![]() |
![]() |
![]() |
|
ألمنبر الإسلامي العام لجميع المواضيع الإسلامية العامة |
![]() ![]() |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
قال السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) في كتابه فقه الأخلاق ج2 ص274 ومن هنا،بل من مجموع التعاليم الدينية نعرف: إن المقولة التي قالها(كارل ماركس) مؤسس الفلسفة الشيوعية، من أن (الدين أفيون الشعوب) ليس بصحيح تماماً. فان الأفيون مخدر، والدين لا يمكن أن يكون مخدرا باعتبار عدة أمور: أولا: إيجاده للعاطفة التي سمعنا عنها، وهي نشر العدل والرحمة في أمم الأرض كلها، لكي تمتلئ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. ثانيا: إيجاده للعاطفة المضادة للظلم والظالمين، سواء في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد أو المحتمات الأخرى . ثالثا: الأحكام المضادة للظلم من واجبات ومحرمات، وعدم جواز الاعتداء على الآخرين وغمط حقوقهم(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) النحل\90. رابعا: إننا لو فرضنا غض النظر عن ذلك كله، فان الدين لا يستطيع أن يكبت عواطف الإحساس بالظلم والقهر في قلوب الشعوب،فان هذا مما يحصل بكل تأكيد، ولا يستطيع أي فاعل أو جاعل أن يغيره،وإنما في الحقيقة إننا وجدنا كلاً من المذهبين الشيوعي والرأسمالي قد خافو من وثبة المظلومين وتحرير الشعوب،فاتخذوا الإجراءات المضادة لذاك. أما الشيوعية والدول الراديكالية، فقد اتخذت أسلوب القمع والتنكيل والتخويف بإزاء ذلك. وأما الدول الرأسمالية، فقد الهت شعوبها والشعوب الأخرى بالمال والمشاكل الاقتصادية، وبالبرامج الرياضية والخلاعية وغير ذلك، مما أدى إلى أن تحس الشعوب بمشاكلهم الواقعية وآلامهم الأساسية، وهم – مع ذلك- غير فارغين من الاغتشاش والاحتجاج في كل بقاع العالم. وليس في الدين المقدس الحق شي من هذا القبيل، فان كل ما فعلوه هو محرم في الدين وممنوع في شريعة سيد المرسلين، ولا سبيل إلى مشروعية إيجاده. نعم، يوجد في بعض الاتجاهات الإسلامية ما يخالف ذلك، فقد ورد في صحيح مسلم وغيره ما يدل على وجوب طاعة الحاكم، وان كان ظالما، ووجوب المحافظة على حكمه والخضوع له وان كان فاسقا، وفي بعض الإخبار هناك(إلا ما أقاموا الصلاة) أي ما داموا على ظاهر الإسلام. وفي بعضها وجوب الطاعة(حتى لو ضرب ظهرك أو اخذ مالك) ونحو ذلك. وسياقها يدل على انه حتى لو فعل ذلك عن طريق الظلم والاعتداء،فانه يجب طاعته والحفاظ عليه. وهذا اتجاه شاذ في الدين، ورواياته ضعيفة، وهو ناشئ من فهم معين لقوله تعالى( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)النساء\59. على أن المراد من أولي الأمر كل حاكم مسلم مهما كانت صفاته وعمله، إلا إننا لو سلمناه فلا اقل من تقييده بان يكون عادلا في نفسه وفي أفعاله، فإذا خرج من العدالة لم تجز قبول ولايته. ولعل ماركس قد اعتمد على مثل هذه الاتجاهات المنسوبة إلى الدين، في الطعن في الدين، والدين منها براء. كما قد يفهم البعض إن في الدين اتجاها آخر منافا لهذا المعنى الذي قلناه متمثلا باتجاه التصوف، وهو اتجاه كثير السريان في المجتمع المسلم بمختلف طبقاته ومذاهبه، ومن المعلوم إن التصوف يؤدي إلى الابتعاد عن الناس ومحاولة التسليم بالواقع على ما هو عليه، والصبر في تحمل البلاء وعدم لزوم دفعه، وكذلك إخراج حب الدنيا من القلب. مما يلزم عدم الاهتمام بشان نفسه وشان الآخرين بما فيهم من عدل أو ظلم. ولهذا لم يعارض(الغرب) وجود التصوف والطرق الصوفية في المجتمع المسلم؛ لان وجودها لا ينافي مصالحه، بل هي بالتأكيد في مصلحته؛ لأنها تبعد الناس من التفكير في مظالمه وفضائحه. بل الأمر أكثر من ذلك، فقد كانت من الوصايا الأساسية الصادرة من الغرب في الجيل السابق،هو حث الناس على تعلم وصايا(ابن عربي) ونصائحه والسير طبقا لمنهجه،وليس ذلك صداقة مع ابن عربي أو لأجل حسن الظن به، وإنما لأجل جعل ذلك ذريعة لإبعاد الناس عن الاهتمام بأمور الدنيا، الأمر الذي يوفر لهم الفرصة لكي ينفذوا مصالحهم بحرية تامة. ومن الناحية العملية فإننا نرى إن أصحاب الطرق الصوفية كذلك، ليس لهم تدخل في الحكم ولا في السياسة ولا في العدل والظلم الاجتماعيين، وهذا هو المقصود الأساسي للغرب المستعمر بكل تأكيد. ولعل هذه الفكرة هي التي كانت أوضح في ذهن (ماركس) حين قال قولته المشهورة التي سمعناها، والأمر كذلك بكل تأكيد، إذا كان الدين مقتصرا على هذا الاتجاه وخاصا به. وجواب ذلك في عدة نقاط: النقطة الأولى: إن اتجاه التصوف ليس هو الاتجاه الوحيد في الدين، كما انه لا يعتبر صحيحا عند الكثير من المسلمين والمؤمنين والمخلصين. ويكفينا في ذلك أن نسمع منهم الحث على إشاعة وإعلان تعاليم ابن عربي وحث الناس عليها، مما نفهم منه إن الناس بعيدون عن هذا الاتجاه وغير فاهمين له وغير متبعين له،بل أن اغلبهم جاهلون له تماما، وهم الأعم الأغلب في المجتمع المسلم بكل تأكيد. إذن ، فردّ الفعل المفهوم والمتوقع من الصوفية تجاه الظلم والمصاعب والبلاء،غير متوقع من غالبية الناس. النقطة الثانية: إن في الدين أحكاما منافية لمثل هذه الاتجاهات الصوفية كوجوب العدل وتفاصيله وحرمة الظلم وتفاصيله، مما هو معلوم من محله. النقطة الثالثة: إن الاتجاه الصوفي إن كان يربي الأنانية في النفس وعدم الاهتمام بالمسلمين، فهو مما يخالف الدين ويعصي شريعة سيد المرسلين، من حيث ما يدعي الاتصال به والطاعة له. وأما إذا كان يربي الإخلاص لله سبحانه ولرسوله ولتعاليمه، فالأمر ليس كذلك بكل تأكيد، بل يجب عليه أن يضع كل تعليم في موضعه ويطبق كل حكم في موضوعه. وإذا كان الأمر كذلك ، اختلف الأمر تماما عما يعتقده أصحاب تلك الاتجاهات الصوفية.
|
![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
|
![]()
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
|
![]()
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
|
![]()
اقول : كم تحمل الدين وكم يتحمل من اولئك الذين نسبوا اليه ما ليس فيه حتى ان الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله لم يسلم منهم الاخ الفاضل اشكرك جزيل الشكر على التذكير بهذا الموضوع المهم وقدس الله سرك ياسيدي يا محمد الصدر على هذا الطرح والمناقشة العقلية فقد كنت ولا تزال مدافعا عن الدين ومذهب امير المؤمنين
|
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أفيون , مناقشة , الدين , الشعوب , يقوم |
|
|
![]() |
![]() |