![]() |
![]() |
![]() |
|
منبر زينب العقيلة ( عليها السلام ) المواضيع المخصصة لعقيلة الطالبيين |
|
![]() |
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#1 |
|
![]()
قال بشير بن خزيم الأسدي (كما في رواية ابن طاووس المتوفي سنة 664هـ في كتابه الملهوف )، اما الشيخ الطبرسي في "الاحتجاج"فروى قائلا: عن حذيم بن شريك الأسدي.( وابن طيفور في "بلاغات النساء") عن الامام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: لما أتى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) بالنسوة من كربلاء، وكان مريضاً. وإذا نساء أهل الكوفة ينتدِبنَ مشقَّقات الجيوب، والرّجال معهن يبكون! فقال زين العابدين (عليه السلام) بصوت ضئيل. وقد نهكته العلة: "إن هؤلاء يبكون علينا! فمن قتلنا غيرهم؟!" فأومأت زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إلى الناس بالسكوت. قال حذيم الأسديّ: لم أر –والله- خفِرَة قطّ أنطق منها. كأنها تنطق وتفرغ على لسان علي (عليه السلام). وقد أشارت إلى الناس بأن أنصتوا، فارتدت الأنفاس. وسكنت الأجراس. ثمّ قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)-: أمّا بعد. يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل، ألا فلا رقأت العبرة،ولا هدأت الزفرة،إنما مَثلُكم كمثل التي (نقضَت غزلَها مِن بعدِ قوّةٍ أنكاثاً تتخذونَ أيْمانَكم دخَلاً بينَكم) هل فيكم إلا الصّلَفُ والعُجبُ والشَّنْفُ والكذبُ. وملَقُ الإماءِ. وغمزُالأعداءِ. أو كمرعى على دِمنة. أو كفضة على ملحودة ،ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخِط الله عليكم. وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون أخي؟! أجل! والله فابكوا. فإنكم أحرى بالبكاء. فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد اأبليتُم بعارها، ومُنيتم بشنارها ، ولن ترحَضُوها أبداً. وأنى ترحَضون قتلَ سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ حزبكم ومقرّ سلمكم، وآسي كلْمِكم ، ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومَدَرَة حججكم، ومنار محجتكم . ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم. وساء ما تزرون ليوم بعثكم. فتَعساً تَعساً. ونَكساً نَكساً، لقد خاب السعي، وتبت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة. أتدرون -ويلكم- أي كبد لمحمد (صلى الله عليه وآله) فرثتم؟! وأي عهد نكثتم؟! وأي كريمة له أبرزتم؟! وأي حرمة له هتكتم؟! وأي دم له سفكتم؟! "لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {۹۰}" (سورة مريم) لقد جئتم بها شوْهاءَ صلعاءَ عنقاءَ سوداءَ فقماءَ خرقاءَ، كطلاع الأرض، أو ملءِ السماء. أفعجِبتُم أن تمطرَ السماء دماً {ولَعذابُ الآخرةِ أخزى وهُم لا يُنصرونَ}. فلا يستخفَّنَّكم المَهَلُ، فإنه عز وجل لا يَحفَزُه البِدار، ولا يخشى عليه فوتُ الثارِ، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد. ثمّ أنشأت (عليها السلام) تقول: ماذا تقولونَ إذ قال النبي لكم *** ماذا صنعتُم وأنتم آخرُ الأمم بأهل بيتي وأولادي وتكرمتي *** منهم أسارى ومنهم ضُرِّجوا بدم ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم *** أن تخلُفوني بسوء في ذوي رحمي إني لأخشى عليكم أن يحِلَّ بكم *** مثل العذاب الذي أوْدى على إرم ثمّ ولت (عليها السلام) عنهم. قال حذيمٌ: فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههمْ. فالتفت إلي شيخٌ في جانبي يبكي. وقد اخضلِّت لحيته بالبكاء. ويده مرفوعة إلى السماء. وهو يقول: "بأبي وأمي، كهولُكم خيرُ كهول. ونساؤكم خيرُ نساء. وشبابكم خيرُ شباب. ونسلكم نسلٌ كريمٌ. وفضلكم فضلٌ عظيمٌ." ثم أنشد: كهولكم خيرُ الكهول ونسلُكم إذا عدّ نسلٌ لا يبور ولا يخزى فقال عليّ بن الحسين (عليهما السلام): "يا عمة، اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبارٌ. وأنت بحمد الله عالمة غيرُ معلمة، فهِمة غير مفهَّمة"... (انتهى) المصادر والمراجع: الاحتجاج: ۲/۱۰۹، بلاغات النساء: ۳۷، الأمالي للطوسي: ۹۱ مج ۳ ح ٥۱، الأمالي للمفيد: ۳۲۰ مج ۳۸، المناقب لابن شهر آشوب: ٤/۱۱٥، ناسخ التواريخ/ السيدة زينب (عليها السلام): ٤۷.
|
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خطبة ،زينب ، في الكوفة |
|
|
![]() |
![]() |