العودة   منتدى جامع الائمة الثقافي > القسم الإسلامي العام > ألمنبر الإسلامي العام

ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
Bookmark and Share أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-09-2015, 01:10 AM   #1

 
الصورة الرمزية شجون الزهراء

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 387
تـاريخ التسجيـل : Aug 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : في أرض الله الواسعة
االمشاركات : 635

افتراضي فإنما أنا عبدك وبك ولك

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

لا ريب في أنّ فترة الحج تنتهي مناسكها بعودة الحجيج إلى من حيث أتوا وهم في قمة الفخر والزهو بما تزودوا وشاهدوا وبما اكتسبوا من قيم وفضائل ومعانٍ قد تدفع الكثير منهم مع حرارة الدوافع واستمرارية الذوبان في مكنون الرسالة باتجاه تهيئة الحال و(المال) إلى رحلة إيمانية أخرى، باعتبار أنّها فريضة إلهية واجبة. وطالما هي كذلك ينبغي أوّلاً معرفة ما تعنيه بالنسبة للفرد المسلم وممارسة وحصر كلّ ما يساعد على تأديتها بشكل سليم، وكخطوة أساسية يجب الالتفات أو الإهتمام بالنفس باعتبارها مصدر البلاء والتوفيق وكهوى وسلوك لأنّها تشكل المعيار الذي ينحصر فيه قبول هذا المسعى أو عدم قبوله.
لذلك وكخطوة سليمة باتجاه تفعيل النيّة يستوجب إعداد وتهذيب النفس وتربيتها بالشكل الذي يؤهلها بالسير نحو هذا المسعى والفوز بالرضوان كنتيجة لاحقة ولا ريب فيه انّ النفس التي تصل إلى مرحلة السمو والعرفان تحس بأنّها موفقة ومجابة الدعاء وهذا ما نسميه بالرضوان أو الاطمئنان.

فالحج الذي وردت أكثر من 34 آية به وسورة بأسمه لأهمية موضعه ومكانته في الإسلام أوّل ما يعنيه هو التوجه لله وسلوك إلى لقائه في بيته وكعبته وشرائعه ورسله وأوليائه. والتوجه له وزيارته في مهابط وحيه ماذا يعني بل والمطلوب لكي يكون مقبولاً وبأي صورة يكون هذا الزائر وهو يقف أمامه مكتفياً بقطعتين من الغطاء الأبيض كيوم رحلته الأبدية مردداً (لبيك اللّهمّ لبيك) وأخيراً كيف تكون هذه التلبية ومن أي مصدر وشعور تنطلق.
ومع ذلك فأنّ التدين لا تخضع حالة الالتزام بمناهجه أو تأديتها إلى وقت ومكان معينين ولا هي قابلة للاقتطاع أو التقديم والتأخير لأنّها إيمان كامل بالدين ذاته بأصوله وفروعه التي بحصرها ربما تميزنا عن غيرنا. ومع مراعاة هذا الاعتبار وتأكيداً لهذا المفهوم، فانّ الإنسان الذي يروم الذهاب إلى الحج يدرك تماماً انّ الطريق المؤدي إليه لا يمكن اجتيازه ما لم يؤدي قبله بقية الرسوم (الفرائض).
لأنّ الذي يعمل بجانب ويعطل الجانب الآخر منها حسب الذوق أو الرغبات فإنّ مساعيه لا تقبل لأنّه يعتبر متمرداً وجاحداً بحقوق الله عليه وتكون طاعته ناقصة ومن يكون هكذا كأنّ الشيطان يكون له قرين حتى وإن كان لا يرغب بمودته وفي النهاية فانّ الرحمن لا يقبل من عبد له مع الشيطان (حكاية) وستكون رحلته مجرد سفرة أثرية سياحية ترويحية شأنها شأن بقية السفرات إلى عكركوف ومسلة حمورابي! وهنا تكمن أهمية الحج في الإسلام باعتباره آخر الفرائض المطلوبة التي لا يجوز القفز على ما يسبقها من أجل تأديتها.
وعند الشروع بتأديتها تكون النفس مهيأة تماماً لها كمعتقدات وهوى وسلوك ثمّ الالتزام الدقيق بأوامر الله ونواهيه ومنه يكون الحكم والقرار والانتماء ومنه أيضاً تفرح وتبكي وتدخل معترك الحياة. وتواجه الاختبار: وأي خلل بهذا التوازن يعني هنالك شيطان وينبغي رجمه لكي لا تتسع دائرة قوته في النفس المحبة له إلا...؟
وفي مكة يستمر تهذيب النفس وبصورة أكثر وقعاً وحماسة من أي وقت ومكان مضى لأنّ حرارة الإيمان بها تشتد ويزداد تعلقها بالله وهي تعلن في بيته العتيق التوبة والبراءة من المشركين والطهارة من كلِّ غلٍ أو حقدٍ أو درن من أدران الدنيا بل وتعلن الانتماء النهائي إليه (لبيك) لا لسواه طاغوت كأن أم فكر لهذا وذاك.
وكلما توغلت هذه النفس في معترك المراسم هناك يتوهج فيها حب الله ورسله وهي حريصة كلّ الحرص على ممارسة الشعائر ومعرفة الهدف منها فالساحة هنا للتجسيد لأنّ كلَّ ما يفرض السلطة والقرار على القلب والسمع والأبصار حاضر فيها مع الدلالات هي ترى وتفهم ما ينطوي عليه مثلاً توحيد البأس وخلع كلّ ما يميّز بينهم ويفرق عن الأهواء النفسية أو المظاهر الخارجية التي تتميّز بها الحياة الآن والغطاء الأبيض وحده يكفي للدلالة على قصور هذه الحكاية بالنسبة للإنسان لأنّه لا يأخذ منها سواه ويوم رحيله. وهو ذاته يلبس في الحج بمثابة (براوة وبروفة) تدقيق بالقياسات وهو تذكير ما بعده تذكير للإنسان إن شمخ يوماً أو غطس بأنّ الحياة لا تساوي غير هذا الغطاء. لذلك فرض على الحاج لبسه طيلة بقاءه في الحج مهما يكن هنا الحاج سواء كان ملكاً، أميراً أو قائداً للضرورة؟.
ومثلما في اللباس كمظهر خارجي كذلك يتطلب حضور القلب هنا وبكامل مفاصله وعدته لأنّ الحج كما عرفنا لا ينحصر في الطواف والسعي والرمي (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا...) (البقرة/ 200)، فالقلب هنا ينبغي أن يكون كلّه لله (أشد) ولا يصح حضوره عندما يكون جزءاً منه بعيداً عن مكة ولربما في مشروع اقتصادي أو سياسي أو في حالة اجتماعية وإذا كان جزء منه غائب تكون مساحة الذكر محصورة جدّاً. وهذا ما لا يصح قبوله. فكيف يتم استحضار ما يذكر الإنسان بالأنبياء والرسل وكيف كانت سيرتهم وجهودهم وسننهم وأمامه ما يدل عليهم من آثار ومقامات وأضرحة كما وكيف يتذكر الجو الوثني المظلم الذي كان سائداً آنذاك ودور إبراهيم (ع) في تبليغ ديانته الحنيفية وإرشاد الناس وظلامته مع قومه بل كيف يستحضر الفترة التي نشأ فيها الإسلام في هذه الربوع كيف بدأت الدعوة وكيف انطلقت وما هو دور الرسول (ص) فيها وكيف عانى واضطهد من أجلها وقبلها كيف نشأ وترعرع وعاش ثمّ نزول الوحي عليه ودوره في المعارك والغزوات وإقامة الولة الإسلامية.

وفي الحقيقة انّ فترة الحج تعتبر مدرسة في الهواء الطلق يتعلم ويكتسب الحاج فيها كلّ ما يريد من علوم دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وتاريخية وجغرافية وسياحية.. إلخ وبالطبع مجاناً والمطلوب منه فقط حضور القلب وتوفر الاستعداد مع شيء من التضحية.

 

 

 

 

 

 

 

 

شجون الزهراء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 03:43 AM   #2

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: فإنما أنا عبدك وبك ولك

احسنتم وجزاكم الله خير الجزاء.
كان الإمام أبو جعفر الباقر(عليه السلام) إذا حجّ البيت الحرام انقطع إلى الله وأناب إليه وتظهر عليه آثار الخشوع والطاعة، وقد روى مولاه أفلح قال: حججْت مع أبي جعفر محمّد الباقر فلمّا دخل إلى المسجد رفع صوته بالبكاء فقلت له:
بأبي أنت وأُمّي أنّ الناس ينتظرونك فلو خفضت صوتك قليلاً.
فلم يعن به الإمام وراح يقول:
«ويحك يا أفلح إنّي أرفع صوتي بالبكاء لعلّ الله ينظر إليّ برحمته فأفوز به غداً...» .
ثمّ إنّه طاف البيت، وجاء حتى ركع خلف المقام، فلمّا فرغ وإذا بموضع سجوده قد ابتلّ من دموع عينيه
(1)


(1) صفة الصفوة: 2/63، تاريخ ابن عساكر: 51/44، مرآة الزمان: 5/79، نور الأبصار: 130

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 05:45 AM   #3

 
الصورة الرمزية الراجي رحمة الباري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 11,036

افتراضي رد: فإنما أنا عبدك وبك ولك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ان الحج بمكانة بحيث تكاد لا تجد دعاء في شهر الله الفضيل شهر رمضان المبارك الا وفيه طلب التوفيق الى حج بيت الله الحرام
وفقكم الله لكل خيرورزقكم الله وايانا حج بيته الحرام بنية صادقة وقبول حسن

 

 

 

 

 

 

 

 

الراجي رحمة الباري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-2015, 08:55 PM   #4

 
الصورة الرمزية ابو محمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 26
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بلاد الأنبياء والمرسلين
االمشاركات : 9,045

افتراضي رد: فإنما أنا عبدك وبك ولك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت على هذا الموضوع القيم
وفقكم الله لمراضيه ورزقكم التوفيق للطاعات وقبولها بأحسن قبول
بحق محمد وآل محمد

 

 

 

 

 

 

 

 

ابو محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-09-2015, 01:01 PM   #5

 
الصورة الرمزية ابو زهراء العراقي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 188
تـاريخ التسجيـل : Mar 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 2,433

افتراضي رد: فإنما أنا عبدك وبك ولك

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بوركت على هذا الموضوع القيم وجزاك الله خيراً

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو زهراء العراقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



All times are GMT +3. The time now is 11:47 PM.


Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025