سيدنا القاسم بن الامام موسى الكاظم(عليهما السلام)

[frame="15 98"]

سيدنا القاسم بن الامام موسى الكاظم(عليهما السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.

إن رمتَ أن تحيا وعيشك ناعمُ ** فاقصد ضريحاً فيه حلّ القاسمُ
تُقضى به الحاجات وهي عويصة ** ويُردّ عنك السوء وهو مهاجم
فيه تُحلّ المشكلات فقبرهُ ** كالبيت في زوّاره متزاحمُ
مَن كابن موسى نال مجداً في الورى ** كالفجر في أنواره متلاطمُ
مَن جدّهُ خيرُ الأنام محمّد ** مَن أُمّه أُمّ الكواكب فاطمُ
(سيّد محمّد جمال الهاشمي)
ولد سيدنا القاسم في المدينة المنورة سنة 150 هـ تقريبا على رواية يزيد بن السليط عن ابي الحكم الارمني ، كما جاء في عيون أخبار الرضا
وسيدنا القاسم هو شقيق امامنا علي الرضا عليه السلام وسيدتنا معصومة عليها السلام ، حيث ان والدته سيدتنا تكتم(ام البنين ، وهي أم ولد كانت مملوكة لحميدة أم الإمام الكاظم كما جاء في رواية الحاكم أبي علي الحسين بن احمد البيهقي)
وعندما استشهد والده الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) بسم هارون العباسي توارى القاسم عن السلطة العباسية و ذهب صوب العراق مع القوافل التجارية التي فارقها عند مشارف الكوفة ليسير بمحاذاة نهر الفرات حتى وصل إلى منطقة سورى ، او سوراء (وسورى كبشرى موضع في العراق من ارض بابل وهي مدينة السريانيين قريب من الحلة المزيدية، وقد ورد ذكر سورى في كثير من المصادر التاريخية كما في معجم البلدان للحموي والمستدرك للحاكم ودلائل الإمامة للطبري وسفينة البحار للقمي , كما ورد ذكر النهر على لسان الامام الصادق والإمام الكاظم (عليه السلام ) حسب ما ذكر الشيخ الصدوق والسيد ابن طاووس وغيرهما )
ومنطقة سورى تبعد عن الحلة حوالي 37 كم جنوبا، على الطريق الذي يربط الجنوب بمحافظة كربلاء المقدسة. وعلى الطريق الرابط بين محافظتي الحلّة والديوانية وقد سُمّيت المنطقة اخيرا باسم سيدنا القاسم عليه السلام
في كتاب شجرة طوبى(1/171):
«لمّا أشتدّ غضب الرشيد جعل يقطع الأيدي من أولاد فاطمة، ويسمل في الأعين، وبنى في الأسطوانات حتّى شرّدهم في البلدان، ومن جملتهم القاسم ابن الإمام موسى بن جعفر، أخذ جانب الشرق لعلمه أنّ هناك جدّه أمير المؤمنين(عليه السلام)، جعل يتمشّى على شاطئ الفرات وإذا هو ببنتين تلعبان في التراب، إحديهما تقول للأُخرى: لا وحقّ الأمير صاحب بيعة يوم الغدير ما كان الأمر كذا وكذا، وتعتذر من الأُخرى، فلمّا رأى عذوبة منطقها قال لها: مَن تعنين بهذا الكلام؟
قالت: أعني الضارب بالسيفين والطاعن بالرمحين أبا الحسن والحسين علي بن أبي طالب(عليه السلام). قال لها: يا بُنية، هل لكِ أن تُرشديني إلى رئيس هذا الحي؟
قالت: نعم، إنّ أبي كبيرهم. فمشت ومشي القاسم خلفها حتّى أتت إلى بيتهم، فبقي القاسم ثلاثة أيّام بعزّ واحترام، فلمّا كان اليوم الرابع دنى القاسم من الشيخ وقال له: يا شيخ، أنا سمعت ممّن سمع من رسول الله أنّ الضيف ثلاثة، وما زاد على ذلك يأكل صدقة، وإنّي أكره أن آكل الصدقة، وإنّي أُريد أن تختار لي عملاً اشتغل فيه لئلّا يكون ما آكله صدقة.
فقال الشيخ: أختر لك عملاً. فقال له القاسم: اجعلني أسقي الماء في مجلسك. فبقي القاسم على هذا إلى إن كانت ذات ليلة خرج الشيخ في نصف الليل في قضاء حاجة له، فرأى القاسم صافّاً قدميه ما بين قائمٍ وقاعد وراكع وساجد، فعظم في نفسه وجعل الله محبّة القاسم في قلب الشيخ، فلمّا أصبح الصباح جمع عشيرته وقال لهم: أُريد أن أُزوّج ابنتي من هذا العبد الصالح فما تقولون؟
قالوا: نِعم ما رأيت. فزوّجه من ابنته، فبقي القاسم عندهم مدّة من الزمان حتّى رزقه الله منها ابنة، وصار لها من العمر ثلاث سنين، ومرض القاسم مرضاً شديداً حتّى دنى أجله وتصرّمت أيّامه، جلس الشيخ عند رأسه يسأله عن نسبه وقال: ولدي لعلّك هاشمي؟
قال له: نعم، أنا ابن الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام). جعل الشيخ يلطم على رأسه وهو يقول: وا حيائي من أبيك موسى بن جعفر.
قال له: لا بأس عليك يا عمّ، إنّك أكرمتني وإنّك معنا في الجنّة، يا عم، فإذا أنا متّ فغسّلني وحنّطني وكفّني وأدفنّي، وإذا صار وقت الموسم حجّ أنت وابنتك وابنتي هذه، فإذا فرغت من مناسك الحجّ أجعل طريقك على المدينة، فإذا أتيت المدينة أنزل ابنتي على بابها، فستدرج وتمشي، فامش أنت وزوجتي خلفها حتّى تقف على باب دارٍ عالية، فتلك الدار دارنا، فتدخل البيت وليس فيها إلّا نساء، وكلّهن أرامل.
ثمّ قضى نحبه، فغسّله وحنّطه وكفّنه ودفنه، فلمّا صار وقت الحج حجّ هو وابنته وابنة القاسم، فلمّا قضوا مناسكهم جعلوا طريقهم على المدينة، فلمّا وصلوا إلى المدينة أنزلوا البنت عند بابها على الأرض، فجعلت تدرج والشيخ يمشي خلفها إلى أن وصلت إلى باب الدار، فدخلت فبقي الشيخ وابنته واقفين خلف الباب، وخرجن النساء إليها واجتمعن حولها، وقلن مَن تكونين؟ وابنة مَن؟ فلمّا قلن لها النساء: ابنة مَن تكونين؟ فلم تجبهم إلّا بالبكاء والنحيب، فعند ذلك خرجت أُمّ القاسم، فلمّا نظرت إلى شمائلها جعلت تبكي وتنادي: وا ولداه، وا قاسماه، والله هذه يتيمة ولدي القاسم، فقلن لها: من أين تعرفينها إنّها ابنة القاسم؟
قالت: نظرت إلى شمائلها لأنّها تشبه شمائل ولدي القاسم. ثمّ أخبرتهم البنت بوقوف جدّها وأُمّها على الباب، وقيل: إنّها مرضت لمّا علمت بموت ولدها، فلم تمكث إلّا ثلاثة أيّام حتّى ماتت»
توفي سيدنا القاسم في 22/ جمادى الاولى / سنة 192 هـ في ارض سورى على ضفاف نهر الفرات في مدينة الحلة ، وقبلها أوصى سيدنا القاسم (عليه السلام) شيخ با خمرا ان يقوم بتغسيله وتكفينه ودفنه بالمكان الحالي الذي أختاره بنفسه .

فيا بنفسي وبأهلي افتدي *** سليل موسى واخ المولا الرضا
القاسم الندب الذي في وجهه *** سنا النبي والوصي قد اضا
ذاك الذي فيه وفي ابائه *** جميع حاجات البرايا تقتضى
(الشيخ محمد علي اليعقوبي)
في سنة 192هـ بدأت أول عمارة أقيمت على المرقد الطاهر بناها شيخ حي (باخمرا ) ، وبعد التاريخ أعلاه توالت عدة ترميمات على المرقد من قبل أهالي المنطقة المحيطة بالمزار، ثم أضيفت بنايات أخرى في القرن الثالث والرابع للهجرة ،ثم مرت على المرقد الشريف عدة عمارات في عصور مختلفة أشار إليها عدد من الرواة منهم ابن عنبة الحسني (ت/ 828 هـ) في كتاب عمدة الطالب.. حيث يقول :
ان مشهد القاسم مشهورا معروفا في القرن السادس والسابع للهجرة حوله البساتين مقصودا للسكن وقد أقامت عنده جملة من الأسر العلوية .
وتشير الروايات الى إن بناء كبير على قبر سيدنا القاسم (عليه السلام ) تم في عهد الصفويين في القرن العاشر الهجري
وفي عام 1214 هـ، جدّد البناءَ من قبل الصفويين ايضا ، ووضع على الضريح صندوقاً خشبياً خاصّاً باسمه
في سنة 1784م اعادة بناء القبة من قبل آل سعد الكربلائيين
في سنة 1871م (1288 هـ) قام السيد اقا علي شاه الحسيني ببناء قبة كبيرة
وتبرع بالضريح الخشبي الذي يطلق عليه العامة (الشباك) سنة 1878م ،وقد نقل هذا الضريح بعد تبديله إلى مرقد السيد إسماعيل الغمر الذي يبعد عن مرقد الامام القاسم (عليه السلام ) 11 كم إلى جهة الحلة في قرية السلط .
أما الضريح الذي ابدل بسعي سيّد محمّد سيّد مهدي القزويني وعلى نفقة الشيخ خزعل الكعبي أمير المحمرة فقد نصب هذا الضريح سنة 1911م (1325هـ)وقد تم صنعه من الفضة المطعم بالذهب
بني حول المرقد صحن واسع كبير فيه غرف للزائرين سنة 1922 م - 1341هـ .
وفي سنة 1951 توسع الرواق وأضيف إليهما جامعان للصلاة في طرفي الحرم
في عام 1369 هـ كُسِيَت القبّة بالقاشاني بسعي الشيخ قاسم محيي الدين
في عام 1371 هـ ، ساهمت عشيرة الجُبور ببناء الصحن الشريف
في سنة 1960م تم تأسيس مكتبة عامة في الصحن الشريف تقع في الزاوية الشرقية منه ، و تعتبر هذه المكتبة أول فرع من فروع المكتبة العامة في النجف الأشرف وفي سنة 1965 م اجتمع نخبة من أهالي القاسم (عليه السلام ) وبإشراف السيد محمد تقي الجلالي بجمع التبرعات لصنع شباك جديد للأمام القاسم فجمعوه مبلغ (850) دينار وكمية كبيرة من الفضة وبعض القطع الذهبية حتى بلغت القيمة التقديرية لهذه المواد (1200) دينار ثم ذهب وفد من المدينة بقيادة السيد الشهيد الجلالي وكيل السيد الحكيم في المدينة لتسليم الأموال إلى السيد الحكيم الذي تكفل بصنع الضريح،على غرار ضريح الامام العباس (عليه السلام ) بكلفة (20.000)إلف دينار وهو الشباك الحالي حيث تم صنعه سنة 1978م
في سنة 1968 م ، أنشأت مكتبة أخرى بالجانب الغربي الشمالي من الصحن
في سنة 1970 م قامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بتجديد البناء ببناء حديث
أما العمارة الأخيرة ففي عام (1993م) حيث هُدم المرقد بالكامل ومن ثم تم أعادة بنائه ففي عام 1996 م قام أهالي مدينة القاسم المقدسة بحملة الأعمار الكبيرة .وقد جمعت التبرعات من أهالي المدينة والمدن الأخرى وحتى من الدول المجاورة وأهمها دول الخليج ، وبعد فترة سبع سنوات (تقريبا) تم البناء
في عام (2003) تم أنجاز تذهيب القبة، فعلت الضريح قبة ذهب شامخة ومنارتان يزين الذهب أعلاهما .
فسلام الله الشامل التام على سيدنا ومولانا القاسم بن الامام موسى الكاظم ، يوم ولد ويوم توفي ويوم يبعث حيا ورحمة الله تعالى وبركاته .
آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم.
من مصادر ومراجع المبحث
اصول الكافي للشيخ الكليني ، أعلام الورى للشيخ الطبرسي ، تحفة الزائر للسيد مهدي بحر العلوم ، فلك النجاة للسيد مهدي القزويني ، السيد بن طاووس ، بحار الأنوار للشيخ المجلسي ، مراقد المعارف للشيخ محمد حسين حرز الدين ، مشاهد العترة للسيد جواد شبر ، معجم رجال الحديث / للمحقق الخوئي ، حياة الامام موسى بن جعفر للشيخ باقر شريف القرشي ، مقالات لـ ميثم الحسناوي- وصباح الطالقاني

[/frame]

جزاك الله تعالى خيرا على النشر

موفق على البحث القيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على القاسم بن الامام الكاظم عليه السلام
أحسنت النشر أخي العزيز