تفسير آية ( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون )

قال تعالى في كتابه العزيز
(( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون )) الصف _ الآية 2
كثير من الناس يتعمدون الكذب والخداع , فيتصرفون في الخفاء ما لا يبدونه علانية .. وليس من شك إن هؤلاء منافقون بكل ما في كلمة النفاق من معنى , ومن ثم فلا يصح أن يخاطبوا بيا أيها المؤمنون , وإن تظاهروا بالإيمان , ومن الناس من يقول ويعد بنية الصدق والوفاء , ولكن تعترضه ظروف لا قِبلَ له بها , فيعجز عن الوفاء على الرغم مما بذل من جهد , وهذا معذور ما في ذلك في ريب أي الشك , ومنهم من يقول ويعد بنية الوفاء ولكن إذا جاء أوان العمل وتهيأت له الأسباب تراجع وألغى أرادته كسلاً أو جبناً أو بخلاً وهذا مؤمن ولكنه مؤمن متهاون ضعيف في أرادته وأمام نفسه الأمارة بالسوء . وهذا النوع من الناس هم المخاطبون بقوله تعالى : _ (( يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) الصف الآية -3 ومن باء بغضب الله فقد هوى إلى عذاب السعير .
وقال كثير من المفسرين : إن جماعة من الصحابة كانوا قبل أن تتهيأ أسباب الأمر بالقتال يتمنون أن يفرض عليهم , فلما تهيأت أسبابه وفرض عليهم تثاقل فريق منهم , فنزلت فيهم هذه الآية . وليس هذا ببعيد لأن السياق يومىء إليه حيث قال سبحانه بلا فاصل : (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص )) أي محكم ثابت كأنه بنيَ بالرصاص , ونقل عن علماء الآثار أنهم عثروا على أبنية قديمة بُنيت بالرصاص وقال تعالى عن حكاية ذي القرنين(( آتوني أٌفرغ عليه قِطراً ) )
96- الكهف . والقطر الرصاص أو النحاس المذاب .. ومن نافلة القول : -
إن الله سبحانه وتعالى يحب تماسك الجماعة وتعاضدها في كل ما يعود بالخير والصلاح والحبة والوئام فيما بينهم .
نسأل الله تعالى وإياكم أن يجعلنا من الصادقين في أقوالنا وأفعالنا وأن نكون متراصين ومتحابين فيما بيننا بما يرضي الله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
المصدر - تفسير الكاشف المجلد 7

وفق الله تعالى الجميع للعمل بما يقولون

احسنت وبارك الله بك على الموضوع القيم

احسنت وبارك الله بك على الموضوع القيم

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع