العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-2013, 11:23 AM   #1

 
الصورة الرمزية الاقل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 211
تـاريخ التسجيـل : Apr 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 12,642

حسين الامام الحسين (ع)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

[frame="15 98"]
الامام الحسين (عليه السلام)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

بسم الله الرحمن الرحيم

((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))

(سورة الأنبياء/ الآية 107)

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم .
عظم الله اجر مولانا المصطفى وعترته النجباء والشيعة الاوفياء بمناسبة مصيبة كربلاء حيث ازدلف نحو ثلاثين الف يبتغون اطفاء نور مصباح الهدى ، فأبى الله ذلك وبقي نور مصباح الهدى متلألئا متوهجا ...
بل ان الله اتم نوره رغم انوف الكافرين والمشركين .
وفي هذ الوقت الذي ازدحم فيه المعزين شرفني الله في مشاركة تعزيه مع من شارك في هذا العزاء العظيم ، وهذه المشاركة عبارة عن مبحث يحاول تسليط الضوء على صورة من صور تجلي الرحمة الإلهية من ولي الله وحجته البالغة ابو عبد الله الحسين (عليه السلام) ، في ملحمة الطف الخالدة .
مقدمة :
1ـ قد يستغرب البعض من الناس ولأول وهلة حينما يسمع بتجلي الرحمة الالهية بصورة لا تدركها الكثير من العقول في مسيرة قافلة العشق الالهي المتوجهة نحو ارض الطفوف بقيادة سبط الانسان الكامل وبديع فطرة الله التامة الذي خلقه الله في احسن تقويم ، الا وهو ريحانة حبيب الله ...مولانا ومقتدانا ابو عبد الله الحسين الشهيد(عليه السلام)، ولعل وجه الاستغراب ، ان وجد عند البعض ، فقد يكون مرتكز على البعض مما يلي:
1ـ كون الواقعة مأساويه ، فهي حرب ضروس دامية لامجال فيها لاستسلام أي من الجهتين ، سواء كانت :
جهة الحق المتمثلة بمولانا الحسين(عليه السلام) ومعسكرة الالهي ، فقد اعلنها امامنا الحسين(عليه السلام) كلمة خالدة مدوية لن تخمد الى ان يرث الله الارض ومن عليها وهي:
" ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة ، وهيهات له ذلك منّي ، هيهات منا الذلة ، أَبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون ، وحجور طهرت ، وجدود طابت ، وأُنوف حميّة ، ونفوس أبيّة أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام "
(نفس المهموم:131، مقتل الخوارزمي 7:2، بحار الأنوار 83:45 مع اختلاف يسير في الألفاظ).
او جهة الباطل ومعسكره الشيطاني الذين تسافلوا الى دركات عجيبة بحيث فرغت قلوبهم من أي بصيص للرحمة والعاطفة حتى اسودت وتحجرت بشكل غريب ، مما ادى الى ظهور تصرفات من بعضهم تستقذرها ابشع الوحوش ...
حينئذ قد يصعب عند البعض تخيل وجود الرحمة الالهية ضمن هكذا جو رهيب !
2ـ غفلة البعض منا عن بعض صور الرحمة، فالبعض منا قد يرى ان الرحمة الالهية للفرد او الجماعة متمثلة بمنح الاموال والابناء والصحة والجاه والجمال ...او حتى العلم والمناصب الدينية والاجتماعية ...
اما ان يصاب الفرد بحادث قد يؤدي الى شلله او بتر احد اطرافه ..رحمة به لكي لا يقع بهاوية الابتعاد عن الله (جل جلاله)
او ان يُقتل طفل والدين صالحين رحمة بهم لكي لا يؤذيهم عند كبره ...
او تثقب سفينة مساكين وتصاب بالعطب، رحمة بهم من اغتصاب الملك الظالم ..
او ان يعيش الفرد فقيرا او مريضا او يتيما او سجينا ...رحمة به!
كل هذا وغيره كثير، غالبا ما يكون مستغرب عند البعض منا ويراه غير مألوف كمصداق للرحمة؟
3ـ جمود البعض منا ولو لفترة على وقت الحادثة الالهية فحسب، وبالرغم من تجلي الرحمة الالهية في وقت أي حادثه الهية بصورة ناصعة كما سيتبين في طيات هذا المبحث (حول الطف)الا ان الحقيقة الحقه هي:
ان مولانا الحسين(عليه السلام)، وملحمة كربلاء هي نوع رحمة الهية مستمرة وباقيه ببقاء الله (جل جلاله)
بل هي رحمة الهية تزداد كل حين بإذن الله ناهيك عن بقائها وخلودها ووصولها الى عدد هائل من المخلوقات.
2 ـ قد يسأل البعض عن سبب اختيار الآية اعلاه كمصداق لعنوان البحث مع انها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )
فيكون بعض الجواب بما يلي:
نعم ان الآية المباركة قد نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) هو مصداقها الاعلى ، ولكن القرآن حي وآياته حية ، تجري مجرى الليل والنهار ولها مصاديق في كل زمان ومكان
قال سيدنا الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس):
...ورد ورد عن الامام الصادق(عليه السلام):
(ان القرآن حي لم يمت ، وانه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا )(انتهى)(منة المنان..للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ج1 ص212 )
وحينما رُفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى مقعد صدق عند المليك المقتدر ، ترك فينا عترته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهم خزان علم الله وتراجمة وحيه وامناء خلقه .. ومنهم مولانا الامام الحسين (عليه السلام) الذي قال فيه جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال :
"حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً ، حسين سبط من الأسباط ، لعن الله قاتله".
وهذا الحديث متواتر قطعي الصدور ممن لا ينطق عن الهوى ان هوم الا وحي يوحى فقد رواه الكثير من العلماء :
كـ : صاحب الإستيعاب ، وابن الأثير ، وأحمد بن حنبل ، والترمذي ، وابن ماجه ، والحاكم ، والبخاري في الأدب المفرد ، والطبراني ، وابن شيبة ، وآخرون ..
اذن فكل ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلعترته من بعده سوى الرسالة الالهية ومختصاته(صلى الله عليه وآله وسلم)(مقتل المقرم / هامش ص397 / عن المحتضر لـ الحسن بن سليمان الحلي ص22 ط نجف)
علما ان رسول الله وعترته الطاهرة (صلوات الله عليهم) ، هم من نور واحد ومن طينة واحدةً (انظر كتاب اكسير العبادات في اسرار الشهادات للفاضل الدربندي).
وعليه فيكون مصداق قوله تعالى:
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ))(سورة الأنبياء/ الآية 107)
في زمن مولانا الحسين (عليه السلام) ، هو الامام لحسين(عليه السلام)نفسه.
عنوان البحث:
الامام الحسين (عليه السلام )رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف
بالرغم من ان عاشوراء يوم حزن عظيم ، ففي أمالي الصدوق /ص 190:بسنده عن امامنا الرضا(عليه السلام) قال:
... إن يوم الحسين أقرح جفوننا ، وأسبل دموعنا ، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء ، أورثتنا الكرب والبلاء ، إلى يوم الإنقضاء ، فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء يحط الذنوب العظام ....(انتهى)
ولا يوم كيوم ابا عبد الله كما نص بذلك سيدنا الامام الحسن المجتبى(عليه السلام ) ، فعلى امامنا ومقتدانا الحسين السبط تذرف الدموع وتسيل الدماء وتلطم الخدود وتنصب المآتم ، فما اعظمها من مصيبة ، عظمت في السماوات والارضين فلقد بكته حور العين في الجنان والحيتان في البحار والوحوش في الفلوات ....
ولكن كل ذلك رحمة للعالمين رغم انوف الطغاة والمتجبرين .
وهذا ما اجابة به مولاتنا العقيلة زينب(عليه السلام) الطاغية بن مرجانه حينما خاطبها شامتا بقوله : كيف رأيت صنع الله بأهل بيتك.
قالت(عليها السلام):
ما رأيت إلا جميلا .. (مثير الاحزان ابن نما الحلي/ بحار الانوار ج45 ص116))
نعم فلقد كانت تلك الشهادة العظيمة سببا في احياء الكثير من القلوب ، وبضياء نور مولانا الحسين اهتدى الطالبون إليه لأنه نور الله الذي لم يطفأ ، ولا يطفأ أبداً ، ووجه الله الذي لم يهلك ، ولا يهلك أبداً ..
وما هذه المواكب والمجالس والتعازي والزيارات ... والكتب والمواضيع والبحوث والمقالات وطبعها ونشرها واخذ الدروس والعبر منها ...ومواجهة الطواغيت والظلام واحياء ذكر الله رغم انوف الظالمين واستهتار المستهترين ...
الا من فيض رحمة الله الواسعة ببركة مولانا الحسين(عليه السلام)
ويا لها من رحمة واسعة التي تجعل من البكاء على امامنا الحسين(عليه السلام) تحط الذنوب العظام
قال امامنا الرضا(عليه السلام):
(فعلى مثل الحسين فليبك الباكون ، فإن البكاء يحط الذنوب العظام)
والآن لنرى صوره من صور تجلي رحمة الله الواسعة من خلال ولي الله وحجته البالغة امامنا الحسين(عليه السلام) وضمن النقاط الاتية:
1ـ قيام الامام بإعلانه الخروج على حكم الطغاة بعد انكشاف الكثير من الاعيبهم وبروز ما يبين خبث نواياهم ، فهم لم يلتزموا بالعهود والمواثيق التي قطعوها مع امامنا الحسن(عليه السلام) وقتلوا الكثير من الاصحاب والعباد والمخلصين كـ حجر بن عدي وعمرو بن حمق الخزاعي...واحيوا البدع واماتوا السنن وعاثوا في الارض فسادا..
2ـ اعلان الخروج تم بمراكز تجمع الدولة ومحل تواجد غالبية اصحاب القرار والكثير من عامة الناس فيها ، وانطلاقا من مدينة رسول الله المنورة وتثنية بمكة متزامنا مع توافد الحجيج اليها ثم المسير رويدا الى الكوفة وعلى مدى 175 يوما ، حيث انقسمت هذه المدة إلى :
12 يوم في المدينة المنورة
وأربعة أشهر وعشرة أيام في مكة المكرمة
و23 يوم في الطريق من مكة إلى كربلاء المقدسة
و8 أيام في كربلاء من 2 محرم إلى 10 محرم الحرام سنة 61هج
وهذه مدة كافية لوصول خبر الخروج الى غالبية المسلمين بل والى غيرهم اكيدا
3ـ القاء الخطب والمواعظ من قبل مولانا الحسين الشهيد (عليه السلام) لبيان المظلومية التي وقعت بها الشريعة من جهة واسباب الخروج من جهة اخرة واحقية امامنا الحسين بالخروج من جهة ثالثة
4ـ ارسال الرسل من قبل امامنا الحسين (عليه السلام) الى جملة من رؤساء القوم ووجهائها بعد اعلانه(عليه السلام ) الخروج لطلب الإصلاح.
5ـ استجابة امامنا الحسين(عليه السلام) لاستغاثة ودعوة الناس ووجهائهم وشيوخهم وخاصة في الكوفة طالبين من الامام (عليه السلام) انقاذهم من ظلم الطغاة وكانت رسائلهم بالالآف ، وقد جلب الامام جملة من رسائلهم معه في رحله
اذن فالإمام استجاب لاستغاثة الناس وان كان معظمهم فسقة
5ـ تعامل الامام(عليه السلام) مع الصديق والعدو بمنتهى الرحمة الإلهية
فمع الصديق ارسل الامام بنفسه الى زهير بن القين يدعوه لنصر دين الله واعلاء كلمة لا اله الا الله
ومع العدو فقد امر امامنا (عليه السلام) بسقي جيش الحر وخيله وهم في كبد الصحراء مع انهم يمثلون جهة العدو ، بل ان علي بن الطعان المحاربي كان في آخر جيش الحر وقد اضر به العطش كثيرا ، فقال له الامام الحسين(عليه السلام) :
انخ الراوية (وهي الجمل بلغة الحجاز)، فلم يفهم مراده فقال له (عليه السلام):
انخ الجمل ، ولما اراد ان يشرب جعل الماء يسيل من السقاء فقال له ريحانة رسول الله: اخنث السقاء ، فلم يدر ما يصنع لشدة العطش فقام (عليه السلام) بنفسه وعطف عليه السقاء حتى ارتوى وسقى فرسه(مقتل ص214)، هذا مع ان الماء كان خاص برحل الامام الحسين (عليه السلام ) وله ماله من اهمية في الصحراء.
6ـ عندما حان موعد الصلاة قال امامنا الحسين(عليه السلام) للحر :
اتصلي بأصحابك، قال(الحر) : لا ، بل نصلي جميعا بصلاتك.
فترى ان عطف الامام(عليه السلام)ورحمته مفتوحة للطرف الثاني ومهتمة بأحوالهم وان كانوا اعداء بل ويعطيهم كامل حرية الاختيار وفي هذا درس بليغ في كيفية احياء دين الله واقامة حدوده.
7ـ رعايته(عليه السلام ) لمن معه وغيرهم بأجمل واروع معاني الرحمة واللطف والرقة والود والحنان ..
فترى امامنا (عليه السلام) حين توجهه الاخير لمحاربة الاعداء يدعوا القوم ان يسقوا عبد الله الرضيع الذي آذاه العطش كثيرا، وعندما رأى سيدتنا سكينة منحازة عن النساء باكية نادبة ، وقف عليها مصبراً ومسليا ويحتضن عبدالله ابن اخيه الامام الحسن(عليه السلام) في منتصف ارض المعركة فترى اجمل واروع لحظات الانسانية في اهوال اقسى ظروف المعركة ! (مقتل ص338)
ومع بطل نهر العلقمي تتجلى الرحمة والحنان بما لا تعقله العقول
ومع واضح التركي (مولى الحرث المذحجي السلماني) ، حينما استغاث ، فانقضّ عليه الحسين واعتنقه وهو يجود بنفسه فقال :
من مثلي وابن رسول اللّه (عليه السلام) واضع خدّه على خدّي، ثمّ فاضت نفسه
فترى ان الامام(عليه السلام) يعامل واضح التركي ، واسلم مولاه ، وجون ...كما يعامل ابناء الرسالة وذراري الانبياء وورثة الاصفياء ، فأي تجلي للرحمة الإلهية هذه.
وهكذا مع باقي الكائنات ، فحينما قدم امامنا المشرعة خاطب جواده قائلا و هو يمسح على رأسه :
ـ أنت عطشان وأنا عطشان فلا أشرب حتى تشرب.
بل وحتى مع زواره من بعد استشهاده، فقد اشترى النواحي التي فيها قبره من اهل نينوى بستين الف درهم وتصدق بها عليهم واشترط عليهم ان يرشدوا الى قبره ويضيفوا من زاره ثلاثة ايام فأي رحمة هذه التي خشع لها الاحرار والثوار والعلماء والزعماء والقادة والمثقفين والمفكرين وعامة الناس من كل حدب وصوب باختلاف مذاهبهم ومشاربهم والوانهم ..
معلنين بفخر ويقين، أي اعتزاز واحترام يكنونه لإمامنا الحسين واي فضل اصاب كربلاء ببركة مولانا الحسين (عليه السلام) و يا له من يوم يوم عاشوراء ...
..واليك بعض من اسمائهم وجملة من اقوال بعضهم :ـ
فمن بعض الاسماء:
الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي توماس كارليل
والكاتب الانكليزي ـ توماس لايل
والكاتبة الإنكليزية ـ فريا ستارك
والكاتب كرم قنصل
والآثاري الانكليزي ـ ستيفن لويد
والاديب المسيحي جورج جرداق
ومن بعض اقوالهم ما يلي:
قال الباحث الإنكليزي ـ جون أشر:
.. إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي..
وقال المستشرق الأمريكي غوستاف غرونييام :
...أن وقعة كربلاء ذات أهمية كونية ، فلقد أثّرت الصورة المحزنة لمقتل الحسين ، الرجل النبيل الشجاع في المسلمين تأثيراً لم تبلغه أيّة شخصية مسلمة أخرى..
وقال محمد علي جناح ( مؤسس دولة باكستان) :
لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق
وقالت الباحثة الانكليزي ـ أ.س. ستيفينس
..أن الشمر قتل الحسين لذا تصب عليه اللعنات دوماً وعلى كل من قاد القوات الأموية ضد شهداء كربلاء.. فالشمر صنو الشيطان في الإثم والعدوان من غير منازع..
وقال الزعيم الهندي غاندي :
لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين.
وقال انطوان بارا :
لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية ، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية بإسم الحسين.
وقال تاملاس توندون (الرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي):
هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري ، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد ، وتذكر على الدوام .
وقال المطران الدكتور برتلماوس عجمي :
من أجدر من الحسين لأن يكون تجسيدا للفداء في الإسلام؟
ونختم الاقوال بقول بولس سلامة :
إن ملحمة كربلاء هي ملحمتي الذاتية كفرد إنساني
لا يقاس الحسين بالثوار، بل بالأنبياء.
ولا تقاس كربلاء بالمدن ، بل بالسماوات .
ولا تقاس عاشوراء بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون
مع الحسين كل هزيمة انتصار.
وبدون الحسين كل انتصار هزيمة.
لأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها، فإن ((كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء)).
أيها الناس .. إن الشهادة تزيد في أعمار المستشهدين، ألا ترون كيف أن "عبد الله الرضيع" يعتبر اليوم من كبار عظماء الرجال ؟
تمزقت رايته .. ولم تنكس!
وتمزقت أشلائه .. ولم يركع!
وذبحوا أولاده وإخوانه وأصحابه .. ولم يهن!
إنها عزة الإيمان في أعظم تجلياتها
قبل عاشوراء ، كانت كربلاء اسماً لمدينة صغيرة ، أما بعد عاشوراء فقد أصبحت عنواناً لحضارة شاملة .(انتهى)
من نتائج المبحث:
1ـ ان امامنا الحسين عليه السلام ضحى بكل شيء من اجل احياء دين الله واقامة حدوده وتثبيت منهاجه ، أي ان هذه التضحية العظيمة صارت سببا في احياء دين الله واقامة حدوده ...وهذا من رحمة الله الواسعة ببركة مولانا الحسين(عليه السلام) ، ولذا ورد في احد زيارات امامنا الحسين(عليه السلام) :
السلام عليك يا رحمة الله الواسعة..(عن الشيخ المفيد)
2ـ ان رحمة الله الواسعة ببركة مولانا الحسين(عليه السلام) أخذت كلّ الوجود فرداً فرداً، وكلّ مقدار من الرحمة الإلهيّة غير متناه، ويصل لكلّ فرد مستحقّ لهذه الرّحمة.
3ـ ان امامنا الحسين(عليه السلام) ومن خلال ملحمة كربلاء قد ترك لنا منجما لا ينضب من الدروس والعبر والقيم والمبادئ والاخلاق ...
فملحمة كربلاء جعلت مستوى الفكر البشري يرتقي الى مستوى رفيع ، لأنها منحت عجلة التكامل نحو الله قوة هائلة جعلتها تتحرك بسرعة عالية لم تكن لتكون لولا شهادة مولانا الحسين (عليه السلام)
فسلام على الذي سقى بدمائه الزكية قلب الحياة ليبقيه مستمر بالنبض حتى يسقي الشريعة ليخرج الناس من الجهالة وحيرة الضلالة ، فأي رحمة الهيه هذه التي تجلت ببركة امامنا الحسين(عليه السلام) فملئت ما بين الخافقين ، بل وتعدتها ...
وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
سؤال:
انت تتكلم عن تجلي رحمة الله في الحسين(عليه السلام) ، ولكن هل باقي الائمة (عليهم السلام) لا توجد لديهم تجليات لرحمة الله الواسعة؟
الجواب:
ان الله جل جلاله واحد وكل المعصومين (عليهم السلام) محل لتجلي رحمته الواسعة ، ولكن القصور في بعض الناس الذين لا يتمكنون من رؤية وادراك هذا التجلي لرحمة الله الواسعة (أي ان العيب والقصور في القابل وليس في الفاعل )
اذن التجلي موجود في كل المعصومين(عليهم السلام) ولكن العيب والقصور والتقصير في الافراد الذين لا يدركون هذا التجلي
من مصادر ومراجع المبحث :
1ـ القرآن الكريم
2ـ منة المنان..للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) ج1 ص212 / تحقيق مؤسسة المنتظر ../ نشر : المحبين ـ مطبعة الكوثرـ قم المقدسة/ ط1 (1432هـ/2011م)

موسوعة الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم / الدكتور محمد الزحيلي
4ـ كتاب مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة / الشيخ عزت الله المولائي
5ـ مقتل الامام الحسين / السيد عبد الرزاق المقرم / مطبعة الآداب /ط4 /النجف الاشرف 1972م
6ـ أنبياء الشرق ـ ديوان شند شرمة ـ طبعة كلكتا 1935
7ـ الإسلام في الغرب L'Islam en Occident ـ جان بول رو Jean-Paul Roux
8ـ حضارة العرب ـ جوستاف لوبون ـ ترجمة عادل الزعيتر
9ـ سيقهر الماء الصم الحجر ـ آنا ماري شيمل
10ـ شمس الله تشرق على الغرب ـ الدكتور ايرنبرج الاستاذ في جامعة اوسلو



[/frame]

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة ابو علي ; 16-11-2013 الساعة 12:06 AM
الاقل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 01:52 PM   #2

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي رد: الامام الحسين (ع)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله لكم الاجر اخي الغالي
وجعل الله مجهودك في ميزان أعمالك

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 04:57 PM   #3

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1709
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 1,652

افتراضي رد: الامام الحسين (ع)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
عظم الله لكم الاجر واحسن لكم العزاء
وفقك الله لكل خير

 

 

 

 

 

 

 

 

خادم السبطين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 07:30 PM   #4

 
الصورة الرمزية ابو الطيب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 181
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,131

افتراضي رد: الامام الحسين (ع)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليك يااباعبد الله الحسين (عليه السلام) عظم الله اجورنا واجوركم
بفاجعة الطف الاليمه واحسنت اخي (الاقل) على هذا البحث القيم والجهود
المبذوله وجعله الله تعالى ما كتبت في ميزان اعمالك ان شاء الله


 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ابو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-2013, 08:58 PM   #5

 
الصورة الرمزية اخوكم في الله

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 676
تـاريخ التسجيـل : Nov 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : النجف
االمشاركات : 505

افتراضي رد: الامام الحسين (ع)رحمة الله الواسعة في ملحمة الطف

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
تقبل الله عزائك أخي الأقل وعظم لك الأجر ، بحث موفق

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اخوكم في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الامام الحسين (ع) , رحمة الله الواسعة , في ملحمة الطف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:38 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025