أفـــة الطــــائفية

يمكن لنا تعريف الطائفية:-بأنها الإنحياز أو التخندق لجهة معينة أومجموعة تتبنى فكراً معين ذو صبغة خاصة تتعامل مع الأخرين وفق (إن لم تكن معنا ..فأنت عدونا )..

وما يهمنا نحن المسلمين أننا كان وللأسف الشديد الحصة الأكبر منها وهي ليست وليدة الحاضر إن صح التعبير وإنما عاشت وتطفلت على جسد الأمة الإسلامية ومنذ زمن ليس بقريب ولايمكن لنا أن نغض الطرف عن تلك المرحلة التي عاشتها الأمة الإسلامية أبان تنامي هذه الأفة حتى أصبحت الميزان الذي على أساسه يقيم الأخرين !!
فنحن نقرأ عن تلكم الحكومات الدكتاتورية المتسلطة لاسيما الأموية والعباسية والتي مارست أبشع أنواع الطائفية خدمتةً لمصالحها الخاصة من خلال التفريق بين أبناء الأمة الواحدة وتشتيت وحدتهم وتفريق كلمتهم وتحت شعار (فرّق تسدّ) فيكون لها ما تريد وأسباب فشل ثوار واقعة فخ لهي خير دليل على ما أسلفنا ...
إذا وعلى الرغم من أن القرأن الكريم والسنة النبوية المقدسة قد أكدت على أهمية الوحدة وعدم تفرق الكلمة ورص الصفوف بين المسلمين عامة في غير أية وحديث (ولا تفرقوا ولا يغتب بعضكم بعضا ...,,إنما المؤمنون إخوة ..,,إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) كذلك الأحاديث الشريفة ..(وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين فيّ والمتباذلين فيّ..الرسول الأعظم "علية وأله الصلاة والسلام " وقال(ص) تعامل مع الناس كما قال الله تعالى (إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم )..
رغم ذلك إلا إنها وللأسف قد أخذت مداها في النفوس المريضة ومن جيل لأخر ومن حقبة زمنية الى أَخرى, وقد إستغلت قوى الظلم والإستكبار العالمي هذه المسألة وهذا المرض العضال الذي ما برح ينخر جسد الأمة الأسلامية لتعيد الكرة مرة أُخرى وتغذي ذلك النفس المسموم البغيض وتؤجج روح التفرقة والتناحر بين أبناء الأمة الواحدة ..لتصل الى ما تريد ووفق ما تشتهي وبذلك تُحكم سيطرتها على مقدرات وثروات تلك الشعوب ..طبعاً بمساعدة الحكام العملاء والذين هم صنيعة تلك الدول الأستكبارية بل تعدى الأمر الى أن تأخذ تلك الطائفية وذلك المرض الخبيث لتصدرة الى دول أخرى غير إسلامية لتفرق بين أبنائها على أساس العرق أو القومية أو الدين أو اللون أو المكان (شماليين وجنوبيين)..
وحيث أن هناك جهة تمثل معسكرأً للكفر إن صح التعبير فإن هناك جهة أَخرى أبت إلا أن تكون معسكراً للإيمان لتقف بوجه الطائفية وتعمل جاهدةً وبكل ما أًتيت من قوة لتحبط مخططاتها العدوانية التفريقية ولتكون الإمتداد الطبيعي لصف الإيمان المتمثل بالمعصومين (ع)..
وحيث أن مسؤلية إصلاح العالم وتخليصة من درن الشرك والتفرقة وبسط السلم والأمن في ربوع المعمورة يقع على عاتق ذلك المصلح المنتظر عليه السلام الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن تملأ ظلماً وجورا.فإن مسيرة الإصلاح والوقوف بوجه الطائفية المقيتة قد تكفل بها كل غيور ووطني شريف قد أخذ على عاتقه الدفاع عن الوطن والتضحية من أجله بالغالي والنفيس ..يقف في مقدمة ذلك الركب المبارك أل الصدر الكرام الذين ما فتؤا يدافعون عن أرض وشعب العراق الجريح وبكل أطيافة لا يفرقون بين مذهب وأخر ولا قومية وأخرى ..فالكل جزء من ذلك الوطن والكل له حق فيه مثلما عليه حق تجاهه..
إذا عليك ياعراقي يا غيور أن تميز بين الحق واهله والباطل وأزلامه لتكون من مناصري الحق وذلك غاية الفخر بالدنيا والأخرة ولتحضى برضا الله تعالى فتكون من الذين وصفهم الباري عز وجل في كتابه المجيد (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله كأنهم بنيان مرصوص)..
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وأله أجمعين وعجل فرجهم وألعن عدوهم