اسباب الانحراف (الحلقة الاولى)

اسباب الانحراف والضلالة (الحلقة الاولى)

(بسم الله الرحمن الرحيم)

1- فقدان الهدف
ان احد الاسباب التي تؤدي للانحراف هو فقدان الهدف وليس المقصود فقدان الاهداف المرحلية الجزئية كالزواج او حصول على وظيفة او ترقية مناسبة في عمل ما وما الى ذلك وانما المقصود فقدان الهدف الكلي للحياة وهو الذي يعد بوصلة الحياة ويحدد له الاتجاه الذي ينبغي عليه ان يسلكه واي هدف يكون اهم من الهدف المرتبط بالله والمعصوم (صلوات الله عليه)حيث قال رسول الله (صلى الله عليه واله)اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا فأغلب انحراف الشباب ناتج عن عدم تحديد هدف معين سابقا
والنظرة القصيرة المحدودة لفهم الحياة ولعل البعض من شبابنا لا يعلم لماذا خلق فتجده بين الحين والاخر يسعى الى شيء وقد يحققه اولا يحققه ثم يسعى الى شيء اخر وهكذا وكل ما يسعى اليه ضمن دائرة محدودة وهي (المادة)
فانه يتخبط في حياته تخبط عشوائي لا يدرك او لا يعرف اي طريق يسلك ونحن عندما ننظر الى القوانين البشرية الوضعية لبناء الدولة نجد هناك قوانين و دساتير وهناك من يتصدى لقيادة الدولة بل حتى في مؤسسات الدولة توجد شروط وقوانين وهناك مدير لكل مؤسسة فكيف بخالق السماوات والارض حيث قال تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ} [الأنبياء : 16] وكذلك قال تعالى {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون : 115]
اذاً ليس عبثا خلق السماوات والارض بل هناك غاية وهدف لا بد للانسان ان يلتحق ويشترك فيه وان لايغفل عن معرفة ماهي وظيفته في الحياة والى اين يذهب .

الابتعاد عن القيادات الصالحة
ثم ياتينا السبب الثاني من اسباب الانحراف وهو الابتعاد عن القيادات الصالحة الواقعية التي تغرس في نفوسنا روح الاهتمام والشعور بالمسؤولية ولعل البعض اتخذ شخصية مناسبة يقتدي بها اعجبته كثرة امواله او لباقة وعذوبة لسانه او اية خصلة بما تناسب شأنه وتشتهي نفسه وليس المقصود اتباع ما ترغب به انفسنا بحيث يكون عشوائياً وكما قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَام ) البقرة اية 204 ِ-
بل المقصود اتباع القيادات المتمثلة بجهة الحق الموصلة الى الله والى المعصوم عليه السلام وقبل ذلك يجب علينا ان نعرف الحق ثم اتباع اهله اي اعرف الحق تعرف اهله وعلى هذا الصدد قال صاحب كتاب (اسئلة معاصرة حول الامام المهدي عج ص171-172 ) : (( ان الله تعالى لايترك الامور مهمله ولا يغيب طرق معرفة الحق واتباعه بل هو القائل عزوجل في كتابه المحكم ( مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَاكُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الاسراء اية 15

ومن ثم بعد ذلك قال وما دامت لله الحجة البالغة حيث قال تعالى (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) الانعام اية 149

فانه تعالى بالتاكيد سوف يوجد مصلحا في كل زمان يرتب المؤمنين ويفهمهم طرق الطاعة الموصلة الى رضا الله و رضا المعصوم سلام الله عليه. ولايوجد هذا المصلح الا ومعه الادوات التي يتمكن من خلالها من ايصال صوته وحجته الى جميع المؤمنين ام الذي لا يسمع نداء المصلح فهو وما اقترف من الذنوب وماجناه من الابتعاد عن الحق وعدم الطاعة لجهته))

اللهم عرفني نفسك فان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك اللهم عرفني رسولك فان لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني