العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > قسم الثورة الحسينية وعطائها المتجدد > منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية )

منبر مواساة الحسين عليه السلام فكرياً وثقافياً ( بحوث حسينية ) جزء يسير من المواساة من مداد أقلامنا الى أن يأذن الله ونرخص الدماء لمواساته مع إمامنا المهدي ( ع )

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-2014, 01:24 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو بتول

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1726
تـاريخ التسجيـل : Oct 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 3,128

افتراضي بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب

بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته

المقدمة

تعتبر واقعة الطف من الوقائع المتضمنة لكثير من الدروس والعبر التي تمد الإنسان بالعطاء الروحي والغذاء المعنوي وكما جاء في قول السيد القائد مقتدى الصدر (أعزه الله) ( إنهم أرادوها مدرسة )

حينما نمعن النظر في مواقف أنصار الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العاشر سنجد الكثير من المفاهيم الإسلامية قد طبقت أروع تطبيق وشيدت بأجمل صورة وما أرقى الوصف الذي جاء بحقهم على لسان الإمام الحسين (عليه السلام) حيث قال ( أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ) ، ونحن لأجل ذلك تريد أن نستوحي من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) الذين استشهدوا بين يديه عبراً موجزة والتي رسمت جانباً من لوحة الطف علينا أن ندقق النظر جيداً في كل موقف من مواقف هؤلاء المخلصين ونحاول أن نستفيد من هذه المواقف في حياتنا .
وحيث أننا لا يمكن أن نستوعب ماهية نفوس هؤلاء الأصحاب من خلال مواقفهم التي تجعلنا ننحني لهم ولكن نقول ما نفهمه من هذه المواقف لأن الداني لا يحيط بالعالي .
ومن هذه المواقف التي أريد تسليط الضوء عليها وأخذ بعض العبر والدروس منها وحسب فهمي , موقفين من مواقف أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) .

الموقف الأول
وهو موقف مسلم بن عوسجة

تقول الرواية لما سقط مسلم بن عوسجة على الأرض وبه رمق من الحياة مشى إليه الحسين (عليه السلام) ومعه حبيب بن مظاهر ، فقال له الحسين (عليه السلام) : رحمك الله يا مسلم ، (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )، فدنا منه حبيب فقال : عز عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة ، فقال له مسلم قولاً ضعيفاً بشرك الله بخير .

فقال حبيب : لولا أني أعلم أني في أثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة والدين .
قال : بل أنا أوصيك بهذا رحمك الله وأهوى بيده الى الحسين (عليه السلام ) أن تموت دونه ، قال : أفعل ورب الكعبة . ( مقتل الحسين للمقرم 297 )
وهنا أريد تسليط الضوء على موقف هذا الصحابي الجليل من كلامه لحبيب ، أوصيك بهذا من خلال بعض ما نفهمه من هذا الموقف على شكل نقاط .
1)) يمكن أن نستدل من كلام مسلم إنه لم يكن في قلبه من الهم إلا نصرة قائده وإمامه الحسين (عليه السلام) وهذا حال المؤمن الحقيقي الذي لا يحمل من هم الدنيا شيء إنما جُل همه نصرة الدين ومن يمثله من القيادة الحقة .
2)) إن مسلم يعلم ما مدى عظمة نصرة الحسين (عليه السلام) وكما هو حال جميع الأنصار لكن
مسلم عندما نال مراده وحقق هدفه وهو التضحية في سبيل الحسين(عليه السلام) تجد أنه في أنفاسه الأخيرة أوصى حبيب بالحسين (عليه السلام) مع علمه بمصير حبيب لكن أراد أن يكون أعلى مصداق للحديث الذي يقول ( حب لأخيك ما تحب لنفسك ) .
3)) إن عظمة النصرة والمؤازرة لأهل البيت (عليهم السلام) دفع بأصحاب الحسين (عليه السلام) الى طلبها في حياتهم وبعد مماتهم ولهذا تجد أن مسلم بن عوسجة أوصى حبيب بنصرة الحسين (عليه السلام) حتى تكون هذه الوصية نصرة له بعد مماته وفي هذا المقام قال الشاعر
[ نصروك أحياءً وعند مماتهم -- يوصي بنصرتك الشقيق شقيقا
أوصى ابن عوسجة حبيباً قال -- قاتل دونه حتى الحمام تذوقا ]

وما تضمنته بعض الروايات أيضاً حول هذا التصرف .

الرواية الأولى :- في معركة أحد

أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله) يتفقد أصحابه بعد انتهاء المعركة وما مصيرهم حتى قال (صلى الله عليه وآله) من ينظر الى ما فعل سعد بن الربيع أمن الأحياء هو أم الأموات ؟ فقال رجل من الأنصار أنا أنظر لك يا رسول الله .

فذهب يبحث عنه فوجده بين القتلى وبه رمق من الحياة فقال له : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني أن أنظر له في الأحياء أنت أم الأموات فقال : أنا في الأموات فأبلغ رسول الله عني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله خير ما جزى نبياً عن أمته ، وأبلغ عني قومك السلام وقل لهم ، إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص الى نبيكم سوء وفيكم عين تطرف ثم تنفس فمات .
فرجع الأنصاري إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بحاله فقال (صلى الله عليه وآله) (رحم الله سعداً نصرنا حياً وأصى بنا ميتاً ) ( الكامل لابن الاثير ج2 صــــــــ160 )

الرواية الثانية :- مع أمير المؤمنين (عليه السلام)

يوم صفين إذ صرع أحد أصحابه واسمه عبد الله بن بُديل فمر به الأسود الخزاعي وهو بآخر رمق فقال له : عز عليّ والله مصرعك ثم توجع له ونزل إليه وقال رحمك الله يا عبد الله إذ كنت لمن الذاكرين الله كثيراً ، أوصني رحمك الله فقال : أوصيك بتقوى الله وأن تناصح أمير المؤمنين وتقاتل معه حتى تظهر الحق أو تلحق بالله ، ثم لم يلبث أن مات فأقبل الأسود إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبره فقال (عليه السلام) ( رحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة ونصح لنا في الوفاة ) ( شرح نهج البلاغة 8 – 93 )


الموقف الثاني :- وهو موقف سعيد بن عبد الله الحنفي

تقول الرواية لما صلى الإمام الحسين (عليه السلام) الظهر استقدم الأعداء من الحسين (عليه السلام) وهو قائم بمكانه وأستقدم سعيد الحنفي أمام الحسين (عليه السلام) فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يميناً وشمالاً وهو قائم بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) يقيه السهام طوراً بوجه وطوراً بصدره وطوراً بيديه وطوراً بجبينه ، فلم يكد يصل إلى الإمام شيء من ذلك حتى سقط الحنفي إلى الأرض وهو يقول اللهم العنهم لعن عاد وثمود اللهم أبلغ نبيك عني السلام وابلغه ما لقيت من ألم الجراح فإني أردت ثوابك في نصرة ابن بنت نبيك ثم التفتَ إلى الحسين (عليه السلام) وقال : ( أوفيت يا بن رسول الله ؟ قال : نعم أنت أمامي في الجنة ) ( اللهوف – 165 )

وهنا أيضاً أريد تسليط الضوء على هذا الموقف من خلال كلام سعيد للحسين (عليه السلام) (أوفيت يا بن رسول الله) وعلى شكل نقاط .
1)) إن سعيد ابن عبد الله قد قطع على نفسه عهداً مع الحسين (عليه السلام) عندما قال له قبل المعركة ( لا نخليك حتى يعلم الله أَّنا قد حفظنا غيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة ثم الكرامة التي لا إنقضاء ) ( انصار الحسين الثورة والثوار 50 – 51 )
وهنا أراد أن يعرف من الإمام هل وفى بالعهد الذي قطعه على نفسه أم لا .
2)) إن هذا الصحابي الجليل من شدة حبه وحرصه على حياة الإمام الحسين(عليه السلام) أراد أن يقول للحسين (عليه السلام) هل أني أديت تكليفي وهو مهمة التصدي للسهام على أتم وجه أم أن هناك سهم قد وصل إليك ولم أنتبه له ، فأراد بذلك أن يلتمس العذر من الإمام خوفاً من التقصير .
3)) إن هذا الصحابي الجليل أراد أن يوصل للجميع من بعده بهذا الفعل العظيم مطلباً يفيد .
أن الفرد مهما فعل ومهما قدم للمعصوم لا يمكن له أن يقول إني وفيت لإنه مهما يكون فعله كبير فالمعصوم أكبر وأجل لذا لا بد من طلب رضا الإمام حتى وإن قدمت حياتك بين يديه .
4)) إن هذا الصحابي أراد أن يقول إن المهم ليس كثرة الجراح وصعوبة الفعل بل المهم هو إمضاء المعصوم وبصمة المعصوم على فعلك .


النتائج :-

1)) إن الفرد الساعي إلى طلب النجاح مع المعصوم لا بد له أن يترك كل شيء خلفه ويضع المعصوم نصب عينيه .
2)) إن الفرد مهما كبر وعظم فعله لا يمكن أن يراه شيئاً أمام المعصوم لأن المهم رضا المعصوم وليس عظمة الفعل وصعوبته .
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »

التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 29-11-2014 الساعة 12:55 PM
ابو بتول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2014, 03:44 PM   #2

 
الصورة الرمزية الاستاذ

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 13,349

افتراضي رد: بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب

جزاك الله تعالى خيرا على البحث

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
الاستاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2014, 05:59 PM   #3

 
الصورة الرمزية الاخوة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 20
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : عاصمة دولة العدل الالهي
االمشاركات : 2,667

افتراضي رد: بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب

بحث قيم ..............وفقك الله لمراضيه

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
الاخوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2014, 07:23 PM   #4

 
الصورة الرمزية ابو الطيب

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 181
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,131

افتراضي رد: بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليك ياابا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته
احسنت اخي (ابو بتول) على هذا البحث القيم واحسن
لك العزاء ببركة الصلاة على {محمد وأل محمد}

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ابو الطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-2014, 10:15 PM   #5

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي رد: بعض العبر والدروس من مواقف الأصحاب

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
عظم الله لك الاجر أخي الغالي وأحسن لك العزاء وجعل مجهودك في ميزان اعمالك
بحق محمد وآل محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 09:42 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025