الطائفية تغييب صوت الحق ودعم اصوات الشيطان

قال تعالى في كتابه المجيد ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الاحزاب 21 .
ونحن نعيش ايام الولادة النبوية الشريفة وفي خضم ما نمر به من دوامة العنف الطائفي المقيت احببت التطرق الى موضوع الهداية النبوية الداعية الى الوحدة ونبذ الطائفية المقيته واسبابها ، ولعل من اهم المصاديق في وحدة الامة الاسلامية هو انها تجتمع على شهادة ان لا اله الا الله محمد رسول الله ....... فبمجرد ان يشهد الفرد بهذه الشهادة يكون داخلاً في دين الاسلام المحمدي الحنيف . عن سماعة قال قلت لابي عبد الله عليه السلام اخبرني عن الاسلام فقال ( الاسلام بشهادة ان لا اله الا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه واله وسلم حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث ( الكافي ج 2 ص 25 ) .
وفي الصحيح عن حمران بن اعين عن ابي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ..... ( والاسلام ما ظهر من قول او فعل وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها وبه حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج فخرجوا بذلك من الكفر واضيفوا الى الايمان ( الكافي ج 2 ص 126) .
وهذه الاحاديث وغيرها غير غائبة عن ذهن أي فرد مسلم فلماذا اذن يكفر بعضهم البعض ؟ وهل ان ما حل بالامة الاسلامية يعود السبب فيه لطائفة دون اخرى ؟ وهل ان الحل بيد جهة دون اخرى ؟
فأذا تكلمنا بصراحة نجد ان ابناء السنة يقولون بشهادة ان محمد رسول الله فماذا يقول الرسول الاكرم في هذا الجانب وهو الذي اكمل الدين واتم نعمته الى الاسلام بل وللناس كافة فبماذا اوصانا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟.... في صحيح مسلم ( 3/1340 ) قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( ان الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لكم ثلاثاً ، فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وان تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال واضاعة المال ) وعن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله اخوانا ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة ايام ) وعن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ( الجماعة رحمة والفرقة عذاب ) ...
وفي سنن الترمذي عن ابن عمار قال خطبنا عمر بالجابية فقال : يا ايها الناس اني قمت فيكم لمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فينا ثم ذكر خطبة للرسول جاء فيها ( عليكم بالجماعة واياكم والفرقة فأن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد من اراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن ) .
بعد هذه الاحاديث هل يحق لاي احد ان يدعوا للتفرقة وتشتيت كلمة المسلمين بدواعي اسلامية ؟ الا اننا لو اردنا ان نبحث في اساس الفتنة نجد ان الرسول الاكرم اراد اطفاءها من قبل اندلاعها بوصيته لمولانا امير المؤمنين عليه السلام حين امره رغم احقيته بالخلافة ان يقدم اهمية الدين الاسلامي رغم كل ما يتعرض له وبالفعل يمكن القول ان اروع جواب قدمه للاسلام ورد فيه على الطائفية في كل زمان يتمثل بالتضحية التي قدمها مولى الموحدين علي ابن ابي طالب عليه السلام حين نفذ وصية حبيبه المصطفى ولم يبالي بما يتعرض له بل جعل كلمة الاسلام هي العليا .... الا ان الاستعمار الغربي المتمثل بالثالوث المشؤوم لم تقف محاولاته عند حد معين بل اخذ يغذي الطوائف كلا على حدى بمجموعة من الاصوات الداعية للتفرقة بداعي اقامة الدين الحق وهي عنه ابعد ... والطائفية لا تعدوا غير انها حرب بين دين الله الاسلام الحق من جهة والشيطان عليه اللعنة من جهة اخرى والذي طلب المهلة الى يوم الوقت المعلوم وما الطائفيين في كل زمان ومكان الا اداة بيد الشيطان عليه اللعنة فلو نظرنا لوجدنا ان الطائفية المقيتة بدأت من اليوم الذي سيطر فيه الاستعمار على افكار ومخططات بنو اميه عليهم اللعنة وكما بين ذلك ولينا الطاهر محمد الصدر ( قدس سره ) من ان الذي قتل الحسين عليه السلام هي الدولة البيزنطية . واستمر الحال الى يومنا هذا ..... الا اننا ومن باب الانصاف لا يمكن ان نتهم احداً دون الاخر في اشعال نار الطائفية فقد عمل الاستعمار الى شراء ذمم البعض من مختلف الطوائف حتى بات البعض يطالب بقميص عثمان والاخر يطالب بالحكم والاخر يدافع عن نفسه من دون عقيدة صالحة ولا قيادة الهية تهديه الى الصواب . وقد تعمد الاستعمار الى دعم وتنصيب قيادات دينية وسياسية غير مؤهلة لتمرير مشروعها الخبيث وابعاد الاصوات الحقة عن الساحة كما في تصفية الداعين للوحدة قولاً وفعلاً وشهد لهم بذلك البعيد قبل القريب ... فلا احد ينكر دور السيد المغيب موسى الصدر في اطفاء نار الفتنة في لبنان ولا احد ينكر دور السيد الشهيد محمد باقر الصدر وكلماته التي يخاطب بها اخوته السنة شاهده للتأريخ . كما لا يستطيع احد ان ينكر الدور الاسلامي الوحدوي الذي قدمه شهيد الجمعة محمد الصدر قدس سره بل سيشهد التاريخ ان ابناء الشيعة والسنة يصلون الجمعة في مسجد واحد في ظل حكومة الهدام القمعية فماذا فعل شهيدنا الطاهر هل هي المعجزة ؟ بل هي امتزاج القيادة الالهية والاخلاص لله فنال التوفيق الالهي بايصال الرسالة الحقة فبانت الثمار في وحدة الصف الاسلامي بل وحتى غير الاسلامي . وما خطوات وبيانات واستفتاءات السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بغائبة لا عن صفحات التاريخ ولا عن اعين الاستعمار الغربي الكافر .
فنجد ان الطائفية بما هي مؤامرة غربية الهدف منها النيل من الاسلام المحمدي الاصيل نجد ان البعض من هنا ومن هناك مشترك فيها وما هذا الا بسبب تغييب صوت الحق الذي يمثل الامتداد الحقيقي للرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم فما يحصل في العراق في الوقت الحاضر مثالاً نجد ان ميول بعض الاخوة السنة الى الاستمرار في الحكم والذي يعتقدون انه حقهم المسلوب بسبب التغذية الطائفية يقابله حكام ينتمون للمذهب الشيعي وهم بالحقيقة لا يفقهون شيئاً لا في السياسة ولا في فقه المذهب الشيعي بل مجرد اداة لتمرير السياسة الاستعمارية في المنطقة فمارسوا سياسة التهميش والاقصاء والاعتقال بحق المدان والبريء فحصل ما حصل من التجاء البعض الى المجاميع الارهابية ظلماً وعدواناً فالبعض من الاخوة السنة ابتعدوا عن السنة الحقيقية والبعض من الشيعة ابتعدوا عن السنة الحقيقية وعن وصايا ائمة الهدى عليهم السلام . فعن شعيب العقرقوفي قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لاصحابه ( اتقوا الله وكونوا اخوة برره متحابين في الله متواصلين متراحمين تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا امرنا واحيوه ) الكافي ج 2 ص 175
وبين هذا وذاك تعرض ديننا الحنيف الى التشويه ورسولنا الاكرم الى مختلف الاتهامات من المتربصين وكتابنا الاكرم الى الاحتراق بأيدي قذرة....
وبات صوت الحق والاعتدال ينظر بعين الالم ...
فسلاماً عليك يا نبي الرحمة ... ونسأل الله بحقك ان يمن علينا بالفرج العاجل حتى تكون كلمة الاسلام هي العليا وكلمة الكفر والطائفية والفتن هي السفلى ...
والحمد لله رب العالمين

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم
موضوع قيم وفقك الله لمراضيه

بسم الله الرحمن الرحيم
موفق اخي العزيز لكل خير وبركة

جزاك الله تعالى خيرا على الموضوع

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله ألف خير أخي الغالي على هذا الموضوع
نسأل الله بحق رسوله الكريم أن يجعلنا ممن يسمعون الكلام فيتبعون أحسنه