|
منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع ) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-11-2014, 07:44 PM | #1 |
|
الثورة الحسينية ومواجهة الاستعمار
المقدمة في قرائتنا للتأريخ والاحداث نجد ان طريق الحق وطريق الباطل ضرتان لا تجتمعان ابداً وانهما على صراع دائم لا ينتهي الا بفوز الحق , فكان الاستعمار هو العدو الاول للحق وهذا الاستعمار لم يكن وليد الحاضر بل جذوره تمتد الى الآلاف السنوات . وفي هذا البحث اقتصرت على ذكر ما يناسب المقام وقمت بالاشارة الى قسمين مهمين من هذا الاستعمار وهما: القسم الاول : الدولة البيزنيطة او الروماينة يذكر السيد الشهيد محمد الصدر في الجمعة الرابعة وجزء من الجمعة الخامسة شيء من التفصيل عن الدولة البيزنطية , وللاختصار قمت بتلخيص ما ذكره السيد الولي على عدة نقاط : اولاً: كانت الامبراطورية الرومانية او البيزنطية هي صاحبة الهيمنة في العالم والمتحكمة به وهذا يشمل دول الشرق الاوسط آنذاك من قبيل انهم يعينون خليفة ويعزلون آخر بل وقتلهم ان اقتضى الامر. ثانياً: تحكّمها بالاقتصاد العالمي والاسلامي في ذلك الوقت حيث يقول السيد الشهيد الشهيد " الاقتصاد الروماني كان هو المسيطر على الدولة الاسلامية من الجاهلية رحلة الشتاء والصيف جاهلية واستمرت الى عصر النبي " صلى الله عليه وآله" ويقول " رحلة الشتاء الى البلد الحار وهو اليمن، ورحلة الصيف الى البلد البارد وهو سوريا ولبنان. واذا دخلوا الى سوريا ولبنان الى اي بلد يدخلون ؟ الى الروم لانها ساقطة بيد الروم مئات السنين .... اذن دمشق مركز التجارة الرومانيةفي الشرق الادنى... اذن الاغلب هو الاقتصاد الروماني المسيطر على الدولة الاسلامية" ثالثاً: من الناحية الفكرية والثقافية , كان لها دور كبير في نشر افكارها في المجتمعات المسلمة حيث قامت بنشر الكتب التي تدعم فلسفة ذلك الاستعمار ويذكر السيد الشهيد " انهم بعثوا بهذه الكتب الى الشرق الادنى وترجموها ورغَّبوا الناس بها ليقرءوها لعل عقائدهم ترتج ولو بمقدار واحد بالمائة ربما كثير من الناس يرتدون بسماع كلمة فيدخل الالحاد الينا كابن ابي العوجاء وابن المقفع والجاحظ والآخرين الذين انما كانوا في الحقيقة عملاء الفلسفة للدولة البيزنطية". وبعد هذه النقاط ندرك ان هذا الاستعمار كان له قوة وسيطرة لا يُستهان بها , اما في زمان الامام الحسين " عليه السلام" فكانت هذه السيطرة موجودة وبشكل كبير جداً من قبيل انهم وضعوا فردا من افرادهم في قلب الدول المسلمة الا وهو سرجون لكن هذه السيطرة لم تتأثر قدر انملة في تحرك الامام الحسين " عليه السلام" فكان لتحركه سلام الله عليه عدة تأثيرات على الاستعمار آنذاك وعلى مخططاته وهنا كانت المواجهة: النقطة الاولى : ان اي ثورة تحدث في اي دولة ينتج عنها فوضة عارمة في البلد وحسب الحجم والشخصية التي تقود الثورة فمنها ما يهدم نظام باكمله ومنها ما يجبر الدولة على تغيير بعض القرارات الحاسمة الخ. فثورة الحسين "عليه السلام" احدث فوضة وضجة في اوساط المجتمع المسلم بشكل هائل فتجد البكاء والنحيب وتجد الاستنكار وتجد الثورات والحركات الانتقامية لمقتل الحسين "عليه السلام " التي اعقبت استشهاد ه "عليه السلام" بفترة قليلة مثل ثورة التوابين و ثورة المختار الثقفي "رضوان الله عليه" فمثل هكذا اضطراب مكّن بعض المؤمنين من التحرك في سبيل الاصلاح ومعادة اهل الباطل مستغلين التداعيات التي تلت استشهاد الامام الحسين " عليه السلام" فأن هذه الحركات قد عادت الحكومة التي كانت قائمة آنذاك وتلك الحكومة كانت عميلة للاستعمار , فتلك الحركات قد ضربت الاستعمار بشكل غير مباشر بطبيعة الحال وكل ذلك نتيجة تحرّك الحسين " سلام الله عليه " اضافة الى ان ثورته عليه السلام قد اربكت حسابات الاستعمار فمن جهة كان وجاباً عليهم القضاء على الحركات التي تلت إستشهاد الحسين واصحابه عليهم السلام لانها تشكل تهديد على سيطرتهم في الشرق وبالتحديد في الدول المسلمة ومن جهة اخرى عليهم التخطيط لطمس ذكر الحسين والاقتداء بحركته من عقول وقلوب الناس لان ذكر الحسين وثورته تعتبر انطلاقة لكل من يريد تحرير نفسه ومجتمعه من العبودية للأستعمار وهذا بحد ذاته تهديد مباشر لاصل وجودهم . النقطة الثانية : كان المجتمع السلم في ذلك الوقت بأمس الحاجة الى حدث يحرك العقل والوجدان الاسلامي الذي عاش في سبات طويل ووصل الى نهاياته تقريبا لولا تحرك الحسين "عليه السلام"فكان خير علاج للجسد الاسلامي المريض آنذاك وتحريره من هيمنة الاستعمارفاصبح الامام الحسين " عليه السلام "مؤسس ثقافة محاربة الظالمين والرافضين الخنوع للغير فاصبح ذلك شعار عالمي يطبقه حتى من لا يعترف بدين او بإله. النقطة الثالثة : فضح الاسلام الاموي الذي خدع الناس وظللهم حيث كان الكثير يعتقد ان اسلام بنو امية هو ما جاء به رسول الله " صلى الله عليه وآله" وبالتالي فأن فضح الاسلام الاموي يضرب الاستعمار بشكل غير مباشر لان هذا الاسلام المزيف انما هو من صنيعة ودعم الاستعمار في ذلك الوقت. القسم الثاني: وهي التي تتمثل في الاستعمار الحديث , هذا الاستعمار الذي برز حينما ظهرما يسمى بــ " فرسان الهيكل" او " فرسنا معبد سليمان" الذين سيطروا على اعظم دول اوربا آنذاك امثال انكلترا واسكتلدناوفرنسا ثم امتدت الى باقي دول اوربا وانتهت بهم السيطرة الى امريكا حالياً واسسوا الأجتماعات و الطقوس الدينية السريّة, يمتلكون رجالاً يدعون بال " النخبة" هؤلاء هم من يضعون الخطط ويدرسون الاحداث وكل ما يتعلق بالتنظيم وهذه المرحلة لا تقل اهمية عن سابقتها بل قد تكون اخطر . هذا الاستعمار يمتلك من الدهاء الكبير ما يجعله اخطر عدو على الاسلام المحمدي, فأنه قد عمل على نشر الثقافة المضادة لتعاليم الاسلام بشكل مقبول وحسن حتى يتم جرّ اكبر قدر ممكن من الناس اليه فيصبحون بعد ذلك اتباع لذلك الاستعمار من حيث لا يشعرون بل ويحاربون الحق من حيث لا يشعرون ونجحوا في ذلك فكاد يُمحى الاسلام نهائيا من العراق لولا ظهور السيد محمد الصدر "قدس سره" على الساحة فقلب الموازين على هذه المخططات التي لاقت نجاحا ً كبيرا , فهو الذي قال " هدمت مخططات الف عام" فلو دققنا في هذه المقولة لوجدنا ان الاستعمار قد عمل منذ القديم على تغييب الاسلام الحق في المجتمع العراقي والغاء دور العلماء في هداية الناس وجعل البحث عن لقمة العيش الشغل الشاغل لعامة الناس ليتم جعل الدين امرا تافها ومضيعة للوقت في اعين الناس ,فوصل الشعب العراقي الى هذا المستوى الدنيء جداً في الفترة التي سبقت ظهور السيد الولي , ولكن تحركه المبارك قد جعل من هذه المخططات تذهب ادراج الرياح فهو الذي الفت انتباهنا الى دور الاستعمار في قتل المصلحين حينما وضّح بان من جملة قتلة الحسين هم " الدولة البيزنطية" فاصبح ذلك مبدأ نسير عليه . اي ان وراء مقتل كل مصلح يوجد استعمار وهو القائل "ويكفي أن في موتي شفوة وفرحاً لإسرائيل وامريكا وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة" , فقتلوا السيد الشهيد ولكن بعد ماذا ؟ بعد ان احترقت جميع ملفاتهم التي اعتمدوا عليها في محاربة الحق فصار لزاما عليهم اعادة بناء ما تم تهديمه ولكن لا اضنهم سيتمكنون من اعادة البناء فسرعان ما ظهر نجل ذلك المرجع العملاق الذي اصبح اصعب احجية على الاستعمار واصبح الكابوس الذي يلاحقهم في احلامهم فذلك هو السيد القائد مقتدى الصدر " اعزه الله" الذي هو امتداد للحق الذي حارب الاستعمار على مرّ العصور الى ان اصبح في اعلى درجات الكمال التسافلية فهذا التسافل يحتاج الى تكامل يوازيه فكان السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله " فلم يترك هذا الرجل الالهي اي جانب في محاربة الاستعمار الا ودخل به سواءاً في ذلك المقاومة العسكرية او السياسية او الثقافية او الشعبية وقد خاطب السيد القائد الاستعمار الامريكي قائلا: " فيا كبار الشر سواء في ذلك بوش أو غيره ان كانت نواياكم صادقة عندما دخلتم العراق وقد تضنون إنكم نجحتم في تطبيق أهدافكم التي ادعيتم ، فلما لا تخرجوا منتصرين قبل ان تولوا مدبرين ، فأنى لكم هذا فوالله ان الحق سيظهر وان ظننتم انه بعيد" ومن كلامه الموجه لاحد عملاء الاستعمار في العراق "أنصحك بأن لا تواجه الشعب العراقي وإلا كانت عواقب ذلك وخيمة فإن الشعب العراقي لن يخضع للظلم بعد الآن وهو ليس شعب العملاء واليهود بل هو شعب الامام المهدي فقط ( عجل الله فرجه )" الجمعة 53 نتائج البحث 1. علينا كسائرين في درب الحق ان نكون اصحاب همّة عالية لا تبرد لأن عدونا لن يهدء له بال حتى يقضي على آخر نفس مؤمن كما انه يعمل ليلا ونهاراً في خدمة الشيطان . 2. ان نكون يقضين في كل حين لان الاستعمار يتمتع بدهاء استثنائي ففي كل حين يخرج لنا فكرة شيطانية جديدة واليقضة تكون بالتمسك بالقيادة الحقّة . والحمد لله رب العالمين أسئلة حول البحث س1/ ذكرت ان ثورة التوابين وحركة المختار اثرت على الاستعمار , ونحن نعلم ان الاستعمار يفرح اذا تقاتل المسلمون فيما بينهم ؟ ج/ نعم هذه الحركات قد أثرّت وبالاخص حركة المختار الثقفي "رضوان الله عليه " فأن هجومه وتحركه كان يعتبر مصدر قلق بالنسبة للاستعمار لأنه مصلح فراقبوه بحذر وخوف لانه قتل جميع رؤوسهم وعملائهم العفنة كما انه اراد الحكم للسطلة العلوية فكيف يفرحون بهكذا امر... فالآن مثلاً اذا جهة الحق واجهت جهة الباطل , وان كان ظاهراً هذا الباطل من الاسلام لا يفرحون بذلك لانه مادام المصلح يواجه الباطل القريب عنه فبالتالي سيواجههم في المستقبل اما قولك بأنهم يفرحون اذا تقاتل المسلمون فيما بينهم , نعم اذا كانت الجهتين باطلة كقتال عبيد الله بن الزبير مع يزيد ... لكن اذ ا كانت احدى الجهات هي جهة الحق فهم يتدخلون بنفس الوقت لانه جهة تهديد لهم. س2/ لماذا لم يصرّح الامام الحسين "عليه السلام"بأن الدولة البيزنطية هي من تعاديه ؟ ج/لأن المجتمع في ذلك الوقت لم يكن لديه الوعي الكافي لان يفهم هذه المسألة لأنه كان غير مهيء لهكذا امر. المصادر 2. كتاب خطب الجمعة لسماحة السيد الشهيد الصدر "قدس سره". 3. فرسان المعبد والماسون – هارون يحيى . [/frame]
التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 17-12-2014 الساعة 06:12 PM |
14-11-2014, 07:55 PM | #2 |
|
رد: الثورة الحسينية ومواجهة الاستعمار
جزيت خيراً على جهودك
|
14-11-2014, 08:05 PM | #3 |
|
رد: الثورة الحسينية ومواجهة الاستعمار
بارك الله فيك على البحث الرائع
|
14-11-2014, 08:35 PM | #4 |
|
رد: الثورة الحسينية ومواجهة الاستعمار
بحث قيم ...............جزيت خيرا
|
14-11-2014, 08:39 PM | #5 |
|
رد: الثورة الحسينية ومواجهة الاستعمار
عظم الله لكل الاجر والعزاء اخي العزيز
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|