الله يدري لو ما يدري

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
من مواصفات القائد الإلهي ان يعطي الفرصة او الكثير من الفرص لاتباعه لغرض تصحيح مسارهم والرجوع الى الجادة الحقيقية ، ولكن بمجرد ان تحين له الفرصة المناسبة للوقوف على خطأهم وفضح زيفهم تراه يستغلها القائد ويخرج زيف المسيئين تارة وتربية المخطئين تارة اخرى .
الّا ان جهل الاتباع بهذه الحقيقة تظهر مشكلة اردنا التطرق لها بهذه السطور القليلة وهي :
ان البعض من افراد التيار الصدري بالعموم يتعاملون مع افراد مسيئين وعاصين ومستغلين لسمعة آل الصدر في امتلاك الاراضي والعقارات وغيرها كثير فتراهم يفسدون في الارض وهم السبب الرئيسي في تشويه سمعة آل الصدر ...
ولكن عندما تقول لأبناء التيار الصدري بان هؤلاء مسيئين غير صالحين تراه يجيبك بقوله :
هل السيد مقتدى الصدر اصدر فيهم بياناً او استفتاء بفضح زيفهم ؟!
فان كان كذلك فنتركهم (لان القائد تبرأ منهم )
وان لم يكن كذلك فهم من ابناء التيار والا لماذا يسكت السيد القائد عنهم ؟!
متناسين في تحليلهم هذا ناحيتين مهمتين :
الناحية الاولى :
(الله يدري لو ما يدري) العبارة التي رددها السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر من على منبر الكوفة المقدس في الجمعة التاسعة .
فأن اساءة الفرد للمجتمع والافراد وممارسته الاعمال الغير شرعية وتعديه على الافراد والخطوط العامة التي وضعها السيد الشهيد قد لهذا التيار المبارك والتي سعى ولا زال يسعى للحفاظ عليها السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله" وتطبيقها وعدم جعلها في حيّز الغفلة والنسيان .
وحدها كفيلة بخروجه عن طاعة الله عز وجل ولا يحتاج بعد ذلك الى بيان او استفتاء من السيد القائد مقتدى الصدر .
والمسألة لا تتعلق بالمسيئين فقط بل لعلها تصل الى المؤمنين وذلك من خلال :
معصية الفرد بينه وبين الله "ذنب معين" اذا لم يتب منه وسولت له نفسه الامارة بالسوء كفيل ايضاً بخروجه عن طاعة الله ...
ولكن نرى ومع شديد الاسف البعض منهم جل همه عدم وصول تقصيره او ذنبه الذي ارتكبه الى القيادة الصالحة متناسين ان خطأهم او ذنبهم قد سجل في لوح لا يمحوه الا الاستغفار والتوبة والانابة .
وارى ان علم القائد بخطأ اتباعه وتقصيرهم تحصيل حاصل وهو مجرد نتيجة لما ارتكبه الفرد ...
وكما هو من باب الرحمة لأنه الوحيد الذي يرى الطريقة المناسبة لتلافي الخطأ وتصحيح مسار الفرد الى ما كان عليه ...
لذا فليكن جل هم الفرد المذنب التقليل من خطأه والاستغفار منه ولا يكن همه وتركيزه على عدم وصول خطأه للقائد ...
و العجيب بالأمر ان الفرد اذا عصى جبار السماوات والارض ماذا ينتظر ؟!!
لماذا يكون جل همه عدم علم الاخرين به ؟!!
ولماذا لا يسارع الى التوبة ؟!!

الناحية الثانية :
كما ذكرنا في بداية كلامنا ان من مواصفات القائد الإلهي ان يعطي الفرص لاتباعه لغرض تصحيح مسارهم ...
فيا اخي الذي تقول لو انهم مسيئين لقال السيد القائد هذا ببيان او استفتاء ؟
لعله السيد يعلم بخطأ البعض منهم ولكن يعطي لهم الفرصة لتلافي خطأهم ولكن لا تنسى انه بمجرد ان تحين له الفرصة تراه قد كشف زيفهم واوقفهم عند حدهم

نسأل الله لنا ولكم حسن العاقبة
والحمد لله رب العالمين