نعمة معرفة جهة الحق وما يترتب عليها ( دروس من السيرة الكاظمية )

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم اخوتي الاحبة ورحمة الله وبركاته
في رواية ينقلها صاحب كتاب سيرة الائمة ( عليهم السلام ) اثناء تناوله سيرة امامنا موسى بن جعفر عليه السلام :
( يروي لنا اثنان من أصحاب علي بن يقطين انّ علياً بعث إلينا فقال: اشتريا راحلتين وتجنّبا الطريق ـ ودفع إلينا مالاً وكتباً ـ حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى ـ عليه السَّلام ـ ولا يعلم بكما أحد!
قالا :فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين، وتزوّدنا زاداً، وخرجنا نتجنّب الطريق حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لها العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري، فلمّـا قرب منّا فإذا هو أبو الحسن موسى ـ عليه السَّلام ـ ، فقمنا إليه وسلمنا عليه، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا، فأخرج من كمّه كتباً فناولنا إياها، فقال :هذه جوابات كتبكم».ِ
قلنا: إنّ زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ و تزوّدنا بزاد؟
فقال: «هاتا ما معكما من الزاد». فأخرجنا الزاد إليه، فقلّبه بيده فقـال:«هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأمّا رسول اللّه فقد رأيتماه». وكان الإمام يرى أن لا نـزور المدينـة) (1) .
بعد التدبر والتأمل في هذه الرواية يمكن ان نخرج منها بعدة امور تكون لنا نوراً يضيء دربنا ودرساً نسأل الله جل وعلا التوفيق لاستمرار العمل به وتطبيقه :
1 – ان نجاح كل مهمة منوط – بعد مشيئة الله وحسن توفيقه – بحسن اختيار رجالاتها القائمين بها وتوجيههم الوجهة الصحيحة لأدائها بالشكل الذي ينبغي .
وما ذاك الا لحنكة وخبرة اكتسبها تلميذ الامام علي بن يقطين رضوان الله عليه من امامه موسى بن جعفر عليه السلام كان اساسها الطاعة التامة والشعور بالمسؤولية
2 – في الرواية دلالة واضحة على مدى المعاناة التي عاشها الامام سلام الله عليه واتباعه ورغم كل ذلك تراهم يعملون لخدمة دينهم لم يثنهم خوف او جهد او عناء من اجل المحافظة على السرية المطلوبة لاداء مهمتهم .
3 – ان تلك السرية التي اكد عليها المعصومون سلام الله عليهم في اكثر من حديث ، دعت امامنا الكاظم سلام الله عليه ان يخرج من بيته متحملاً اعباء السفر حاملاً جوابات الكتب في كمه صلوات الله عليه .
4 – لربما يفهم البعض من قول الامام سلام الله عليه – بعد ان امسك الطعام بيده - : (هذا يبلغكما إلى الكوفة ) ، الجانب الاعجازي من اخباره بالغيب ومباركته بالطعام ولكن احببت هنا ان انظر الى الجانب الموعظي او قل اخذ العبرة فأقول :
ان هذا الطعام يبلغكما الى الكوفة بقليل من التدبير وصبر على الجوع ، ومنها يمكن ان نفهم ان على المؤمن الواعي تربية نفسه على التدبير وتحمل الصعاب من جوع وبرد وحر تفرضها ظروف المعركة ولعل الصوم يعد عاملاً مهماً في تلك التربية والذي هو سمة لاتباع الحوزة الناطقة بالحق بعد ان اكد عليه وفي اكثر من مرة سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله .
5 – يمكن ان نفهم من قول المعصوم : ( وأمّا رسول اللّه فقد رأيتماه ) اموراً منها :
أ – انه سلام الله عليه يمثل المصداق الحقيقي لرسول الله صلى الله عليه واله
ب – ان قبول الزيارة بشكل خاص والاعمال بشكل عام منوط بمعرفة جهة الحق واتباعها المتمثلة بالامام المعصوم ومن ينوب عنه ممن هو على منهجهم سائر ولاوامرهم مطبق فالحمد لله الذي من عليكم وعلينا بتلك المعرفة المتمثلة باتباع الحوزة الناطقة بالحق والتي يرعاها سماحة السيد القائد والحبيب المجاهد مقتدى الصدر اعزه الله .
المصادر
(1) سيرة الائمة ص408

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الغالي على بحثك القيم

جزاك الله خير جزاء المحسنين
موضوع رائع وقيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الغالي على بحثك القيم ولكن العبرة لمن اعتبرفصدق وضفر

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
وفقك الله للمزيد