إستشهاد المصلح وفرح العدو

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر( قدس سره الشريف ) في الجمعة الرابعة والثلاثون : (وإن ذهبت الحياة فسوف أذهب وضميري مرتاح ويكفي أن في موتي شفوة وفرحاً لإسرائيل وامريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة )

السؤال هنا : لماذا هذه الشفوة والفرح لإسرائيل وامريكا بموت السيد الشهيد الصدر ؟
حسب فهمي القاصر هناك عدة اطروحات لذلك :

اولاً :إن إسرائيل وأمريكا يمثلان أعلى خط للتسافل والسيد الشهيد يمثل أعلى خط للتكامل لذلك فسوف يفرح خط التسافل عند حدوث أي ضرر أو مصيبه بخط التكامل وكما يقول تعالى : ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (50) ) التوبة وطبعاً إن الشهادة ليست ضرراً عند السيد الشهيد بل هي كرامة من الله ولكنها بنظرهم ضرراً عليه

ثانياً: هي تفرح بموته (قدس سره الشريف ) لأنه هدم مخططاتها التي جهدت في إعدادها والتحضير لها حيث يقول السيد الشهيد ( لقد هدمت مخططات ألف عام )

ثالثاً : هي تفرح بموته لأنه كان قدس سره عثرة في طريقها لنيل أهدافها وما تسعى إليه فهي تفرح بزوال هذه العثرة

رابعاً : هي تفرح لأنها تظن أن بموته سوف يموت خطه ونهجه وما بناه لقواعده الشعبية وبالتالي فلن يبقى لها مقاوم في المنطقة وسوف يضعف أنصاره ويختفون عن الساحة مما يسهل عليها السيطرة على الشعب وإرضاخه لأرادتها

خامساً : هي تفرح بموته لأنها تخلصت من مصلح كان له دور في إيقاظ ضمائر الناس وجعلهم يشعرون بأهمية القضية المهدوية التي كان الشعب عنها غافلاً وهذا ما لا ترضاه هي ولا تريده فهي تسعى دائماً لإبعاد الشعوب المسلمة عن إمامها المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) وإلهائهم بأمور أخرى كالحروب والنزاعات وغيرها وعدم الفاتهم لقضيته لكي تؤخر ظهوره المبارك


ثم يقول السيد الشهيد قدس سره : (وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة ) أي إنها عندما تفرح بموته فهي تكرهه و لا تريد له الحياة لأنه يضرها ويضر مصالحها وبالتالي فهو عدوها وبما أن أمريكا هي الشيطان الاكبر والخط الاعلى في التسافل لذلك فسوف يكون من تكرهه وتشعر بالخطر تجاهه هو رجل له مرتبة عليا في التكامل وهو رجل رضى الله عنه لأنه إتبع ملة الله ولم يتبع ملة اليهود والنصارى وكما يقول الله تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) ) السورة التي ذكرت فيها البقرة

ففرح العدو بموت شخصٍ ما ، هي درجة كبيرة من درجات التكامل مثلما فرح العدو بموت المصلحين السابقين من الإئمة عليهم السلام حيث نرى في الروايات فرح أهل الشام التي كان حاكمها يزيد بن معاوية ( لعنة الله ) باستشهاد الحسين وأصحابه ( عليهم السلام ) وسبي نسائهم وكان يوم العاشر من محرم يوم عيد عندهم يتبركون به ، لذلك ففرح العدو هي مرتبه تضاف الى مراتب الكمال ، لذلك فالسيد الشهيد يفتخر عندما تفرح إسرائيل وأمريكا بموته ( قدس سره الشريف ) .

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

والحمد لله رب العالمين