النظافة من الإيمان

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النظافة من الإيمان )

وقد قال تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّر (4) } المدثر ، وكما قال تعالى أيضاً :{لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) } التوبة، وأيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وآله : ( تنظفوا فإن الاسلام نظيف ) وأحاديث كثيرة أخرى توصي بالنظافة وتحض عليها وإن النظافة تنقسم الى مستويين :

المستوى الاول : النظافة المعنوية وتعني تنظيف النفس من الشوائب وأوساخ الذنوب وإزالة كل ما يجعلها متسخة من شهوات ونزوات وغيرها والابتعاد عن كل ما يلوثها من المحرمات ومما لا يرضي الله وجعلها نقية صافية بالإيمان وإن هذا المستوى هو الأهم والأولى أكيداً

المستوى الثاني : النظافة المادية وتعني نظافة الجسم والثياب ونظافة المكان سواء كان البيت أو الشارع أو السوق أو أي مكان آخر .

فالنظافة شيء جميل تستحسنه النفس وهو شيء كمالي يسعى أغلب الناس لإظهاره

ونحن الآن نعرف أن المستوى الاول موجود داخل النفس ولا يستطيع أحد معرفته إلا الله فهو من الامور التي تكون بين العبد وربه ولهذا سأتكلم عن المستوى الثاني الذي تفتقر إليه أغلب بلاد المسلمين مع شديد الاسف ، فلماذا يا ترى هكذا تكون بلاد دينها الاسلام الذي أوصى بالنظافة وجعلها من الايمان لماذا لا تتوفر بها النظافة ؟!

إذا كان أحد يقول إن السبب هو الحكومة لأنها لم توفر لنا البلديات المناسبة ولم تساهم بتطور مدننا وجعلها أكثر نظافة وجمال فأقول له نعم ، هي مقصرة تقصيراً كبيراً لكن هل نحن لسنا مقصرين فإذا كانت حكومتنا عميلة ولا يهمها مصلحة البلاد هل نترك نحن تعاليم ديننا الحنيف ؟! فلو أهتم كل واحد من أبناء الشعب بنظافته ونظافة مكانه ولم يقم برمي الاوساخ الا في مكانها أما كانت مدننا وشوارعنا أكثر نظافة وأقل قذارة ؟

مثلاً ترى شخصاً عندما ينتهي من أكل شيء يرمي غلافة على الارض ، وآخر عندما يأكل يرمي بقايا الطعام على الارض فإذا لم تكن نظيفاً على الأقل احترم نعمة الله ، وآخر يرمي القمامة بجانب المكان المخصص لها ولا يضعه فيه وعندما تسأله يقول ليس هناك فرق سيأتي عامل النظافة ويقيمها ، أي قذارة هذه ؟! لا بل أكثر من ذلك فقد أصبحت حتى مقدساتنا تعاني من مشكلة انعدام النظافة ، والادهى من ذلك إن المجتمع ينظر بعين الاحتقار الى عامل النظافة لماذا ؟! هل نحن بعد هذا شعب مسلم متبع لتعاليم هذا الدين الحنيف ؟
لماذا بلاد الغرب الكافر تتمتع بالنظافة والجمال ونحن الذين نسمي أنفسنا مسلمين لا نعري أهمية لنظافة مدننا مع إن ديننا قد حثنا عليها ؟!!

فإن قال قائل إنهم لا يملكون النظافة المعنوية فلا أهمية لنظافتهم المادية ، فأقول له إذاً نحن الذين امتلكنا النظافة المعنوية ماذا فعلنا ؟ ألسنا أحق منهم بالنظافة لان النظافة المعنوية تلزمنا بالنظافة المادية فلو كنا نملك النظافة المعنوية لكنا أولى بالنظافة المادية .

وهنا أريد أن أذكر لكم ما أجاب به السيد مقتدى الصدر أعزه الله في كتاب العشق الابدي في سيرة والدي ص216 عندما سؤل هذا السؤال (هل كان السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره يرمي القمامة بيده الطاهرة هلا حدثتنا عنه قليلاً ؟

بسمه تعالى : نعم كان يخرج ليلاً لرمي القمامة أمام منزله بعد وضعها داخل كيس محكم ، فما كان يقبل أن تُرمى بصورة غير شرعيه وغير لائقة على الاطلاق ) .

فهذا هو مرجعنا وهذه هي أخلاقه.

وسوف اعرج على ما أمر به القائد الهمام مقتدى الصدر أعزه الله أتباعه بتنظيف شوارع مدنهم أكثر من مرة فبعد أن سعى الى تنظيف أرواحهم ونفوسهم بالإيمان والصبر والطاعة أمرهم بتنظيف مدنهم وإزالة الاوساخ منها وفي ذلك عدة فوائد منها
أولاً : نظافة المدينة وجعلها جميلة وزاهية
ثانياً : تربية أتباعه على الطاعة
ثالثاً : فيها تخلق بأخلاق أهل البيت عليهم السلام
رابعاً : إزالة للتكبر من نفوس أتباعه فترى حتى الرجل الكبير والرجل الوقر يمسك مكنسته وينظف شارع مدينته فأصبحت هذه النظافة نظافة معنوية ونظافة مادية في نفس الوقت


هذا وأنتظر إضافاتكم الرائعة أخوتي وفقكم الله لكل خير
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

النظافة شئ جميل جدا
ويجب على الفرد العمل
على المحورين ليرتقي بنفسه
احسنت على الموضوع الرائع

موضوع قيم وفقك الله لمراضية

موضوع جميل ورائع
جزاكم الله خيرآ

احسنت على الموضوع
الانسان إذا كان نظيفاً معنوياً فهو بلا إشكال يكون نظيف مادياً والعكس صحيح