاء ( البكاء على الإمام الحسين سلام الله عليه ) .
وليس المقصود من البكاء الا زرع المحبة في القلوب عبر الزمن اضافة الى ما ينتج من ذكر الإمام الحسين (سلام الله عليه) ولقد ورد في مدح البكاء الروايات الكثيرة كما هو معلوم والتي تجمعها ما ورد : (ان لولدي الحسين (سلام الله عليه ) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد الى يوم القيامة ).
نعم نحن نرى بأم اعيننا ما للذكر الحسيني من حرارة تضفي على الانسان البكاء والنحيب عليه وعلى آله وكل من قتل معه في واقعة الطف الاليمة العظيمة التي ذهب ضحيتها أشرف الخلق في زمنه والثلة المؤمنة من الذين قاتلوا قتال الابطال في سوح الوغى .
ومن الواضح ايضا ان البكاء سيكون ( هذه نتيجة اخرى وفائدة اخرى للبكاء ) اغاضة للعدو ولكل مبغضي الامام الحسين سلام الله عليه ولكل من سار على نهج قاتليه ( من السابق والى الآن ) لعنهم الله اجمعين ، وسيكون ذلك مصدقا للآية الشريفة القائلة : { وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } فان ذكر الحسين بقي خالدا مثل ما قال الشاعر :
كذب الموت فالحسين مخلدٌ *** كلما مر الزمان ذكره يتجدد
وفي نفس الوقت الذي بقي ذكره عالياً صار ذكر أعدائه بالحضيض ، وهذا قد ينطبق عليه قول الشاعر حينما قال :
ظنوا بأن قتلَ الحسين يزيدُهم**** لكنما قتل الحسين يزيدا
فهنا انتصر الدم على السيف وارتفعت راية المظلوم لتنخفض راية الظلم والظلام وليعرف الحق حقا وليكشف الباطل باطلاً ويحق الحق ولو كره الكافرون .
نعم البكاء على الحسين وأصحابه ذو فوائد جمة { نعم ( اكرر )} البكاء على الحسين وأصحابه ذو فوائد جمة ونتائج لا تنكر ، الا ان ذلك لا يجعل منه هدفاً للإمام الحسين سلام الله عليه ( فقد يقال ان الإمام الحسين قتل لكي نبكي عليه ) في ثورته أبداً فهو كما قال السيد الوالد قدس ( في كتابه اضواء على ثورة الإمام الحسين ) : ان هذا الهدف ( يا هدف ، البكاء ) بمجرده لا يصلح أن يكون هدفاً لكل تلك التضحيات ( من الطف وانت جاي ) التي قام بها الحسين (عليه السلام) الا أذا اندرجت ( شوف ) تحت عنوان أهم وهو طاعة اللّه سبحانه وتعالى أو هداية الناس ( وهي ايضا طاعة من طاعات الله سبحانه وتعالى ) أو الأجيال بهذه الطاعة أو التضحية في سبيل عقيدة التوحيد كما أسلفنا ونحو ذلك . انتهى كلامه قدس سره
ومن تلك الكلمات نستوحي أمراً مهماَ جداَ يخصنا نحن وفي زماننا هذا ، ( شنوة ) يخص الخطباء الحسينيين ويخص كل من يحضر منابرهم ، وهو أن لا يجعلوا البكاء هو الهدف الحقيقي في سفرهم وفي سِفرهم للإمام الحسين (عليه السلام) ولحضورهم المأتم والتعازي بل والسير الى الحسين ( المشي الى الإمام الحسين سلام الله عليه ) وكل الشعائر الحسينية المباركة بل ان تلك الشعائر وفي زماننا هذا بل وفي كل أزمنة التاريخ كانت ولا زالت تعرض القائم بها الى الخطر ( كول لا ) والى القتل والتفخيخ وحز الرؤوس وقطع الايدي والارجل كما هو معلوم ( وكما سمعنا ونسمع ) ولا يجب ان تكون تلك التضحيات من اجل البكاء فقط ( على الرغم من اهميته اكرر ) ، فانكم وان قلتم : فلم ندعي أننا لو كنا معهم لقاتلنا وضحينا بأنفسنا كما يذكر الروزخونية والخطباء وكما انتم تذكرون ايها الاحبة (شتذكرون ) (( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً )) ( صحيح يا ليتنا كنا معهم بس بحق وحقيقة مو طقطقة لسان ) والفوز العظيم هو القتل والتفخيخ وما الى ذلك من حوادث وقعت ولا زالت تقع ضد زوار الإمام الحسين ومحبيه ومقيمي الشعائر الحسينية . نعم ، لابد من التضحية ولابد أن يكون شعارنا (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً) (( مو مجرد امنية مو مجرد امنيات ومجرد ان جاء الحسين شيله وافلت لا )) شعاراً حقيقياً من اجل الحسين ، نضحي من أجل الحسين بالغالي والنفيس ، بالأرواح والأموال والأنفس ، لا ان نطلب جمع مال أو شهرة أو أمور دنيوية ، فاذا لم يطابق ذلك الشعار شعورنا فنحن كاذبون ( بلا استثناء حتى آني ) لا محالة من الناحية المعنوية فضلا عن المادية ، لكن جُلَّ ما أريد ايصاله لكم يا محبي الامام الحسين (سلام الله عليه) اجعلوا من تضحياتكم لا لأجل البكاء فحسب بل اجعلوا من البكاء وغيره طاعة ، طاعة لله سبحانه وتعالى ومغنماً اخروياً بعيداً كل البعد عن المغانم الدنيوية ، كالظهور عبر الشاشات التلفزيونية والفضائية ، حتى وصل الامر بالفرد أنه لا يبكي الا اذا توجهت عليه عدسة الكاميرة ( كول لا خوب كلكم شايفيها ) ، فالشهرة والرياء بهذه الصورة غير صحيح.
نعم (دفع دخل اشكال ورد ) اظهار البكاء ( باللغة العامية ما بيه رياء ، ابجي رائي بس مو بهل الصورة بحيث تفضحنه حبيبي ، الكامرة مو عليك ما تبجي من تجي عليك تبجي هذا مو رياء هذا هاي سخافة ) نعم اظهار البكاء او كما عبر عنه في الروايات التباكي ( من بكى وابكى وتباكى ) لا أشكال فيه ( عكس الصدقة ، الصدقة ما اصير بها رياء هاي اصير بيها رياء مو كلشي ما اصير بيه رياء هذا يجب اظهاره للمجتمع فاذا اظهره للمجتمع لكن اظهاره بصورة شنو لطيفة وجميلة لا تشوه السمعة امام الاخرين اكو من يتربص بنا شنو ، تربص الاعداء حبيبي ) قد تشوه مسيرة الامام الحسين (وحاشاه) وقد تحد من ثورته وتضايقها وتجعلها للبكاء فحسب فهو لم يقتل من اجل البكاء فحسب بل من أجل طاعة الله سبحانه وتعالى . فالبكاء ما دام طاعة فهو مقبول وكل من يذهب ويتعرض للبلاء والقتل أثناء هذه الطاعة فهو شهيد لا محالة ومن يتعرض للخطر في سبيله فقد اهتدى وهدى الاخرين ايضا وكان باباً لهداية الاخرين ولنصرة الحق واهل الحق ، ولذا فانه من الضروري أن يتحلى الفرد الحسيني سواء الخطيب ام حظّار المنابر بالطاعة في كل حركاته وسكناته لا كالذين يقومون بالشعائر في كل سنة وهو بعيد كل البعد من الطاعات الاخرى كالصلاة والصيام وما الى ذلك ( تلكاه امجودر على شارع كربلاء بس هو يمكن صار ستة اشهر ما امصلي حبيبي هاي عيب هاي كون اتنصحون الجالسين جوه منبركم لا ايسوها ، فالتفتوا رجاءً.
فان قيل : ان الحسين نفسه قد بكى سلام الله عليه ( وهذا وارد بالروايات وكما تعلمون انتم ) وكذلك الامام الرضا (سلام الله عليه) بكى على أبيات دعبل الخزاعي حينما أنشد قائلا :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا *** وقد مات عطشانا بشط فرات
اذا للطمت الخد فاطم عنده *** وأجريت دمع العين في الوجنات
فنقول وكما قال السيد الوالد (قدس) في كتاب أضواء على ثورة الحسين عليه السلام : وهنا ينبغي أن نلتفت ( شوف الالتفاتة هنا المهمة ) الى ان الحزن الحقيقي انما هو على أهل الدنيا وأهل الشر وأهل العناد ( عليمن تيبجي الحسين ، على اهل الشر ، شويه مخمخه ابالك وشوف شنو يعني ) ، على اعتبار أنهم اختاروا لانفسهم ( ليش يبجي عليهم ، هذا السبب ) الغفلة والشر والعناد ، وقد روي ان الامام الحسين (سلام الله عليه) بكى على اعدائه في كربلاء ( وهذا انتوا ايضا تدرون بيه بعتباركم خطباء ) ، باعتبار أنهم اجتمعوا ضد امامهم ومولاهم الحقيقي ، وعرضوا أنفسهم ( مو عرضوا اله ، عرضوا انفسهم ، ما جاي يبجي على نفسه لان اتعرض للموت والشهادة ، لانه عرضوا انفسهم الى شنو ) لهذه الجرائم النكرة .
وما تصوره (عليه السلام) عن شهادته والبلاء الذي مر عليه فهو الاستبشار والفرح ( اذن الفرحة وين بشهادة الامام الحسين ، والحزن المن ، للعناد والشر واهل الشر ) برحمة الله ونعمته جل جلاله .
كما أن الحزن يكون على أولئك المشمولين لقوله (عليه السلام) : من سمع ( هذا الكلام للسيد الوالد ) واعيتنا ولم ينصرنا أكبه الله على منخريه في النار) ، ( فهو يبكي على اهل الشر ، على اعدائه .
وهذا هو بكاء الابوة ( ويا له من تعبير ، الاب ، هسه آني ولو هم على كولتهم كلبي محروك ، بس الاب مو بس للمؤمنين والصالحين ، الاب قبل ما يثبت المؤمنين ، يهدي الضالين ويهدي الاعداء حبيبي كول لا ) الواقعية حيث يحس الأب بتمرد أولاده عليه ، والواقع أن تمردهم ليس ضده ( شوف هاي الالتفاتة ، ضد انفسهم هم مو ضد الامام الحسين ، بالعكس الامام الحسين اشصار ، انتصر الدم على السيف وراح شهيدا عاليا ، وهمه وين راحوا للحضيض ، الامام الحسين يبكي لانهم ذهبوا الى الحضيض ) ، بل ضد ربهم من ناحية وضد أنفسهم من ناحية اخرى ( ولازال الكلام للسيد الوالد قدس ) ، فتكون المصيبة عليهم منهم ( يعني من انفسهم ) أكبر ، لأنه لن يُعاقب إلا فاعل الجريمة .
فإن السيد الوالد (قدس) قد ذكر في طيات كلامه في كتاب (الاضواء) ان البكاء منحصر على أهل الدنيا وأهل الشر ، وليس على الشهادة والبلاء الذي مر به ، بل ان ذلك يكون مدعاة للاستبشار والفرح برحمة الله ونعمته جل جلاله .
ونفهم من ذلك أن الامام الحسين ما قاتل من أجل عنصرية أو طائفة ( ذولاك مو من عقيدتي فكون اكتلهم واروح على مساجدهم واجفت وافجر سيارة مفخخة هاي آخر مودة ) أو بغض أو حقد أو ما الى ذلك من الأهداف الدنيوية وحاشاه ، بل قاتل من أجل الهداية والصلاح والإصلاح وكما ورد عنه : ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ( شوف اول ما بدء وين بأمة جده ) رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) .
ومن هنا يجب على الفرد الحسيني مطلقاً ان لا يجعل من المنبر ولا من الشعائر او حضورها تذكيةً للطائفية وتأجيجاً للطائفية ( مو تكعد علمنبر وتشتم فلان وفلان أظهر حقائق بالمنطق والعقل والقلب حته يقتنع الاخرين ويهتدوا ، انت لا تريد ان تنفرهم ، انت لا تريد ان تبعدهم ، انت تريد ان تهديهم ) او بغضاً لاحد وانما لطب هداية المقابل وكسبه للحق واهل الحق وللمذهب الحقيقي لا كالذين يجعلون من المنابر والذكر الحسيني منفراً للآخرين حتى فتح ابواب الطائفية والحقد على مصرعيها عبر الفضائيات والابواب الاعلامية وكل هذا قد يعرض الاسلام والمذهب الى الخطر ( وهسه اتشوفون ، اليوم ما تصدكون مقتدى ، شوفوا بعد اسنين شوفوا شيصير ) وما الى ذلك فيجب الالتفات الى ذلك وتربية الناس على الوحدة وهدايتهم اليها حتى العدو ( وهداية حتى العدو ) الذي بكى عليه الامام الحسين في ثورته آنذاك وباقي المعصومين ، اما شهادته فهي مدعاة فخر واعتزاز واستبشار وان كان البكاء ، فالبكاء على انتشار الظلال والضياع من بعدهم عليهم السلام .
وشكرا جزيلاً

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

الهي بحق الحسين الوجيه وجده وابيه وامه واخيه احفظ السيد القائد مقتدى الصدر من كل سوء

بوركت اخي الغالي ابو علي على هذا المجهود الرائع والنشر المبارك

جزاك الله تعالى خيرا على النشر

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين ومن سار على هديه الى يوم الدين
اللهم انصر السيد القائد مقتدى الصدرالناصر لدينك وسنة نبيك
بوركت اخي ابو علي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين ومن سار على هديه الى يوم الدين
اللهم انصر السيد القائد مقتدى الصدرالناصر لدينك وسنة نبيك
وفقك الله لكل خير