من هو أولى الناس بمحمد الصدر؟؟؟

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
(من هو أولى الناس بمحمد الصدر )
قال تعالى في كتابه الكريم ( إنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا)

ال عمران 68

ذكر صاحب كتاب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (ج2 ص320) في تفسير هذه الآية المباركة

( لوضع حد لجدل اهل الكتاب حول ابراهيم ، نبي الله العظيم ، الذي كانت كل جهة تدعي انه منها، وكانو يستندون غالبا الى قرابتهم منه أو اشتراكهم معه في العنصر ، أعاد القرآن مبدأ رئيسيا الى الاذهان وهو ان الارتباط بالانبياء والولاء لهم انما يكون عن طريق الايمان وإتّباعهم فقط ، وبناءً على ذلك ، فإن اقرب الناس لإبراهيم هم الذين يتبعون مدرسته ويلتزمون أهدافه ، سواء بالنسبة للذين عاصروه (للذين أتبعوه ) أو الذين بقوا بعده أوفياء لمدرسته وأهدافه ، مثل نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وأتباعه (وهذا النبي والذين آمنوا))

وإن أولى الناس بالرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وآله صاحب الاطروحة الكاملة العادلة الذين اتبعوه ايضا وهم اهل بيت النبوة لا لقرابتهم النسبية بل لاتباعهم محمد وهم اعلم بما جاء به والحديث مستفيض عن ذلك ..

امام بعد امام حتى وصل الامر الى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه فكانت مرحلة الغيبة الصغرى، فقد عين الإمام(عجّل الله فرجه) شخصاً ليقوم مقامه في إيصال الأحكام إلى الناس، وهم السفراء الأربعة
وأمّا في زمن الغيبه الكبرى، فإنّ الإمام الغائب الحاضر (عجّل الله فرجه) أرجع الناس إلى رواة حديث الأئمّة(عليهم السلام)، فقد ورد عنه عجل الله فرجه : (وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله عليهم ) (كمال الدين واتمام النعمة 484 الباب 45)

وقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام) انه قال: (من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّدوه) (الاحتجاج 263:2)

فمنذ ذلك الوقت وقد قام العلماء الناطقين بدورهم على اكمل وجه مصلح بعد مصلح كنواب للإمام المهدي سلام الله عليه غير ان الكثير قد انتحل هذه الصفه وادعى ماليس له بدون حق ولا كتاب منير ولكن الله متم نوره وناصر العلماء المخلصين الى ان وصلت المرحلة الى السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره ومن بعده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره فكانو بحق اولى الناس بال الرسول لانهم اتبعوا نهجهم خير اتباع قولا وعملا والآن لنأتي بالحديث الى السيد الشهيد الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر قدس سره نعم فقد قام بدوره على اكمل وجه فوضع منهاجا منيرا واختط طريقا واضحا للمؤمنين للوصول الى امامهم وروى ذلك بدمائه الطاهرة فجزاه الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وبعد كل ذلك كثر المدعون فكل يقول انا اولى الناس بمحمد الصدر وانا الذي اتبع محمد الصدر دون سواي .. فمن نصدق ياترى ؟؟؟ الجواب : لنأتي الى النهج الذي اختطه لنا السيد الشهيدفهو المقياس والميزان لنرى من خلاله من سار على نهجه واتبعه ومن خالفه وابتعد عنه وذلك ضمن عدة نقاط

النقطة الاولى : يقول السيد الشهيد (أنا حررتكم فلا يستعبدكم احد من بعدي ) فمن سار على نهجه يجب ان لاينقاد ولا يطيع سوى ربه ونهج مرجعه الذي يوصله الى امامه وهذا ما رأيناه واضحا جليا في السيد مقتدى الصدر فلم يهادن ولم يساوم على حساب الدين والوطن وال الصدر ودماء الصدر قائلا (ان وليي الصدرين ) (الدين والوطن هو المقدم دوما )فلم ينقاد للاغراءات ودفع مقابل ذلك الكثير وحورب حربا شعواء من الصديق قبل العدو اما الآخرين فقد علا نجمهم بإسم ال الصدر وبعدها ابتعدوا تدريجا عن نهجهم حتى بالكاد يذكرونهم بل بعضهم ركن واتبع اعداء ال الصدر ...

النقطة الثانية : قال تعالى واصفا نبيه الكريم الذي يجب ان يكون اسوة وقدوة (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) (128التوبة) وورد عن رسول الله صلى الله عليه واله (من اصبح لايهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ) فال الصدر كانو اوضح مثال للناطق بمأساة الامة فقد عاشوا الالام وهموم الشعوب المستضعفة و المظلومة فكان السيد الشهيد يردد قائلا (الحوزة الناطقة لاتقبل بالسكوت على اي عيب او نقص في المجتمع ) وكان رضوان الله عليه ملجئ يلتجئ اليه الفقير والمحروم وشوكة في عيون الظالمين حتى وصل الامر انه كان يطالب بارجاع الكهرباء من على منبر الجمعة المقدس .. فمن بربكم بعد الصدر عاش نفس الالام وكان صوته يصدح باسم الفقراء فلا يقر ولا يستكن مادام الشعب يعاني فكل مايحتاجه الشعب كان السيد مقتدى الصدر مطالبا به فحقق الكثير رغم ان ذلك يجعل اعداء الشعوب والطغاة يحاربونه بكل ما اوتوا من قوة

النقطة الثالثة : كان موقف السيد الشهيد واضح بشأن امريكا والتعامل معها من قريب او بعيد مرددا الهتاف المشهور (كلا كلا امريكا ) وهذا ما استمر عليه السيد مقتدى الصدر فرفض امريكا واحتلالها قولا وفعلا رغم جبروتها الذي يخشى منه الكثير فلم يهادن طرفة عين على الرغم من استعمالهم اسلوب الترهيب والترغيب .. على عكس الكثير الذين لم يكن لهم موقف من الاحتلال اصلا او الذين جلسوا مع الاحتلال وتفاوضوا معه وقدموا له تنازلات واطلق سراح معتقليهم .. بل اخيرا اشتركوا معها في المعارك سوية جنبا الى جنب ضد مقاتلة داعش وهم يعترفون ان امريكا هي من انتج داعش فعجبا عجبا .. اما السيد مقتدى الصدر فكان شعاره هو شعار والده السيد الشهيد محمد الصدر ((الحوزة والاستعمار ضرتان لايجتمعان ))

النقطة الرابعة : صلاة الجمعة التي انطلق منها السيد الشهيد لهداية المجتمع واوصى بالاستمرار عليها فلم يستمر على صلاة الجمعة او لم يستمر على جمعة الصدر جمعة الهداية سوى السيد مقتدى الصدر فالكثير تركوها او اتخذوها منبرا سياسيا وكان السيدمقتدى الصدر اعزه الله يعتبر ترك الجمعة خيانة لمحمد الصدر

النقطة الخامسة : تكامل المؤمنين من خلال الطاعة والتكاليف وغيرها وخير مثال عندما امر السيد الشهيد الناس بالامتناع عن الزيارة الشعبانية في عهد الهدام امتثل الجميع لذلك مما يدل على تربية المجتمع على الطاعة وهذا ما سار عليه السيد مقتدى الصدر فكان اعزه الله يربي المجتمع على الطاعة فمن مظاهرات الى تكاليف كالصوم وحفظ القرآن واعتكاف ..الى التكامل علميا من خلال مشروع الممهدون ووصاياه في طلب العلم وحثه عليه .

النقطة السادسة : كما كان السيد الشهيد قدس سره لا تأخذه في الله لومة لائم ولايسكت عن الباطل اوويجامله كذلك السيد مقتدى الصدر فكان يقول ان صديقي هو الشعب العراقي فكل من يخدم الشعب هو صديق السيد مقتدى الصدر حتى لو كان من غير طائفته وكل من يظلم الشعب فهو عدو السيد مقتدى الصدر حتى لو كان من طائفته فكم تبرء من اناس مفسدون من المحسوبين على التيار او على ال الصدر ولم يفعل ذلك اي احد غيره اطلاقا فهم يحاولون جمع الانصار بكل وسيلة ولا يتخلون عن احد حتى لو ثبت تورطه بل العكس كل يدافع عن حزبه وانصاره ..

النقطة السابعة : ان السيد مقتدى الصدر اعلم بما جاء به والده السيد الشهيد وما الاستفتاءات الشرعية التي يجيبها طبقا لفتاوى السيد الشهيد عنا ببعيد على الرغم من انه يعلم انهم يتربصون به الدوائر ليمسكوا زلة ولو صغيرة عليه وانى لهم ذلك .. وقد نشر مؤلفات وعلوم الصدر الشهيد

النقطة الثامنة: المقاومة الاسلامية الحقة سواء منها العسكرية او الثقافية فقد استمر بزرع الشجاعة لدى المؤمنين كما كان السيد الشهيد وفتح بصيرتهم تجاه مايدور حولهم من احداث وتداعيات فكان نعم المقاوم عسكريا وثقافيا وهو بكل ذلك يهدف الى تحقيق الشرط الثالث من شرائط الظهور الا وهو انشاء انصار للامام المهدي وقاعدة شعبيه تسانده وتفديه بالغالي والنفيس كما ذكر ذلك السيد الشهيد

النقطة التاسعة : تحرك السيد مقتدى الصدر بعنوان القيادة التي ذكرها السيد الشهيد في لقاء الحنانة (( فمن هذه الناحية يحتاج الشعب العراقي الى قيادة لاتمثل التقليد تقلدون شخص وتأتمرون بأمر شخص اخر بعنوان الوكالة او بأي عنوان اخر ..) امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر بعد ان كانت الساحة تخلو من ذلك .. وما اكثر طلاب السيد الشهيد الذين ادعوا المرجعية وخالفوا صريح قول السيد الشهيد الذي استشهد ولم يكمل في التدريس ربع دورة اصولية .. ولم نجد لهم موقفا مماكان عليه استاذهم الصدر كما يدعون ولا ولا ...

النقطة العاشرة : (كلا للطائفية ) وهنا أنقل ماقاله الأستاذ علي الزيدي في كتابه مقتدى الصدر قيادة فوق الشبهات ( ان الكثير ممن يدعون انتمائهم الى السيدين الشهيدين الصدرين قد خالفوهم في كثير من المواقف التاريخية والانسانية وخصوصا المواقف ذات البعد الوطني التي تريد الحفاظ على وحدة الصف العراقي ، بجميع طوائفه وأديانه وهم الان يثيرون اشكالات حول السيد مقتدى الصدر فكان الاولى ان تثار الاشكالات حولهم كونهم المعارضون والمخالفون لمسيرة الشهيدين قدس سرهما . بالرغم من تمسك الكثير منهم ظاهرا بانهم من اتباعهم ومواليهم ومن هذه المخالفات الواضحة والجلية والتي نعيشها في المرحلة الراهنة وبشكل مقرف ومثير للحساسية هو تفعيل وإثارة مصطلح الطائفية حتى وصل الاحتقان الطائفي اعلى مستوياته . وعندما ياتي السيد مقتدى الصدر للتخفيف من شدة هذا الوطئ باقامة مؤتمرات للوحدة الاسلامية كمؤتمر الزهراء عليها السلام والصلاة مع اخواننا السنة وكذلك المطالبة بحقوقهم مؤكدا حرمة الدم العراقي بجميع اطيافه بعد كل ذلك يتهم من الجهات التي تدعي انتمائها للسيد الشهيد محمد باقر الصدر ، والبعض ممن يدعون انتمائهم الى السيد الشهيد الصدر الثاني ويقولون بانه خائن للمذهب وهو يجامل السنة على حساب الشيعة من اجل استمالتهم اليه وما شابه .. والآن لنستعرض ما قاله الشهيدين الصدرين لنرى من هو الذي بقي محافظا على هذا الخط في قيادته المباركة ومن تخلف عن ذلك ، ليأتي بعدها ويتهم السيد مقتدى الصدر بالمخالفة

اولا : ما قاله السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره (( أنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام))

(إني منذ عرفت وجودي و مسؤوليتي في هذه الأمة, بذلت الوجود من أجل الشيعي و السني على السواء , و من أجل العربي و الكردي على السواء, حيث دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعا, و عن العقيدة التي تهمهم جميع)
ثانيا ماقاله السيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر قدس سره (ان كل من يذكي الفتنة الطائفية في المجتمعات الاسلامية فهو يدعم الفكر الغربي الكافر بصورة مباشرة او غير مباشرة))
( الإسلام دعا إلى وحدة الصف والتآلف ورص صفوف المسلمين بنص كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فقال عز من قائل: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)( ). وقال أيضاً (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ.(()
وأخيرا نختم بقول السيد مقتدى الصدر في (بحث حول التقليد) مخاطبا والده السيد الشهيد


( فعهداً سيدي ومولاي، أقسم صادقاً: إني لن أحيد عن خط المرجعية الناطقة وعن ما كتبت لنا وانتهجت وما أوصيت ، فكنت نعم المرجع ونعم القائد ونعم المربي ونعم الأب لنا أيها المرجع الهمام، والقائد البطل والمجتهد الأعلم والكاتب الأروع، وعهداً مني أنا ومن أتبعني أن نصبر على ما يصيبنا من البلاء في سبيلكم وسبيل الحق ولو كان من ذوي القربى أو ممن يدعون إنهم رعاياكم وأتباعكم.)

والحمد لله رب العالمين

احسنت الطرح بارك الله فيك وطيب انفاسك

احسنت على الموضوع القيم والطرح المبارك

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت على المجهود الرائع والطرح المميز وحشرك الله مع ال الصدر

بوركتم على هذا الطرح الرائع